جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-16@10:08:22 GMT

آفاق العملة الخليجية الموحدة

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

آفاق العملة الخليجية الموحدة

 

علي حبيب اللواتي

وقَّعت كل من إيران وروسيا اتفاقًا يهدف إلى استبدال الدولار الأمريكي بعملتيهما المحليتين في التعاملات التجارية بين البلدين، وفق ما نقلته وكالة رويترز عن وسائل إعلام رسمية إيرانية، وأضافت الوكالة أن الاتفاق جرى توقيعه خلال اجتماع بين محافظي البنكين المركزيين للبلدين في روسيا.

 

وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية فإنه "يمكن للبنوك والجهات الاقتصادية الفاعلة الآن استخدام البنى التحتية بما في ذلك الأنظمة المصرفية الداخلية بين البنوك، دون الحاجة إلى استخدام نظام جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (سويفت)، للتعامل بالعملات المحلية".

 

ومنذ عدة شهور وقعت المملكة العربية السعودية اتفاقاً مشابهاً مع جمهورية الصين الشعبية. الواضح أن أعضاء تحالف "بريكس" يتحركون في هذه المرحلة لتوقيع اتفاقيات متبادلة بتمكين التبادل التجاري بينهم بالعملات المحلية الوطنية.

لكن.. ماذا يعني ذلك؟

أولًا أن تلك الدول تتمكن من تطوير علاقاتها التجارية بحُريَّة، بعيدًا من العقوبات الأحادية الأمريكية التي ليس لها سند قانوني إنما هي مجرد هيمنة تفرض على الدولة التي لا تتماشى مع التوجهات الأمريكية.

كما إن هذا الإجراء يعزز من قيمة تلك العملات المحلية ويحافظ على ثباتها وعدم تأثرها. وفي هذا الإطار، فإننا نرى أن إصدار العملة الخليجية الموحدة قد بات الآن في غاية الأهمية، خاصة وسط التكتلات الاقتصادية المنتشرة في العالم كالاتحاد الأوروبي بعملته اليورو. والعملة الخليجية الموحدة يمكن استخدامها؛ كمرحلة أولى في جميع التعاملات التجارية وتشمل أيضًا بيع النفط والغاز من خلالها، وهذا الإجراء سيساهم في ثبات قيمة العملة الخليجية وعدم تأثرها بمتغيرات سعر الدولار.

وهنا نسأل ما الفوائد التي ستجنيها منظومة التعاون الخليجي في حالة تم اعتماد إصدار عملة موحدة رديفة للعملات المحلية؟

بلا شك هناك العديد من النتائج الإيجابية التي يمكن أن تتحقق، استعرض بعضًا منها:

1. العملة الخليجية تتحول إلى عملة عالمية يسهُل تداولها عالميًا.

2. تعزيز وزيادة معدل مستوى التجارة البينية في دول الخليج.

3. تسهيل انتقال رؤوس الأموال المحلية والأجنبية والاستثمارات بين دول الخليج.

4. تعزيز موقف منظومة دول الخليج لتنفيذ الصفقات التجارية الجماعية الموحدة.

5. التأسيس لكيان مالي خليجي على المستوى العالمي يسهل عليها تحقيق طفرات اقتصادية مستقبلًا.

6. رفع تصنيف دول الخليج إلى الدرجة الممتازة بفضل الوفرة المالية التي ستتحقق لاقتصاديات دول الخليج.

7. تحوُّل كل مبيعات النفط والغاز الخليجي بالعملة الموحدة، وهو ما سيؤدي إلى ثبات وقوة ومتانة العملة الجديدة.

8. سيتجنب المتعاملون والمستثمرون دفع رسوم تغيير وتبديل العملة عند نقل الأموال من دولة خليجية إلى أخرى.

9. مع مرور الزمن سيساهم ذلك في تحول الاقتصاديات الخليجية من المنافسة إلى التكاملية فيما بينها.

10. تحول دول الخليج إلى كتلة مالية موحدة يمكنها أن تواجه التكتلات الاقتصادية العالمية باقتدار.

11. إضفاء صفة العالمية على العملة الموحدة، مع رغبة العالم في الاحتفاظ بها كاستثمار بالعملات كما هو الحال مع بقية العملات الدولية الأخرى.

12. تسهيل المسارات الاقتصادية وحركة النقل ورسوم الجمارك وتبادل الخدمات.

13. تسهيل انتقال القوى البشرية الخليجية بين دول الخليج بعد بدء بتطبيق نظام معاملة موحدة لمواطني مجلس التعاون عند التوظيف والتقاعد.

14. تسهيل توقيع المعاهدات والاتفاقات الاقتصادية الدولية مع دول الخليج.

ونلاحظ أن هناك توجهًا كبيرًا لتقوية مظلة مجلس التعاون في جميع المجالات، فقد تم اعتماد مشروع التأشيرة الموحدة التي تسهل حرية تنقل الأجانب بسهولة في ربوع بلدان الخليج؛ مما سيساعد في تنشيط اقتصادياتها وتنشيط أسواقها والتجارة البينية بينها.

