موقع النيلين:
2025-04-27@20:03:37 GMT

المقاومة الشعبية .. جدل المخاوف!

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT


□تابعت النقاش الثر والمحتدم في عدد من مجموعات الواتس آب حول موضوع المقاومة الشعبية، وحول ما ورد في خطاب رئيس مجلس السيادة ليلة البارحة بشأنها، وإجمالاً أقول إن وجهات نظر طرفي النقاش تستحق أن توضع على طاولة البحث، خاصة إذا ما أخذناها مجردة عمَّا يمكن أن يكون مختبئاً وراءها من أجندة سياسية.

□ يمكن أن نلخص المخاوف التي عبّر عنها الذين يطالبون بالتريث وعدم الاندفاع وراء دعوات تجييش الشعب في نقطتين:
○ الأولى التحفظ على إشاعة حمل السلاح خارج الأطر القانونية للدولة مما قد يُمهد إلى فوضى أمنية ويزيد من فرص الحرب الأهلية.

○ والثانية – وهي الأهم بتقديري – أن الدعوات لخيار المقاومة_الشعبية قد تستبطن نوايا لقوى بعينها تود أن تفرض أجندتها السياسية على الساحة، ولا يخفى أن المعنيين بهذه النقطة هم الإسلاميون.

□ أما الذين يتحمسون لتعزيز ودعم خيار المقاومة الشعبية دون إبطاء، فهم يؤسسون منطقهم على ركيزتين:

○ الأولى هي أن الأمر أضحى ضرورة عملية وليس ترفاً فكرياً، فالمتمردون الغزاة يتمدد نفوذهم ويطرقون أبواب منازل الناس فينهبون ما فيها ويعتدون على الأعراض ويقتلون من يقف في وجههم ويحاول مقاومتهم، وذلك بعد أن ينهبوا ما في الأسواق ومخازن التجار والبنوك ومنظمات العمل الطوعي.

○ والثانية أن التجربة العملية منذ إندلاع الحرب في أبريل من العام الماضي عززت الشكوك لدي قطاعات واسعة من السودانيين أن قيادة الجيش مترددة في توظيف ودعم المساندة الشعبية المسلحة للتصدي لاعتداءات وجرائم المتمردين ومليشياتهم، في الوقت الذي يتمدد فيه التمرد وتتضاعف جرائمه دون أن تنجح خطط الجيش في لجمه القضاء عليه!!

□ مخاوف المتخوفين مما يرونه حماساً لموضوع المقاومة الشعبية – إذا ما جردناها من الأجندة السياسية المحتملة – لا يعيبها سوى أنها تلتقي مع أجندة القوى الخارجية الداعمة للتمرد التي عبّرت عنها منذ وقت مبكر وكأنها جزء من خطتها، وتلتقي كذلك مع أجندة دعاة “لا للحرب”، وهي على كل حال لا ينبغي تجاهلها، فالخوف من فوضى حمل السلاح وما يمكن أن يؤدي إليه من إنزلاق في إتون حرب أهلية أمر في محله ويتعين أخذ الاحتياطات اللازمة لعدم حدوث ذلك، والخوف من أن تكون المقاومة الشعبية أداة لتمكين فصائل أو مجموعات سياسية دون غيرها أمر محتمل كذلك، وينبغي عدم إدخار أي جهد لتبديد هذا الخوف.

□ ومن جهة أخرى فإن تجارب السودانيين للإستجابة الشعبية لدعوة الجيش لحمل السلاح دفاعاً عن الأرض والعرض ونصرةً للمظلومين تجربة قديمة وراسخة، وقد أثبتت من ناحية عملية إلتزاماً قوياً بالعمل تحت قيادة القوات المسلحة، الأمر الذي يعزز منطق القائلين أن المخاوف من فوضى حمل السلاح مبالغ فيها، كما أن الملاحظات على البطء في تسليح المستنفرين وعدم إعتماد خطط عسكرية ناجعة لدحر التمرد هي أيضاً ملاحظات في محلها ويتعين أخذها في الإعتبار.

□ والخلاصة هي أن الطرف الوحيد القادر على حسم هذا الجدل، وتقليل مخاوف المتخوفين من طرفي وجهات النظر هو القيادة الحالية للدولة السودانية والقوات المسلحة، وذلك بأن تتبنى موضوع المقاومة الشعبية إدارة وتسليحاً وتُفرغ لها من كوادر المؤسسة العسكرية والأمنية مَن يشرف على جميع شؤونها من قيادة وسيطرة وتسليح وتدريب لغير المتدربين، ويتلقى تبرعات المتبرعين لدعمها وإسنادها ويتولى القيادة الميدانية لعملياتها.

□ وبغير هذا سنبقى نتجادل بلا فائدة، فيتمدد سرطان التمرد في جسد الوطن ويعظُم الثمن الذي ستدفعه بلادنا وشعبها حتى يتمكن من تحريرها من دنس المتمردين، وهو أمر سيحدث بحول الله وقوته طال الزمن أو قصر.
السفير العبيد أحمد مروح

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: المقاومة الشعبیة

إقرأ أيضاً:

ناشطة إسبانية: الحملات الشعبية أسهمت في إلغاء صفقة أسلحة إسرائيلية

مدريد- بعد ضغوط مستمرة من قِبل الشارع الإسباني على مدى أكثر من عام، وتهديدات أحزاب يسارية بالانسحاب من الائتلاف الحاكم، أعلنت حكومة بيدرو سانشيز إلغاء صفقة شراء أسلحة إسرائيلية، في خطوة جديدة تضاف لسلسلة من الإجراءات الرمزية التي اتخذتها الحكومة الإسبانية منذ بدء الحرب على قطاع غزة، والتي تؤكد قطاعات واسعة في إسبانيا على وصفها بـ"الإبادة الجماعية".

وجاء القرار الذي صدر يوم الخميس 24 أبريل/نيسان الجاري، في ظل تنامي الأصوات المطالبة بفرض حظر كامل على التعاون العسكري مع تل أبيب، ووقف أي صفقات سابقة أو محتملة لبيع أو شراء الأسلحة.

ورحّبت "الشبكة الإسبانية للتضامن ضد الاحتلال في فلسطين" (RESCOP) بهذا القرار، واعتبرته "خطوة على الطريق الصحيح"، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن إلغاء صفقة واحدة لا يفي بالتزامات إسبانيا القانونية والأخلاقية ما دامت العلاقات العسكرية مستمرة مع الجانب الإسرائيلي.

في حين أوضحت الحكومة الإسبانية أنها لم تشتر أو تبع أي أسلحة لشركات إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأكدت أنها لن تفعل ذلك مستقبلا، وأنها تجري حاليا دراسة قانونية لتداعيات فسخ العقد مع الشركة الإسرائيلية.

إعلان

وتضمنت الصفقة الملغاة شراء 15 مليون رصاصة عيار 9 ملم، بقيمة 6.6 ملايين يورو، من شركة "آي إم آي سيستم" الإسرائيلية، لصالح الحرس المدني الإسباني.

ميرا: المطلوب أن تتحول قرارات إلغاء الصفقات إلى سياسة دولة (الجزيرة) خطوة رمزية جديدة

ترى آنا سانشيز ميرا الناطقة باسم الشبكة الإسبانية أن "قرار إلغاء هذه الصفقة وجميع الخطوات التي يتم اتخاذها، في سبيل قطع جميع أشكال التواطؤ العسكري والأمني للحكومة الإسبانية مع إسرائيل، هي خطوات إيجابية مرحب بها"، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها لا تعد كافية في ضوء ما يحصل في قطاع غزة من إبادة.

وترى ميرا، في حديثها للجزيرة نت، أن هذه "خطوة رمزية، تضاف لتلك الخطوات المشابهة التي تعودنا عليها من قِبل الحكومة الإسبانية" حسب وصفها، حيث اعتبرت أن الخطوة الحقيقية المؤثرة تتمثل بـ"فرض حظر عسكري شامل" على الجانب الإسرائيلي.

وبررت مطلبها بقولها إنه "من دون فرض حظر شامل، سننتقل من عقد لعقد، ومن سفينة إلى أخرى، دون اتباع نهج أكثر شمولا"، وطالبت بأن تتحول هذه الجهود إلى "سياسة دولة، لضمان أن لا يكون هذا الأمر مرهونا بقرار وزير أو سياسي".

وأكدت في حديثها "نريد أن نرى تغييرا لا يقتصر على الكلمات الجميلة التي يمكن أن يقولها الرئيس أو الحكومة، نريد أن نرى هذه الكلمات تترجم إلى إجراءات عملية، وأفعال يمكن أن تؤثر على الوضع الحالي وتغير الواقع".

ضغوط شعبية

تؤكد ميرا أن هذا القرار الحكومي لم يكن ليصبح ممكنا لولا "الرأي العام الإسباني المتعاطف مع فلسطين، والتعبئة الشعبية التي شكّلت ضغطا اجتماعيا"، مضيفة أن الأزمة التي تخشاها الحكومة الائتلافية الحالية في إسبانيا قد تشكّلت "لأن الشعب والمجتمع المدني ينظمان ويطالبان الحكومة بفرض حظر على الأسلحة على إسرائيل منذ أكثر من عام الآن".

