سلطت حادثة توقيف طائرة ركاب في فرنسا، كانت متجهة إلى نيكاراغوا الضوء على الدور الذي تحاول أن تلعبه حكومة هذه الدولة الواقعة في أميركا الوسطى من أجل تعطيل جهود الإدارة الأميركية لمحاربة الهجرة غير الشرعية.

وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن رئيس نيكاراغوا، دانييل أورتيغا، يستغل أزمة المهاجرين الذين يتدفقون عبر الحدود إلى الولايات المتحدة، لمساومة واشنطن بعد تدهور علاقاته معها في السنوات الأخيرة إثر اتهامه بتزوير الانتخابات.

وقالت الصحيفة إن توقيف الطائرة المستأجرة في فرنسا أعاد الاهتمام بدور نيكارغوا كنقطة انطلاق للمهاجرين من جميع أنحاء العالم، الذين يسعون إلى شق طريقهم إلى الولايات المتحدة.

ولا تفرض الدولة القريبة من الولايات المتحدة متطلبات دخول صارمة على مواطني العديد من الدول الذين لا يستطيعون الوصول إلى وجهات أخرى من دون تأشيرة، بينما فرضت بعض الدول متطلبات صارمة لجنسيات معينة من أجل الحصول على تأشيرات بضغط من واشنطن.

ونقلت الصحيفة عن خبراء إن رئيس نيكاراغوا "يحاول استخدام الهجرة سلاحا، وإجبار واشنطن على التفاوض بشأن العقوبات المفروضة على أعضاء دائرته الداخلية".

وقالت آنا ماريا مينديز، مديرة أمريكا الوسطى في مكتب واشنطن لشؤون أميركا اللاتينية للصحيفة: "إن أورتيغا ذكي للغاية. يحاول اللعب بما يؤذي الولايات المتحدة أكثر من غيره"، وذلك في إشارة إلى أزمة المهاجرين الحالية والمسؤولية السياسية التي تمثلها بالنسبة للرئيس، جو بايدن، قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في 2024. 

وكانت نيكارغوا فرضت في 2014، متطلبات للحصول على تأشيرة للمواطنين الكوبيين لوقف تدفق هؤلاء المهاجرين إلى الحدود الأميركية.

لكن منذ ذلك الحين، تدهورت العلاقات بين البلدين بعد اتهامات لأورتيغا بتزوير انتخابات عام 2021 وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وبعد الاضطرابات السياسية في كوبا، خلال صيف عام 2021، ألغى أورتيغا متطلبات الحصول على تأشيرة للمواطنين الكوبيين. 

وقالت مينديز إن الرحلات الجوية المستأجرة من الجزيرة بدأت بعد فترة وجيزة.

وبسبب العلاقات الفاترة مع أورتيغا، بذلت إدارة بايدن جهودا من أجل وقف الرحلات الجوية المستأجرة التي تحمل المهاجرين من أماكن بعيدة.

وفي نوفمبر الماضي، فرضت وزارة الخارجية الأميركية قيودا على منح التأشيرات لكبار المسؤولين في الشركات التي توفر رحلات طيران مستأجرة إلى نيكاراغوا، مخصصة في المقام الأول لنقل المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة.

وأوقفت العديد من شركات الطيران المستأجرة رحلاتها، ولكن يبدو أن بعضها لم يفعل ذلك، ومن بينها شركة ليجند إيرلاينز، ومقرها رومانيا، التي أرسلت الطائرة التي احتجزتها فرنسا.

وأوقفت السلطات الفرنسية طائرة الركاب لمدة 5 أيام، بشبهة أن أشخاصا على متنها ضحايا لعمليات اتجار بالبشر.

والطائرة وهي من طراز إيرباص "إيه340" كانت قد أقلعت من دبي متجهة إلى عاصمة نيكاراغوا، ماناغوا، وعلى متنها 303 ركاب هنود.

وفي طريقها إلى وجهتها، توقفت في مطار فاتري الصغير قرب ريمس (150 كلم شرق باريس) للتزوّد بالوقود. وأثناء توقّفها، ورد إلى السلطات الفرنسية بلاغ بأن ركاب الطائرة يمكن أن يكونوا ضحايا عمليات اتجار بالبشر، فتقرر منعها من التحليق.

وبحسب مصدر مطلع على التحقيق، فإن "هؤلاء الهنود هم على الأرجح عمّال في الإمارات خططوا على ما يبدو للتوجه إلى أميركا الوسطى، لمحاولة دخول الولايات المتحدة أو كندا بطريقة غير قانونية"، حسب وكالة فرانس برس.

وبعد 5 أيام من إيقافها، هبطت الطائرة في مطار بومباي غربي الهند، وعلى متنها كل الركاب الهنود الذي كانوا على متنها، باستثناء 27 راكبا، اثنان منهم تشتبه السلطات في أنهما من مهربي البشر، والبقية تقدّموا بطلبات لجوء في فرنسا، ومن بين هؤلاء 5 قصر.

وصلت الهند أخيرا.. انتهاء أزمة الطائرة التي انطلقت من الإمارات واحتجزتها فرنسا هبطت في مطار بومباي غربي الهند، فجر الثلاثاء، طائرة ركاب أوقفتها السلطات الفرنسية لمدة خمسة أيام بشبهة أن ركابها الهنود ضحايا عمليات اتجار بالبشر، بحسب موقع فلايترادار24 المتخصص بتعقب الرحلات الجوية.

 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة على متنها

إقرأ أيضاً:

طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن

أحمد الهادي

في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، يُبرز الموقف اليمني بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ــ حفظه الله ــ نموذجاً فريداً في الثبات على المبادئ القرآنية والإيمانية، ودعماً جهاديًا إيمانيًا غير مشروط للشعب الفلسطيني، مع تحدٍّ واضح للطغيان الأمريكي والإسرائيلي. هذا التقرير يستعرض أبرز محطات هذا الموقف في تطوراته الأخيرة، مع التركيز على تصريحات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والإنجازات العسكرية الأخيرة التي كشف عنها السيد القائد.

الموقف اليمني: إيمانٌ قرآني ورفضٌ للتبعية:

يؤكد السيد القائد أن الموقف اليمني ليس وليد اللحظة، بل هو “موقفٌ أصيل، إيماني، قرآني”، مبنيٌّ على واجبات الجهاد في سبيل الله ونصرة المظلوم. ويُشدد على أن هذا الموقف “ليس وكالةً عن أحد، ولا نيابةً عن أحد، ولا عمالةً لأحد، هذا موقف بالأصالة، وهو الموقف الذي يجب أن يتبناه كلّ المسلمين أجمع”، بل هو التزامٌ ذاتي ينطلق من الانتماء للإسلام وقيمه. وفي هذا السياق، يصرح السيد قائلاً:

“نحن كشعبٍ يمني ينتمي للإسلام، ندرك واجباتنا الإسلامية، الجهادية، القرآنية، وأن موقع وموطن الظروف التي توجب الجهاد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والطغيان الأمريكي والإسرائيلي، هي أكثر من أيِّ مقامٍ آخر، من أيِّ معركةٍ أخرى، من أيِّ ظروفٍ أخرى”.

تطوُّر القدرات العسكرية: إفشال العدوان الأمريكي:

كشف السيد القائد عن تطور نوعي في الأداء العسكري اليمني، خاصة في مجال الدفاع الجوي والعمليات الاستراتيجية. ففي التصدي للعدوان الأمريكي المتواصل على بلدنا، نفذت القوات المسلحة اليمنية عمليات اعتراض ناجحة ضد طائرات العدوّ، بما فيها طائرات الشبح المتطورة.

وفي هذا الصدد، يوضح السيد القائد: “نفذنا 4 عمليات إطلاق لصواريخ قدس على طائرات التنصت والتزود بالوقود وطائرات حربية أمريكية في البحر الأحمر، كما نفذنا أكثر من 11 عملية اعتراض وتصد لطيران العدوّ الأمريكي بما فيها طائرات الشبح، وتم إفشال عدد من العمليات”.

كما أكّد السيد القائد أن العمليات العسكرية منذ 15 رمضان الماضي تُبين حجم الإسناد وفاعلية الموقف وقوة العمليات، حيثُ شملت 33 عملية ضد حاملة الطائرات الأمريكية والقطع البحرية المرافقة لها، باستخدام 122 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، ما أدى إلى تحييد بشكل شبه كامل دور حاملة الطائرات في البحر الأحمر، وإجبار العدوّ على استقدام حاملة طائرات أخرى، وهو ما يعتبر اعترافاً بفشله.

وأشار السيد القائد إلى أن من “نتائج عملياتنا ضد حاملة الطائرات ترومان لجوء العدوّ الأمريكي إلى استخدام طائرات الشبح، ولجوء الأمريكي للاعتماد على قاعدة في المحيط الهندي تبعد قرابة 4 آلاف كم سببه الفشل وضعف الفاعلية لعملياته، موضحاً أن “ما تقوم به حاملة الطائرات ترومان أصبح عملاً دفاعياً بالدرجة الأولى، وبالكاد تدافع عن نفسها أمام عملياتنا، وأن عملياتنا ضد حاملة الطائرات وضعها في حالة دفاع دون أن تتمكن من تأمين الملاحة الإسرائيلية”.

ولفت إلى أن استقدام حاملة طائرات أخرى هو فشل يؤكد أن ترومان لم يكن لها دور مؤثر لتحقيق الأهداف الأمريكية، مؤكداً أن الموقف اليمني فعال ومؤثر وقوي، ولهذا لجأ العدوّ الأمريكي إلى استقدام المزيد من إمكاناته وقدراته.

استهداف العمق الفلسطيني المحتل: رسائل قوية بمفاعيل استراتيجية:

لم تتوقف عمليات القوات المسلحة اليمنية عند مواجهة العدوان الأمريكي المباشر، بل امتدت لاستهداف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيثُ نفذت 26 عملية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعدد 30 ما بين صاروخ باليستي وفرط صوتي وطائرة مسيّرة. ويؤكد السيد القائد أن حجم عملياتنا وزخمها يُثبت أن “القدرات ــ بحمد الله ــ لا تزال معافاة وقوية جداً ولم تتأثر بالعدوان الأمريكي”.

وأكّد السيد القائد أن القدرات العسكرية اليمنية تتنامى وأن المعنيين يزدادون في هذه المجالات ابتكاراً وإتقاناً على المستوى التقني والتصنيع التكتيك العملياتي، لافتاً إلى أن “الأدلة الواضحة في زخم العمليات وفاعليتها وتنوعها وقوتها وما تحققه من نتائج في اعترافات واضحة للأمريكيين والإسرائيليين أنفسهم”.

ووجه السيد القائد رسالة هامة للأمريكيين قائلاً: “ما نقوله لكم إن عدوانكم على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”.

كما أكّد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله- أن جبهة اليمن المساندة لغزة هي جبهة قوية وملهمة وتمثل حافزاً ونموذجاً مهماً للآخرين.

وأشار إلى أن العدوان الأمريكي المساند للعدو الإسرائيلي يهدف للتأثير على الموقف اليمني بكل الوسائل، وفي مقدمتها العدوان الأمريكي المتواصل على اليمن.

جرائم العدوان الأمريكي بالأرقام: إحصائية تكشف التصعيد والفشل الأمريكي:

قدم السيد القائد إحصائية حول جرائم العدوّ الأمريكي على بلادنا خلال هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن العدوّ الأمريكي نفذ هذا الأسبوع أكثر من 220 غارة بواسطة طائرات الشبح والطائرات الحربية F18 وأنواع أخرى، وأنه كثف من عدوانه على بلدنا، ونفذ خلال شهر أكثر من 900 غارة وقصف بحري.

أما إجمالي عملياتنا خلال هذا الشهر، فقد بلغت 78 وتم تنفيذها بـ171 صاروخا باليستيا ومجنحاً وفرط صوتي وطائرة مسيّرة.

استهداف المدنيين وفشل العدوان: البحر الأحمر مقفل بوجه العدو:

وأوضح السيد القائد أن العدوّ يستهدف الكثير من الأعيان المدنية، وأن عدوانه فاشل ولن يتمكن أبداً من إيقاف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني، وأن العدوان الأمريكي لم يتمكن من تأمين السفن الإسرائيلية، وأن البحرين الأحمر والعربي لا يزالان مقفلين تماماً في وجه العدوّ الإسرائيلي.

وقال: إن “الاستمرار في منع السفن الإسرائيلية دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي”، موضحاً أنه “لا نتيجة للعدوان الأمريكي في تحقيق أهدافه لإسناد العدوّ الإسرائيلي وحمايته وتمكينه من الملاحة من جديد”.

عمليات نوعية في عمق كيان العدوّ: “هدية عيد” للمجرمين:

وبخصوص عمليات قواتنا المسلحة خلال هذا الأسبوع في عمق كيان العدوّ، أشار السيد القائد إلى أنها تمت بالقصف الصاروخي وبالمسيّرات باتجاه يافا المحتلة وعسقلان، وكذلك بالصواريخ الفرط صوتية، وذو الفقار، وأنها تزامنت مع “عيد الفصح اليهودي” وهي هدية العيد لأولئك المجرمين.

ولفت إلى أن العملية الأخيرة في يافا المحتلة وأسدود دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي في إيقاف عملياتنا أو الحد من قدراتنا، وأن القوات المسلحة اليمنية تواصل التصدي للعدو الأمريكي والاستهداف المستمر لحاملة الطائرات والاشتباك معها.

إسقاط الطائرة الـ19: دليل فاعلية الرد اليمني:

وأكّد السيد القائد أن إسقاط الطائرة التاسعة عشرة من طراز إم كيو9 إنجاز مهم؛ لأنَّ العدوّ الأمريكي يعتمد عليها بشكل كبير، وهذا يدل على فاعلية قواتنا المسلحة وتصديها للعدوان بفاعلية وتأثير كبير.

رسالة إلى الأمريكيين: عدوانكم يزيدنا قوة:

وجّه السيد القائد رسالةً واضحةً للعدو الأمريكي، مفادها أن العدوان لن يُثني العزيمة اليمنية، بل سيكون دافعاً لتعزيز القدرات، قائلاً: “ما نقوله لكم إن عدوانكم على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”.

جبهةٌ تُلهم العالم:

اليمن، برغم الحصار والعدوان، أصبح نموذجاً يُحتذى في الصمود والالتزام بالمبادئ. كما يؤكد السيد القائد:

“كُلّ العالم يرى اليمنيين في الموقف الصحيح وفي قضية حق يجمع عليها كُلّ الضمير الإنساني في مساندة الشعب الفلسطيني، وأن موقف اليمن المساند للشعب الفلسطيني في الاتجاه الصحيح الذي يعترف به كُلّ العالم وينسجم مع كُلّ شيء”.

هذا الموقف لن يتراجع، وسيظل “فعالاً ومؤثراً وقوياً”، لأن قوته مستمدة من الإيمان بالله، والثقة بنصره.

مقالات مشابهة

  • كشف معلومات أولية عن منفذ الهجوم داخل مدرسة في فرنسا
  • مخاوف من فوضى بإسرائيل بسبب أزمة نتنياهو ورئيس الشاباك
  • مصير طائرة طيران الهند التي بيعت العام الماضي بعد تلويحة الوداع.. فيديو
  • الأمم المتحدة: غزة تواجه أسوأ أزمة إنسانية
  • صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تصحح مقالا روّجت فيه لمزاعم مغربية بوجود مقاتلين صحراويين في سوريا
  • بعد تهديد واشنطن.. بريطانيا: أوكرانيا هي التي تقرّر مستقبلها.
  • طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن
  • الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية مسيرة
  • من وجهة نظر صينية: كيف زعزع اليمنيون مكانة الولايات المتحدة الأمريكية عالمياً؟
  • شعبية ترامب تتراجع في الولايات المتحدة بعد 100 يوم من تنصيبه