سارة نصر تكتب.. حكايتنا مع «حياة كريمة»
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
مع دقات ساعات الصباح كل يوم يبدأ أبطال «حياة كريمة» فى مواصلة جهودهم التى لا تنقطع من أجل تحقيق الهدف الأسمى للمبادرة الرئاسية، وهو تنمية الريف المصرى، وكذلك الإنسان الذى عانى على مدار عقود من التهميش، بل إن تراكم الإهمال جرف أهالينا البسطاء فى الكثير من بقاع مصر أن يكونوا بعيداً عن الخريطة، إلى أن جاءت «حياة كريمة» لتمتد معها خطط التنمية فى مصر بشكل لم يسبق له مثيل، وأحيْت المدفون تحت الركام.
استهدفت مؤسسة حياة كريمة الريف وتحسين مستوى جودة حياة المواطن بالقرى، واهتمت ببناء الإنسان والتنمية، فضلاً عن الدور البارز لمبادرة «حياة كريمة» فى توحيد جميع جهود الدولة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص بهدف التصدى للفقر المتعدد الأبعاد وتوفير حياة كريمة بها تنمية مستدامة للفئة الأكثر احتياجاً فى محافظات مصر، ولسد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى والاستثمار فى تنمية الإنسان وتعزيز قيمة الشخصية المصرية.
«حياة كريمة» تُعد حلقة الوصل بين جميع المؤسسات والوزارات، فالمشروع يخدم نحو 60 مليون مواطن، أى أكثر من نصف سكان مصر، بتكلفة تعدّت 800 مليار جنيه، فى مدة زمنية محددة، وهى أرقام غير مسبوقة فى أى مشروع فى العالم، ولولا دعم القيادة السياسية لما حققنا ما وصلنا إليه اليوم ونحن نحتفى بمرور ذكرى 5 سنوات على تأسيس «حياة كريمة»، فدعم الرئيس عبدالفتاح السيسى يُعد الدافع الأكبر لاستمرار مشروعات التنمية التى تطال كل ربوع مصر.
أبطال «حياة كريمة» هم متطوعو المبادرة الذين لعبوا دوراً أساسياً فى إنجاح المبادرة، التى تعتمد فى تنفيذها بالأساس على التطوع، فرحلة بداية المبادرة الرئاسية بدأت بمجموعة من المتطوعين، فالشباب يُعد الدينامو الأساسى للمشروع الرئاسى، وانبثقت الرؤية من استراتيجية القيادة السياسية الواسعة تجاه الشباب، وهى الرؤية التى تتحقق كل يوم، لهذا أُسند المشروع إليهم، لضمان استمرارية نجاحه، والشباب المتطوع لديه حماس كبير ونفَس طويل ما جعلهم قادرين على متابعة المشروعات لحظة بلحظة دون كلل أو ملل للوصول إلى الصورة المشرّفة التى نشاهدها اليوم على أرض الواقع.
سعت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، منذ انطلاقها فى 2019، لتحقيق التنمية الكاملة فى ريف مصر، وتحقيق حلم الجمهورية الجديدة، ونجاحها فى إنهاء عصور التهميش فى جميع قرى مصر، فجاء برنامج «حياة كريمة» على أجندة اهتمام الدولة المصرية فى أكثر من قطاع، سواء السكنى أو التنموى أو التمكين الاقتصادى.
وكذلك القطاع الصحى حيث تقوم المبادرة بشكل دورى بتجهيز عدد من القوافل الطبية، التى تخطى المستفيدون منها 800 ألف مواطن، والتى أفادت أعداداً كبيرة من المواطنين فى مختلف المحافظات، هذا بالإضافة إلى أنّ المؤسسة قدمت منذ انطلاقها عدداً من المبادرات المختلفة، إيماناً منها بدورها فى العمل على تنمية مختلف القطاعات، سواء الصحة أو التعليم أو الطرق والبناء.
وأبرزها مبادرة «طرْق الأبواب» التى تخطى المستفيدون منها المليون وخمسمائة ألف مواطن، إضافة إلى مبادرات التمكين الاقتصادى التى تستهدف نحو الأربعة آلاف مواطن، فى كل مرحلة لدينا مبادرات فى قطاعات مختلفة، مثل مبادرة «راجعين نتعلم» واستفاد منها 70 ألف طالب فى المرحلة الأولى بالمستلزمات المدرسية والحقائب وجميع المستلزمات التى يحتاجها الطالب والكتب الخارجية، إضافة إلى عدد من المبادرات المختلفة التى تمت خلال الفترة الماضية، مثل مبادرة «خطى»، التى استهدفت ذوى الهمم بجميع محافظات الجمهورية، ومبادرة «سبيل» التى استهدفت توزيع الوجبات الساخنة على أهالى المرضى المرافقين لذويهم والموجودين على أبواب المستشفيات.
لم تقف «حياة كريمة» مكتوفة الأيدى تجاه العدوان الغاشم الذى تعرّض له أشقاؤنا فى قطاع غزة منذ أكتوبر الماضى، بل قدّمنا الكثير من المساعدات الإغاثية، ونحن مستمرون فى دراسة احتياجات الأشقاء بالأراضى المحتلة، لذلك نركز فى المساعدات التى تم إرسالها على السلع والمواد الغذائية سهلة الاستخدام، حتى يكون الدعم حقيقياً لإخوتنا فى غزة، كذلك نحن مهتمون بتوفير الأدوات الطبية والأدوية الأكثر احتياجاً هناك، مثل الأدوية الخاصة بمستحضرات التخدير وأدوية المضادات الحيوية والمراهم الخاصة التى تعالج الحروق والجروح والخيوط الجراحية المتنوعة، وكذلك المحاليل التى يتم استخدامها للمصابين.
وهذا جزء من رسالتنا الإنسانية، وما أسعد أن تقدم شيئاً ملموساً وحقيقياً للغير وترى نجاحه يتحقق وينمو، ونحن فى «حياة كريمة» مستمرون فى رسالتنا وبدعم الرئيس السيسى الذى يُعد الدافع الأكبر لاستمرار الحماس والجهد لمواصلة مشروعات التنمية.
المسئول الإعلامى بمؤسسة حياة كريمة
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المبادرة الرئاسية حياة كريمة حیاة کریمة
إقرأ أيضاً:
د. ميادة ثروت تكتب: وداعًا قداسة البابا فرنسيس رجل الإنسانية والسلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كان البابا فرنسيس رائدًا في بناء جسور الحوار بين الأديان والثقافات، في عام 2019 وقّع "وثيقة الأخوة الإنسانية" مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في خطوة تاريخية عززت التفاهم بين المسيحيين والمسلمين؛ هذه الوثيقة التي وُصفت بأنها "منارة أمل"، كانت ثمرة نيته الصادقة لتعزيز التعايش السلمي.
وكوني أول باحثة تناولت هذه الوثيقة الملهمة فقد شرفت بدعوة رسمية للقاء قداسة البابا فرنسيس في 6/ 12/2023م بالمقر البابوي بالفاتيكان.
كان حديثي مع قداسته حول موضوع الأخوة الإنسانية وقد قمت بإهدائه نسخة من رسالتي للدكتوراه والتي جاءت تحت عنوان: "وثيقة الأخوة الإنسانية وأثرها على المسلمين في آسيا الروهينجا والإيغور أنموذجًا"،
وقد جاء هذا اللقاء انطلاقًا من جهود الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية برئاسة الشيخ مهاجري زيان في التواصل وترسيخ قيم التعايش والتسامح وترسيخ معاني الأخوة الإنسانية، وفي البداية قدم رئيس الهيئة الشيخ زيان أصدق التحيات والاحترام لقداسة البابا، ثم أشاد بجهود قداسته في مواجهة العنصرية ومواقفه النبيلة التي تدون في سجل التاريخ.
ووقوفه الدائم إلى جانب المظلومين، ورعاية الضعفاء والمساكين والمستضعفين، وقد ثمن رئيس الهيئة دعوة قداسة البابا فرنسيس للسلام وتحقيق الهدنة في قطاع غزة، والمطالبة بإطلاق سراح جميع الأسرى وتيسير دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وأخيرًا أهداه كتاب "اعتدالنا" كأول إصدار للهيئة.
لقد كان هذا اللقاء حدثًا كبيرًا بالنسبة لي ولا أنسى سعادة البابا وترحيبه والتصفح في رسالتي والاهتمام بها.
رحل البابا فرنسيس، لكنه ترك إرثًا سيظل خالدًا في قلوب الملايين، كان "بابا الشعب" الذي ألهم العالم بابتسامته الصادقة، وقلبه الرحيم، وإيمانه بأن الإنسانية قادرة على التغلب على الشر بالخير في آخر رسالة له بعيد الفصح، كتب: "هذه الكلمات تجسد المعنى الكامل لوجودنا، لأننا لم نخلق للموت، بل للحياة"
وداعًا، قداسة البابا فرنسيس. لقد كنت صوت الرحمة في زمن القسوة، ونور التواضع في عالم التباهي، ستظل رسالتك منارة تهدي الأجيال، وستبقى ذكراك محفورة في وجدان الإنسانية.
نسأل الله أن يلهم العالم للسير على دربك: درب السلام والمحبة.
_______________________
مستشارة رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية
رئيس قسم مد الجسور بين الشعوب وتعزيز الأخوة الإنسانية بالهيئة
صاحبة أول رسالة عن «وثيقة الأخوة الإنسانية»