بوابة الوفد:
2024-11-16@03:44:47 GMT

امرأة الخيام

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

مهرجانات وأشلاء

فى الخيام ترقلين

بلا غطاء ترقدين

تتمدين وترقبين

الأفق فلا ترمقين

سوى البنادق والدوى والأزيز

لا عطر لا منشفة

لا قدرة لا مكحلة

لا إبرة لا مروحة

لا شىء يغرى بالحياة الآسفة

لا صوت فى رحم الأمل...

هذه هى المرأة الفلسطينية فى خيمة الإيواء الخامسة والسبعين مقاومة تصارع الموت والدمار والفقد والخوف والجوع والعطش والبرد.

.. فى كل صباح تفقد ابنًا أو زوجًا أو أخًا أو أبا أو ابنة حياة قاسية لا يقدر عليها سوى الأبطال وهى أحدهم، وإن لم تكن أكثرهم بطولة وصمودًا وبأسًا وجلدًا...

فى العالم المنصرم الذى ولى بكل أحزانه وأتراحه، نستقبل عامًا جديدًا ندعو فيه لعودة الأهل فى غزة وفلسطين المحتلة إلى أراضيهم ودورهم ومساكنهم، ونحن نتابع وحشية وقسوة العالم القريب والبعيد مما يحدث لأهلنا هناك، وأتعجب من هؤلاء الذين على أبواب مدينتهم شرقًا وغربًا يقيمون مهرجانات واحتفالات يدعون إنها فنية وسينمائية عالمية، قد ارتدت بعض الفنانات الملابس السوداء فى حفل افتتاح أحد تلك المهرجانات بدعوى التضامن مع ما يحدث من مجازر وحرب وإبادة جماعية على حدودنا الشرقية، وقد كان هناك قبلها مهرجان آخر على حدود غزة الجنوبية فى بلاد حديثة العهد بالفن والمهرجانات، والعجيب والمثير للدهشة أن هذه المهرجانات تعرض فيها أفلامً وأعمال لسنا مبدعيها، فهل مازالت للسينما فى بلادنا مكانة؟ وهل هناك مسرح خاص أو حتى رسمى يفخر بأعمال مسرحية درامية تجذب الجمهور والنقاد؟ وهل الدراما التليفزيونية المصرية تتنافس على المنصات العربية والدولية أو حتى على الشاشات التى يمولها الإعلان والشركات بصورة تنتقى معها مقومات الدراما وهى تكتب بأسلوب الورش والجماعات الشبابية من أجل نجم أو نجمة وبتمويل إنتاجى لشركات بعينها؟ هل لدينا حركة فنية موسيقية وأغنيات ومسرح غنائى؟ من هو الشاعر الغنائى ومن هو الملحن ومن هى المطربة والمطرب الذى ننتظر إبداعهم… جميعهم يعيدون القديم من الفن.. هل لدينا فرق استعراضية مثل فرقة رضا تعرض الفن الشعبى المصرى وتوثقه وتخرج به إلى العالم؟ أم هل لدينا مسرح للطفل يحتفى بالصغار ويقدم لهم أعمالًا تناسب المرحلة العمرية ومتغيرات العصر التكنولوجي؟ هل هناك مد وزخم نقدى يتواكب مع حركة نشر وإبداع أدبى وفكرى فى مجالات عدة روائية وشعرية ومسرحية ونقدية وترجمة ونظريات فلسفية؟ هل مازلنا نمتلك تلك القوى الفكرية والفنية والإبداعية التى كنا يومًا روادها وأساتذة نعلم ونوجهه وندرب المنطقة من حولنا... مهرجانات إحتفالات وعروض دون طحن ودون منتج له قيمة ومكانة.. أين السينما، والمسرح والدراما والأغنية والأوبريت والاستعراض والكتاب؟ لماذا نشعر بكل هذا الفراغ الفكرى ثم نتبارى فى مهرجانات ونستدعى نجومًا نتوجهم ونعتبرهم أبطالًا وبطلات، بينما الواقع والحقيقة أن البطولة هناك فى امرأة صامدة وطفلة صابرة وطفل يحلم بنور وقطعة خبز وشربة ماء.. هؤلاء هم النجوم وحياتهم تستحق مئات الأعمال الفنية والقصص والروايات، أحد الصبية فى غزة يكتب رواية أسماها «أشلاء» لكل من فقد أهله وبيته أو أحبته أو أطرافه أو حياته.. حياتهم صارت أشلاء متناثرة مخضبة بالدماء... متى تكتب ملاحم عما حدث وتنتج أفلامًا وتصدح كلمات وأغنيات... طوبى لامرأة الخيام والجراح الثخين... وتبًا لكل من يدعى البطولة والكلام المبين...قد تولد من رحم المآسى حياة جديدة لنا جميعًا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المرأة الفلسطينية غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الإيراني: لدينا قنوات تواصل غير مباشرة مع الولايات المتحدة

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن قنوات التواصل غير المباشر مع الولايات المتحدة لا تزال قائمة، حسبما جاء في نبأ عاجل لقناة «القاهرة الإخبارية».

مقالات مشابهة

  • تحديد رسوم لإقامة مهرجانات التسوق بالأماكن المفتوحة بالسويس
  • محافظة السويس تحدد رسوم إقامة مهرجانات التسوق والمعارض
  • حركة المقاطعة تفشل مشاركة إسرائيلية بإصدار كتاب عالمي في أستراليا
  • غارة على بلدة الطيبة وقصف مدفعي استهدف الخيام
  • حسين فهمي: 10 أفلام تعرض لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي
  • وزير الخارجية الإيراني: لدينا قنوات تواصل غير مباشرة مع الولايات المتحدة
  • جندي إسرائيلي يصف خطة الجنرالات: قتل وتجويع وحرق للأطفال في الخيام
  • «بوينج»: 4% نمو حركة الشحن الجوي العالمية سنوياً
  • نشرة المرأة والمنوعات| احذر من مخاطر «أوميجا 3».. سعر بسيط لفستان مريم أوزرلي في حفل امرأة العالم
  • مش هتصدق سعره.. مريم أوزرلي تخطف الأنظار بهذا الفستان في حفل امرأة العالم