الثورة نت:
2025-02-22@14:54:47 GMT

رياضتنا والكشاف المفقود

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

 

ليس كل من ابدع في ملاعب كرة القدم يستطيع أن يكون مدربا متميزا وليس كل من كان نجما في المستطيل الأخضر لديه القدرة على أن يكون إداريا رياضيا ناجحا أو ناقدا رياضيا واعلاميا أو محللا أو معلقا رياضيا ممتازا، فهذه ملكات لا يمتلكها إلا البعض الذي بمزيد من التدريب والتأهيل والصقل يمكنه أن يبدع في هذه الجوانب كما أبدع في الملاعب وامتع الجماهير الرياضية وهناك نوع قليل من الرياضيين يمتلكون موهبة اكتشاف اللاعبين وبالطبع فهذا النوع الذين يطلق عليهم الكشافون تعتمد عليهم الأندية والأكاديميات الرياضية اعتمادا كبيرا في رفدها بالنجوم وخاصة صغار السن الذين مازالت مواهبهم تتشكل ولا يستطيع كشفها إلا اصحاب مواهب عالية واحساس كبير.


كانت هذه المقدمة مهمة وضرورية لنتعرف على اهمية من يطلق عليهم في قاموس الرياضة بالكشافين حيث لا يكاد يخلو أي ناد رياضي في العالم من هؤلاء الذين يعتمد عليهم في اكتشاف المبدعين وتقديمهم الى تلك الأندية لتهتم بهم وتستكمل المهمة في صقل مواهبهم ومهاراتهم وتطويرها وتقديمهم للعالم كنجوم متميزين يشار لهم بالبنان لكن أحدا لا يكاد يتذكر او يعرف من هو الذي اكتشف هؤلاء النجوم.
وعن الكشافين وأهمية وجودهم كان محور حديثي مع الصديق العزيز التربوي القدير الاستاذ محمد زبارة عندما شاهدنا بعض الشباب وهم يمارسون لعبة كرة القدم في إحدى الحارات هنا في العاصمة صنعاء واتفقت معه على أن هؤلاء كغيرهم من آلاف الشباب المبدعين الذين يذهبون دون أن يجدوا من يكتشفهم ويقدمهم الى الأندية الرياضية لتهتم بهم وتستكمل المهمة في صقل مواهبهم ومهاراتهم وتطويرها وتقديمهم للعالم كنجوم متميزين يشار لهم بالبنان وهذه الفئة تكاد تكون مفقودة وغير موجودة لدينا في اليمن وان وجدت فهي بشكل طوعي وغير منظم ولا يحصل صاحبها على اي مقابل والمحظوظ منهم هو الذي يحظى بفرصة ليكون مدربا مغمورا في فئة الناشئين والبراعم فقط وهذا في اعتقادي ناتج عن قصور لدى الأندية بأهمية الكشافين في رفدها بالموهوبين والمبدعين بحيث انها تعتمد على من يأتيها منهم للتسجيل في النادي ولا تبحث هي عنهم وفي أحسن الأحوال تعتمد على اقامة بعض البطولات الموسمية للفئات العمرية المختلفة لاكتشاف المواهب وهذا الأمر نادر جدا جدا بينما مهنة الكشاف في بلدان العام وظيفة معتمدة مقابل أجور وحوافز وقواعد ووفقا لعقود عمل بل انها ضمن وظائف وهياكل الاندية والأكاديميات الرياضية في العالم.
إن مهنة الكشاف تطورت وصار لها قواعد واصول ومهام ولم تعد تقتصر على الأندية فقط، بل إن كل أكاديمية رياضية لديها وفي هيكلها وظائف لهؤلاء الكشافين الذين تعتمد عليهم في رفدها بالموهوبين الصغار لتصنع منهم نجوما كباراً تستفيد منهم هي وتقدمهم الى العالم ليستمتع بنجوميتهم وابداعاتهم والاكيد ان غالبية النجوم الذين نراهم حاليا في الأندية والمنتخبات على مستوى العالم كان يمكن ان لا نشاهدهم او نراهم ونتمتع بمواهبهم لولا أولئك الكشافين الذين ينتشرون في كل مكان للقيام بمهمة الاكتشاف، اما انديتنا اليمنية فليس لديها الإدراك الكافي لأهمية هؤلاء الكشافين ولا تهتم بهم اطلاقا ولا تعرف القيمة الحقيقية لأن يكون لديها كشافون يبحثون عن الموهوبين والمبدعين ويقدمونهم لها، كما تفعل اندية العالم التي تتفنن في البحث عن أنجع الأساليب لاكتشاف مواهب رياضية وفق أحدث وأفضل التقنيات لاكتشاف أبطال المستقبل، حيث أن اكتشاف المواهب الواعدة أصبح أولوية في العديد من الدول من خلال إنشاء البرامج المتخصصة لتحديدها وصقلها منذ نعومة أظافرها، كما انها تهتم بالكشافين وتعقد لهم المؤتمرات والندوات واللقاءات لمناقشة افضل الطرق لاكتشاف الموهوبين والمبدعين وكيفية تطوير وصقل مواهبهم وابداعاتهم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أسئلة خشنة وإجابات مُرّة

وجدي كامل

ترى، كم من رجلٍ ذاق الإهانة، وتعرض للجلد والجوع، وسُلبت ممتلكاته، وانتهى به المطاف مشردًا بلا مأوى، او مال يعينه على تكاليف الحياة؟ ترى كم من امرأة لاقت ذات المصير، لكنها حملت فوق ذلك أعباءً مضاعفة من العنف والانتهاكات الجسيمة التي منها الاغتصاب والمذلة؟ كم من طفل وطفلة فقدوا آباءهم وأمهاتهم، وديارهم التي نشأوا فيها، ومدارسهم التي تعلموا بين جدرانها، وشوارعهم التي احتضنت أحلامهم الصغيرة؟.
كم من طالب وطالبة هجروا مقاعد الدروس بجامعاتهم، وكم من شاب وشابة باتوا عاطلين عن العمل، وصاروا يعانون من آلام العجز عن توفير لقمة العيش أو بناء مستقبلٍ يستحقونه؟ أعدادٌ مهولة من النساء والرجال والأطفال والشباب، كلهم لم يقترفوا ذنبًا سوى أنهم وضعوا ثقتهم في قيادة عسكرية، وقائدٍ لها وعدهم بالأمان والاستقرار، فإذا به قد حنث قسمه، ونقض العهد، ومارس التضليل، بسوقهم إلى هاوية حربٍ طاحنة، هو من ضمن من يؤجج لنيرانها، ويطلق ذئابها، ويغذي شياطينها، ليسلم في النهاية مفاتيح البلاد إلى قيادة التنظيم الإخواني الذي لا يؤمن بشيء سوى العداء للإنسانية والوطن.
لقد أغرق الرجل مع غريمه البلاد في جحيمٍ لا يُطاق. مئات الآلاف سقطوا قتلى. في هذه الحرب. بُقرت البطون، وذُبحت الرقاب، وأُلقيت الجثث في الأنهار، وقُتل الأبرياء بالرصاص في رؤوسهم وقلوبهم، وحتى في شرفهم.
لكن ماذا عن الذين نجوا؟

قد تبلغ أعداد المصابين بالأمراض النفسية جراء ويلات الحرب الملايين، ناهيك عن الذين يعانون من أمراض ذهنية مزمنة، والمعاقين الذين فقدوا أطرافهم تحت نيران القصف. هؤلاء جميعًا ليسوا مجرد أرقامٍ في تقارير المنظمات الإنسانية، بل أرواحٌ سوف تظل معذبةٌ تعيش على هامش الحياة، تحاول أن تجد طريقها وسط ركام الخراب واليأس. وكما قال أحد أوضح الروائيين في القرن العشرين إرنست همنغواى: (لا يفلت أحد من الحروب دون أن يكون متضررا. فحتى وإن نجا بجسده فان روحه تظل مجروحة). أو ما قاله احد شعراء الشعب العظماء محجوب شريف: ( كل الجروح بتروح إلا التي بالروح).
ترى، ماذا يعني كل هذا للمستقبل؟
إنها صورة قاتمة لمجتمعٍ مثخنٍ بالجراح، وغدٍ بائس ينتظر هؤلاء وأسرهم، وأجيالًا قادمة ستولد في بيئة مشوهة، تغيب عنها الثقة في الدولة، وتترسخ فيها مشاعر الغضب والخذلان. ستظل آلامهم محفورة في ذاكرة هذا الشعب، تهدد كل محاولةٍ لإعادة البناء، وتزرع الشك في كل قادم تأكيدا لما ذكره إليي وإيسل الناجي من الهولوكوست، عندما علق على حرب الإبادة الجماعية التي نفذها النظام النازي الألماني بقيادة هتلر، قائلا: (عندما يقتل الابرياء، لا يصبح السؤال عن من هو المذنب، بل من هو التالي؟) في إشارة إلى ان دوامة العنف ستستمر بأشكال نفسية مما يقضي على فرص التعايش السلمي لاحقا.
لكن، هل يمكن إصلاح هذا الخراب المتعدد الوجوه والأبعاد؟ هل تكفي الوعود السياسية لرأب الصدع وإعادة الإعمار؟ أم أن جراح الشعوب لا تُشفى بالكلمات، بل تحتاج إلى إرادةٍ صادقة، وأفعالٍ ملموسة، ومسؤوليةٍ حقيقية؟
إن الإجابة عن هذه الأسئلة تتطلب أكثر من مجرد الخطبٍ الطنانة، والدعوات للسلام، والشعاراتٍ باعادة التعمير الفيزيائي. فالمجتمع الذي دُمرت بنيته النفسية والاجتماعية، يحتاج،وقبل كل شئ، إلى عدالةٍ حقيقية، وإنصافٍ للضحايا، ومحاسبةٍ للجناة، وتعمير في الانفس، قبل أن يبدأ أي حديثٍ آخر . فالدماء التي سالت لن تجف بمجرد قراراتٍ سياسية فوقية، ووعود، بل تحتاج إلى خطواتٍ جريئة تعيد للناس حقوقهم، وتبني مستقبلًا لا يعيد إنتاج ذات المآساة، ودون أن يفكر أحد في الإنتقام وأخذ القانون باليد والقوة. فالإنتقام لن يكون حلاً أو كما قال غاندي: (العين بالعين ستجعل العالم كله أعمى).
وأخيرا، فإن تلك، وغيرها من المصائر الأليمة من الأسئلة الخشنة، والإجابات المُرَّة ستظل تطارد السودانيين على المدى القريب والبعيد، أينما كانوا، ، بلا هوادة، ودونما انقطاع.

الوسوموجدي كامل

مقالات مشابهة

  • دفاع ضحايا سفاح المعمورة: المتهم قتل المجنى عليهم منفردا وبدأ بالمهندس.. فيديو
  • دفاع ضحايا سفاح المعمورة يطالب بحظر النشر حفاظا على حرمة المجنى عليهم.. فيديو
  • أسئلة خشنة وإجابات مُرّة
  • قرار صادم من المحكمة الرياضية ضد رئيس الاتحاد الإسباني السابق
  • إنجاز طبي في بريطانيا.. علاج مبتكر يعيد البصر لـ4 أطفال
  • نهيان بن مبارك: الإمارات نموذج عالمي في تمكين أصحاب الهمم واحتضان مواهبهم
  • مفاجآت جديدة من موسم الرياض في مونديال الأندية
  • خبر سار لجماهير الهلال.. مباريات "الزعيم" في مونديال الأندية ستبث مجاناً
  • تركي آل الشيخ يعلن نقل مباريات الهلال في مونديال الأندية مجانًا
  • خنقت قطة في الشارع.. تسليم سيدة المقطم لأسرتها وأخذ تعهد عليهم