عين ليبيا:
2025-03-15@01:16:49 GMT

صراع العقل والقلب حول غـ.ــ.ـزة

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

بالنظر إلى ما يجري في غزة الصامدة من تقتيل وتشريد وتدمير وتخريب، يجد المرء نفسه في دوامة من الحزن والألم، على ما يعانيه أهلنا في غزة من ظروف قاسية مأساوية، لم يشهد لها العالم نظيرا، وكيف لنا أن نتصور، أن سكان منطقة بأكملهم تعدادهم يفوق 2 مليون نسمة، هم الآن جميعا مشردين نازحين في خيام لا تقي بردا ولا حرا، وكيف لنا أن نتصور حجم معاناة أسر بكاملها تعاني إلى جانب آلام تشردها أحزانا متراكمة لفقدانها أفرادا من محبيها، جراء القصف الهمجي الذي أتى على الأطفال والنساء والرجال، في حصيلة تتجاوز 22,000 خلال ثلاثة أشهر من عمر الحرب الهمجية.

إن الإنسان ليقف عاجزا أمام مشاهد دامية قاسية، يخوض فيها عقله وقلبه صراعا شديدا، في أغلب الأحيان يكونا على طرفي نقيض، ويمكن تمثل ذلك فيما يلي:

القلب يمثل العاطفة، لذلك يقف بقوة مع المقاومة في غزة وينبهر بصمودها، لدرجة أنه صار متأكدا من انتصارها وتحرير كامل فلسطين في المقابل العقل يعتبر أن ما تقوم به المقاومة انتحارا لعدم التكافؤ، وأن النتائج عشرات الآلاف من الضحايا والجرحى، بالإضافة إلى تشريد وتهجير أغلب سكان غزة القلب يقول إن المقاومة أعادت قضية فلسطين لمسرح الأحداث العالمي، ونتج عن ذلك تعاطف دولي كبير العقل يرد أنه لا جدوى من تعاطف الجماهير طالما المواقف الرسمية لصناع القرار في العالم تدعم الكيان وتقدم له كل العون عسكريا وماديا القلب يقول إن المقاومة أسقطت هيبة جيش الكيان وألحقت به الخسائر بشريا وماديا برغم أنه من أقوى جيوش العالم تسليحا العقل يقول إنما الأعمال بخواتيمها والنصر أو الهزيمة تحكمهما معايير من يسيطر على الأرض ويتحكم فيها ويمتلك قرار إيقاف الحرب القلب يقول إن ما يقوم به الحوثيون في البحر الأحمر عمل بطولي ودعم حقيقي للمقاومة في غزة العقل يقول إن ذلك مجرد وسيلة لفرض سيطرة عسكرية أمريكية على البحر الأحمر غير ممكنة في السابق للتحكم في المنطقة مواجهة لروسيا والصين.

فانظر يا ترى أين أنت بين صراع العقل والقلب؟!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: یقول إن فی غزة

إقرأ أيضاً:

تفكيك نظرية التهميش: هل هي حقيقة أم وهم متجذر؟

كتب الدكتور معتصم التجاني في تعليقه على التسجيل :
تحليل نظرية التهميش ودور العقل الباطن في الشعور بالدونية والاضطهاد: رؤية نفسية واجتماعية
مقدمة
في مجتمعاتنا، تبرز بين الحين والآخر نظريات تكرس الإحساس بالتهميش والاضطهاد، مدفوعة بواقع معقد تساهم فيه العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية. إلا أن النظرة النقدية العميقة تكشف أن هذا الشعور ليس مجرد انعكاس للواقع فقط، بل هو أيضًا نتاج تراكمات عقلية ونفسية، تلعب فيها برمجة العقل الباطن دورًا رئيسيًا.

في هذا السياق، نجد شبابًا واعيًا قادرًا على تفكيك هذه النظريات السلبية، محاربًا خطاب الضحية الذي يقيد العقول، ومؤمنًا بأن النهوض بالمجتمع يبدأ من الوعي الذاتي أولًا.
تفكيك نظرية التهميش: هل هي حقيقة أم وهم متجذر؟

التهميش، بمفهومه السائد، هو إحساس فئة معينة بأنها مهمشة اجتماعيًا أو اقتصاديًا أو سياسيًا. هذه الفكرة، رغم أنها قد تستند إلى حقائق على أرض الواقع، إلا أنها ليست قانونًا ثابتًا، بل هي حالة نفسية أيضًا تتأثر بالإدراك الشخصي وطريقة تفسير الفرد والمجتمع للواقع.
الشاب الذي نتحدث عنه هنا أظهر وعيًا عاليًا حينما قدم رؤية نقدية لنظرية التهميش، محاولًا تفكيكها وكشف حقيقتها. حيث أشار إلى أن الشعور بالتهميش غالبًا ما يكون نتاجًا للتربية والثقافة الموروثة أكثر من كونه أمرًا مفروضًا بالقوة. فالذي يرى نفسه مهمشًا يرسخ في عقله هذا الاعتقاد، مما يجعله يعيش في دائرة مغلقة تمنعه من التقدم والانخراط في المجتمع بشكل إيجابي.
دور العقل الباطن في تكوين الشعور بالدونية والاضطهاد
العقل الباطن هو المسؤول عن تخزين التجارب والمعتقدات التي تتكون منذ الطفولة، وهي التي تحدد طريقة استجابتنا للأحداث التي نعيشها. عندما يُغرس في الفرد منذ صغره أنه ينتمي لفئة “مظلومة” أو “مضطهدة”، فإنه ينمو بهذا الشعور، ويبدأ في تفسير كل موقف يمر به على أنه شكل من أشكال التهميش، حتى لو لم يكن كذلك في الواقع.

هنا، يلعب العقل الباطن دورًا مزدوجًا؛ فهو من جهة يساعد الفرد على التكيف مع بيئته، لكنه من جهة أخرى قد يقيده إذا كانت برمجته سلبية. عندما يستمر المجتمع في تداول أفكار التهميش والظلم دون تحليل عقلاني، فإن الأفراد يصابون بما يسمى في علم النفس بـ”الهوية الضحية”، حيث يصبح الشخص غير قادر على رؤية الفرص المتاحة له، ويركز فقط على العقبات، ما يؤدي إلى تكريس وضعية التهميش بشكل غير مباشر.
علم النفس الاجتماعي وعلاقته بالشعور بالتهميش

يؤكد علم النفس الاجتماعي أن الشعور بالتهميش ليس مجرد نتيجة لظروف خارجية، بل هو أيضًا نتاج للكيفية التي يتفاعل بها الأفراد مع مجتمعهم. هناك عدة نظريات تشرح ذلك، مثل:
• نظرية الإدراك الاجتماعي: والتي تشير إلى أن الإنسان يبني قناعاته بناءً على المعلومات التي يتلقاها باستمرار من بيئته، سواء كانت صحيحة أم خاطئة. فإذا كان المجتمع يكرر خطابات التهميش، فإن الأفراد يميلون إلى تصديقها دون تحليل منطقي.

• نظرية الهوية الاجتماعية: والتي تشير إلى أن الأفراد يميلون إلى تصنيف أنفسهم داخل مجموعات اجتماعية معينة، وإذا كانت هذه المجموعة تُعرّف نفسها كمجموعة مضطهدة، فإن هذا الشعور ينتقل تلقائيًا إلى كل أفرادها.

• تأثير التوقعات الذاتية: حيث يؤثر تصور الفرد لنفسه على تصرفاته وإنجازاته، فإذا آمن بأنه مهمش فلن يسعى إلى تحقيق أهداف كبيرة، وسيبقى عالقًا في دائرة الإحباط.
إعادة صياغة الوعي للخروج من دائرة التهميش

الوعي هو المفتاح الأساسي لتحطيم قيود التهميش، وهنا تتجلى أهمية الأصوات الواعية التي ترفض الانسياق وراء الأفكار الانهزامية. هذا الشاب، بمستواه الفكري الراقي، يقدم نموذجًا لشخص لم يسمح للعقل الجمعي السلبي بالتحكم في نظرته لذاته ولمجتمعه، بل سعى لتحليل الواقع بعقل ناقد، يدرك أن تغيير الواقع يبدأ من تغيير الفكر.

إن محاربة الشعور بالدونية تبدأ من تعزيز الهوية الإيجابية، وتوجيه طاقة المجتمع نحو البناء بدلًا من الشكوى. وهنا يأتي دور التربية، والإعلام، والمؤسسات التعليمية في زرع مفاهيم التمكين بدلًا من التهميش، والإيمان بأن لكل فرد دورًا يستطيع أن يؤديه في مجتمعه.
خاتمة: نحو وعي جديد ينهض بالمجتمع

إن الأفكار السلبية التي تحاصر عقول الكثيرين ليست قدرًا محتومًا، بل هي مجرد أنماط فكرية يمكن تجاوزها عبر الوعي والتفكير النقدي. المجتمعات تنهض حين تتخلص من عقلية الضحية وتتبنى عقلية الفاعل المشارك في التغيير.

كل التحية للشباب الواعي، الذي امتلك الشجاعة ليقول الحقيقة في زمن كثر فيه التبرير والاستسلام للواقع. إن وعيه العالي هو دليل على أن الأمل في التغيير موجود، وأن المسؤولية تقع على عاتق كل فرد في المجتمع للمساهمة في خلق واقع جديد، أكثر عدلًا وإنصافًا. حفظك الله بوعيك، وانطلق في توعية المجتمع، فأمثالك هم الشعلة التي تنير طريق التقدم.
دكتور معتصم التجانى
باحث فى دراسات السلام وفض النزاعات
المهجر ٩مارس ٢٠٢٥

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مركزي عدن يقول بأنه تلقى بلاغاً خطياّ من البنوك التي تعمل في مناطق سيطرة الحوثيين .. هذا ماجاء فيه
  • حماس تستنكر قرار حجب قناة الأقصى
  • ضرورة تقدير الموقف
  • يخطف العين والقلب.. مصطفي شعبان يوجه رسالة لسامح حسين بعد نجاح برنامجه قطايف
  • تفكيك نظرية التهميش: هل هي حقيقة أم وهم متجذر؟
  • دونالد ترامب يقول إنه يعتقد أن الولايات المتحدة ستضم جرينلاند عسكرياً
  • حماس ترحب بتصريحات ترامب إن عنى ما يقول وتدعو إلى تطبيق اتفاق وقف الحرب كاملا
  • رجل أسترالي يعيش 100 يوم بقلب اصطناعي .. تفاصيل أول عملية من نوعها
  • عاجل | خامنئي: عندما يقول الرئيس الأميركي إنه مستعد للتفاوض معنا فهذا مجرد خداع
  • من هو بارك جين هيوك.. العقل المدبر وراء أكبر عمليات السطو الإلكتروني في العالم