بوابة الوفد:
2025-01-29@16:43:08 GMT

عام جديد.. بين ما هو قائم وقادم

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

لا شك أن عام ٢٠٢٣ شهد الكثير من القضايا والأحداث والتطورات التي لم تكن متوقعة على كافة المستويات، وهي في النهاية سنة الحياة التي لم تكن يوما على وتيرة واحدة. كما أنه لم يكن يحدث من أمر في ملك الله إلا بإرادة الله.

ونحن اليوم مع الأيام الأولى للعام الجديد نأمل أن نعيش في أجواء أفضل في مختلف مناحي الحياة.

ولعل أبرز ما يتمناه كل مصري في العام الجديد أن تتوقف الحرب الدائرة في غزة والتي أنهكت الشعب الفلسطيني على أرض الواقع دفاعاً عن أرضه في أزهى صور النضال، وكان لها تأثيرها على الحالة المزاجية للشعب المصري بشكل خاص.

والحقيقة أن الشعب المصري وهو يدخل العام الجديد يحتاج إلى حالة من الطمأنينة والأمل تجاه ما هو قائم وما هو قادم، وأن نصل إلى حل الدولتين بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه، وبما يحفظ أرض وحدود مصر التي هي «خط أحمر» رغم أنف الجميع وبإرة وعزيمة المصريين قبل أي شيء آخر. بل ومحاكمة الكيان الصهيوني الإسرائيلي على جرائمه البشعة في حق الفلسطينيين منذ ١٩٤٨ حتى الآن.

ونتمنى في العام الجديد انتهاء أزمة انقطاع الكهرباء يومياً بعد أن أصبحت مأساة يومية وعلامة من علامات العام المنتهى، كذلك حتمية الرقابة على الأسواق وضبط الأسعار وتسعير السلع بتاريخ الإنتاج وسعر البيع للمستهلك، فكيف يمكن أن نعرف سعر كل علبة دواء، فيما نظل عاجزين عن تسعير قوت المصريين ولو بشكل استرشادي في ظل توغل السوق الحر وأباطرته.

كذلك نتمنى أن يشهد العام الجديد حالة من الحراك السياسي، وإعطاء مساحة أكبر للأحزاب والقوى السياسية على إثراء المشهد، وإعداد تشريعات تسمح للشباب بالتواجد والتمثيل السياسي دون طغيان أحزاب على أخرى لاعتبارات كثيرة، خاصة أن العام الحالي سيشهد أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي لليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة حتى عام٢٠٣٠.

كما أن المشهد الإعلامي يحتاج إلى إعادة هيكلة، فليس من المقبول استمرار بعض الوجوه التي يعرفها كل مصري في تقديم برامج تحمل التحليل الركيك، ووجهة النظر الخاصة أكثر مما تقدم المعلومة الصحيحة، فيما غابت شكاوى ومظالم المصريين عن كثير من البرامج التي كانت سبباً في حل الكثير من المشكلات والعقبات للمواطنين.

ونتمنى في العام الجديد أن نرى تشكيلًا وزاريًا يضمن الاستقرار الاقتصادي، بعد أن كانت الأعوام الماضية مليئة بالمتغيرات التي لم تعد تشعر الكثيرين بالطمأنينة في مجال الاستثمار والادخار، إلى جانب حتمية إعادة النظر فيما يتعلق بالقوة الناعمة لمصر ثقافيًا وفنيًا ورياضيًا وعلميًا وفي مختلف المجالات.

والمواطن المصري عانى كثيراً خلال السنوات الماضية نتيجة القرارات الاقتصادية المتعلقة بسعر الصرف، وتحمل ما لا يتحمله أي مواطن آخر طوال العشر سنوات الماضية على أمل جنى الثمار في بناء دولة قوية تليق به وبالأجيال القادمة التي تستحق أن تعيش بشكل أفضل.

وتبقى أزمة المياه تشغل مساحة كبيرة من تفكيري على المستوى الشخصي، خاصة بعد الإعلان المتواصل عن فشل المفاوضات مع إثيوبيا بشأن السد الإثيوبى، حيث لم يعد هناك مفر من الحفاظ على أمن مصر المائي بأي شكل وبأي طريقة من أجل الحق في الحياة، وسط تحديات نعرفها سواء في تطورات الوضع بالسودان أو ليبيا، لنجد المخاطر في كافة حدود مصر الأربعة تقريبا.

خلاصة القول إن مصر هي الوطن الأكبر الذي نعيش فيه ويعيش فينا، وكل مصري مخلص لوطنه يريد أن يرى بلاده أفضل بلاد العام، خاصة إذا كانت تمتلك مقومات ذلك دون شك لتتصدر المشهد الإقليمي والإفريقي والدولي.. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وحدودها من كل سوء.. وبارك الله في والدي ووالدتي وجميع أفراد أسرتي وأحبابنا وكل عام والجميع بخير وأمن وصحة وسلام.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني حقوق الشعب الفلسطيني الكيان الصهيوني الإسرائيلي العام الجدید

إقرأ أيضاً:

عبد الله النجار: على الزوجين التغافل عن المقارنات التي تفسد العلاقة بينهما

عقدت دار الإفتاء المصرية بجناحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوةً بعنوان: "الزواج بين مفهوم الفضل ومفهوم الحقوق والواجبات"، تحدَّث فيها الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، والدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، وبحضور فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم.

وقال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف: إن الإسلام قد اهتمَّ بالأسرة اهتمامًا بالغًا، فلا تجد عقدًا من العقود التي تناولها القرآن الكريم ببيان أحكامه كما اهتم بعقد النكاح. فقد ذكر القرآن الكريم العديد من العقود، ولكن عقد النكاح تميَّز بأن القرآن الكريم اهتمَّ ببيان أحكامه بنصوص واضحة، وما ذلك إلا لأن عقد النكاح هو أساس الأسرة المسلمة ونواة المجتمع.

وأشار إلى أنه عندما تكون الأسرة مَبنيَّة على كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فإنها تكون أسرةً ناجحةً تُحقِّق أهدافَها، ويكون فيها أبناء وآباء يؤدون مسؤولياتهم وواجباتهم تجاه بعضهم بعضًا، ما يؤدي إلى نشوء ذُرية صالحة نافعة لوطنها وأُمَّتها ودينها، وتنجو وتسعَدُ في الدنيا والآخرة.

وتابع الدكتور الضويني قائلًا: "إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أرشد الشباب إلى التماس النكاح والتحصين من خلاله، فلا شيء يُسعِد أهل الإسلام كما يسعدهم اقتفاءُ سُنة رسول الله". وأكد أن دعوة الإسلام للشباب إلى الزواج هي دعوة تربوية، حيث يعدُّ الزواج الطريقَ الصحيحَ لتنشئة الأسرة الناجحة التي تُساهم في تقدُّم المجتمع. وبدون الأسرة، لا يمكن تصوُّر مجتمع آمن.

وأوضح أن الزواج هو نعمة وفضل من الله سبحانه وتعالى، كما جاء في القرآن الكريم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}، مشيرًا إلى أن الزواج هو آية من آيات الله ونعمة يجب شكرها بالحفاظ عليها وتحقيق العدل والفضل بين أطرافها.

كما أكد أن الزواج هو السكن، حيث تنتقل المرأة من بيت أبيها إلى بيت زوجها لتسكن إليه ويسكن إليها، والسكن هنا يعني أكثر من مجرد اللقاء، بل هو الراحة والطمأنينة التي يجدها كل طرف في الآخر.

وأضاف أن الله جعل بين الزوجين مودة ورحمة، وهذه الرحمة تظهر في مختلف المواقف، خاصَّة عندما يتقدَّم الزوجان في السِّن، أو يمرض أحدهما، حيث يقف كل منهما إلى جوار الآخر. واعتبر أن المرأة الصالحة هي زاد المؤمن في بيته، وأن هذا كله لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كانت هناك تربية صحيحة للفتاة والشاب على تحمُّل المسؤولية وإدارة البيت.

وأشار إلى أنه على الرجل أن يفهم أنه عندما يُقدِم على هذه الخطوة فإنه سيتحمَّل مسؤوليات عظيمة، ويجب أن يكون مسئولًا عن الحقوق التي سيقع عبئُها على كاهله، خاصة حقوق الزوجة التي انتقلت من بيت أبيها إلى بيته. وأكد أن القوامة في الزواج تعني المسؤولية عن البيت والزوجة، بشرط أن يكون الرجل قائمًا على حقوقها.

ولفتَ إلى أهميَّة تربية الفتاة على إدراك واجب الزوجة في أن تكون عونًا لزوجها في بناء أسرة صالحة، وأن يكون لها دور في تربية الأطفال.

وفي ختام كلمته، شدد الدكتور محمد الضويني على أهمية البحث عن ذات الدين في الزواج، حيث إن المرأة المتدينة هي التي تعرف حقوق زوجها وبيتها، وهي الطريق إلى الفوز برضوان الله. وأكد أن دور الآباء والأمهات في تربية أبنائهم على هذه القيم أمر بالغ الأهمية، حيث يُعِدُّونهم للبيت الذي سيُبنَى بين الرجل والمرأة.

كما دعا إلى أن يكون الاهتمام بالزواج متوازنًا، فلا ينبغي التركيز فقط على الجانب المادي، لأن ذلك قد يضيع الهدف الحقيقي من الزواج. وقال: إن الزواج يُغنِي الإنسان إذا رُوعيت القيم النبيلة التي دعا إليها الإسلام، وأنه يجب أن يُربَّى الشاب على حقوق الزوجة، بينما ينبغي أن تُربَّى الزوجة على حقوق الزوج. بهذه الطريقة يُمكننا الحدُّ من نسبة الطلاق التي تشير الإحصائيات إلى أنها ترتفع بشكل كبير في السنة الأولى من الزواج، مما يعكس أهمية التربية على القيم الإسلامية في بناء أسرة مستدامة ومستقرة.

