محللون ومراقبون: أمريكا فتحت على نفسها أبواب جهنم بهجومها المباشر على الشعب اليمني
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
الثورة /متابعة/حمدي دوبلة
أثارت جريمة العدو الأمريكي باستهداف زوارق البحرية اليمنية – وقتل عشرة من منتسبيها الأحد الماضي في المياه الإقليمية اليمنية أثناء أداء واجبهم الوطني والأخلاقي – استياء واسعا وتنديدا متزايدا على الصعيدين المحلي والدولي فيما اعتبر مراقبون أن الحماقة الأمريكية المتواصلة في البحر الأحمر ستفتح أبواب جهنم على واشنطن وحلفائها وقد باتت تضحي بكل مصالحها الاستراتيجية في سبيل حماية الكيان الصهيوني المستمر في ارتكاب جرائم الإبادة الشاملة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ ثلاثة اشهر.
وسارعت أمريكا إلى سحب أهم أساطيلها البحرية من البحر الأحمر بعد ساعات فقط من الجريمة، في خطوة رأى فيها خبراء ومراقبون هروبا من عمليات انتقامية من القوات المسلحة اليمنية التي حذرت مرارا – وعلى أكبر المستويات القيادية في البلد – من مغبة أي عدوان أمريكي على اليمن.
وتصاعد القلق في صفوف قادة الاحتلال الصهيوني ، أمس الاثنين، مع قرار الولايات المتحدة سحب أهم أساطيلها من المنطقة.
وكشفت وسائل إعلام عبرية إبداء حكومة الإرهابي نتنياهو مخاوفها للإدارة الأمريكية من مغبة سحب أسطول ” فورد”.
ونقل موقع واي نت العبري، عن مصادر “حكومية” قولها، إن الولايات المتحدة أبلغت حكومة الاحتلال بأن حاملة الطائرات يو اس اس فورد والسفن المرافقة لها ستغادر البحر المتوسط في غضون أيام.
وسيعود الأسطول الذي أرسلته أمريكا في أكتوبر الماضي إلى المنطقة بمعية أسطول حاملة الطائرات “ايزنهاور” إلى القاعدة البحرية في فيرجينيا.
وكانت الدفاع الأمريكي اعتبرت نشر الأسطول بمثابة “ردع” ومنع أي تصعيد في المنطقة، لكن قرار سحبه يأتي في وقت تصاعدت فيه مؤشرات اتساع رقعة الحرب إقليميا خصوصا في ظل التوتر في اليمن.. عقب اعتداء على أفراد البحرية هناك وكذا تبعات استهداف قادة الحرس الثوري في سوريا.. ناهيك عن تصاعد المواجهات على الجبهة اللبنانية وتوسيع المقاومة العراقية هجماتها .
في سياق متصل اعتبرت الإعلامية والباحثة السياسية العراقية فاطمة عواد الجبوري أن عمليات الجيش اليمني أجبرت الولايات المتحدة إلى سحب سفنها العسكرية من البحر الأحمر.
وأشارت الجبوري في تحليل نشر أمس في صحيفة رأي اليوم اللندنية، إلى أن السفينتين الهجوميتين “يو إس إس باتان” و”يو إس إس كارتر هول” وصلتا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، قادمتان من البحر الأحمر، للانضمام إلى السفينة “يو إس إس ميسا فيردي”، وتم إرسال السفن الثلاثة في يوليو الماضي، قادمة من ولاية كارولينا الشمالية، وكان على متنها 2200 جندي من مشاة البحرية، ويعتقد بأنّ السفن سوف تتجه من البحر الأحمر إلى الولايات المتحدة مرة أخرى.
