من بين الإيجابيات التي أفرزتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة الصمود والبسالة.. أفرزت لنا فنا ثائرًا مقاتلا.. يزاحم المجاهدين في خنادق المقاومة.. ولا يقل عنهم تأثيرًا وإصابة وإلهابًا للحماس.
بإطلالة غاضبة مخيفة.. وبكلمات مصقولة كالطلقة.. لخص الفنان محمد منير (غناءً).. والشاعر عصام عبد الله (كلمات).
«منير» الذي عهدنا ابتسامته العذبة الخجول التي لا تغيض.. وتكاد تلتحم بملامحه.. وحركته الرشيقة التي لا تهدأ ولا يقرّ لها قرار على المسرح.. ولغة جسده.. وحركات أنامله وكأنها ترسل شيئا ما إلى السماء.. هو «منير» نفسه في أغنيته الأخيرة «يا فلسطيني».. التي نراه فيها ثابتا مرتكزا في زاوية «الكادر».. صوت حزنه كالرعد المزلزِل.. نظراته حادة نافذة.. تطلق شررًا.. يليق بعدوٍ غادر.. يسكت يسكت رد الشعب.. وفجأة يطرشقلك شرايينك.. ينتحر الصبر في فيضانه.. وينفجر الشعب المكبوت «يطرشقلك».. «ينتحر».. «ينفجر»..
كلمات ذات إيقاع موسيقي هادر، انتقاها «عبد الله» من قلب غضب الشعب الفلسطينيّ البطل.. اختارها قوية عاتية في دلالاتها.. تحمل إلى متلقيها كل عنف اللغة.. تنزل كالقنابل المدوية على رأس العدو الغاصب المحتل.. وتلهب حماس مستمعيها من شعوب وطننا العربي من محيطه إلى خليجه.
وترسم كلمات الأغنية ملامح السياسة العدوانية الحمقاء القبيحة للعدو الإسرائيلي منذ «النكبة» وحتى «طوفان الأقصى».. مواجِهة إياه في جرأة وجسارة:
يا اللي مخطط تلغي العدل.. وشياطين الشر في تكوينك
تسرق.. تحرق.. تقتل.. تهدم.. تتفنن في صنوف الغدر
وردّ الشعب الفلسطينيّ طويل الصبر.. الواثق من النصر.. المستهين بترسانة العدو الجبان
يسكت يسكت الاستحمال لما مراره يساوي الموت
آدي الشعب.. إن حب يردّ.. بحجارة جندل تأمينك
«جندل تأمينك» ليست مجرد جملة شعرية اختزلت النجاح الباذخ للمقاومة فحسب، ولكنها المعادل الفني لما قامت به المقاومة الفلسطينية على الأرض في عملية «طوفان الأقصى» المباركة يوم السابع من أكتوبر (شهر الانتصارات)، لأن أثمن ما يبحث عنه «العدو» ـ حقا ـ هو الأمن، الذي يكرّس الإسرئيليون من أجله كل هذا التأمين والتحصين، الذي فضح «طوفان الأقصى» هشاشته.
فهو العدو الجبان، الذي لا يقاتل إلا من وراء جُدر.. وتلك طبيعته التي أخبرنا بها القرآن الكريم: ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ﴾ (الحشر:14) حتى لو كانت هذه الجُدر دولًا عظمى كبريطانيا، الإمبراطورية التي غربت عنها الشمس، ثم أمريكا التي أشرقت شمسها، وتولت من بعدها كِبر الاستعمار والدمار.
«جندل» هذه الكلمة الموفقة، التي تشهد على البراعة الأسلوبية للشاعر، لجمعه بين المتباعدات.. فهي كلمة موغلة في فصاحتها.. ولكنها تتعايش في سلام إلى جوار شقيقتها المغرقة في عاميتها «يطرشقلك» بوقعها الانفجاري.. وجمال كلمة «جندل» في جمعها بين معنيين يجمعان طرفيْ معادلة الصراع وهما: «الحجر» من ناحية و «القتل أو الموت أو الصرْع».
من ناحية أخرى: الأول (الحجر) وهو الأداة الفذة المبتكرة في يد المقاومة الفلسطينية المبدعة. والآخر (الموت) ساخنا فائرًا زؤامًا للعدو.
تحية مصرية وعربية مستحقة من ربوع مصر.. ومن كل ربوع الوطن العربيّ الأكبر للفلسطيني المقاوم.. سليل شعب الجبارين: يا فلسطيني.. ينصر دينك! ولـ «منير» الفنان الأصيل: ينصر دينك!
اقرأ أيضاًفلسطين: تصريحات نتنياهو وسموتريتش وبن جفير اعترافات رسمية بمخطط تهجير الشعب الفلسطيني
«خط أحمر».. مستشار الرئيس الفلسطيني يحذر من الاقتراب لـ ملف تهجير الفلسطينيين | فيديو
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين الشعب الفلسطيني منير المقاومة الحرب الإسرائيلية
إقرأ أيضاً:
المقاومة الفلسطينية توقع قوات العدو بكمائنها في مخيم نور شمس
الثورة نت/..
أعلنت سرايا القدس-كتيبة طولكرم، اليوم الاحد، إيقاع قوة من جيش العدو الصهيوني في كمين وتحقيق إصابات مؤكدة في صفوفها بمخيم نور شمس شرقي طولكرم بالضفة الغربية المحتلة .
وقالت “سرايا القدس”، في بلاغ عسكري “تمكن مقاتلونا من إحباط تسلل قوة مشاة راجلة قوامها عشرة جنود خلال محاولتها التمركز في أحد المنازل في محور المنشية بمخيم نور شمس، وإيقاع القوة بحقل من النيران، وإمطارهم بزخات من الرصاص المباشر من المسافة صفر محققين إصابات مؤكدة”.
وأضافت “كما يواصل أبطالنا الاشتباك مع قوات النجدة والإسناد وإمطارهم بزخات من الرصاص المباشر”.
من جانبها، أعلنت كتائب القسام- كتيبة طولكرم، أنها وبالاشتراك مع سرايا القدس ، أوقعوا قوة راجلة من جيش العدو بكمينٍ في حي المنشية بمخيم نور شمس.
وقالت كتائب القسام في بلاغ عسكري “بعد عودة الاتصال بإحدى تشكيلاتنا القتالية في تمام الساعة 4:33 دقيقة، أكدوا لنا تمكنهم برفقة سرايا القدس وشباب الثأر والتحرير من استهداف قوة من المُشاة في حي المنشية في مخيم نور شمس، مؤكدين وقوع أفراد القوة بين قتيل وجريح”.
وكان جيش العدو ، أعلن فجر اليوم، توسيع عدوانه في شمال الضفة الغربية، إلى مخيم نور شمس، واقتحمت المخيم قوات صهيونية كبيرة معززة بجرافات، وفرضت حصارًا عليه من عدة اتجاهات.