من جانبه، تحدَّث الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية عن أهمية العلاقة الأسرية في التشريع الإسلامي، مشيدًا بكلمة الدكتور الضويني وبفضيلة المفتي. وأكد فضيلة الدكتور عبد الله النجار أن العلاقة بين الزوجين هي مزيج من داعي الطبع وداعي الشرع. داعي الطبع يتمثل في الحب الذي يزرعه الله في قلوب الرجال، حيث يتقدم الرجل بمشاعر الحب، كما هو الحال في جميع الثقافات. هذا الحب ليس مجرد عاطفة عابرة، بل هو علاقة تستند إلى الوفاء والحفاظ على العلاقة.

كما أكد أن الزواج نعمة من نعم الله عز وجل وليس مجرد متعة يقضيها الشاب، وهذا أول خطأ يفكِّر فيه الشاب؛ إذ إنه يريد أن يرى زهرةً جميلةً يشمها، حتى إذا ما انتهى تركها ومضى إلى حال سبيله، وإنما كل نعمة من الله عز وجل لا بد أن يكون لها عوامل صيانة ورعاية تُبقي عليها وتُنمِّيها.
وأشار إلى أن دواعي الشرع تهدف إلى الحفاظ على استمرارية العلاقة الزوجية من خلال معرفة الحقوق والواجبات والمسؤوليات، سواء كانت مادية أو عاطفية أو اجتماعية. 

وأوضح أن نصوص الشريعة الغراء التي جاءت في كتاب الله تعالى وسُنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم تدعو الشاب والفتاة والزوج والزوجة إلى أن يكون قوَّامًا بالقسط عند أداء الحقوق والواجبات، وأشار إلى أن الله تعالى غيَّر منظومة الأسرة بسبب الزواج فأنشأ لها صِلة قرابةٍ جديدةٍ.
وفي هذا السياق، أضاف فضيلته أن العلاقة الزوجية علاقة مقدسة في الإسلام، حيث يكون الرجل والمرأة جزأين يكمل بعضهما بعضًا، ويؤديان معًا دورًا في الحفاظ على الأجيال القادمة ونقل القِيَم الدينية من جيل إلى جيل.

كما تحدث عن أهمية الحفاظ على الأسرة كونها أساسًا لاستمرارية الدين من جيل إلى جيل، وأوضح أن تفشي المشاكل الأسرية يأتي نتيجة لتغيير النظرة التقليدية التي تفترض أن الرجل يأخذ ولا يعطي، وأنه يجب على المرأة أن تطيع فقط دون النظر إلى حقوقها.

وأشار إلى تأثير التفاوت الاجتماعي على الحياة الزوجية، وأنه من المهم أن يحترم كل طرف حقوق الآخر، كما أكد على أهمية التغافل عن المقارنات غير العادلة التي قد تُفسد العلاقة بين الزوجين.

وقبيل ختام الندوة زار الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة جناح دار الإفتاء المصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث أشاد بعناوين الموضوعات التي تتناولها الدار في جناحها، والتي تعكس دورها الريادي في معالجة القضايا المجتمعية والفكرية برؤية تجديدية مستنيرة.

كما أثنى وزير الثقافة على التعاون والتكامل بين المؤسسات الدينية المصرية، مشيرًا إلى أن قيادات هذه المؤسسات تحرص على الحضور والمشاركة في أجنحة بعضها بعضًا وفي الندوات المقامة خلال المعرض بما يُسهم في إفادة الجمهور من علومهم وخبراتهم، ويعزز رسالة الدين في نشر القيم النبيلة ومواجهة التحديات الفكرية.

مقالات مشابهة

  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • محمد بن راشد: الإمارات ملتزمة ببناء نموذج رائد للرعاية الصحية المتقدمة لضمان أفضل نوعيات الحياة لمجتمعها
  • تفاصيل جديدة عن فتاة الفستان الأبيض التي أبكت المصريين
  • تأملات مطلع العام الجديد
  • حزب المصريين الأحرار يعقد جلسة نقاشية حول مقترح تطبيق نظام البكالوريا الجديد
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: ‏نرحب بالخطوة الإيجابية التي بادر بها الاتحاد الأوروبي بتعليق العقوبات المفروضة على سوريا لمدة عام واحد تمهيداً لرفعها بشكل نهائي، ونتطلع أن ينعكس هذا القرار إيجابياً على جميع مناحي الحياة للشعب السوري ويؤمن التنمية المستدامة.
  • الكسوف المستمر.. شمس يناير التي ما زالت تؤذي أعيّن السلطة في مصر
  • من القرآن إلى الحياة.. كيف نحيي قيم التسامح؟
  • عبد الله النجار: على الزوجين التغافل عن المقارنات التي تفسد العلاقة بينهما
  • قرينة السيسي تهنئ المصريين والأمة الإسلامية بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج