صحيفة الاتحاد:
2024-11-24@03:01:00 GMT
رشيد الضعيف يستنطق «الوجه الآخر للظل»
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلة أجمل 5 مدن.. احتفالاً بالعام الجديد «مهرجان الشيخ زايد» يحطم 4 أرقام بموسوعة «غينيس»من خلال تجربته في استحضار واستلهام التراث العربي، بحكم كونه من المداومين على قراءة الأعمال القديمة، ومن المأخوذين بها، يستمد الروائي اللبناني رشيد الضعيف منه إلهام بعض أعماله، حيث يعتبر أن الخَبَر الذي دُوِّن فيها منذ أكثر من ألف سنة ما زال يحوي بذور الخلود.
ولعل هذا ينطبق تحديداً على أحدث رواياته «الوجه الآخر للظل» المرشحة ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية 2024، كما قدم أعمالاً أدبية ثرية متنوعة أخرى على مدار أربعة عقود جعلته واحداً من أهم الروائيين على الساحة العربية، وتوجت جهوده بالعديد من الجوائز كان آخرها جائزة محمد زفزاف للرواية العربية.
ويقول رشيد الضعيف إن اللغة والثقافة العربية تحمل هذا البعدَ الإنسانيّ الذي لا يذبل، وقد استوحيت لغة هذه الرواية من تلك اللغة التي صيغ بها كل هذا التراث، ويحوي العمل تصوّر الثقافة العربيّة بجانبها الميثولوجي للعالم، ونظرة العربي لذاته وللوجود عامّةً، وخاصة أنّ كل ما هو إنساني يمكن اعتباره معاصراً بمعنى ما.
وإن كانت هناك عناصر قد تبدو للقارئ كرموز لأشياء معاصرة إلا أن الكاتب يفسر ذلك قائلاً: «عندما أكتب روايةً لا أفكّر في أمور خارجَها، لم أُرد أن أرمز إلى شيء وأَبني روايتي لبنةً لبنة بهدف أن تستقيم كعمل ناجز، لا أريد أن أملي على القارئ شيئاً وأنا أكتب».
وأوضح رشيد الضعيف في حديث لـ«الاتحاد» أنه لا يسعى لكي تكون الرواية مرآةً للواقع، قائلاً: إنّ مبدئي في العمل الروائي كتأليف، أن يكون الواقع في خدمة الرواية لا أن تكون الرواية في خدمة الواقع، فمبدئي في الرواية أنّها فنّ وصولي، بمعنى ما، يسخّر كلّ شيء من أجل أن يكتمل! ألم يقل العرب القدماء إن أعذب الشعر أكذبه؟ وهذا يعني أنّك بقدر ما تترك الحرّية للمخيّلة يحسن عملك ويمتع ويُقنع ويُثير في نفسك إلهامات الشكّ والسؤال. ولكن، مع ذلك، عندما يترك الإنسان الحرّيّة لمخيّلته يقترب أكثر ممّا يسمّى الواقع.
وأضاف الكاتب: «بإمكاني كقارئ أو كناقد أو كأستاذ جامعي، وليس كمُنشئ للنصّ وكمؤلّف للرواية، أن أقول إنّ هذه الرواية الغرائبيّة الميتولوجيّة هي صناعة اليوم، ومشارِكة في ما يُطرح الآن من مواضيع. وكقارئ أقول إنّها ربّما تطرح، في ما تطرح، مسألة العقلانيّة التي هي سمة من سمات الحداثة. ويعتمد الضعيف في «الوجه الآخر للظلّ» لغةً فصحى مشبَعة بالإحالات الثقافيّة التراثيّة، وبالموقف منها في الوقت ذاته، وجعل اللغة، في حد ذاتها، شخصيّةً من شخصيّاتها، وموضوعاً من موضوعاتها، ولذا فهو يعتمد لغةً لا تتوارى خلف القصّة بل هي جزء أساسيّ منها.
واختتم رشيد الضعيف حديثه قائلاً: أردتُ هذه الرواية كما سابقتها الأميرة والخاتم احتفاءً باللغة العربيّة وبقدرتها على السحر الإبداعي والإيحاء والتضمين والاختصار والمفاجأة، وهذه جميعها من صفات الشعر.
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً: