أكد موقع ميديا بارت (Mediapart) الفرنسي أن مظاهر المواقف العنصرية ضد المهاجرين وسكان الضواحي باتت أكثر علنية من أي وقت مضى، وذلك منذ مقتل الفتى نائل برصاص شرطي فرنسي، ووقوع مواجهات بين الشرطة وآلاف المحتجين، ووقوع عمليات تخريب.

وجرد الموقع في تقرير له وقائع عنصرية شهد عليها مواطنون فرنسيون عبروا عن استغرابهم لانتشارها في أماكن لم يكن أحد من قبل يتوقع أن تظهر داخلها، كأماكن العمل مثلا.

ويعاقب القانون الفرنسي بصرامة كل من يقوم بفعل عنصري أو يتلفظ بألفاظ بها شبهة العنصرية، ويلزم الشركات والمؤسسات بالعمل على حماية الموظفين من كل مظهر من مظاهر الكراهية والعنصرية.


كراهية

وصرحت "سميرة" التي تعمل مضيفة طيران للموقع بأنها صعقت وهي تسمع من زملائها عبارات تحرض على الكراهية وتبرر جريمة قتل نائل، حيث قال بعضهم "على كل حال، لا يمكن أن تسوق سيارة من دون رخصة سياقة.. لا بد أن يدفعوا ثمن حماقاتهم".

وخاطب أحدهم سميرة بقوله "لا ينبغي أن يستغرب أحد عندما تفوز مارين لوبان". ولوبان هي رئيسة حزب التجمع الوطني، (الجبهة الوطنية سابقا)، الذي أسسه والدها على أساس عنصري معاد للمهاجرين وخاصة المسلمين.

وبالنسبة للممرضة ماتيلد، فهي الأخرى استمعت لما يمكن وصفه بـ "التهديد الانتخابي" بالتصويت لليمين المتطرف، كما أنها فوجئت بتصرف غريب من زملائها بعد تعبيرها عن رغبتها في دعم المحتجين الجرحى، والتطوع لتقديم المساعدة لهم.

محتجون فرنسيون يرفعون لافتات تندد بقتل الشرطة للفتى نائل (رويترز) شرعنة العنف

أما جيروم، الأستاذ بمدرسة ثانوية، فقد عبر عن تفاجئه من وصف زميل له المحتجين بـ "المتوحشين"، وتحميلهم مسؤولية التخريب الذي حدث أثناء الاحتجاجات.

وقال إن شرعنة بعض زملائه لعنف الشرطة أصابته بصدمة كبيرة، مؤكدا أنه لا توجد أي ظروف تبرر لشرطي قتل فتى مراهق، وتتأسف لسجنه وتحميله المسؤولية، مثلما لا توجد ظروف تبرر وصف المحتجين الغاضبين من عنف الشرطة بالحثالة.

وذكرت الطالبة أناييس -التي تشتغل بمقهى- أن ما صارت تسمعه مؤخرا مختلف عن السابق، وقالت إن رئيسها في العمل بنفسه حمل كل سكان الضواحي مسؤولية عمليات التخريب، وبعدم احترام قيم الجمهورية.


في حين بادر زميلها بالتأكيد على ضرورة تدخل الجيش بدباباته لفرض الأمن، بينما سارع أحد الزبائن للتلفظ بعبارات سيئة ضد المسلمين.

وأكد الذين شاركوا آراءهم مع ميديا بارت أنهم كانوا يختارون عدم مواصلة الجدال مع زملائهم للحفاظ على علاقة الزمالة معهم. وأوضحوا أنهم لم يرفعوا شكاوى بشأن ما قيل أمامهم إلى مسؤولي الشركات والمؤسسات التي يشتغلون بها لأسباب مختلفة، من بينها الخوف من فقدان منصب الشغل، وعدم الرغبة في خلق صراعات تؤثر على ظروف العمل.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الشرطة الفرنسية: مقتل رجل هاجم بسكين أحد عناصرها بضاحية "سين سان دوني" شمالي باريس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت شرطة باريس أن أحد عناصرها قتل اليوم /الأربعاء/ رجلا يحمل سكينا في كل يد وألقى بنفسه على أفراد من الشرطة في ضاحية "سين سان دوني" شمال العاصمة الفرنسية باريس. 
ووقع الحادث في منطقة "دونيي" بضاحية "سين سان دوني"، وكان الرجل يجلس في محطة للحافلات، وكان يحمل سكينا في كل يد، وعندما وصلت قوات الأمن، ألقى الرجل بنفسه عليهم دون أن يقول كلمة واحدة. 
وعلى الفور، استخدم أحد أفراد الشرطة في البداية مسدسا كهربائيا لمنع الهجوم الذي شنه الرجل لكن دون جدوى، ثم استخدم شرطي آخر سلاحه ما أدى إلى إصابة الرجل في صدره ووفاته، رغم تدخل فرق الطوارئ لمحاولة إنقاذه.
وتولى جهاز الأمن الإقليمي لضاحية "سين-سان-دوني" التحقيق، إضافة إلى المفتشية العامة للشرطة الوطنية،كما هو معتاد عندما يطلق ضابط شرطة سلاحه الخدمي. 
 

مقالات مشابهة

  • الأفلان يجدد تنديده بالحملة العدائية المتواصلة التي تخوضها فرنسا ضد الجزائر
  • مهندسو المغرب يخوضون إضرابًا للمطالبة بتحسين ظروف العمل وحماية المهنة
  • عشرات القتلى بحوادث مختلفة.. مئات الأصابات والضحايا في تايلاند وأمريكا
  • فرنسا تقترح تقييدا أوروبيا متزامنا لإصدار التأشيرات بحق الدول التي لا تستعيد رعاياها المرحلين
  • الشرطة الفرنسية: مقتل رجل هاجم بسكين أحد عناصرها بضاحية "سين سان دوني" شمالي باريس
  • وفاة لاعب نيجيري في ظروف غامضة بأوغندا
  • «طوارئ جنوب الحزام»: مقتل وإصابة أكثر من 40 شخصاً بالرصاص في المنطقة خلال أسبوع
  • السلطات الفرنسية تحدد عدد جماهير ليفربول في مواجهة باريس سان جيرمان
  • برلماني: تحسين ظروف العمل وتعزيز حماية حقوق العمال بمشروع القانون الجديد
  • ميديا بارت: خطر الفوضى في معسكرات الجهاديين بسوريا مرتفع