درنة تنتظر الإعمار.. هل تتحقق الوعود أو تبقى الخلافات؟
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
درنة- في سيارته العالقة بصف طويل من المركبات، يقضي الصحفي محمد أبو السرايا قرابة ساعة كاملة في المشوار الذي لم يكن يستغرق أكثر من 10 دقائق على الجسر المؤقت الرابط بين شرق مدينة درنة الليبية وغربها، أو هكذا قالت عنه فرق الإنقاذ التي شيدته في الأيام الأولى لكارثة الفيضانات ليلة العاشر من سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
وتعاني درنة من اختناق مروري بسبب ما فقدته من طرق وجسور وشوارع بأكملها في إعصار دانيال الذي تسبب بفيضانات دمّرت سديْ وادي درنة، وأغرقت أجزاء واسعة من المدينة، مخلّفة آلاف القتلى والمفقودين إلى جانب ركام البنايات المهدمة وبقايا السيارات المدمرة في الشوارع، رغم مرور أكثر من 3 أشهر على الكارثة.
فساد أم سوء إدارة؟أما عن الاحتياجات من السلع والمواد الأساسية، فهي وإن لم تعُد تقارن بالأسابيع الأولى للكارثة، لكنها لا تزال دون المستوى "فحجم ما دخل درنة من مساعدات محلية ودولية كبير لا يتناسب مع ما وزّع منها، ولا نعلم هل كان السبب مجرد سوء إدارة أو شيء آخر؟" كما يؤكد الصحفي أبو السرايا للجزيرة نت.
لكن أكثر ما يشكو الأهالي من نقصه حاليا "الوقود وغاز الطهي، وهي المشكلة التي لم تحلّ جذريا حتى اليوم، فلا يدخل المدينة سوى كميات محدودة بالكاد تسد الحد الأدنى من احتياج بعض الأهالي" يضاف إليها ما سببه فقدان درنة لأهم أسواقها ومراكزها التجارية وسط المدينة، التي جرفتها السيول من نقص وغلاء في العديد من السلع، حسب أبو السرايا.
ويقول للجزيرة نت، إن أسواقا وشركات ومكاتب خدمية وعيادات طبية ومطاعم ومقاهٍ، كانت تشكل مركزا تجاريا وخدميا رئيسا لدرنة وضواحيها اختفت بين يوم وليلة، فتسبب في زيادة المعاناة إضافة إلى أزمة نقص السيولة بالمصارف التجارية التي تضرر معظمها بسبب الفيضانات "ما اضطر بعض المواطنين للتنقل إلى مدن مجاورة لسحب معاشاتهم من مكاتب صرافة خاصة".
بعد مرور 3 أشهر على الكارثة وعكس ما كان متوقعا، يقول مدير المركز الوطني للأمراض السارية بفرع درنة مجدي إدوال، إنهم لم يسجلوا أي حالات وباء أو انتشار لأمراض معدية. وأن "غرفة الطوارئ بالمركز تتابع الوضع الصحي بالمدينة والمدن المجاورة، وتنفذ جولات ميدانية دورية بالمستشفيات والمراكز الصحية".
ويعمل المركز على توفير التحاليل لتشخيص الأمراض الوبائية، وفيه جهاز لتحليل المياه والتأكد من خلوها من الأمراض المعدية. كما أطلق حملة بالتعاون مع منظمة اليونيسيف بعنوان "مياه آمنة لحياة صحية" بعدما لحق المياه الجوفية من تلوث جراء الجثث المتحللة، ونفوق الحيوانات، واختلاط مياه الآبار بمياه الصرف الصحي.
وهذه الإجراءات الرسمية لم تمنع المختص في الأمراض الباطنية وعضو هيئة التدريس بكلية الطب بجامعة درنة عماد القبائلي، من ربط ما تشهده المدينة والمناطق المجاورة من تفشي الإنفلونزا والنزلات المعوية، وبعض الأمراض الأخرى بالتبعات الصحية والبيئية للفيضانات غير المسبوقة.
ويرى الطبيب عماد القبائلي، أن القطاع الصحي في درنة وبقية المناطق المتضررة تأثر كليا بانهيار البنية التحتية وفقدان العديد من الطرق وصعوبة التنقل، كما تعطل عمل كثير من المستشفيات والعيادات والمراكز الصحية والصيدليات التي تهدّم بعضها كليا، كما يؤكد للجزيرة نت.
أما ملف إعادة الإعمار، فتعصف به الخلافات الكبيرة ومحاولة كل طرف الاستيلاء على المشروعات وإقصاء الطرف الآخر، وتحدّث أحد أعيان مدينة درنة؛ وهو هويدي القزيري، مستغربا من تكليف أحد أبناء حفتر "بطريقة مباشرة ومخالفة للقوانين بملف إعادة الإعمار، دون أي خطة واضحة تشرك فيها الحكومة والمصرف المركزي".
ومع تشديده على ضرورة إنهاء ملف انتشال الجثث المبعثرة حتى اليوم، يقول القزيري، إن الهلال الأحمر لا يزال يعلن بين فينة وأخرى عن انتشال بعضها من البر والبحر. ويشير إلى أن مشروعات إعادة إعمار تعثرت بسبب خلافات سياسية، رغم رسو عطاءات العقود على شركتين؛ إحداها: تركية، والأخرى صينية أكدتا منذ وقت جاهزيتهما للبدء بالتنفيذ، كما يؤكد القزيري للجزيرة نت.
على الأرض، يقول عدد من الأهالي للجزيرة نت، إن "درنة على حالها منذ توقف الإعصار قبل 3 أشهر" باستثناء جهودهم الخاصة وبعض المتطوعين من شباب المدينة والمناطق المجاورة، إذ لم يبدأ أي مشروع سوى مشروع توسعة مجرى وادي درنة، الذي شرعت إحدى الشركات المصرية في تنفيذه.
بداية مخيبة
غير أن أحد سكان منطقة "الوادي" تحدث عن تعرض الأهالي لـ"مصادرة أملاكهم دون وجه حق، ودون أي تعويضات أو اتفاق مرضٍ" مؤكدا للجزيرة نت تقديمه، مع 150 عائلة من جيرانه من سكان ضفتي وادي درنة، شكوى للنائب العام في طرابلس لوقف هذا المشروع.
وكانت وعود بجبر الضرر وإعادة إعمار المدينة المنكوبة انهالت على السكان من سلطات الشرق والغرب الليبي، لكن الخلافات السياسية بينهما عطلت كل شيء، كما يؤكد هويدي القزيري المتخوف من مصير يشبه "ما حدث مع ملف إعادة إعمار وسط بنغازي، الذي ما زال مدمرا بالكامل؛ بسبب الحرب منذ 2017 حتى الآن".
ويكمل الصحفي محمد أبو السرايا جولته على ما تبقى من طرقات المدينة المدمرة، محاولا توثيق ما أمكن من احتياجات ضرورية للسكان على مستوى كل القطاعات الخدمية والمعيشية والصحية، دون أن ينسى أن يذكّر بما آل إليه حال التعليم بالمدينة بعد تضرر العديد من المدارس بشكل كامل أو جزئي، وفقدان قرابة 160 معلما ومعلمة جراء الفيضان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: للجزیرة نت کما یؤکد
إقرأ أيضاً:
ما قيمة زكاة الفطر والحالات التي لا تجزئ فيها الفدية عن الصيام؟.. المفتي يجيب
يتساءل عدد كبير من المواطنين عن زكاة الفطر هذا العام وموعد إخراجها وكذلك الحالات التي لا تجزئ فيها الفدية عن الصيام لتجيب دار الإفتاء المصرية عن هذه التساؤلات عبر الصفحة الرسمية لها على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك).
تحديد قيمة زكاة الفطرحدد فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، قيمة زكاة الفطر هذا العام 2025 بمبلغ وقدرة 35 جنيهًا كحد أدنى عن كل فرد بالأسرة.
أكد مفتي الجمهورية أن تقدير مبلغ قيمة الزكاة هذا العام تم بالتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مشيرًا إلى أن قيمة الزكاة هي حد أدنى عن كل فرد، مع استحباب الزيادة عن هذا المبلغ لمن أراد.
موعد إخراج زكاة الفطرفيما يخص موعد إخراج زكاة الفطر، أوضح الدكتور نظير محمد عياد أنه يجوز إخراج زكاة الفطر من أول يوم في شهر رمضان المبارك، وحتى قبل صلاة عيد الفطر.
تحديد فدية الصيامتم تحديد قيمة فدية الصيام للأفراد الذين يعجزون عن أداء هذه الفريضة لسبب شرعي، حيث تم تحديد قيمة الفدية بمبلغ وقدره (30 جنيهًا).
حالات لا تجزئ فيها الفدية عن الصيامعن الحالات التي لا تجزئ فيها الفدية عن الصيام، فقد أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي الحالات الأتية:
عندما يفطر الفرد بسبب مرض يرجى شفاؤه، حيث يلزم على الفرد القضاء بعد شهر رمضان إذا كان قادرًا على الصيام بعد شفائه، ولا تجزئ الفدية عن قضاء الصيام.إفطار الفرد بسبب السفر، حيث يلزم الصيام بعد انقضاء شهر رمضان للأشخاص الذين فطروا بسبب السفر، إذ لا تجزئ الفدية عن القضاء، وذلك في حالة كون الشخص قادر على الصيام.إفطار المرأة الحامل، حيث يجب قضاء المرة تلك الأيام بعد الوضع، وذلك في حالة إذا كانت المرأة قادرة على الصيام بعد وضعها.إفطار المرأة بسبب الرضاعة، حيث يجب على المرضعة قضاء تلك الأيام بعد شهر رمضان، إذا كانت السيدة المرضعة قادرة على الصيام.