موقع النيلين:
2025-01-01@07:00:38 GMT

المقاومة الشعبية .. جدل المخاوف!

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT


□تابعت النقاش الثر والمحتدم في عدد من مجموعات الواتس آب حول موضوع المقاومة الشعبية، وحول ما ورد في خطاب رئيس مجلس السيادة ليلة البارحة بشأنها، وإجمالاً أقول إن وجهات نظر طرفي النقاش تستحق أن توضع على طاولة البحث، خاصة إذا ما أخذناها مجردة عمَّا يمكن أن يكون مختبئاً وراءها من أجندة سياسية.

□ يمكن أن نلخص المخاوف التي عبّر عنها الذين يطالبون بالتريث وعدم الاندفاع وراء دعوات تجييش الشعب في نقطتين:
○ الأولى التحفظ على إشاعة حمل السلاح خارج الأطر القانونية للدولة مما قد يُمهد إلى فوضى أمنية ويزيد من فرص الحرب الأهلية.

○ والثانية – وهي الأهم بتقديري – أن الدعوات لخيار المقاومة_الشعبية قد تستبطن نوايا لقوى بعينها تود أن تفرض أجندتها السياسية على الساحة، ولا يخفى أن المعنيين بهذه النقطة هم الإسلاميون.

□ أما الذين يتحمسون لتعزيز ودعم خيار المقاومة الشعبية دون إبطاء، فهم يؤسسون منطقهم على ركيزتين:

○ الأولى هي أن الأمر أضحى ضرورة عملية وليس ترفاً فكرياً، فالمتمردون الغزاة يتمدد نفوذهم ويطرقون أبواب منازل الناس فينهبون ما فيها ويعتدون على الأعراض ويقتلون من يقف في وجههم ويحاول مقاومتهم، وذلك بعد أن ينهبوا ما في الأسواق ومخازن التجار والبنوك ومنظمات العمل الطوعي.

○ والثانية أن التجربة العملية منذ إندلاع الحرب في أبريل من العام الماضي عززت الشكوك لدي قطاعات واسعة من السودانيين أن قيادة الجيش مترددة في توظيف ودعم المساندة الشعبية المسلحة للتصدي لاعتداءات وجرائم المتمردين ومليشياتهم، في الوقت الذي يتمدد فيه التمرد وتتضاعف جرائمه دون أن تنجح خطط الجيش في لجمه القضاء عليه!!

□ مخاوف المتخوفين مما يرونه حماساً لموضوع المقاومة الشعبية – إذا ما جردناها من الأجندة السياسية المحتملة – لا يعيبها سوى أنها تلتقي مع أجندة القوى الخارجية الداعمة للتمرد التي عبّرت عنها منذ وقت مبكر وكأنها جزء من خطتها، وتلتقي كذلك مع أجندة دعاة “لا للحرب”، وهي على كل حال لا ينبغي تجاهلها، فالخوف من فوضى حمل السلاح وما يمكن أن يؤدي إليه من إنزلاق في إتون حرب أهلية أمر في محله ويتعين أخذ الاحتياطات اللازمة لعدم حدوث ذلك، والخوف من أن تكون المقاومة الشعبية أداة لتمكين فصائل أو مجموعات سياسية دون غيرها أمر محتمل كذلك، وينبغي عدم إدخار أي جهد لتبديد هذا الخوف.

□ ومن جهة أخرى فإن تجارب السودانيين للإستجابة الشعبية لدعوة الجيش لحمل السلاح دفاعاً عن الأرض والعرض ونصرةً للمظلومين تجربة قديمة وراسخة، وقد أثبتت من ناحية عملية إلتزاماً قوياً بالعمل تحت قيادة القوات المسلحة، الأمر الذي يعزز منطق القائلين أن المخاوف من فوضى حمل السلاح مبالغ فيها، كما أن الملاحظات على البطء في تسليح المستنفرين وعدم إعتماد خطط عسكرية ناجعة لدحر التمرد هي أيضاً ملاحظات في محلها ويتعين أخذها في الإعتبار.

□ والخلاصة هي أن الطرف الوحيد القادر على حسم هذا الجدل، وتقليل مخاوف المتخوفين من طرفي وجهات النظر هو القيادة الحالية للدولة السودانية والقوات المسلحة، وذلك بأن تتبنى موضوع المقاومة الشعبية إدارة وتسليحاً وتُفرغ لها من كوادر المؤسسة العسكرية والأمنية مَن يشرف على جميع شؤونها من قيادة وسيطرة وتسليح وتدريب لغير المتدربين، ويتلقى تبرعات المتبرعين لدعمها وإسنادها ويتولى القيادة الميدانية لعملياتها.

□ وبغير هذا سنبقى نتجادل بلا فائدة، فيتمدد سرطان التمرد في جسد الوطن ويعظُم الثمن الذي ستدفعه بلادنا وشعبها حتى يتمكن من تحريرها من دنس المتمردين، وهو أمر سيحدث بحول الله وقوته طال الزمن أو قصر.
السفير العبيد أحمد مروح

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: المقاومة الشعبیة

إقرأ أيضاً:

فوضى جداول امتحانات الفصل الدراسي الأول تثير غضب أولياء الأمور

سيطرت حالة من الغضب والاستياء على أولياء الأمور بسبب جداول امتحانات الفصل الدراسي الأول لعدد من المديريات التعليمية، حيث شهدت الجداول أوضاعا غربية هذا العام ما بين تسريب الجداول قبل إعلانها بشكل رسمى على صفحات المديريات وبين جداول تحمل أخطاء وأخرى تضع امتحانات فى أيام الإجازات والعطل الرسمية وأعياد المسيحيين رغم تأكيدات وزارة التربية والتعليم بعدم وضع امتحانات فى أثناء أعياد الإخوة المسيحيين وذلك خلال أيام "6، 7، 8، 19" وجداول أخرى لم تلتزم بقرارات وزارة التربية والتعليم بأن يتم عمل جدول مستقل للمواد غير المضافة للمجموع بعيدا عن المواد الأساسية ويتم امتحان الطلاب فيها قبل بداية امتحانات المواد الأساسية المضافة للمجموع لتخفيف العبء على الطلاب.

هذا ما حدث فى جداول امتحانات محافظة البحيرة، حيث تم وضع المواد غير المضافة للمجموع فى جدول واحد مع المواد المضافة للمجموع بينما جاء خطأ فى جدول امتحانات محافظة المنوفية وتحديدا فى جدول امتحانات الصف الأول الإعدادي، حيث تم وضع يوم لامتحان الجبر ويوم آخر لامتحان الهندسة في حين أنه طبقا لنظام المنهج الجديد تعتبر مادة الرياضيات مادة واحدة يتم أداء الامتحان فيها فى يوم واحد داخل ورقة واحدة.

أما جداول امتحانات محافظة الأقصر، التى وضعت امتحان طلاب الصف الأول الثانوي فى اليوم الأول من يناير المقبل ثم تم تغييره بعد ذلك ونفس الخطأ تكرر فى جدول امتحانات محافظة القاهرة، حيث تم وضع امتحان يوم ١٩ يناير في جدول امتحانات الصفين الأول والثاني الابتدائيين والمعروف أن هذا اليوم هو عيد الغطاس للأخوة المسيحيين إلا أن مديرية التربية والتعليم بالمحافظة تداركت الخطأ وعلى الفور قامت برفع هذا الجدول من على صفحة المديرية ووضعت جدولا آخر خاليا من الامتحانات في هذا اليوم.

أما عن جدول امتحانات محافظة الجيزة فبالرغم من موافقة وتوقيع المحافظ على الجداول إلا أنه لم يعلن بشكل رسمى على صفحة وزارة التربية والتعليم بالجيزة وتم تسريب الجدول يوم الخميس الماضي على بعض جروبات التواصل الاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • الجيش الأمريكي: نفذنا غارات دقيقة ضد منشأة قيادة وسيطرة ومرافق إنتاج أسلحة للحوثيين
  • عائلة أبو شباب في غزة: تحدٍ للسلطة أم فوضى أمنية؟
  • صفقة مشبوهة.. من هو الأردني الذي عيّنه الشرع عميداً في الجيش السوري؟
  • بشأن تراخيص حمل السلاح... ما الذي قرّره وزير الدفاع؟ (صور)
  • تطورات سوريا.. «الشرع» يعيّن أردنياً في قيادة الجيش وإعلامي مصري ينتقده!
  • فوضى جداول امتحانات الفصل الدراسي الأول تثير غضب أولياء الأمور
  • الشرع يعين مواطنا غير سوري عميدا في قيادة الجيش
  • “أبو حسين” .. أردني برتبة عميد في قيادة الجيش السوري .. من هو؟
  • بعد وصول عددها لـ49 هزة.. زلازل إثيوبيا تثير المخاوف حول مستقبل سد النهضة
  • ‏إذاعة الجيش الإسرائيلي: نتنياهو يرفض طلبا أمريكيا بنقل السلاح إلى السلطة الفلسطينية