ليست الحرب وحدها هي ما تواجهه تل أبيب، التي أضيف إلى أزماتها، أزمة جديدة: البحث عن الكوكايين.

"تل أبيب.. استمتع بالشم"، كان هذا عنوان تحقيق استقصائي لصحيفة "هآرتس" الإسرائيليّة في العام 2017، عن رواج الكوكايين في الشوارع الإسرائيلية.

يصف التحقيق ما يحدث في الشوارع بالقول: "في المزيد والمزيد من المطاعم والحانات في تل أبيب، يمكن للمرء أن يجد زبائن يستنشقون الكوكايين، أحيانًا على مرأى من الجميع".



ما تزال تل أبيب تتمتع بتلك السمعة حتى اليوم، لكن مع اندلاع الحرب على قطاع غزة وزيادة التوترات مع حزب الله في جبهة الشمال، ارتفع الطلب على الكوكايين في إسرائيل.

في الوقت نفسه انخفضت الكمية المعروضة بصورة كبيرة، بحسب القناة 12 الإسرائيلية، ما أدى إلى ارتفاع سعره بنسب تتراوح بين 25 و65%، من 300 ألف شيكل للكيلو إلى أكثر من نصف مليون شيكل (138 ألف دولار).

فما القصة؟ وما علاقة حرب غزة بزيادة الطلب، وشح البضاعة؟

إسرائيل دولة ترانزيت الكوكايين إلى العالم العربي

بحسب تقرير لمجلس الاتحاد الأوروبي من عام 2014، فإن إسرائيل تعد دولة ترانزيت رئيسية للكوكايين المصدّر من أميركا اللاتينية إلى العالم العربي.

وفي الوقت نفسه، يتم تهريب الحشيش إلى إسرائيل من قبل تجار مخدرات عبر بعض البلدان العربية، حسب ادعاء التقرير.

غزة تقضي على التهريب من أميركا اللاتينية

أميركا اللاتينية تمثّل أحد أبرز خطوط تهريب الكوكايين لإسرائيل، بحسب مؤشر الجريمة المنظمة العالمي، وتقول القناة 12 الإسرائيلية، إن أبرز دول المصدر هي كولومبيا والبيرو والبرازيل والمكسيك.

القناة تضيف أنه خلال جائحة كورونا والإغلاق الذي رافقها، توقفت خطوط الطيران عن العمل، ولم تكن هناك رحلات جوية لإسرائيل، ما أدى إلى إغلاق طريق التهريب من أميركا الجنوبية، وازدهار الطريق البديل على الحدود مع لبنان، بحسب القناة الـ"12" الإسرائيلية.

بعد انتهاء إغلاقات كورونا عاد الطريق اللاتيني للعمل، لكن جاءت عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول وما تلاها من حرب في غزة، ما أدى إلى شل حركة الطيران القادم من أميركا اللاتينية مرة أخرى، وذلك وفق ما نقلته القناة عن أحد المهربين.

وتسبب هذا الأمر في رفع سعر كيلو الكوكايين اللاتيني من 370 ألف شيكل ليصل اليوم لـ470 ألف شيكل (130 ألف دولار).

لبنان خط تهريب أُصيب بالشلل

توقف خط تهريب أميركا اللاتينية عن العمل خلال جائحة كورونا أدى إلى ازدهار التهريب من الحدود الشمالية مع لبنان بصفة كبيرة. القناة الـ"12" تقول إنه يتم تهريب نحو طن من الكوكايين وطنين من الحشيش سنوياً، في حين تقوم الشرطة بالإمساك بنحو 10-15% فقط من تلك الكمية.

لكن منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، وما ترافق معها من تصعيد في الشمال مع حزب الله، توقفت عمليات التهريب بصورة شبه كاملة.

القناة 12 تنقل عن مهرب يُدعى "م." قوله: "من الجانب الإسرائيلي يطلقون النار على حزب الله، حزب الله يطلق النار على المستوطنات الشمالية، إنه أسوأ من إطلاق النار على البط في مزرعة".

يضيف: "حياتي وحياة المهربين تستحقان أكثر من تهريب الكوكايين أو الحشيش. لا يمكنك التجول حول السياج الحدودي. لا يوجد مكان للاختباء أو الهروب من الصواريخ والكاتيوشا. الآن لا يوجد تهريب، لا شيء".

ويكمل: "عند الجانبين، يبقى المهربون في منازلهم، لا يفعلون ذلك. لا يخرجون حتى يهدأ كل شيء. حتى لو كان هناك هدوء، لا يقومون بالتهريب".

خطوط تهريب الحشيش

الحرب الإسرائيلية على غزة لم تؤثر فقط على إمدادات الكوكايين، بل كان الحشيش أيضاً أحد أبرز السلع الممنوعة التي شح وصولها لإسرائيل بالتزامن مع ارتفاع الطلب عليه، ما أدى لوصول سعره لنحو 180 ألف شيكل (50 ألف دولار) للكيلو بعد أن كان 120 ألف شيكل.

لكن القناة الـ"12" تقول إن خطوط تهريب الحشيش والماريغوانا توقفت عن العمل بصورة شبه تامة منذ اندلاع الحرب.

الشرطة تطمئن الجمهور: أسعار الكوكايين ستنخفض مجدداً

أحد الأسباب الإضافية لزيادة سعر الكوكايين في إسرائيل هو أن كبار التجار يفضّلون بيع كميات صغيرة بدلاً من كميات كبيرة من أجل توليد ربح أكبر، بحسب ما نقلته القناة 12 عن تاجر مخدرات من وسط إسرائيل.

لكن القناة الإسرائيلية تنقل عن ضابط في وحدة استخبارات الشرطة الإسرائيلية، أن هناك زيادات وطلبات كبيرة على الكوكايين والحشيش بسبب الحرب وإغلاق الحدود، لكن في تقديره قد تنخفض الأسعار مرة أخرى خلال 6 أشهر تقريباً.

يضيف الضابط: "في تقديري وإذا ساد الهدوء في الشمال فإن التهريب سيعود بكثافة أكبر بكثير لتلبية الطلب ومن ثم قد تنخفض الأسعار". (بلينكس - blinx)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أمیرکا اللاتینیة من أمیرکا حزب الله القناة 12 ألف شیکل تل أبیب أدى إلى ما أدى

إقرأ أيضاً:

الصين تشعل فتيل الحرب التجارية.. بنما تدخل على خطّ النفوذ!

رفعت الصين رسومها الجمركية الانتقامية على الولايات المتحدة من 34 بالمئة إلى 84 بالمئة وذلك اعتبارًا من 10 أبريل.

وأعلنت وزارة المالية الصينية، “أن بكين ستفرض رسوما جمركية بنسبة 84 بالمئة على السلع الأميركية اعتبارا من الخميس، ارتفاعا من 34% التي أعلنتها في وقت سابق”، في رد على رسوم جمركية فرضها ترامب على الصين بنسبة 104 بالمئة دخلت حيز التنفيذ صباح الأربعاء.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، “أن بكين لديها إرادة حازمة في خوض الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة، بعد دخول رسوم جمركية أميركية جديدة حيز التنفيذ رفعت التعرفة الإجمالية على الصين إلى 104%”، بحسب ما أفادت وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا)، الأربعاء.

ونقلت شينخوا عن الوزارة تأكيدها “أن الصين لديها إرادة حازمة ووسائل وافيةوستتخذ بحزم تدابير مضادة وتقاتل حتى النهاية إن أصرت الولايات المتحدة على مواصلة تصعيد التدابير الاقتصادية والقيود التجارية”، وأشارت إلى “أن على أميركا الالتزام بالمنفعة المتبادلة إذا كانت راغبة في حل الأزمة”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، خلال مؤتمر صحافي روتيني إن “حق الشعب الصيني المشروع في التنمية غير قابل للتصرف وسيادة الصين وأمنها ومصالحها الإنمائية لا يمكن المساس بها”، وفق “فرانس برس”.

هذا “وتؤثر الرسوم الإضافية الجديدة على نحو 60 شريكا تجاريا للولايات المتحدة وهي تتراوح بين 11% و50%، باستثناء الصين التي أصبحت منتجاتها تخضع الآن لضريبة نسبتها 104%، وبعد أن دخلت الجولة الأولى من الرسوم الشاملة التي لا تقل عن 10% على الواردات من معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين حيز التنفيذ يوم السبت، دخلت الرسوم الأعلى المرتبطة بالعجز التجاري حيز التنفيذ عند منتصف الليل (صباح اليوم الأربعاء)، وذلك على أكثر من 60 دولة، وقامت الحكومة الأميركية بحساب الرسوم الجمركية لكل دولة بناء على عوامل تشمل العجز التجاري والدعم والتحكم في سعر الصرف”.

وذكرت وزارة التجارة الصينية، أمس الثلاثاء، “أن “الصين ستتخذ بحزم إجراءات مضادة لحماية حقوقها ومصالحها إذا صعدت الولايات المتحدة من إجراءاتها للتعريفات الجمركية”، وذلك ردا على تهديدات الولايات المتحدة “بفرض تعريفة جمركية إضافية بنسبة 50 في المائة على الواردات الصينية”، والتي علق عليها المتحدث قائلا إن الصين تعارضها بشدة.

وزير الدفاع الأمريكي يتعهد بانتزاع قناة بنما من “النفوذ الصيني”

أعلن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، خلال زيارته لقناة بنما “أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتزم إنهاء ما وصفه بـ”النفوذ الصيني” على هذا الممر الملاحي الاستراتيجي”.

