توفي، الاثنين، أبرز المناضلين السوريين التاريخيين، رياض الترك، عن عمر ناهز 93 عاما، قضى قسما كبيرا منها خلف القضبان بسبب مناصرته لقضايا حقوق الإنسان في سوريا.

ونعى مثقفون سوريون وكتّاب ومعارضون الترك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذكر "حزب الشعب الديمقراطي السوري" أن قائده التاريخي توفي في إحدى مشافي باريس، العاصمة الفرنسية التي كان قد وصل إليها في 2018.

ويوصف الترك بـ"مانديلا سوريا" وكان يحب كثيرا لقب "ابن العم"، الكلمة التي كانت تعرض كل من يتفوه بها في سوريا، منذ انقلاب البعث، للاعتقال. 

"حياة خلف القضبان"

ولد الترك في حمص عام 1930، وبدأ نشاطه السياسي أثناء متابعته دراسة الحقوق، وقد انضم إلى "الحزب الشيوعي السوري" عام 1952. 

واجه السجن والتعذيب في مناسبات عدة، وغادر البلاد عند وصول "حزب البعث" إلى الحكم في العام 1963، ثم عاد في العام 1965.

عارض الترك قرار "الحزب الشيوعي السوري" في العام 1972 بالانضمام إلى "الجبهة الوطنية التقدّمية"، وهي ائتلاف مؤلّف من منظمات متحالفة مع "حزب البعث العربي الاشتراكي" الحاكم، ثم انشقّ بعد عام ليشكّل الحزب الشيوعي السوري المنشقّ (المكتب السياسي). 

وسرعان ما انتقل الحزب الجديد إلى المعارضة، ومع ازدياد حدة القمع الذي مارسته النظام السوري، حكم عليه بالسجن 18 عاما في 1980. 

ولم يمر على إطلاق سراحه في العام 1998 سنتين حتى سجن مجددا لدوره البارز في "ربيع دمشق".

يعتبر الترك من أشد معارضي النظام السوري وأمضى أكثر من 17 عاما في سجون الرئيس السابق حافظ الأسد، قبل أن يسجن مجددا عام 2001 في عهد نجله، الرئيس الحالي بشار الأسد.

ورغم الحكم عليه بالسجن لمدة سنتين ونصف سنة، فقد أطلق سراحه في نوفمبر 2002 لأسباب صحية خاصة أنه يعاني من مشكلات في القلب.

الترك كان من أبرز الموقعين على "إعلان دمشق" الذي صدر عام 2005 بمبادرة من مجموعات معارضة سورية كانت تطالب بـ"التغيير الديمقراطي" في سوريا.

ولدى اندلاع النزاع في سوريا عام 2011 قدم دعمه لحركة المعارضة السلمية، وإلى المجلس الوطني السوري الذي ولد صيف 2011 في إسطنبول جامعا قوى المعارضة.

وكان له مقولة شهيرة بعد اندلاع أحداث الثورة السورية، إذ نقل عنه قوله: "ثورتنا سلمية شعبية ترفض الطائفية، والشعب السوري واحد. لا تنازل ولا تفاوض بشأن الهدف المتمثل بقلب النظام الطاغية".

"حقبة كفاح يساري"

وبرحيل الترك "تنتهي حقبة كفاح يساري كان عنوانا بارزا على الساحة السورية طيلة النصف الثاني من القرن العشرين.. في عز زمن الصمت!"، كما كتب الشاعر والكاتب السوري، ياسر الأطرش، عبر موقع التواصل "أكس".

رحيل "مانديلا سوريا".. رياض الترك، المعارض التاريخي العتيد والعنيد.. معه تنتهي حقبة كفاح يساري كان عنواناً بارزاً على الساحة السورية طيلة النصف الثاني من القرن العشرين.. في عز زمن الصمت!. https://t.co/rTIykudU7T

— ياسر الأطرش (@yaser_atrash) January 1, 2024

الكاتب ياسين حاج صالح قال إن "الترك كان أحد أبرز المناضلين الديمقراطيين السوريين ومن أكثر أبطال الشعب السوري شجاعة وصلابة وصفاء ذهن".

وأضاف الباحث السوري، أحمد أبا زيد: "مات رياض الترك، المناضل التاريخي والأيقونة السورية الوطنية وعاشق الحرية العتيق وأحد قادة المعارضة السورية منذ زمن بعيد".

مات رياض الترك، المناضل التاريخي والأيقونة السورية الوطنية وعاشق الحرية العتيق وأحد قادة المعارضة السورية منذ زمن بعيد.
سجنه الأسد الأب ١٨ عامًا وحين مات قال على قناة الجزيرة من داخل سورية "مات الديكتاتور"، فأعاد الأسد الابن اعتقاله ومحاكمته.
كان الترك وهو عجوز ومختبئ عن الأمن… pic.twitter.com/y7rxKAvlMV

— أحمد أبازيد (@abazeid89) January 1, 2024

"سجنه الأسد الأب 18 عاما، وحين مات قال من داخل سوريا (مات الديكتاتور)، فأعاد الأسد الابن اعتقاله ومحاكمته"، كما تابع أبا زيد.

وأوضح أن المعارض السوري الكبير "كان مؤثرا في الثورة السورية ومساراتها المدنية والسياسية، إلى أن تم تهريبه ليصل إلى باريس ويموت هناك بعد 93 عاما من النضال الشرس والمستميت لأجل الحرية".

"الأب الروحي للمعارضة"

قبل أيام من بداية الثورة السورية كتب الترك مقالة بعنوان "حتى لا تكون سوريا مملكة الصمت".

وختمها بجملة: "نعم.. سورية الله حاميها لأنها باقية بشعبها وجيشها ودولتها، أما الاستبداد فإلى زوال، قصر الزمن أو طال، وإن غدا لناظره لقريب".

ويقول المعارض السوري، غسان هيتو، إن "الترك هو الأب الروحي لحركة المعارضة السورية منذ ثمانينيات" القرن الماضي، وإنه "لعب دورا محوريا في الحراك المعارض السوري منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011".

"طالب بالديمقراطية والحرية في سوريا"، وكان يؤمن ببناء سوريا الجديدة على أسس العدالة والمساواة، وفق ما كتب هيتو عبر "فيس بوك".

الكاتب والشاعر السوري، بشير البكر نعا الترك عبر "أكس"، وقال إنه "عاش حياته في مناهضة الاستبداد، ومن أجل سوريا ديمقراطية".

رحل رياض الترك الزعيم السوري الشجاع، الذي عاش حياته في مناهضة الاستبداد، ومن أجل سوريا ديموقراطية.. رحل قبل أن يرى سوريا الحرة، العزاء أن سيرته الناصعة تبقى مصدر إلهام للديموقراطيين السوريين.. وداعا ابن العم ..وخالص العزاء للعائلة وللسوريين الأحرار.

— Basheer Al Baker (@BasheerAlBaker) January 1, 2024

وأضاف: "رحل قبل أن يرى سوريا الحرة، العزاء أن سيرته الناصعة تبقى مصدر إلهام للديمقراطيين السوريين.. وداعا ابن العم.. وخالص العزاء للعائلة وللسوريين الأحرار".

وقالت الناشطة والسياسية المعارضة، عاليا منصور: "رحل مانديلا سوريا، الرجل الذي لم يتعب من النضال من أجل الحرية.. الرجل الذي ننحني بفخر أمام تضحياته".

رحل مانديلا سوريا، الرجل الذي لم يتعب من النضال من اجل الحرية، الرجل الذي ننحني بفخر امام تضحياته، الرجل الذي قال "مات الديكتاتور"، ابن العم، امضى معظم حياته في سجون الاسدين، شكرا رياض الترك لكل ما علمتنا اياه ولكل وما صنعته بعنادك.. نبكيك ونبكي حالنا ونبكي سوريا الحبيبة

— Alia Mansour عالية منصور (@aliamansour) January 1, 2024

وتابعت عبر "أكس": "الرجل الذي قال مات الديكتاتور.. ابن العم، امضى معظم حياته في سجون الأسدين.. شكرا رياض الترك لكل ما علمتنا إياه، ولكل وما صنعته بعنادك.. نبكيك ونبكي حالنا ونبكي سوريا الحبيبة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الثورة السوریة الرجل الذی فی سوریا ابن العم فی العام حیاته فی

إقرأ أيضاً:

في ندوة "سوريا ومستقبل المنطقة" بنقابة الصحفيين.. الفقي: مصر عصية على السقوط.. خيرت: سوريا ستظل "قلب العروبة النابض".. ربيع: الجيش السوري لم يتلق راتبه منذ 6 أشهر.. الزناتي: العرب دائمًا على صفيح ساخن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظمت لجنة الشؤون الخارجية بنقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي حسين الزناتي وكيل النقابة، ندوة أمس الأربعاء تحت عنوان "سوريا.. ومستقبل المنطقة" بمشاركة المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، وسفير مصر السابق في سوريا السفير حازم خيرت، واللواء وائل ربيع مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية.

مستقبل سوريا

وسلطت الندوة الضوء على التطورات الجارية في سوريا منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد خلال شهر ديسمبر الجاري، ونظرة إلى مستقبل سوريا ودول الجوار بعد تولي قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع مقاليد الحكم، وسط تقلبات المنطقة التي تموج بالأزمات المتلاحقة.

وفي هذا السياق، قال المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، إنه للحديث عما جرى في سوريا خلال الآونة الأخيرة فلا بد من العودة إلى سنوات ماضية وتحديدا عندما تولى باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة في مستهل عام 2009.

وأوضح المفكر السياسي أنه كان هناك حالة من التفاؤل حينما تولى باراك أوباما رئاسة أمريكا نظرا لأصوله الأفريقية في كينيا، إلا أن الإدارة المحيطة به أخبرته أن الولايات المتحدة لديها أزمة مع العالم الإسلامي وزعموا أن الإرهاب الإسلامي يستهدف الأمريكان.

وأضاف الفقي، أن إدارة أوباما نصحته بضرورة أن يخاطب العالم الإسلامي من إحدى الدول الإسلامية واقترحوا بعض الأماكن من بينها الدار البيضاء وجدة وإندونيسيا لكنهم أكدوا أنه لا يمكن مخاطبة العالم الإسلامي إلا من مصر الأزهر.

وأوضح أنه كان من المفترض أن يكون خطاب أوباما في 2009 من جامعة الأزهر وليس من جامعة القاهرة، وبدأه ببعض آيات القرآن الكريم.

مصر في عهد الإخوانالدكتور مصطفى الفقي

وكشف الدكتور مصطفى الفقي أن السفيرة الأمريكية خلال عهد الإخوان أخبرته أن مصر يحكمها ستة أشخاص وليس من بينهم محمد مرسي، مضيفا أن الأمريكان كانوا يعلمون أن مصر في عهد الإخوان كانت تحكم من المقطم حيث مقر مكتب الإرشاد.

وأشار إلى أن واشنطن كانت ترغب في نشر النظام الباكستاني في مصر وهي أن يكون هناك قوتان متنازعتان في البلاد وهما الجيش والإسلاميين. 

وأكد الدكتور مصطفى الفقي، أن الأوضاع الحالية في سوريا ليست بجديدة، مشيرًا إلى أن "ما حدث شاهدناه جميعًا كفصل متكرر في تراجع الروح العربية".

وأضاف خلال حديثه عن تطورات المنطقة أن "العرب صامتون بينما الروح العربية تعاني من سكتة قلبية"، معربًا عن قلقه إزاء التدخلات الخارجية التي تهدد استقرار المنطقة.

وقال الفقي: "مصر هي الهدف المنتظر، لكنها دولة عصية على السقوط بحكم تاريخها ومكانتها، ودائمًا تنظر بقلق شديد إلى دولة كانت يومًا جزءًا منها، مما يعكس مكانة سوريا الخاصة في الوجدان المصري والعربي".

وأكد على أهمية استعادة التضامن العربي في مواجهة التحديات الراهنة، منوها إلى أن "الوضع السوري يختبر الإرادة العربية وقدرتنا على الحفاظ على ما تبقى من روح العمل المشترك".

وتابع "الفقي" في وقت تشهد فيه سوريا تطورات سياسية وعسكرية معقدة، ما يعكس حجم الضغوط الإقليمية والدولية التي تواجهها، وسط صمت عربي وصفه الفقي بأنه "استمرار لحالة من التراجع عن أدوارنا التاريخية".

سوريا ستظل قلب العروبة النابضالسفير حازم خيرت

وفي نفس السياق، قال السفير حازم خيرت، سفير مصر الأسبق بدمشق، إن الشعب السوري العظيم مر بمحنة كبيرة خلال حكم حافظ الأسد ونجله بشار، معربًا عن أمله ألا تتكرر هذه المعاناة مرة أخرى، ومؤكدًا أن سوريا ستظل "قلب العروبة النابض".

وأضاف خيرت أن عمله الدبلوماسي في سوريا، أتاح له فرصة التعرف على تركيبة المجتمع السوري بكل أطيافه وطبيعته الطائفية، مشيرًا إلى دوره في تعزيز العلاقات الثنائية خلال الفترة الأولى سنة 2003 من خدمته بالسفارة، ثم عودته مجددًا إلى دمشق عام من 2007.

وأشار إلى أن حكم الأسد الأب والابن كان ديكتاتوريًا واستبداديًا، حيث فرض النظام قبضة حديدية على الطائفة السنية، وقمع بشدة كل من خرج عن سياقه، سواء بالاعتقال أو القتل ورغم هذه القبضة الأمنية، كانت هناك أجواء من المحبة بين مكونات الشعب السوري المختلفة.

وفي حديثه عن سقوط نظام بشار الأسد، قال خيرت إنه لم يكن يتوقع انهياره بتلك السهولة على يد الفصائل المسلحة بقيادة أحمد الشرع، الذي قدم خطابًا جديدًا ونهجًا مختلفًا عن الفكر الجهادي التقليدي، مما مكّنه من التفاوض مع الأطياف العلوية وتقريب وجهات النظر بينها.

ورغم ذلك، أبدى قلقه من مرحلة ما بعد الأسد، متسائلًا عن قدرة الشرع على توحيد الفصائل المسلحة تحت مظلة واحدة وتطبيق نظام مدني دون التعرض لانقلاب داخلي. 

كما أعرب عن تخوفاته من صعود الإسلام السياسي المرتبط بتنظيمات مثل القاعدة وداعش، وهو ما يثير قلق الشارع المصري من تداعيات الوضع في سوريا.

وأوضح السفير أن هناك استياء لدى بعض السوريين من موقف مصر الذي لم يعكس حماسة كبيرة تجاه سقوط نظام بشار الأسد، رغم فرحة الشعب السوري العارمة بهذا الحدث، لكنه أشار إلى أن أبعاد المرحلة القادمة لا تزال غير واضحة، متسائلًا عن الدور التركي والروسي المتوقع، وما إذا كانت روسيا ستحتفظ بوجودها العسكري في سوريا أو ستفقد نفوذها، وكذلك مدى استمرار الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

وأكد خيرت أن فرحة الشعب السوري بسقوط النظام مبررة، لكنها تفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول مستقبل البلاد واستقرارها السياسي.

الجيش السوري بدون رواتباللواء وائل ربيع 

وفي نفس السياق، قال اللواء وائل ربيع مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية إنه لم يتوقع أحد ما حدث في سوريا حيث تراجع الجيش أمام الفصائل المسلحة رغم أن هذه الفصائل لا تملك أي أسلحة ثقيلة وهذا ما أوحى بأن ما جرى كان في إطار اتفاق.

وكشف مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر أن الجيش السوري لم يتلق راتبه منذ ٦ أشهر.

ونوه إلى أن الجيش السوري لم يحارب منذ عام 1973 وحينما اندلعت المواجهات المسلحة في 2011 تمت مواجهتها عن طريق الجيش الروسي والمسلحين الإيرانيين.

أكد اللواء وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، أن المشهد العسكري داخل سوريا يكشف عن حالة من التداخل والتعقيد غير المسبوق، مع تواجد قوى إقليمية ودولية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب استقرار البلاد.

وقال اللواء ربيع إن قراءة الخريطة العسكرية لسوريا تظهر تباين السيطرة على الأرض: "شرق نهر الفرات تحت سيطرة الأكراد، مع وجود ست قواعد أمريكية في المنطقة، وهو ما يعكس دعمًا واضحًا لهم من الولايات المتحدة، مؤكدًا  أن 90% من الاقتصاد السوري، بما في ذلك الموارد الحيوية، يخضع لسيطرة القوات الأمريكية".

وأضاف أن الغرب من نهر الفرات يشهد تواجدًا لتنظيم داعش، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني، بينما تُظهر التحركات العسكرية الأمريكية حشدًا متزايدًا للقوات، يُدار بشكل كبير لدعم الأكراد. وأشار إلى أن معظم القوات الأمريكية في المنطقة تتضمن عناصر من اليهود الأمريكيين، ما يثير تساؤلات حول الأهداف البعيدة للسيطرة على هذه المناطق.

وأوضح اللواء ربيع أن الشمال السوري، المتاخم للحدود الجنوبية لتركيا، يُعرف بمسمى "الجيش الوطني السوري"، وهو مدعوم ماديًا ولوجستيًا من الولايات المتحدة، مما يشير إلى دور تركي أمريكي مشترك في المنطقة.

وتابع: "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ليست مجرد فكرة، بل ترتبط بالتحركات الدولية في المنطقة، حيث تسعى الأطراف الكبرى إلى إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية بما يخدم مصالحها".

واختتم اللواء ربيع تصريحاته بالتأكيد على أن الوضع العسكري الحالي في سوريا يتطلب قراءة دقيقة وتحليلًا متعمقًا لتبعات هذه التدخلات على مستقبل المنطقة، محذرًا من أن استمرار هذه الديناميكيات قد يؤدي إلى مزيد من التفكك والانهيار إذا لم تُتخذ خطوات جادة لاستعادة السيادة السورية ووحدة أراضيها.

العرب على صفيح ساخنالكاتب الصحفي حسين الزناتي

وفي سياق متصل، أكد حسين الزناتى وكيل نقابة الصحفيين رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية بها على أن منطقتنا العربية أصبحت وكأنها قدر مكتوب عليها أن تبقى ومعها حياة شعوبها على صفيح ساخن طوال الوقت، فلا يمضى عام تلو الآخر إلا ونرى المزيد من التحديات فى مواجهتها، والكثير من الصراعات  مستمرة عليها، والمزيد من التوترات والانتهاكات التى وصلت إلى حد سفك الدماء من دولة الاحتلال ضد الأبرياء العرب،فى فلسطين ولبنان وغيرها  تحولت أمام العالم وكأنه أمر عادى ومعتاد دون. 

 وقال على هامش ندوة " سوريا.. ومستقبل المنطقة " التى نظمتها لجنة الشئون العربية والخارجية  بنقابة الصحفيين: كل هذا يأتى  فى ظل مجتمع دولى يعيش وكأنه لايسمع ولا يرى، أو أنه يسمع ويرى الحقيقة بعينيه، لكن المشهد اصبح رائقا له، بل ورُبما يحث عليه لتحقيق مصالحه فى المنطقة، التى تسعى دولها أن تعيش فى هذا الأمان الذى يكفله لها المواثيق وأهداف المنظمات الدولية، لكنهاعلى المحك تجد وجهًا آخر ليتحول هذا الأمان إلى خوف،  والسلام إلى حرب، والمستقبل إلى ماض بممارساته المستمرة من الظلم والواقع المرير  على دول  بسبب دول أخرى لاتترك لها سوى فُتات العيش وأدنى مقوماته.

مشيرًا إلى أنه فى هذا السياق تأتى ندوة لجنة الشئون العربية عن مستقبل المنطقة العربية، بعد عام مرير من الأحداث عليها، أنهت أيامها الأخيرة بما جرى فى سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، وصعود قوة جديدة، الكثيرون يبحثون فى ماهية وجودها وتداعيات ذلك ليس على سوريا فقط، ولكن على المنطقة كلها، بعد هذا الصعود السريع والمفاجئ لها.

فكان هذا اللقاء الذى دعونا فيه قامات كبيرة لتقدم رؤاها وتحليلها، فيما حدث خلال العام التى انتهت بماجرى فى سوريا، وكيف ترى المستقبل  فى المنطقة فيما هو قادم، وفى مقدمة هذه القامات المفكر والسياسى البارع د. مصطفى الفقى، الأستاذ الذى تعلم على يديه أجيال وأجيال علوم السياسة، مابين النظريات والتطبيق، وصاحبتها التجربة العملية، التى جعلته دائما قريبًا من الأحداث، ودائرة صناعة القرارات وبخبرته وحنكته ووطنيته بقى عطائه إلى الآن فينتظره  الكثيرون للاستماع إلى رؤيته  فى هذا اللقاء الهام، وهو السياسي المصري، الذى شغل سابقا منصب سكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات والمتابعة  وكان سفيرًا لمصر فى النمسا، وسلوفانيا وكرواتيا، ومستشار السفارة المصرية في «الهند» وأستاذ العلوم السياسية ومدير معهد الدراسات الدبلوماسية، ورئيس الجامعة البريطانية في مصر وعضو لجنة الشرق الأوسط في اتحاد البرلمان الدولي اللجنة الاستشارية لاتحاد البرلمان الدولي الخاصة بالأمم المتحدة ومدير مكتبة الإسكندرية.

 وأيضًا فى هذا اللقاء كانت الدعوة للسفير حازم  عهدى خيرت سفير مصر الأسبق بدمشق، فهو صاحب التجربة العملية هناك على مدار أربعة سنوات هناك فى الفترة من 2003 إلى 2007، وكان سفيرا لمصر فى تشيلى ودولة الاحتلال الإسرائيلى، غير عمله فى سفارات مصر فى هولندا وواشنطن، ودوره الدبلوماسى على مدار تاريخه بالخارجية المصرية، وهو الآن مستشار وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية للتعاون الدولى.

 وكذلك سيادة اللواء الدكتور وائل ربيع مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، بخبرته العسكرية والعلمية، ورؤاه الاستراتيجية التى نستعين بها فى التحليلات الموضوعية للجانب العسكرى، والمرتبطة بعناصر الأمن القومى، ونحن فى أشد الاحتياج للإستماع إليها الآن، فى ظل هذه التوترات العصيبة سياسيًا وعسكريًا فى المنطقة.

مقالات مشابهة

  • بيان عاجل من منبر منظمات المجتمع المدني السوري بشأن أذونات الزيارة إلى سوريا
  • الجزيرة ترصد الأوضاع من موقع الكمين الذي تعرض له عناصر الأمن السوري
  • الإئتلاف السوري: إيران تحاول زعزعة أمن سوريا وتتحمل مسؤولية الأحداث الأخيرة
  • الإدارة السورية تُعين رئيسًا جديدًا لجهاز الاستخبارات العامة
  • وكيل تعليم سوهاج يكرم موجهات ومعلمات رياض الأطفال
  • تكريم موجهات ومعلمات رياض الأطفال بإدارات سوهاج التعليمية
  • ‏القيادة العامة للإدارة الجديدة في سوريا تعلن تعيين أنس خطاب رئيسًا جديدًا لجهاز الاستخبارات العامة للجمهورية العربية السورية
  • في ندوة "سوريا ومستقبل المنطقة" بنقابة الصحفيين.. الفقي: مصر عصية على السقوط.. خيرت: سوريا ستظل "قلب العروبة النابض".. ربيع: الجيش السوري لم يتلق راتبه منذ 6 أشهر.. الزناتي: العرب دائمًا على صفيح ساخن
  • المرصد السوري: القوات الإسرائيلية توغلت أكثر في سوريا
  • مسيحيو سوريا يستعدون لاحتفالات عيد الميلاد.. ما الذي ينتظر الكنائس في دمشق؟