وهناك اتفاقية أبرمت سابقًا بين 4 دول خليجية؛ هي: السعودية والكويت والبحرين وقطر لإنشاء الاتحاد النقدي الذي يتضمن إيجاد عملة موحدة، إضافة الى إنشاء مجلس النقد الخليجي ومقره الرياض، والتحضيرات الأولية لإصدار العملة الموحدة، أصبحت شبه جاهزة، ويُنتظر تنفيذ المشروع قرار هذه الدول للمضي قدمًا في إصدارها.

هذا إلى جانب عدة مشاريع ستتبع إصدار العملة الخليجية الموحدة، في إطار الوحدة الاقتصادية، مثل: إنشاء السوق الخليجية المشتركة، وتنفيذ ضوابط الاتحاد الجمركي الموحد، وتفعيل فتح أسواق العمل والمعاملة الوطنية والتنقل بحريّة بين دول المجلس وأن تحظى بمعاملة العمالة الوطنية في كل دولة.

إنَّ مجموع هذه المشاريع الأساسية سيمثل مرحلة تكامل جديدة ونقلة نوعية لجميع دول الخليج. إنه حلم كل مجتمعات وأبناء الخليج؛ فالجميع ينتظر خطوات تحقيق هذا الحلم المنشود.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة عين شمس: فتح آفاق جديدة للتطوير الأكاديمي بالتعاون مع كلية الجراحين بلندن

استقبل الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، وفدًا من كلية الجراحين الملكية بلندن، تزامنا مع انطلاق دورة أساسيات الجراحة المعتمدة من الكلية الملكية، التي تقام داخل مستشفيات الجامعة.

وأعرب الدكتور محمد ضياء زين العابدين عن اعتزازه بالتعاون المثمر والمستمر بين جامعة عين شمس والمؤسسات الأكاديمية البريطانية، وعلى رأسها كلية الجراحين الملكية بلندن، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يعكس عمق العلاقات بين الجانبين.

وأكد حرص جامعة عين شمس على توسيع نطاق التعاون مع كلية الجراحين الملكية بلندن، ما يفتح آفاقًا جديدة للتطوير الأكاديمي والبحثي، ويعزز قدرة الجامعة على تقديم خدمات تعليمية وطبية متطورة.

كما شدد على التزام الجامعة بمواصلة جهودها لتعزيز التعاون مع الجامعات العالمية الكبرى؛ للارتقاء بمنظومة التعليم العالي والرعاية الصحية في مصر.

التزام مستشفيات جامعة عين شمس بمواكبة أحدث المعايير العالمية

وأكد الدكتور طارق يوسف، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة عين شمس، التزام المستشفيات بمواكبة أحدث المعايير العالمية من خلال تحديث البرامج التعليمية والتدريبية بشكل مستمر، ما يجعلها نموذجًا رائدًا في تقديم الرعاية الصحية الشاملة.

وأشاد بالتعاون المشترك لمستشفيات الجامعة مع كلية الجراحين الملكية بلندن في تقديم دورات المهارات الجراحية BSS وSSSHP، مؤكدًا دور هذا التعاون في بناء كوادر طبية مؤهلة قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.

وأعرب أعضاء وفد كلية الجراحين الملكية بلندن عن سعادتهم بالتعاون مع مستشفيات جامعة عين شمس، مؤكدين تطلعهم لتعزيز شراكة مثمرة تسهم في تطوير التعليم الطبي.

تعزيز التعاون الأكاديمي بين مستشفيات جامعة عين شمس وكلية الجراحين الملكية بلندن

يذكر أن زيارة الوفد لمستشفيات جامعة عين شمس تستمر لمدة ثلاثة أيام، وبدأ الوفد أنشطته بتنظيم دورة تدريبية لإعداد المدربين، بالإضافة إلى مجموعة من الفعاليات التعليمية والتدريبية التي تسهم في تطوير المهارات الجراحية وتعزيز التعاون الأكاديمي بين مستشفيات جامعة عين شمس وكلية الجراحين الملكية بلندن، ما يضع أسسا جديدة لتبادل الخبرات والارتقاء بمستوى التعليم الطبي والجراحي في مصر.

مقالات مشابهة

  • شباب من أجل الاستدامة تفتح آفاق المستقبل خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة
  • محمد بن راشد: اكتشاف آفاق جديدة للتعاون بين الإمارات وأوزبكستان
  • 24 ساعة على الانطلاقة..السوبر الإماراتي القطري يتصدر الواجهة الخليجية
  • رئيس جامعة عين شمس: فتح آفاق جديدة للتطوير الأكاديمي بالتعاون مع كلية الجراحين بلندن
  • محمد صلاح بقميص أحد الأندية الخليجية الكبرى «صورة»
  • تعرف على القائمة الكاملة للأسماء الخليجية التي توجت في حفل Joy Awards 2025
  • استعراض آفاق المنظومة الوطنية لبناء القدرات وإدارة المواهب بالداخلية
  • السفير الأمريكي يبحث مع المحرمي التحديات الاقتصادية والخدمية التي توجهها الحكومة اليمنية
  • تصاميم مبتكرة للعبايات الخليجية تناسب المرأة العصرية
  • المملكة واليونان.. شراكة إستراتيجية نحو آفاق أوسع من التعاون