هل الولايات المتحدة على موعد مع خسارة الحرب البحرية أمام الحوثيين؟
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
نشر موقع "معهد الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية الدولية" تقريرًا، تحدث فيه عن عدم القدرة على المقارنة بين الإمكانات العسكرية الذي يمكن أن يتحول إلى وهم خطير بالنسبة للغرب.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الوضع في البحر الأحمر؛ حيث هدّد الحوثيون، الذين استولوا على السلطة في اليمن، بإغراق أي سفن مرتبطة بدولة الاحتلال الإسرائيلي، أثار رد فعل طبيعي.
ويضيف الموقع بأن الولايات المتحدة أعلنت عن نيتها "إظهار القوة" كجزء من تحالف دولي قوي، لإعادة "النظام القائم على القواعد" إلى المنطقة. في الواقع؛ قد يشكل تنفيذ مثل هذه الخطة تحديًا كبيرًا للولايات المتحدة في ظل عدم استقرار التحالف. ففي حال وافقت عشرين دولة على المشاركة في مشروع واشنطن؛ أعربت فقط الولايات المتحدة وبريطانيا واليونان على استعدادها لتقديم السفن.
كذلك، رفضت إيطاليا وإسبانيا وفرنسا تسليم سفنها إلى القيادة الأمريكية، معربة عن الاستعداد للخضوع فقط لقيادة الناتو والاتحاد الأوروبي. وعليه؛ فإن الصراع المحتمل سوف يقع إلى حد كبير على عاتق الولايات المتحدة.
بعد الحرب العالمية الثانية؛ طورت الولايات المتحدة قواتها البحرية بهدف تهديد العدو باستمرار. آنذاك كانت البحرية الأمريكية عبارة عن أسطول استكشافي يعتمد بشكل ضئيل على البنية التحتية الساحلية والداخلية للحصول على الدعم اللوجستي في البحر.
ومع ذلك؛ في نهاية الحرب الباردة، خفضت البحرية الأمريكية من قدراتها الاستكشافية وبدأت في الاعتماد بشكل أكبر على قواعد الحلفاء والأقمار الصناعية. وبفضل التطور في أنظمة الأسلحة أصبحت أنظمة الإطلاق العمودي العنصر الرئيسي في الدفاع الجوي والحرب المضادة للغواصات والضربات الأرضية.
وبحسب الموقع، ففي التسعينيات؛ فقدت الولايات المتحدة تدريجيًّا اهتمامها بإصلاح السفن وتطوير القواعد الساحلية ومراكز الخدمات اللوجستية، مما أدّى إلى تدهور المهارات الأساسية لأسطول الحملة، مثل البحث والإنقاذ وإصلاح الأضرار القتالية بشكل خطير.
الجدير بالذكر، أن كل مدمرة أمريكية تحمل حوالي 90 صاروخًا، مهمتهم الرئيسية حماية حاملة الطائرات الأمريكية التي تحملهم. وفي المقابل؛ يمتلك الحوثيون الكثير من الصواريخ، فضلًا عن الفخاخ الخداعية وعدد هائل من الطائرات دون طيار. بعد المعركة؛ يتعين على المدمرة الانسحاب إلى أقرب ميناء لإعادة الشحن مرفوقة بالجسم المدافع أي حاملة الطائرات.
يترتب عن محافظة الحوثيون على وتيرة الهجمات وامتلاك إمدادات ثابتة من الطائرات دون طيار والصواريخ ارتفاع تكاليف الحفاظ على وجود بحري بما في ذلك تكلفة تشغيل السفن من بعيد إلى عشرات المليارات من الدولارات.
وفي حين تبلغ تكلفة كل صاروخ من صواريخ إيجيس ما لا يقل عن 500 ألف دولار، تمتلك الولايات المتحدة إمدادات محدودة من صواريخ الدفاع الجوي هذه ولا تملك القدرة الصناعية الحالية لإنتاج صواريخ جديدة بسرعة لتسديد النقص.
وأورد الموقع أنه من غير الصائب اختزال تقييم الصراع في عدم التماثل في تكلفة الأموال بين الحوثيين والولايات المتحدة، مع التركيز على شؤون البحرية. ففي حال نجح الهجوم بطائرة دون طيار؛ قد يؤدي ذلك إلى غرق سفينة تبلغ قيمتها 50 مليون دولار على الأقل، وقد تكون قيمة الشحنة أكبر بكثير.
ورغم التأكيد في العديد من المناسبات على تناقض الوضع وتباين الإمكانيات وضعف الحوثيون مقارنة بالولايات المتحدة؛ غير أنهم في هذه اللحظة قادرين على إلحاق هزيمة حساسة بالولايات المتحدة في البحر. وإلى حين تجميع فريق العملية، تقوم شركات الشحن بتغيير مساراتها، والابتعاد عن البحر الأحمر إلى طريق حول أفريقيا.
وقد حدث ذلك من قبل؛ عندما تم إغلاق قناة السويس نتيجة الحروب العربية الإسرائيلية في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، إن تغيير المسار عبر رأس الرجاء الصالح من شأنه أن يزيد مدة النقل بنسبة 60 بالمئة وهو ما من شأنه أن يحول جزأً كبيراً من المشاريع والخطط.
في ظل الظروف الراهنة؛ فإن التصدي للصواريخ والطائرات دون طيار دون تدمير الأسلحة التي تطلقها أمر لا جدوى منه على الإطلاق. ونظرًا لقدرة الحوثيين على إخفاء أنفسهم ومستودع الطائرات دون طيار والصواريخ عن الولايات المتحدة، ينبغي أن لا تكون عملية التحالف بحرية فحسب، بل يجب أن تشمل عملية برية واسعة النطاق.
وبحسب الموقع؛ فإن السماح للحوثيين بإغراق السفن المتجهة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي أو المرتبطة بها يعني فقدان ماء الوجه بالنسبة للولايات المتحدة. مع العلم أن بدء عملية كبرى يعني المزيد من الضغط على سلاسل الإمداد العسكرية وتشتيت القوات بين أوكرانيا والشرق الأوسط وتايوان.
وفي ختام التقرير؛ نوّه الموقع نفسه، إلى أنه من المستبعد حل الصراع في غزة بعد رفض دولة الاحتلال الإسرائيلي جميع الخيارات الواعدة وبأن الضغوط التي يمارسها المجتمع الغربي على دولة الاحتلال تبدو أهون الشرين مقارنة بالخيارات الأخرى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الولايات المتحدة الحوثيين الولايات المتحدة الحوثيين الحرب البحرية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطائرات دون طیار الولایات المتحدة دولة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
ألف قناص في السماء.. هذه هي الحرب الجديدة في أوكرانيا
عندما انفجرت قذيفة هاون فوق مركبتهم القتالية المدرعة "برادلي" الأمريكية الصنع، شعر الجنود الأوكرانيون داخلها بالاهتزاز، لكنهم لم يكونوا قلقين كثيراً، إذ اعتادوا على قصف المدفعية على مدار 3 سنوات من الحرب. لكن سرعان ما بدأت الطائرات المسيّرة الصغيرة بالهجوم.
استهدفت هذه الطائرات أضعف نقاط المدرعة "برادلي" بدقة قاتلة تتجاوز ما تمتلكه قذائف الهاون. أصابت إحدى الطائرات الانتحارية المتفجرة الفتحة العلوية فوق مكان جلوس القائد. "مزقت ذراعي"، قال الرقيب تاراس، القائد البالغ من العمر 31 عاماً، الذي فضل استخدام اسمه الأول وفقاً لبروتوكولات الجيش الأوكراني.
أثناء محاولته العثور على عاصبة لإيقاف النزيف، لاحظ أن سائق المركبة أصيب أيضاً، إذ فقئت عينه من الانفجار.
Astonishing and grim statistic: Drones now cause about 70 percent of deaths and injuries in the Ukraine war.
https://t.co/eS0xD2MaX8
نجا كلا الجنديين، لكن الهجوم كشف كيف أصبحت الطائرات المسيّرة، وهي في الغالب تقنيات متاحة تجارياً تُحول إلى آلات قتل، عاملاً يجعل السنة الثالثة من الحرب أكثر دموية من السنتين السابقتين وفقاً للتقديرات الغربية، بحسب تقرير تحليلي في صحيفة "نيويورك تايمز".
هيمنة الطائرات المسيّرةوتقول الصحيفة إن المدفعية الثقيلة لم تعد هي السلاح الأكثر فتكاً في هذه الحرب، إذ إن الطائرات المسيّرة تسبب الآن حوالي 70% من الإصابات بين القوات الروسية والأوكرانية، وفقاً لرومان كوستنكو، رئيس لجنة الدفاع والاستخبارات في البرلمان الأوكراني. في بعض المعارك، تصل النسبة إلى 80%، كما يقول القادة العسكريون.
عندما أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قواته إلى أوكرانيا قبل 3 سنوات، سارعت الدول الغربية إلى تزويد كييف بأسلحة تقليدية بمليارات الدولارات، مثل المدافع والدبابات، على أمل صد الغزو الروسي. لكن الحاجة الميدانية الهائلة استنفدت مخزون حلف الناتو تقريباً.
في عام 2022، كانت المعارك تعتمد على المدفعية والخنادق والدبابات، لكن بحلول 2025، باتت الطائرات المسيّرة العنصر الحاسم في ساحة المعركة.
وتشمل الأدوات الحربية الحديثة الطائرات الانتحارية، والأنظمة المضادة للطائرات المسيرة، والطائرات المسيرة المجهزة برؤية الشخص الأول (FPV)، والطائرات البرية المسلحة.
وبحسب التقرير، فقد أصبحت المعارك عبارة عن سباق بين روسيا والغرب لتوريد الأسلحة التقليدية، مما حول شرق أوكرانيا إلى ميدان نيران مدفعية. لكن الآن، الطائرات المسيّرة تسيطر على الميدان، متجاوزة الأسلحة التقليدية في فعاليتها القاتلة.
We are grateful to our partners for strengthening Ukraine's defense capabilities. ???????? warriors and western-made weapons are the best combination to drive the enemy out of our land.
????: UA Land Forces pic.twitter.com/uX1Q7HBqLZ
تسببت الحرب في مقتل وإصابة أكثر من مليون جندي، وفقاً للتقديرات الأوكرانية والغربية. لكن الطائرات المسيّرة أصبحت الآن مسؤولة عن قتل عدد أكبر من الجنود وتدمير عدد أكبر من المركبات المدرعة مقارنة بجميع الأسلحة التقليدية الأخرى مجتمعة، بما في ذلك القناصة والدبابات ومدافع الهاوتزر وقذائف الهاون.
كان دوي المدفعية المتواصلة في السابق السمة المميزة للقتال، لكن اليوم أصبح الخطر شخصياً للغاية، حيث تطارد الطائرات المسيّرة الجنود وتستهدف المركبات بسرعة فائقة، مما أجبر القوات على المشي لمسافات طويلة والاختباء من هذه الأجهزة القاتلة. "يمكنك الاختباء من المدفعية"، يقول القائد الميداني الأوكراني بوهدان، "لكن الطائرات المسيّرة كابوس مختلف تماماً".
⚡️ Zelenskyy: F-16s arrived too late, but they are extremely effective.
???? "We have a very little number of F-16s. What they do now? Destroyed 7 ballistic [cruise missiles] missiles two nights ago." pic.twitter.com/gXXfQRhqRZ
ووفقاً للصحيفة، أنتجت أوكرانيا أكثر من مليون طائرة مسيّرة من طراز FPV في عام 2024، بينما تدعي روسيا أنها تصنع 4.000 طائرة يومياً، وتسعى كلتا الدولتين إلى إنتاج ما بين 3 إلى 4 ملايين طائرة في 2025.
ومع زيادة الهجمات بالطائرات المسيرة، تصاعدت أيضاً المواجهات الإلكترونية، حيث تنتشر أنظمة التشويش التي تعطل إشارات التحكم بالطائرات المسيرة، مما يجعل عمليات الاستهداف أكثر صعوبة.
للتعامل مع هذه التطورات، طورت أوكرانيا وروسيا تقنيات مضادة للطائرات المسيّرة، مثل الطائرات المسيّرة المزودة ببنادق لإسقاط الطائرات الأخرى، والليزر المضاد للطائرات منخفضة الارتفاع، والدروع الواقية المصنوعة من الشباك المعدنية لحماية المركبات من الهجمات الجوية.
⚡️BREAKING: Ukraine has stated that it wants 40-50 F-16 fighter jets.
If new F-16’s are provided, it would cost ~$11 Billion USD. If used F-16’s are provided instead, then it would cost ~$2 Billion USD. https://t.co/7rceufZUZF pic.twitter.com/F3AasWNxMJ
وتقول الصحيفة إن ظهور الطائرات المسيّرة كالسلاح الرئيسي في الحرب الأوكرانية يعيد تشكيل الاستراتيجيات العسكرية حول العالم. وتسعى دول مثل إيران وكوريا الشمالية والصين إلى استيعاب الدروس المستفادة من هذه الحرب.
يقول الأدميرال بيير فاندير، قائد التحول العسكري في الناتو: "الحرب في أوكرانيا تمزج بين تكتيكات الحرب العالمية الأولى والثالثة، ما يحدث قد يكون نموذجاً لحروب المستقبل".