الرياض : البلاد

كشف الأديب والناقد السعودي الدكتور عبدالله الغذامي عن الجوانب التاريخية لتأسيس جامعة الملك عبدالعزيز، حيث اجتمع وجهاء جدة في عام 68 لإنشاء جامعة أهلية، ليكون الملك فيصل رحمه الله رئيساً شرفياً على الجامعة، وجمعوا التبرعات ممن يستطيع؛ لإقامة الجامعة وتبرع عبدالله السليمان وزير المالية آنذاك، والذي كان وزيراً لكل من الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ووزيراً للملك سعود -رحمه الله-، بمزرعة كبيرة وفيلا وهي مقر الجامعه الآن، وأول ما بدأت الجامعة كانت في هذه الفيلا حيث استقرت فيها الإدارة وعدد قليل من الفصول وكان عدد الطلاب آنذاك 65 طالباً فقط.

جاءت تلك التفاصيل أثناء مقابلة الدكتور الغذامي في برنامج مخيال الذي يُعرض على القناة السعودية كل جمعة الساعة 1:05 مساءً ويقدمه الإعلامي عبدالله البندر.

وتطرق الغذامي إلى قصة التحول من جامعة أهلية إلى جامعة حكومية حيث واجهت بعض التحديات، فذهب وفد إلى الدكتور عبدالعزيز الخويطر وكيل جامعة الرياض وهي حالياً جامعة الملك سعود وطلبوا منه أن يرشح لهم مديراً، فقال لهم كون الجامعة أهلية فترشيح مدير من جامعة الرياض سيكون هناك عراقيل وتحديات من حيث الانتقال وعلى أي مرتبة سيكون وكيف ستتم اعارته وقد يكون هناك حاجة إلى استثناءات من مجلس الوزراء وغيرها حتى ينتقل من جامعة الملك سعود إلي جامعة جدة وقد ندخل في جدل من سيصرف راتبه وسوف تكون اجراءات طويلة جدا، ثم اقترح على الوفد أن يكون الدكتور أحمد علي الذي عاد للتو من أمريكا ولم يتم تعيينه مديراً للجامعة، وقال: من هذه اللحظة سيكون لديكم مدير وأنا مسؤول عنه نعم الرجل ولديه قدره إدارية ووعي كافي.

وأكدَّ الغذامي أنه بالفعل أصبح الدكتور أحمد علي مديراً للجامعة الأهلية وهو الذي أتى بفكرة المنح كون الجامعة أهلية محاولاً أن تتحول إلى حكومية وقد عمل على التبرعات لخدمة المباني والتعاقد مع أساتذة في حال عدم التحول ولابد ألا يزيد استقطاب الطلاب عن 65 طالب، وقام بتشكيل هيئه تدريس سعودية تنتمي للجامعة نفسها فهي من تبتعثهم ولابد مشاركتهم لها في مواجهة التحديات، وبدأ يعمل على اعطاء المنح وارسال الطلبة حسب تخصصاتهم ليعودوا يعملوا بها.

وذكر الغذامي أنه مع تحوّلها الرسمي إلى جامعة حكومية، ظلت بعض المعاملات والرواتب تتم وفقًا لمعاملة الجامعة الأهلية، مما أثر على الظروف المالية للعاملين فيها، بالإضافة إلى أن هذا التحول كان مرحلة جديدة لجامعة الملك عبدالعزيز، حيث واجهت تحديات تنظيمية ومالية في سبيل تحسين الجودة التعليمية والتوسع في استقطاب الكوادر الأكاديمية المحلية.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: جامعة الملك عبدالعزيز الملک عبدالعزیز جامعة الملک جامعة أهلیة

إقرأ أيضاً:

د. عبدالله الغذامي يكتب: أوروبا المنكسرة (سلطة الأم أم سلطة الأب)

