مهرجانات وأشلاء
فى الخيام ترقلين
بلا غطاء ترقدين
تتمدين وترقبين
الأفق فلا ترمقين
سوى البنادق والدوى والأزيز
لا عطر لا منشفة
لا قدرة لا مكحلة
لا إبرة لا مروحة
لا شىء يغرى بالحياة الآسفة
لا صوت فى رحم الأمل...
هذه هى المرأة الفلسطينية فى خيمة الإيواء الخامسة والسبعين مقاومة تصارع الموت والدمار والفقد والخوف والجوع والعطش والبرد.
فى العالم المنصرم الذى ولى بكل أحزانه وأتراحه، نستقبل عامًا جديدًا ندعو فيه لعودة الأهل فى غزة وفلسطين المحتلة إلى أراضيهم ودورهم ومساكنهم، ونحن نتابع وحشية وقسوة العالم القريب والبعيد مما يحدث لأهلنا هناك، وأتعجب من هؤلاء الذين على أبواب مدينتهم شرقًا وغربًا يقيمون مهرجانات واحتفالات يدعون إنها فنية وسينمائية عالمية، قد ارتدت بعض الفنانات الملابس السوداء فى حفل افتتاح أحد تلك المهرجانات بدعوى التضامن مع ما يحدث من مجازر وحرب وإبادة جماعية على حدودنا الشرقية، وقد كان هناك قبلها مهرجان آخر على حدود غزة الجنوبية فى بلاد حديثة العهد بالفن والمهرجانات، والعجيب والمثير للدهشة أن هذه المهرجانات تعرض فيها أفلامً وأعمال لسنا مبدعيها، فهل مازالت للسينما فى بلادنا مكانة؟ وهل هناك مسرح خاص أو حتى رسمى يفخر بأعمال مسرحية درامية تجذب الجمهور والنقاد؟ وهل الدراما التليفزيونية المصرية تتنافس على المنصات العربية والدولية أو حتى على الشاشات التى يمولها الإعلان والشركات بصورة تنتقى معها مقومات الدراما وهى تكتب بأسلوب الورش والجماعات الشبابية من أجل نجم أو نجمة وبتمويل إنتاجى لشركات بعينها؟ هل لدينا حركة فنية موسيقية وأغنيات ومسرح غنائى؟ من هو الشاعر الغنائى ومن هو الملحن ومن هى المطربة والمطرب الذى ننتظر إبداعهم… جميعهم يعيدون القديم من الفن.. هل لدينا فرق استعراضية مثل فرقة رضا تعرض الفن الشعبى المصرى وتوثقه وتخرج به إلى العالم؟ أم هل لدينا مسرح للطفل يحتفى بالصغار ويقدم لهم أعمالًا تناسب المرحلة العمرية ومتغيرات العصر التكنولوجي؟ هل هناك مد وزخم نقدى يتواكب مع حركة نشر وإبداع أدبى وفكرى فى مجالات عدة روائية وشعرية ومسرحية ونقدية وترجمة ونظريات فلسفية؟ هل مازلنا نمتلك تلك القوى الفكرية والفنية والإبداعية التى كنا يومًا روادها وأساتذة نعلم ونوجهه وندرب المنطقة من حولنا... مهرجانات إحتفالات وعروض دون طحن ودون منتج له قيمة ومكانة.. أين السينما، والمسرح والدراما والأغنية والأوبريت والاستعراض والكتاب؟ لماذا نشعر بكل هذا الفراغ الفكرى ثم نتبارى فى مهرجانات ونستدعى نجومًا نتوجهم ونعتبرهم أبطالًا وبطلات، بينما الواقع والحقيقة أن البطولة هناك فى امرأة صامدة وطفلة صابرة وطفل يحلم بنور وقطعة خبز وشربة ماء.. هؤلاء هم النجوم وحياتهم تستحق مئات الأعمال الفنية والقصص والروايات، أحد الصبية فى غزة يكتب رواية أسماها «أشلاء» لكل من فقد أهله وبيته أو أحبته أو أطرافه أو حياته.. حياتهم صارت أشلاء متناثرة مخضبة بالدماء... متى تكتب ملاحم عما حدث وتنتج أفلامًا وتصدح كلمات وأغنيات... طوبى لامرأة الخيام والجراح الثخين... وتبًا لكل من يدعى البطولة والكلام المبين...قد تولد من رحم المآسى حياة جديدة لنا جميعًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المرأة الفلسطينية غزة
إقرأ أيضاً:
استشهاد امرأة وإصابة 7 مدنيين في غارة إسرائيلية جنوب لبنان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استشهدت امرأة لبنانية متأثرة بإصابتها نتيجة هجوم جوي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي على منطقة تقع بين قريتي جناتا وديرقاون النهر في جنوب لبنان، ضمن نطاق قضاء صور.
وأشارت تقارير إعلامية محلية إلى أن الموقع المستهدف يعد الأقرب إلى ضفاف نهر الليطاني، والذي يندرج ضمن المناطق التي تشملها قرارات دولية تحظر الأعمال العسكرية، ومنها القرار الأممي 1701.
وقد شهدت القرى والبلدات التابعة لقضاء صور تحليقًا كثيفًا لطائرات استطلاع إسرائيلية، مما زاد من التوتر في المنطقة.
كما أفادت المصادر بأن الهجوم أسفر عن إصابة سبعة مدنيين بجروح متفاوتة، وتم نقلهم على الفور إلى مستشفيات في مدينة صور لتلقي العلاج الضروري.
وكانت فرق الإسعاف في موقع الحدث لتقديم المساعدة للمتضررين.