«معيط» و«مدبولى».. ومستوى معيشة الناس
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
تصريحات الدكتور محمد معيط، وزير المالية، التى أصدرها يوم الأحد الماضى عن تحسين الأجور والمعاشات فى العام الجديد، لا يمكن إغفالها أو تجاهلها، فالرجل بصفته وزيراً للمالية لا يمكن أبداً أن تكون تصريحاته سياسية يدغدغ بها مشاعر الناس المكتوين بالغلاء، ولا هى من باب التهريج، بل تحمل كل الجدية، لأن وزير مالية مصر يعنى تماماً كل كلمة ينطق بها أو يعلنها، وهو كما قلت من قبل أن القادم أفضل، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال اتجاه الحكومة مؤخراً على لسان الدكتور مصطفى مدبولى الذى يخوض حالياً مع حكومته معركة ضبط الأسواق والتصدى لجشع التجار.
نعود مرة أخرى إلى تصريحات الدكتور محمد معيط، وهى تصريحات مهمة جداً صدرت فى توقيت مناسب جداً، وليست رداً على الشائعات المغرضة البشعة التى انتشرت مؤخراً بأن عام 2024 سيكون الأسوأ فى تاريخ البلاد، فهذا الكلام مردود عليه تماماً، وأرى خلاف ما يتم تداوله من أجل إصابة الناس بالإحباط واليأس، وهذا منتهى وغاية الذين لا يريدون خيراً للبلاد، فالقادم إن شاء الله سيكون أفضل وأحسن، وهذا ليس من قبيل التكهن أو الخيال، إنما سيكون واقعاً. كما أن تصريحات رئيس الوزراء ووزير المالية لا تأتى من فراغ، ولا من قبيل المصادفة، ولا من أجل دغدغة المشاعر، إنما هناك خطة للدولة المصرية، تسعى بكل السبل من أجل رفع الأعباء عن كاهل المواطنين، وطبقاً لتعليمات وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى لديه حرص شديد جداً على تحسين ظروف ومعيشة الناس.. فى تصريحات «معيط» يؤكد على حسب قوله أن الدولة المصرية ملتزمة بمسار تحسين أجور العاملين بالدولة وأصحاب المعاشات خلال العام الحالى على نحو يتسق مع جهود الدولة لتوسيع إجراءات ومبادرات ومخصصات الدعم والحماية الاجتماعية الهادفة للارتقاء بالأوضاع المعيشية للمواطنين وتخفيف الأعباء عن كاهلهم. وكل ذلك من أجل المساهمة فى احتواء أكبر قدر ممكن من تبعات موجات التضخم اللعين.
تصريحات معيط تعنى بالضرورة أن الدولة المصرية لديها الخطط المستقبلية الكافية لتحسين ظروف ومعيشة الناس، وتعنى أيضاً أن الدولة المصرية تعرف مدى المعاناة الشديدة التى يواجهها المواطنون بسبب الغلاء الفاحش، وكل هذا يصب فى نهاية المطاف فى أن الدولة المصرية لن يهدأ لها بال أو تلين لها سريرة من أجل توفير الحياة الكريمة لكل المواطنين، ولذلك وجدنا الدكتور معيط يؤكد زيارة مخصصات المعلمين وأعضاء هيئات التدريس بالجامعات والأطباء وهيئات التمريض، على اعتبار أن هذه الفئات تعانى معاناة شديدة من قلة دخولهم، إضافة إلى الحماية الاجتماعية الضرورية للفئات الفقيرة ومحدودة الدخل، فهؤلاء لهم نصيب مهم فى خطة الدولة خاصة أهالينا الأكثر احتياجاً.. وصحيح أن الدكتور معيط فى تصريحاته أشار إلى ما تم فعله خلال السنوات الماضية بشأن هذه الفئات، إلا أن الذى يعنى الناس حالياً هو ما سيتم تقديمه فى هذا العام، وهو ما نوه الوزير من أجله بضرورة تحسين الأجور والمعاشات وزيادة المخصصات المالية لعدد من الفئات الأكثر تضرراً من موجات التضخم البشعة التى أصابت الدنيا كلها ومن بينها مصر.
ولذلك ما زلت عند الرأى بأن هذا العام سيشهد تحسيناً معيشياً أفضل مما سبق لمواجهة الغلاء، والواضح جداً من خلال تصريحات الحكومة ورئيسها أن هناك جدية واضحة جداً لرفع الأعباء عن كاهل الناس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د وجدى زين الدين وزير المالية برنامج الإصلاح الاقتصادي الحرب الروسية الأوكرانية الرئيس عبدالفتاح السيسي الدولة المصرية جشع التجار أن الدولة المصریة من أجل
إقرأ أيضاً:
قراصنة العصر الحديث.. الهاكر الذى اخترق ناسا وهو بعمر 15 عامًا
في عالم تحكمه التكنولوجيا، هناك من يتخفّى في الظلام، يترصد الثغرات، ويحول الشفرة الرقمية إلى سلاح فتاك.
هؤلاء هم قراصنة العصر الحديث، الذين لا يحتاجون إلى أقنعة أو أسلحة، بل مجرد سطور برمجية قادرة على إسقاط أنظمة، وسرقة مليارات، وكشف أسرار حكومية خطيرة.
في هذه السلسلة، نكشف أخطر عمليات الاختراق الحقيقية، كيف نفّذها القراصنة؟ وما العواقب التي غيرت مسار شركات وحكومات؟ ستكتشف أن الأمن الرقمي ليس محكمًا كما تظن، وأن الخطر قد يكون أقرب مما تتخيل… مجرد نقرة واحدة تفصل بينك وبينه!
الحلقة الثانية -طفل عبقري أم مجرم إلكتروني؟ في عام 1999، جلس جوناثان جيمس، وهو مراهق يبلغ من العمر 15 عامًا فقط، أمام جهاز الكمبيوتر في غرفته الصغيرة بولاية فلوريدا.
لم يكن أحد يعلم أن هذا الطفل، الذي بالكاد أنهى دراسته الإعدادية، سيصبح خلال أشهر قليلة أول قاصر في تاريخ الولايات المتحدة يُدان بجرائم إلكترونية فدرالية.
كل ما احتاجه كان كمبيوتر بسيط، اتصال إنترنت، وكود برمجي قام بكتابته بنفسه.
لكن هدفه لم يكن مجرد اختراق أي موقع عادي بل كان يخطط لاختراق وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ووزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"!
لم يكن جيمس مجرمًا بالمعنى التقليدي، بل كان مهووسًا باكتشاف الثغرات الأمنية.
كان يقضي ساعات طويلة في تحليل أنظمة الحماية، يبحث عن الأخطاء، ويجرب طرقًا لاختراقها.
وفي إحدى الليالي، توصل إلى طريقة للتسلل إلى شبكة وكالة ناسا السرية، باستخدام حصان طروادة (Trojan Horse)، تمكن من زرع برمجية خبيثة داخل أحد خوادم الوكالة، مما منحه وصولًا غير مصرح به إلى ملفات فائقة السرية. خلال أسابيع، أصبح بإمكانه رؤية كل ما يحدث داخل أنظمة ناسا، بل واستطاع سرقة شفرة برمجية سرية بقيمة 1.7 مليون دولار، كانت تُستخدم في تشغيل محطة الفضاء الدولية!
في البداية، لم تلاحظ ناسا أي شيء غير طبيعي، لكن بعد عدة أسابيع، بدأت بعض الأنظمة في التعطل بشكل غير مبرر.
وعندما تحقق خبراء الأمن السيبراني، كانت المفاجأة الصادمة:
-كان هناك اختراق عميق لأنظمة الوكالة، لكن المهاجم لم يترك وراءه أي أثر تقريبًا!
-تم اختراق 13 جهاز كمبيوتر في مركز ناسا، وتم تنزيل أكثر من 3,300 ملف حساس.
-تم سرقة شيفرة تشغيل محطة الفضاء الدولية، مما أثار مخاوف من إمكانية تعطيلها عن بُعد.
بسبب خطورة الهجوم، اضطرت ناسا إلى إغلاق أنظمتها بالكامل لمدة 21 يومًا لإعادة تأمين الشبكة، وبلغت الخسائر الناجمة عن هذا الإغلاق 41,000 دولار.
عندما علمت السلطات الأمريكية بأن هناك من تمكن من التسلل إلى أهم أنظمة الفضاء الأمريكية، تم استدعاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، الذي بدأ عملية تعقب رقمية لمعرفة هوية المهاجم.
في النهاية، بعد أشهر من التحقيقات، تمكن الخبراء من تتبع الاتصال الرقمي إلى منزل صغير في فلوريدا.
وعندما داهم رجال FBI المكان، لم يجدوا أمامهم سوى فتى مراهق يجلس أمام جهاز الكمبيوتر في غرفته!
تم القبض على جوناثان جيمس، الذي اعترف فورًا بأنه كان وراء الاختراق.
نظرًا لصغر سنه، لم يُحكم عليه بالسجن، لكنه وُضع تحت الإقامة الجبرية وتم منعه من استخدام الإنترنت تمامًا.
لكن القصة لم تنتهِ هنا بعد سنوات، وفي عام 2007، وقع اختراق إلكتروني استهدف عددًا من الشركات الكبرى، بما في ذلك "T.J. Maxx"، حيث سُرقت بيانات 45 مليون بطاقة ائتمانية. اشتبهت السلطات بأن جيمس ربما كان على صلة بهذه الجريمة، رغم عدم وجود أدلة قاطعة.
وفي عام 2008، وُجد جوناثان جيمس ميتًا داخل منزله، بعد أن أطلق النار على نفسه ترك وراءه رسالة قال فيها:
"لا علاقة لي بهذه الجرائم، لكنني أعلم أن النظام لن يكون عادلًا معي. لذا، أختار أن أنهي حياتي بنفسي."
مشاركة