وأضافت أن الكيان الصهيوني يحاول جاهدا بمساعدة أمريكا وحلفائها الغربيين التخفيف من آثار الحصار الخانق الذي فرضه اليمن لكنه لا يجني غير الفشل، موضحة أن القوات المسلحة اليمنية وعملياتها الجريئة تسببت في انهيار التحالف البحري بقيادة الولايات المتحدة حيث قامت كل من إسبانيا وإيطاليا والعديد من الدول الأخرى بالنأي بنفسها عن هذا الائتلاف، وها هي السفن الأمريكية تنسحب كذلك من البحر الأحمر هاربة إلى الولايات المتحدة.
إلى ذلك تناولت شبكة ABC نيوز الأمريكية باهتمام، تصريحات عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي التي أكد فيها ثبات موقف الجمهورية اليمنية في نصرة الشعب الفلسطيني وأن عمليات القوات البحرية موجهة ضد سفن الكيان الإسرائيلي وهي نابعة من موقف إنساني هدفها إدخال الغذاء والدواء والماء والمشتقات النفطية للفلسطينيين المحاصرين في غزة، وتناقلت تساؤله :إذا كان بايدن يبرّر تحركه للرد على عمليات اليمن ضد سفن الكيان الإسرائيلي بتعرضه لضغوط فلماذا لا تحركه الضغوط الأخرى لإيقاف المجازر بحق الفلسطينيين الذين يشارك في إبادتهم في غزة؟
وأضاف الحوثي: التحالف الأمريكي فاشل وخاسر، فباستطاعتنا أن نمارس الهجمات على كل ما نريد من أجل إيقاف العدوان على غزة.. مشيرا إلى أن العدو لا يملك صواريخ كثيرة داخل السفن الحربية والبارجات الحربية التي تتواجد داخل البحر الأحمر.. موضحا “نحن نملك قرارنا بأيدينا، والأمريكيون والإسرائيليون يعرفون ذلك، وإذا كان لديهم شيء آخر ويريدون أن يتحدثوا به إلى إيران فذاك شأنهم لا علاقة لنا”.
وقال: إذا قامت بارجات التحالف الأمريكي باستهداف الشعب اليمني فستكون هدفاً عسكرياً لنا بالصواريخ وبأعمال عسكرية أخرى.
ويرى مراقبون ومحللون عسكريون أن أمريكا بارتكاب جريمتها ضد زوارق البحرية اليمنية تكون قد فتحت جبهة مباشرة مع صنعاء، وعليها أن تتحمل تبعات ذلك، كما جاء في بيان القوات المسلحة اليمنية، التي أكدت أن العدو الأمريكي يتحمل تبعات هذه الجريمة وتداعياتها، وأن تحركات الأمريكي العسكرية في البحرِ الأحمرِ لحماية السفن الإسرائيلية لن تمنع اليمن من تأدية واجبِه الديني والأخلاقي والإنساني دعماً ونصرة للمظلومين في فلسطين وغزة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
صحيفة سعودية تكشف بتعقيدات جديدة في اليمن واستهداف قادة بارزين
شمسان بوست / متابعات:
توقعت صحيفة سعودية بتعقيدات المشهد في اليمن في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامبـ واغتيال كبار قادة جماعة الحوثي على غرار ما حصل في حزب الله اللبناني اثر الضربات الإسرائيلية.
وقالت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير لها إن إدارة جو بايدن الحالية واجهت انتقادات كبيرة داخل وخارج الولايات المتحدة الأميركية؛ بسبب تعاطيها غير الحاسم مع الملف اليمني، خصوصاً بعد إقدام الجماعة الحوثية على تحويل البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة باليمن إلى ساحة صراع، مُعرِّضةً طرقَ الملاحةِ، والتجارةَ الدوليَّتين للخطر، ومتسببةً بخسائر كبيرة للاقتصاد العالمي.
وتوقع التقرير أن تكون سياسة ترمب مغايرة، لسلفه بايدن، في الوقت الذي يترقَّب اليمنيون عودة ترمب إلى البيت الأبيض، وما ستؤول إليه السياسات الأميركية في ولايته المقبلة تجاه اليمن، وكيفية التعاطي مع أزمته وحربه المستمرتَّين منذ عقد من الزمن، ضمن تغيرات تلك السياسات نحو قضايا وأزمات الشرق الأوسط، بأمل حدوث تطورات تؤدي إلى تلافي أخطاء الإدارات السابقة.
وذكّر أن بايدن أعلن في مشروعه الانتخابي، ولاحقاً بعد توليه الرئاسة، أن إنهاء الحرب في اليمن إحدى أهم أولويات السياسات الأميركية في عهده، وعيّن مبعوثاً خاصاً إلى اليمن، هو السياسي تيموثي ليندركينغ، إلا أن العام الأول من ولايته شهد تصعيداً عسكرياً كبيراً من قبل الجماعة الحوثية التي حاولت الاستيلاء على مدينة مأرب، أهم معاقل الحكومة الشرعية شمال البلاد.
تشير الصحيفة إلى أن الأوساط السياسية الأميركية تذهب إلى أن إدارة ترمب ستتخذ موقفاً أكثر حزماً ضد الجماعة الحوثية من سلفه بايدن، ضمن سياسة الضغط على إيران لأقصى حد، مع احتمالية استهداف قادة حوثيين من المستويات العليا.
وقالت “نظراً لكون ترمب غير مستعد لخوض حروب على حساب دخل المواطن الأميركي، وفق رؤيته الدائمة؛ ويتخذ من الإجراءات الاقتصادية والعقوبات سلاحاً أكثر فاعلية في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، فمن المنتظر أن تتضاعف هذه النوعية من العقوبات، ما سيدفع إلى تعقيد الواقع السياسي، وربما العسكري أيضاً، إذ سيؤدي ذلك إلى رفض الجماعة الحوثية تقديم أي تنازلات، إلا أنه، في المقابل سيضعفها عسكرياً”.
تمضي الصحيفة السعودية بالقول “على نهج سلفه بايدن، يدّعي ترمب أنه سينهي الحروب، وإن كانت أدواته تختلف كثيراً عن أدوات الرئيس الحالي الذي فشل في تنفيذ وعوده، غير أن ما سيواجه عهده الجديد ينذر بتعقيدات كثيرة، وفي اليمن قد تكون هذه التعقيدات أكثر مما يتوقع هو أو غيره”.
وأوضحت أن ترمب يميل إلى المبالغة، وربما الادعاء، في رفع مستوى التهديدات التي تحيط ببلده ومصالحها، ومن بين تلك التهديدات، الممارسات الحوثية في البحر الأحمر. وعلى الرغم من عدم نزوعه إلى خوض الحروب والتصعيد العسكري؛ فإنه قد يركز أهداف ضربات الجيش الأميركي على القيادات الحوثية العليا فقط.
وفي وقت سابق اليوم حملت الولايات المتحدة الأمريكية، جماعة الحوثي مسؤولية فشل جهود عملية السلام في اليمن.
ونقلت قناة العربية السعودية، عن الخارجية الأمريكية قولها إن جماعة الحوثي تتحمل مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن.
وأضافت الخارجية الأمريكية “غيرنا سياساتنا تجاه الحوثيين بعد مهاجمتهم لنا خارج اليمن”.
ويوم أمس، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج إن الحوثيين عازمون على ضرب السفن الحربية الأميركية والأوروبية كجزء من حملتهم المستمرة للهجمات في البحر الأحمر.
وأضاف ليندركينج في مقابلة مع موقع بيزنس إنسايدر أن “قيادتنا كلها قلقة للغاية بشأن تصميم الحوثيين على ضربنا على ما يبدو – ضرب أصدقائنا – في البحر الأحمر، ومثابرتهم في القيام بذلك، وتصميمهم على القيام بما كانوا يفعلونه بشكل أفضل”.
واعتبر الهجمات الأخيرة تهديدا متطورا. وقال إن “أحد المخاوف الرئيسية هو أن تحاول روسيا مساعدة الحوثيين، وهو تطور محتمل وصفه بأنه “شيطاني”.