ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يواصل ترسيخ قيمة اللغة العربية لدى الأسرة
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر الشريف، الندوة الأسبوعية من البرامج الموجهة للمرأة تحت عنوان "اللغة العربية والهُوية"، وحاضر فيها الدكتورة أم أحمد أمين، أستاذ مساعد ورئيس قسم أصول اللغة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، والدكتورة رحاب زناتي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، وأدارت الندوة والدكتورة سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.
واستهلت الدكتورة أم أحمد أمين، حديثها ببيان مفهوم اللغة العربية وأهميتها، موضحة أنه لا ثناء يكفيها، إلا أن الله قد اختارها لغة كتابه العزيز، فأنزل بها أحسَنَ الحديث، وبينت سبب الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية؛ ففي الثامن عشر من ديسمبر عام 1973، اعتمدت اللغة العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها 3190 في دورتها الـ 28، لتكون بذلك إحدى اللغات الرسمية الست؛العربية والصينية والانجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية، في الجمعية العامة والهيئات الفرعية التابعة لها.
كما عدَّدت الدكتورة أم أحمد أمين، بعضا من مميزات اللغة العربية من قوةٍ في البناء، وجزالةٍ في التعبير، ودقَّة في اللفظ والمعنى، وكثرة في المفردات، وذكرت عدد المتحدثين بها وأقوال بعض العلماء في فضلها، وختمت حديثها ببيان كيفية المحافظة عليها.
رحاب الزناتي: الهُوية هي الصفات والسمات التي تميز الفرد أو المجموعة وتصبغ السلوكمن جانبها بيّنت الدكتورة رحاب الزناتي، أهمية اللغة العربية ومدى ارتباطها بالهُوية، موضحة مفهوم الهوية وهي الصفات والسمات التي تميز الفرد أو المجموعة وتصبغ السلوك، ومن عناصرها:الدين، اللغة، الأرض، والتراث، مؤكدة على أهمية الهوية للأمم ومثلت لذلك بعدة أمثلة منها: شبه الجزيرة العربية، واليابان، وفلسطين المحتلة، وألمانيا.
كما عرضت المراحل مرت بها اللغة العربية وأثرت على الأمة فالمرحلة الأولى مرحلة الانتصار والانتشار، ثم مرحلة الاحتلال الأجنبي، من فرض اللغة الأجنبية في مراحل التعليم المختلفة، والدعوة إلى استخدام اللغات واللهجات المحلية، وإحلال العامية محل الفصحى، والكتابة بالحروف اللاتينية.
سناء السيد: اللغة العربية فاقت جميع نظرائها لفظًا وتبيانًا وسِحْرًا وجمالًا بفضْل خصائصها النادرةمن جانبها أوضحت د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر أن اللغة العربية لغة عالمية منذ نزل بها القرآن الكريم هدى للعالمين لا منذ اعتمادها لغة رسمية في الأمم المتحدة.
وأضافت: إن اللغة العربية فاقَتْ باقيَ اللغات لفظًا وتبيانًا، وسِحْرًا وجمالًا بفضْل ما اتَّسمت به من خصائصها النادرة، ومزاياها الفريدة فقد استطاعت أن تستوعب جميع اللغات، وتحتوي كلَّ العلوم، وتتَّسع لكل الأزمنة والعصور.
جدير بالذكر أن هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر البرامج الموجهة للمرأة اللغة العربية اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
«أبوظبي للغة العربية» يطلق مؤشراً جديداً لقياس «قوّة ارتباط المجتمع باللغة العربية»
أبوظبي (الاتحاد)
أعلن مركز أبوظبي للغة العربية عن مؤشرٍ جديد لقياس «قوّة ارتباط المجتمع باللغة العربية» وتتبعها، وذلك بالتزامن مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع».
ويعتمد المؤشّر على نموذج إحصائي لقياس تطوّر ارتباط المجتمع باللغة العربية، بحسب العوامل الفردية والعائلية والمؤسسية. بيانات تجريبية تقيس الاستخدام الفردي للغة العربية في القراءة، والكتابة، والتحدث والتواصل والرقمي، إضافة إلى استخدام اللغة ضمن المحيط العائلي وخاصة مع الأطفال. ويقيّم المؤشر الارتباط المجتمعي باللغة، ومدى التفاعل معها والترويج لها، ويرصد العوامل المؤسسية التي يقوم مركز أبوظبي للغة العربية برفدها بمشاريع وبرامج تدعم اللغة العربية وحضورها في المجتمع، كنشر الكتب ودعم المحتوى الإبداعي ورعاية المواهب الشابة وتطوير مهاراتهم وتنظيم معارض الكتاب والفعاليات والمهرجانات، وتقديم الجوائز الأدبية وغيرها.
تعزيز الهوية الثقافية
قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «يأتي هذا المؤشر تجسيداً لرؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر، والذي يشكّل ارتباطه باللغة العربية تعزيزاً للهوية الثقافية في الإمارات، واعتزازاً بهويته الوطنية. وتنصب جهود المركز منذ تأسيسه في تعزيز روابط المجتمع باللغة العربية في المجالات الإبداعية والمعرفية والثقافية بين مختلف الأجيال من مواطنين ومقيمين، ومن الناطقين باللغة العربية والناطقين بغيرها، تجاه ترسيخ قيم التعاون والانتماء والتجارب المشتركة والحفاظ على التراث الثقافي».
وسيتم احتساب قيمة المؤشر الرقمية لمجمل سكان إمارة أبوظبي ولمختلف فئاتهم الديموغرافية المختلفة ضمن قيم تتراوح ما بين الارتباط الكامل باللغة والابتعاد الكلي عنها؛ بهدف وضع الخطط وتنسيق المبادرات، وصولاً إلى تطوير قوة ارتباط المجتمع باللغة العربية تدريجياً.
مؤشر الانطباعات
يتزامن إطلاق هذا المؤشر الجديد مع إعلان مركز أبوظبي للغة العربية عن أحدث نتائج «مؤشر انطباعات اللغة العربية في المجتمع» الذي يتتبع المركز تطوّره منذ عام 2021 بهدف تقييم الانطباعات العامة عن اللغة العربية في مجالات المعرفة والثقافة والإبداع، بين الناطقين بها وبغيرها من سكان الإمارة، وذلك ضمن دراسة مسحية دورية لأداء اللغة العربية في أبوظبي مقارنة باللغة الإنجليزية، بحسب بحث ميداني مستمر بمشاركة أكثر من 6 آلاف فردٍ سنوياً من مجتمع العاصمة، بعمر 15 عاماً فما فوق.
وقد أظهرت أحدث نتائج مؤشر الانطباعات تصدّر اللغة العربية انطباعات المشاركين ضمن عامل الإبداع المرتبط بجماليات اللغة ومدى استخدامها بالمحتوى الإبداعي مقارنة بالإنجليزية، إضافة إلى تصدر العامل الثقافي المرتبط بالإرث التاريخي والحضاري، فيما تصدرت الإنجليزية في عامل المعرفة المرتبط بمدى توفر المواد العلمية وانتشارها في الأبحاث والعلوم.
تمكين ودعم
في هذا السياق، قال الدكتور علي بن تميم، رئيس «مركز أبوظبي للغة العربية: «إن نتائج مؤشر انطباعات اللغة العربية مقارنة بـ(الإنجليزية) تشير إلى أن الناطقين بكل لغة يؤمنون بتفوّق لغتهم ضمن مختلف عوامل المؤشر ولكن تطوّر انطباعاتهم عن لغتهم يأخذ اتجاهاً مغايراً لذلك. وبهذا فإن نتائج المؤشر تدعو إلى دراسة مستفيضة، تشمل العلوم الاجتماعية والإنسانية، إلى جانب اللغوية للوصول إلى كيفية تطوّر الروابط اللغوية في مجتمع يقوم على التنوع والعيش بتناغم وتعاون».
وأكّد رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «ستسهم نتائج مؤشراتنا في تطوير مبادراتنا الاستراتيجية الموجهة لمختلف فئات المجتمع لدعم حضور اللغة العربية وانتشارها، بوصفها لغة علم وثقافة وإبداع، إلى جانب تمكين إنتاج المحتوى العربي والتقنيات الرقمية ذات الصلة، ودعم البحوث العلمية في مجال تطويرها».