تتحول أوروبا لتصبح هامشاً على المتن الأميركي، وتفقد بهذا دورها الأخلاقي والحضاري مما يجعل الثقافة الأوروبية ذات العمق الفلسفي تتحول إلى هشاشة فكرية، حيث تتأمرك في لغتها ومصطلحاتها ومفاهيمها، حتى اللغة الإنجليزية تحولت لتكون (إنجليزية أميركية) في مفرداتها وفي سياقاتها، وكل أوروبا مع اتحادها المعلن رسمياً لكن اللغة التي تمثل خطاب الاتحاد الأوروبي ليست لغة أي دولة عضو في الاتحاد بل اللغة الجامعة هي الإنجليزية ولكن بصيغتها الأميركية تحديداً أي لغة أميركا، ويتبع ذلك كون أميركا هي التي تدير الشأن الأوروبي، عبر القيادة العسكرية (الناتو) وعبر النظرية الاقتصادية بصيغة الليبرالية الجديدة والرأسمالية والسوق الحرة، قاضيةً على بقايا الاشتراكية الاجتماعية، سواء اشتراكية حزب العمال البريطاني أو سائر الاشتراكيات التي سادت أوروبا الغربية في الستينات وما بعدها لدرجة أن تفاخرت مارجريت ثاتشر بتحويل حزب العمال البريطاني لحزب غير اشتراكي، وجعلت هذا الحزب مفخرةً لها، حيث أشارت إلى ما سمته العمال الجديد (نيو ليبار) حين سئلت عن أهم منجز حققته، وانزاح قانون التأميم من ميثاق الحزب، وحلت محله السوق الحرة، وهو نتيجة لتدشين ثاتشر مع ريجان نظرية الليبرالية الجديدة، فاختار حزب العمال ركوب موجة الوسط السياسي والاندماج مع نظريات السوق الحرة، وهذا ما جعل ثاتشر زعيمة المحافظين حينها تفاخر بقضائها على نظرية حزب العمال الاشتراكي وتحويل الحزب للوسط ليسير مسار التحول الرأسمالي. وبهذا تم القضاء على آخر الصيغ الأوروبية الاقتصادية التي كانت توازن بين رأس المال والاشتراكية الاجتماعية، وتبع ذلك اكتمال الأمركة حيث الخضوع لأميركا بوصفها المستعمر الناعم الذي لا يحتل الأرض بجيوشه ولكنه يحتل العقول واللغة والاقتصاد، ويتحكم بالقرار العسكري والقرار الاقتصادي، ومعهما القرار الثقافي وهوية الأمركة، وتظل أوروبا تمعن في الغرق خارج معناها دون بارقة بوعي تحرري، وهذه مهارة سلطة الأم وهي سلطة ناعمة تختلف عن السلطة الأبوية الخشنة.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: الشعر والسماع د. عبدالله الغذامي يكتب: وشاية العصافير

مقالات مشابهة

  • وظائف حكومية خالية بالجامعات.. الشروط والمستندات وكيفية التقديم عليها
  • واحة الأمن.. ركن تاريخي يستعرض مراحل تطور جواز السفر السعودي
  • أغنية: مخرجات بوزنيقة متوافقة على عدم أهلية حكومة الدبيبة
  • القوات الخاصة للأمن والحماية تستعرض تجهيزاتها الأمنية في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بالصياهد
  • جامعة الملك عبدالعزيز تدشن مسابقة “شاعر الجامعة” في نسختها الجديدة
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: أوروبا المنكسرة (سلطة الأم أم سلطة الأب)
  • حرس الحدود يواصل استقبال زوار “واحة الأمن” بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بالصياهد
  • الدكتور محمد ضياء يبحث سبل التعاون بين جامعتي عين شمس والدراسات الأجنبية ببكين
  • مكافحة المخدرات تواصل استقبال زوار “واحة الأمن” بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بالصياهد
  • جامعة الملك عبدالعزيز تنال التصنيف الفضي بـ"التايمز للتعليم العالي"