وكانت حركة "اليسار الموحد" حذرت من اندلاع أزمة بعد تهديدها بانسحابها من الائتلاف الحكومي في حال استمر الحزب الاشتراكي باتخاذ "قرارات أحادية" في مجال التسلح، خاصة في ما يتعلق بصفقات السلاح مع إسرائيل والزيادة الكبيرة في ميزانية الدفاع.

إعلان

واعتبرت ميرا، في حديثها للجزيرة نت، أن مثل هذه الضغوط تعتبر بالغة الأهمية، وكانت كافية لكي تغير الحكومة موقفها، موضحة أن مواقف الحكومة قد تغيرت فعلا على مدى العام الماضي، موضحة أن "هذه الأزمة ناجمة عن عقد لشراء أسلحة إسرائيلية وليس عقد بيع، وهذا يوضح كيف تأثرت رواية الحكومة ومواقفها بشكل مباشر بسبب مطالب المجتمع المدني".

واستمرارا لهذه الجهود الشعبية، تسعى "الشبكة الإسبانية للتضامن ضد الاحتلال في فلسطين"، وحملة إنهاء تجارة الأسلحة مع إسرائيل، لتنظيم مظاهرة حاشدة مركزية في مدريد في 10 مايو/أيار المقبل، لمواصلة الضغط على الحكومة لفرض حظر على تجارة الأسلحة مع الجانب الإسرائيلي.

يُذكر أن الشبكة تأسست في إسبانيا عام 2009، وتضم أكثر من 500 منظمة وهيئة من المجتمع المدني الإسباني، بهدف الحشد والعمل لمقاطعة إسرائيل إلى أن يتم إنهاء الاحتلال على الأراضي الفلسطينية والامتثال للقانون الدولي.

مطالب أخرى

قالت الناطقة باسم الشبكة للجزيرة نت إن الحكومة الإسبانية لم تفِ بالتزاماتها أمام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي، في ما يتعلق بموقفها من الحرب في قطاع غزة، وأضافت أنها "لا تحترم التزاماتها بمنع الإبادة الجماعية".

واعتبرت ميرا أن دلائل ذلك تتمثل بـ:

السماح بعبور السفن المحملة بالأسلحة والطاقة إلى الجانب الإسرائيلي. استمرار العلاقات الدبلوماسية والثقافية والاقتصادية مع الحكومة الإسرائيلية. عدم قطع العلاقات العسكرية بشكل كامل.

وأكدت أن هذه المطالب لا ينبغي أن تقتصر على الحكومة الإسبانية فقط، بل يجب أن تمتد لتشمل كل الحكومات الأوروبية أيضا، وقالت إن "الاستمرار برفض الإبادة الجماعية والاحتلال غير القانوني لفلسطين لا تعد مسألة تضامن دولي، بل هي مسألة متعلقة بالوفاء بالالتزامات القانونية لمنع الإبادة الجماعية وعدم تقديم المساعدة لاحتلال غير قانوني".

إعلان

وختمت حديثها بالقول إنه "من المخجل أن نرى كيف يسكت القادة الأوروبيون، وكأنهم يتجاهلون ما يحدث، ويواصلون علاقاتهم مع إسرائيل كالمعتاد"، وأضافت "أعتقد أنه يجب عليهم أن يتحلوا بالشجاعة والجرأة، وأن يتخذوا تدابير عملية لإنهاء تواطؤهم مع هذه الإبادة الجماعية".

مقالات مشابهة

  • إجراءات جديدة لإنهاء فوضى تغطية الجنازات والعزاء.. فيديو
  • ما سر السلاح الغريب الذي حمله جنود إيطاليون خلال جنازة البابا فرانشيسكو؟
  • التكبالي: حادث الدهس يعكس فوضى دمج الميليشيات وغياب العقاب يغذي الانفلات
  • من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟
  • تفاصيل كمين حي الشجاعية برواية الجيش الإسرائيلي.. ما الذي حصل؟
  • ناشطة إسبانية: الحملات الشعبية أسهمت في إلغاء صفقة أسلحة إسرائيلية
  • “نيويورك تايمز” تكشف تقنية إسرائيلية في حرب غزة تثير المخاوف .. تفاصيل تجارب مرعبة
  • مشهد كل جمعة.. فوضى بسطات ”الجائلة“ تحول ”سيكو الدمام“ إلى ساحة عشوائية
  • الجيش الأمريكي: الانفجار الذي وقع في أحد أحياء صنعاء ناجم عن صارخ حوثي
  • في خضم فوضى البنتاغون.. كبير مساعدي وزير الدفاع يغادر منصبه