لجريدة عمان:
2025-02-24@08:09:47 GMT

الاقتصاد العُماني.. تطور ونمو

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

أصدرت وزارة الاقتصاد في نهاية عام 2023م، نشرة أداء الاقتصاد العُماني، وهي نشرة ربع سنوية عن الفترة من (يوليو - سبتمبر) 2023م تلقي الضوء على أهم مؤشرات أداء الاقتصاد العُماني، وتعد استكمالا للجهود التي تبذلها وزارة الاقتصاد إعلاميا وتواصليا مع الجمهور لتوضيح أداء الاقتصاد العُماني وتطوره خلال الفترات الماضية، والذي يواصل انتعاشه وتحسنه بفضل فاعلية السياسات المالية والاقتصادية التي اتخذت خلال السنوات الماضية وتتابع مؤشراتها ونجاحها وزارة الاقتصاد.

وتشير الأرقام -في حصاد الاقتصاد العُماني لعام 2023م- إلى تحسّن نوعي في أداء الاقتصاد ومواصلة نموه وتوسعه وتطوره ليواكب الخطط والاستراتيجيات الموضوعة لتحقيق مستهدفات «رؤية عمان 2040»، وتحسّن التصنيف الائتماني لسلطنة عمان، ليحفّز على استقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المناطق الحرة والخاصة، إضافة إلى استقرار معدّل التضخم ليكون في الحدود الآمنة، والأهم من ذلك هو انخفاض نسبة الدين العام للدولة إلى الناتج المحلي الإجمالي ليقترب كثيرا من النسبة الآمنة للدين. عالميا، فإن صندوق النقد الدولي أشار في أكتوبر من العام الماضي إلى نمو متوقع للاقتصاد العالمي في 2023م بنسبة 3% وتضخم عالمي بنحو 7% ، إضافة إلى أن متوسط أسعار النفط العالمية سيكون 84 دولارا أمريكيا، أما في سلطنة عمان كان أداء الاقتصاد العُماني إيجابيا ومطمئنا ويحمل رسائل تفاؤل وارتياح بأن الاقتصاد يواصل تحسّنه وتنوّعه وتوسّعه خلال السنوات القادمة في ظل استمرار الجهود التكاملية والتنسيقية بين مختلف الجهات الحكومية لتجويد الإنفاق الحكومي وتعظيم الإيرادات العامة للدولة، وكذلك متابعة حثيثة من واضعي السياسات المالية والاقتصادية لتقييمها والالتزام بها لتحقيق الأهداف الوطنية المتوقع تحقيقها، مما أدى ذلك إلى تحقيق مؤشرات إيجابية للاقتصاد العُماني خلال الربع الثالث من العام الماضي 2023م، فالناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية وصل إلى 31.42 مليار ريال عُماني، ونما الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة بنحو 2%، وارتفعت نسبة مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية لتقترب كثيرا من 70% بعد أن كانت في 65% بنهاية الربع الثالث من عام 2022م، أما التضخم فبلغ 1.15% منخفضا بنسبة 62% عن عام 2022م الذي بلغت فيه نسبة التضخم بنهاية الربع الثالث 3%. ما يستحق الإشادة والثناء هو قدرة الحكومة بجميع وحداتها على تجويد الإنفاق الحكومي، لتواصل الميزانية العامة للدولة تسجيل ارتفاعات في الإيرادات مدعومة بارتفاع أسعار النفط عالميا، ما ساهم في تسجيل الميزانية العامة نحو 800 مليون ريال عُماني ارتفاعا ماليا في الإيرادات، الأمر الذي ساهم كثيرا في انخفاض الدين العام للدولة بنهاية الربع الثالث من عام 2023م، ليصل إلى 16.3 مليار ريال بعد أن كان 17.6 مليار ريال عُماني بنهاية الربع الثالث من عام 2022م، بنسبة تغيّر تقدّر بـ7.39% لينخفض إلى 15.2 مليار ريال بنهاية ديسمبر 2023م، ويخطو قدما نحو بلوغ النسبة الآمنة للدين العام التي حدّدتها الحكومة.

إن ما يكلل الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية هو ارتفاع نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر بنحو 27% مقارنة بالربع الثالث من عام 2022م ليبلغ نحو 23 مليار ريال عُماني بنهاية الربع الثالث من العام الماضي بعد أن كان بنهاية أكتوبر 2022م يقدّر بـ18 مليار ريال، وذلك بفضل التسهيلات التي تقدّم للمستثمرين الأجانب وتحديث منظومة التشريعات والقوانين المرتبطة بالاستثمار الأجنبي، وكذلك فاعلية الدبلوماسية الاقتصادية التي تشهد حراكا للتعريف بالفرص الاستثمارية في سلطنة عمان، مدعومة بتحسن التصنيف الائتماني واطمئنان المستثمرين بتلاشي مخاطر الاستثمار.

إن التقدّم الذي أحرزه الاقتصاد العُماني منذ ثلاث سنوات، بدءًا من عام 2020م لهو مدعاة للارتياح والاطمئنان في ظل تعرّضه لأزمات وصدمات اقتصادية نتيجة أحداث عالمية غير متوقّعة مثل تذبذب أسعار النفط عالميا واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع معدلات التضخم جرّاء ارتفاع أسعار النفط، إلا أنه بفضل السياسات الاقتصادية والمالية التي اتخذتها سلطنة عمان وأثبتت نجاحها وفاعليتها، استطاع الاقتصاد العُماني أن يتجاوز التحديات الصعبة وزاد من قوته وصلابته، مما انعكس إيجابا على التصنيف الائتماني والنظرة المستقبلية لسلطنة عمان، وهذه المؤشرات الإيجابية تحقّقت بعد جهود كبيرة بُذلت للتعامل مع التحديات المالية التي واجهت المالية العامة منذ سنوات وأثمرت عن سداد أكثر من 5 مليارات ريال عُماني من الدين العام للدولة خلال 3 سنوات فقط، وكذلك سداد 3 مليارات ريال خدمة الدين أو ما تعرف بفوائد الدين العام ليبلغ إجمالي المبالغ المسددة خلال 3 سنوات فقط نحو 8 مليارات ريال عُماني. ونتطلع في عام 2024م إلى مواصلة الجهود والخطط المالية المستدامة التي سيكون لها دور فاعل لاستدامة الوضع المالي لسلطنة عمان، خاصة مع تحسّن مؤشرات التوظيف والتشغيل في القطاعين العام والخاص، كذلك نأمل أن يشهد العالم خلال العام الجاري مزيدا من الاستقرار وأن تنتهي الصراعات السياسية والاقتصادية بين بعض الدول الكبرى ليواصل الاقتصاد العالمي نموّه واستدامته وتعيش شعوب العالم في أمن وأمان واستقرار.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بنهایة الربع الثالث من الربع الثالث من عام المحلی الإجمالی الدین العام أسعار النفط ریال ع مانی ملیار ریال عام 2022م

إقرأ أيضاً:

جهاز الاستثمار العُماني يستثمر في صندوق "جولدن جيت فينتشرز" السنغافوري

مسقط - العُمانية
 أعلن جهاز الاستثمار العُماني عن استثماره في الصندوق الاستثماري الجديد السنغافوري "جولدن جيت فينتشرز" المعني بالاستثمار في الشركات الناشئة في الشرق الأوسط ويبلغ رأسماله 100 مليون دولار أمريكي تعزيزًا للتوجه الحكومي في دعم الشركات الناشئة وتعزيز الاستثمارات فيها بما يحفّز منظومة الابتكار ويدعم ريادة الأعمال.

وتهدف هذه الشراكة إلى تمكين الشركات الناشئة العُمانية وتحفيز وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ونقل المعرفة إلى السوق المحلي إضافة إلى إيجاد فرص عمل وأعمال للشباب العُماني ودعم إنشاء مراكز البحث والتطوير؛ ما يسهم في ترسيخ مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي للابتكار والاستثمار في التقنية.

