القصة الحقيقية لطائرة المهاجرين.. ورئيس مُزور يحاول تحدي واشنطن
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
سلطت حادثة توقيف طائرة ركاب في فرنسا، كانت متجهة إلى نيكاراغوا الضوء على الدور الذي تحاول أن تلعبه حكومة هذه الدولة الواقعة في أميركا الوسطى من أجل تعطيل جهود الإدارة الأميركية لمحاربة الهجرة غير الشرعية.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن رئيس نيكاراغوا، دانييل أورتيغا، يستغل أزمة المهاجرين الذين يتدفقون عبر الحدود إلى الولايات المتحدة، لمساومة واشنطن بعد تدهور علاقاته معها في السنوات الأخيرة إثر اتهامه بتزوير الانتخابات.
وقالت الصحيفة إن توقيف الطائرة المستأجرة في فرنسا أعاد الاهتمام بدور نيكارغوا كنقطة انطلاق للمهاجرين من جميع أنحاء العالم، الذين يسعون إلى شق طريقهم إلى الولايات المتحدة.
ولا تفرض الدولة القريبة من الولايات المتحدة متطلبات دخول صارمة على مواطني العديد من الدول الذين لا يستطيعون الوصول إلى وجهات أخرى من دون تأشيرة، بينما فرضت بعض الدول متطلبات صارمة لجنسيات معينة من أجل الحصول على تأشيرات بضغط من واشنطن.
ونقلت الصحيفة عن خبراء إن رئيس نيكاراغوا "يحاول استخدام الهجرة سلاحا، وإجبار واشنطن على التفاوض بشأن العقوبات المفروضة على أعضاء دائرته الداخلية".
وقالت آنا ماريا مينديز، مديرة أمريكا الوسطى في مكتب واشنطن لشؤون أميركا اللاتينية للصحيفة: "إن أورتيغا ذكي للغاية. يحاول اللعب بما يؤذي الولايات المتحدة أكثر من غيره"، وذلك في إشارة إلى أزمة المهاجرين الحالية والمسؤولية السياسية التي تمثلها بالنسبة للرئيس، جو بايدن، قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في 2024.
وكانت نيكارغوا فرضت في 2014، متطلبات للحصول على تأشيرة للمواطنين الكوبيين لوقف تدفق هؤلاء المهاجرين إلى الحدود الأميركية.
لكن منذ ذلك الحين، تدهورت العلاقات بين البلدين بعد اتهامات لأورتيغا بتزوير انتخابات عام 2021 وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وبعد الاضطرابات السياسية في كوبا، خلال صيف عام 2021، ألغى أورتيغا متطلبات الحصول على تأشيرة للمواطنين الكوبيين.
وقالت مينديز إن الرحلات الجوية المستأجرة من الجزيرة بدأت بعد فترة وجيزة.
وبسبب العلاقات الفاترة مع أورتيغا، بذلت إدارة بايدن جهودا من أجل وقف الرحلات الجوية المستأجرة التي تحمل المهاجرين من أماكن بعيدة.
وفي نوفمبر الماضي، فرضت وزارة الخارجية الأميركية قيودا على منح التأشيرات لكبار المسؤولين في الشركات التي توفر رحلات طيران مستأجرة إلى نيكاراغوا، مخصصة في المقام الأول لنقل المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة.
وأوقفت العديد من شركات الطيران المستأجرة رحلاتها، ولكن يبدو أن بعضها لم يفعل ذلك، ومن بينها شركة ليجند إيرلاينز، ومقرها رومانيا، التي أرسلت الطائرة التي احتجزتها فرنسا.
وأوقفت السلطات الفرنسية طائرة الركاب لمدة 5 أيام، بشبهة أن أشخاصا على متنها ضحايا لعمليات اتجار بالبشر.
والطائرة وهي من طراز إيرباص "إيه340" كانت قد أقلعت من دبي متجهة إلى عاصمة نيكاراغوا، ماناغوا، وعلى متنها 303 ركاب هنود.
وفي طريقها إلى وجهتها، توقفت في مطار فاتري الصغير قرب ريمس (150 كلم شرق باريس) للتزوّد بالوقود. وأثناء توقّفها، ورد إلى السلطات الفرنسية بلاغ بأن ركاب الطائرة يمكن أن يكونوا ضحايا عمليات اتجار بالبشر، فتقرر منعها من التحليق.
وبحسب مصدر مطلع على التحقيق، فإن "هؤلاء الهنود هم على الأرجح عمّال في الإمارات خططوا على ما يبدو للتوجه إلى أميركا الوسطى، لمحاولة دخول الولايات المتحدة أو كندا بطريقة غير قانونية"، حسب وكالة فرانس برس.
وبعد 5 أيام من إيقافها، هبطت الطائرة في مطار بومباي غربي الهند، وعلى متنها كل الركاب الهنود الذي كانوا على متنها، باستثناء 27 راكبا، اثنان منهم تشتبه السلطات في أنهما من مهربي البشر، والبقية تقدّموا بطلبات لجوء في فرنسا، ومن بين هؤلاء 5 قصر.
وصلت الهند أخيرا.. انتهاء أزمة الطائرة التي انطلقت من الإمارات واحتجزتها فرنسا هبطت في مطار بومباي غربي الهند، فجر الثلاثاء، طائرة ركاب أوقفتها السلطات الفرنسية لمدة خمسة أيام بشبهة أن ركابها الهنود ضحايا عمليات اتجار بالبشر، بحسب موقع فلايترادار24 المتخصص بتعقب الرحلات الجوية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة على متنها
إقرأ أيضاً:
حكومة فرنسا مهددة بالانهيار بسبب نظام التقاعد.. القصة كاملة
أثار نظام التقاعد في فرنسا حالة من الحراك الشديد داخل البلاد وصل الي حد التهديد بانهيار الحكومة، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الفرنسي الجديد فرانسوا بايرو، امس الثلاثاء، لإعلان إعادة التفاوض على خطة مثيرة للجدل لرفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما .
وقال بايرو؛ في أول خطاب له أمام المشرعين في الجمعية الوطنية : "لقد اخترت إعادة هذا الموضوع إلى جدول الأعمال مع الشركاء، لفترة قصيرة وفي ظل ظروف شفافة".
وتعهد بايرو بالسعي إلى "مسار جديد للإصلاح دون أي معتقدات أو محرمات، ولا حتى سن التقاعد طالما تم توفير التمويل للتغييرات".
يشار الي أن مجلس الشيوخ الفرنسي أقر في مارس 2023 رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما في مشروع قانون أثار احتجاجات واسعة في جميع أنحاء فرنسا.
وصوت حينها 201 عضو لصالح رفع سن التقاعد مقابل 115 عضوا صوتوا ضده.
وفي شهر يوينو 2023 نشرت الجريدة الرسمية في فرنسا أول مرسومين بشأن إصلاح نظام التقاعد يتضمنان رفع سن التقاعد، وزيادة مدة برامج التأمين، وآليات التقاعد المبكر.
مظاهرات حاشدة
كما أثار القانون موجة من الاحتجاجات في فرنسا حيث خرجت مظاهرات حاشدة شلت مختلف المرافق الحياتية وعطلت مرافق الدولة.
وأفادت وسائل إعلام فرنسية حينها بأن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لفض حشود المتظاهرين الذين ملأوا شوارع عدد من المدن الفرنسية احتجاجا على قانون التقاعد.
مونت كارلو الدولية MCD - أخبار عربية, أبراج, برامج متنوعة
، وصرح بايرو امس الثلاثاء 14 يناير أنه لن يتم "تعليق أو إلغاء" قانون إصلاح نظام التقاعد، بل سيتم فقط "إعادة التفاوض بشأنه".
وقد حاز ملف إصلاح نظام التقاعد على حيز كبير من النقاشات، حيث لا يزال اليسار والنقابات العمالية، يطالب بإلغاء هذا الإصلاح المثير للجدل، الذي يرفع تدريجيا سن التقاعد من 62 إلى 64 سنة.
وفي وقت سابق؛ ذكر بايرو أنه سيتم إجراء مفاوضات جديدة حول قانون إصلاح نظام التقاعد لمدة "تستمر حوالي ثلاثة أشهر"، قبل أن يتم تطبيق أي تغيير جديد في الفئة العمرية لسن التقاعد، مؤكدا في نفس الوقت أنه لن يتم إلغاؤه بشكل كامل.
وقال بايرو "يجب على الشركاء الاجتماعيين أن ينتهوا من أعمالهم قبل الموعد المحدد لتغيير الفئة العمرية، أي قبل الصيف، ليتم تطبيق نتائج هذه المفاوضات بشكل فعال".
خسائر بالمليارات
وتجدر الإشارة إلى ان إلغاء قانون نظام التقاعد سيكلف حوالي 2.4 مليار يورو في 2025 وحوالي 16 مليار يورو سنة 2032، حسب تقديرات "التأمين الصحي " الفرنسي .