وبحسب “نيويورك بوست”، قال هيغسيث، في كلمة ألقاها من بنما بينما كانت القناة الاستراتيجية خلفه: “الصين لم تقم ببناء هذه القناة، ولا تقوم بتشغيلها، ولن تقوم بتسليحها”، مشيرا إلى أنه “مع قيادة بنما، سنضمن أمن القناة ونجعلها متاحة لجميع الدول”، وتابع قائلا: “معا، سنستعيد القناة من النفوذ الصيني”.

وقال هيغسيث أمام قوات الأمن البنمية والجنود الأمريكيين المتمركزين في دولة أمريكا الوسطى: “سواء من الناحية الفعلية أو الرمزية، كان لدى الصين الشيوعية نية للهيمنة على هذه القناة. ولهذا نقول: ليس خلال عهدنا. وسنعمل على تعزيز شراكتنا أكثر من أي وقت مضى”.

وكان ترامب، أبدى في وقت سابق رغبته “في استعادة السيطرة على القناة من بنما، مستندا إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي، على خلفية تشغيل شركات صينية مملوكة للدولة لمنشآت موانئ عند نقطتي الدخول والخروج للقناة، إضافة إلى وجود واسع للبنية التحتية الصينية المحيطة بالممر”.

ووفقا لما نقلته وكالة “رويترز”، فإن أكثر من 40% من حركة الحاويات الأمريكية، التي تبلغ قيمتها نحو 270 مليار دولار، تمر عبر قناة بنما سنويًا.

وأعقبت تصريحات هيغسيث، ردا حادا من السفارة الصينية في بنما، حيث أصدرت بيانا “انتقدت فيه بشدة تصريحات الوزير الأمريكي”.

وجاء في البيان: “من هو التهديد الحقيقي للقناة؟ الناس سيحكمون بأنفسهم”، واتهمت السفارة الصينية الولايات المتحدة بممارسة “الابتزاز” في سعيها لتعزيز مصالحها الجيوسياسية في المنطقة، مشيرة إلى أن اختيار بنما لشركائها الاقتصاديين “قرار سيادي بحت، ولا يحق للولايات المتحدة التدخل فيه”.

وأضاف البيان: “لقد شنت الولايات المتحدة حملة دعائية تقوم على ما تسميه ‘التهديد الصيني النظري’ في محاولة واضحة لعرقلة التعاون الصيني البنمي، وكل ذلك خدمةً لمصالحها الاستراتيجية، الصين لم تشارك مطلقًا في إدارة أو تشغيل قناة بنما، ولم تتدخل أبدًا في شؤونها”.

وفي أعقاب التصريحات الأمريكية، أصدر الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو بيانا مشتركا مع وزير الدفاع الأمريكي، شدد فيه على “متانة العلاقة الأمنية التاريخية بين جمهورية بنما والولايات المتحدة الأمريكية”.

وأكد البيان المشترك “أن البلدين اتفقا على الوقوف جنبا إلى جنب في التزامهما المشترك بمواجهة التحديات الأمنية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قدمت لبنما دعمًا أمنيًا تجاوز 230 مليون دولار خلال السنوات الخمس الماضية”.

كما أشار البيان إلى “انسحاب بنما رسميا من مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، بالإضافة إلى جهودها في الحد من الهجرة غير الشرعية عبر إغلاق الحدود في منطقة دارين غاب”.

وذكر البيان أن “الجانبين سيعملان على وضع آلية لتعويض وتحصيل رسوم عبور السفن في القناة، إضافة إلى تعزيز القدرات الأمنية لبنما من خلال التعاون الثنائي، بما في ذلك تدريبات عسكرية مشتركة ستُجرى في أدغال البلاد”.

مقالات مشابهة

  • جنوب لبنان.. إسرائيل تقصف المنازل المهددة (فيديو)
  • أمر أساسي أبقى إسرائيل في لبنان.. معهد في تل أبيب يكشف
  • بعد عام ونصف.. إسرائيل دمرت نحو 25% من أنفاق حماس بغزة
  • الصين تشعل فتيل الحرب التجارية.. بنما تدخل على خطّ النفوذ!
  • مائل للحرارة وأمطار ورياح مثيرة للرمال والأتربة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدا الأربعاء
  • الرئيس اللبناني: خرق إسرائيل اتفاق وقف النار يهدد الاستقرار جنوب لبنان
  • غزة.. ارتفاع عدد ضحايا الصحفيين إلى 212 منذ بدء الحرب الإسرائيلية
  • قناة عبرية تقول إن إسرائيل تلقت مقترحا مصريا لإعادة الأسرى من غزة
  • التهديدات لم تعد كافية.. إسرائيل تنتقل للتنفيذ وترسم حربها
  • هيئة البث الإسرائيلية: زيارة نتنياهو لواشنطن انتهت بسرعة مثيرة للريبة