وقد باشر الصندوق استثماراته في المنطقة من خلال الاستثمار في الشركة العُمانية (بيانات) المتخصصة في تقديم حلول تحليل البيانات عبر نموذج البرمجيات كخدمة (ساس)، الأمر الذي يُجسّد توجهات جهاز الاستثمار العُماني في دعم الشركات الناشئة؛ تحقيقًا لمستهدفات رؤية "عُمان 2040" في تعزيز الاقتصاد الرقمي ودعم رواد الأعمال العُمانيين.

وقال إبراهيم بن سعيد العيسري رئيس استثمارات الأسواق الخاصة في جهاز الاستثمار العُماني إن هذه الشراكة تأتي في إطار جهود الجهاز لتنويع استثماراته وتعزيز البُعد العُماني في مشروعاته الخارجية المتمثل في إعادة توجيه هذه الاستثمارات نحو القطاعات المحلية؛ بما يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتشجيع الابتكار التقني.

وأضاف أن هذه الخطوة تدعم الأجندة الوطنية للجهاز عبر الاستثمار في القطاعات المستقبلية مثل الطاقة المتجددة والتقنية والذكاء الاصطناعي والتقانة الطبية بالإضافة إلى الإسهام في إيجاد فرص عمل للشباب وفرص أعمال مُستدامة للمؤسسات المحلية.

من جانبه قال مايكل لينتس الشريك في "جولدن جيت فينتشرز" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن التعاون مع جهاز الاستثمار العُماني يمثل محطة مهمة في مسيرة الشركة نحو الإسهام بفعالية في تشكيل مستقبل الابتكار وريادة الأعمال في المنطقة وترسيخ أسس متينة لتوسيع وتعزيز القيم المستدامة للمستثمرين.

وأشار إلى أنه في إطار هذه الشراكة يعتزم الصندوق السنغافوري "جولدن جيت فينتشرز" افتتاح مكتب له في سلطنة عُمان؛ ما يسهم في تعزيز استثماراته في الشركات الناشئة العُمانية واستقطاب الكفاءات المحلية فيها ودعم برامج التمويل الأولي والتأسيسي لها، إلى جانب تعزيز التواصل مع منظومة الاستثمار في جنوب شرق آسيا، الأمر الذي سيسرّع من تدفق الاستثمار الأجنبي إلى السوق المحلي، خاصة وأن الصندوق يُعدّ من أبرز الصناديق الاستثمارية المتخصصة في دعم الشركات الناشئة.

وقد تأسس الصندوق السنغافوري في عام 2011م، واستثمر في أكثر من 100 شركة عبر آسيا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، منها تسع شركات مليارية.

يُذكر أن هذا الاستثمار يأتي تعزيزًا لتنويع استثمارات محفظة الأجيال التي تدير وتشرف على استثمارات الجهاز الخارجية في مختلف القطاعات، ويسعى من خلالها الجهاز إلى دعم النمو الاقتصادي وتعزيز الاستدامة المالية.

مقالات مشابهة

  • بحث سبل تطوير الصناعات وتعزيز تنافسية المنتج العُماني
  • كيف يعمل النظام الانتخابي في ألمانيا؟ وما أبرز التعديلات الجديدة التي طرأت عليه هذا العام؟
  • يوم المعلم العُماني.. استثمار مُستدام
  • عُمان تحتفل غدًا بـ"يوم المُعلِّم العُماني" تقديرًا للأدوار الرائدة في العملية التربوية والتعليمية
  • المُعلِّم العُماني.. صانع الأجيال وركيزة النهضة
  • تحديات المنهج التعليمي العُماني.. ما بين الواقع والتطلعات!
  • جهاز الاستثمار العُماني يستثمر في صندوق "جولدن جيت فينتشرز" السنغافوري
  • ليبيا تواصل مشاركتها بفعاليات «المؤتمر العربي الثالث للأراضي» في المغرب
  • منتخب التايكوندو يحقق المركز الثالث بالترتيب العام فى بطولة آسيا المفتوحة بباكستان
  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته