جولة أغضبت البرهان.. ما سر زيارة حميدتي لدول جوار السودان؟
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
تحل الذكرى الثامنة والستين لاستقلال السودان، وسط انقسام كبير ومعارك تركت أكثر من 7 ملايين سوداني في عداد النازحين، سواء داخل البلاد أو خارجها، وفي ظل استمرار قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في القتال والابتعاد عن عملية سياسية لإنهاء الأزمة التي اندلعت في أبريل الماضي.
خرج كل من البرهان وحميدتي خلال الساعات الأخيرة بخطابين في ذكرى استقلال البلاد عن الاحتلال الإنكليزي، وكال كل منهما الاتهامات نحو الآخر بالتمرد والخروج عن الحكم الديمقراطي، وسط أراء بأن الأزمة لن تنتهي قريبا.
أنهى قائد قوات الدعم السريع جولة خارجية لدول جوار السودان، حيث زار أوغندا إثيوبيا وجيبوتي، وأوضح حميدتي أنه ناقش خلال تلك الزيارات تطورات الأوضاع في السودان ورؤيته لوقف الحرب والوصول إلى حل شامل.
خطابي للشعب السوداني بمناسبة الذكرى الثامنة والستون لاستقلال السودان pic.twitter.com/ysgMT20poY
— Mohamed Hamdan Daglo (@GeneralDagllo) January 1, 2024وفي خطابه، الاثنين، قال حميدتي: "السودان يعيش أسوأ أزمة في تاريخه وشعبه يعاني... حققت الدعم السريع انتصارات عسكرية كبيرة وواسعة"، داعيا قوات الجيش إلى "الإقرار بالخسارة في الحرب وعليهم التوقف عن القتال وتدمير البلاد".
أما البرهان فقد أوضح خلال خطابه، الأحد، أن "الانتصار قريب وسيتم تحرير السودان"، داعيا الدول التي تستقبل حميدتي بالتوقف عن "التدخل في شأننا لأن أي تسهيلات تقدم لقيادة المجموعة المتمردة تعتبر شراكة في الجرم وشراكة في قتل شعب السودان وتدميره".
وحققت قوات الدعم السريع خلال الأيام الأخيرة انتصارات بارزة، إذ سيطرت على ولاية الجزيرة المحورية في البلاد، الواقعة جنوبي العاصمة الخرطوم، وكانت مركزا لعمل كثير من المنظمات الدولية.
وأسفر تقدم الدعم السريع عن موجة نزوح كبيرة لمئات الآلاف من المواطنين كانوا بالأساس قد نزحوا من الخرطوم بحثا عن الأمان في الولاية.
ما هدف جولة حميدتي؟وصل قائد قوات الدعم السريع إلى أوغندا، الأربعاء، قبل أن يتوجه منها إلى إثيوبيا وبعدها جيبوتي، والدول الثلاث من أعضاء الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا "إيغاد"، التي تتبنى مبادرة لتسهيل الحوار بين الأطراف السودانية.
وقال المحلل السوداني، عثمان ميرغني، في تصريحات لموقع "الحرة"، عن جولة حميدتي الخارجية، إن الهدف الأول لها هو "إثبات أنه على قيد الحياة ويقود قوات الدعم السريع ويسيطر على الأوضاع في السودان، في ظل شكوك بشأن قدرته على إدارة تلك القوات".
وأكد على ذلك الباحث في الشؤون الأفريقية، محمد تورشين، الذي أشار إلى تقارير أخيرة شككت في قدرة حميدتي على السيطرة على قواته، وأشار إلى أن تلك الجولة "محاولة للتأكيد بأنه على قيد الحياة ويدير القوات بشكل واضح".
واستكمل تورشين حديثه للحرة بالقول إنها "محاولة لتوجيه رسائل سياسية بعد تفوقه في المعارك مؤخرا، إذ لن يرغب في خسارة زخم التقدم في القتال دون استغلاله سياسيا.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، وسط توتر بسبب الانتقال من الحكم العسكري إلى المدني. وتشارك الطرفان فيما سبق السلطة عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 2019 خلال انتفاضة شعبية.
وسيطرت قوات الدعم السريع على مدينة ود مدني عاصمة الجزيرة، في إطار تقدم أشمل تحرزه في غرب السودان وجنوبه، وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن السيطرة على المدينة أفضت إلى فرار ما يصل إلى 300 ألف شخص من المنطقة.
أمراض تتفشى وأوضاع "تنهار".. الصحة العالمية تصف للحرة الوضع في "الجزيرة" السودانية اتسعت رقعة الصراع في السودان بشكل كبير، ليمتد إلى ولاية الجزيرة التي كانت ملجأ لنحو نصف مليون نازح من الخرطوم مع اندلاع الصراع قبل نحو 8 أشهر، ووصفت منظمة الصحة العالمية النظام الصحي في البلاد بأنه كان "ضعيفا" وحاليا "ينهار" بسبب ضغط الحرب.وأجمع ميرغني وتورشين على أن سبب آخر للجولة يتمثل بمحاولة استمالة دول الجوار، خاصة قادة منظومة إيغاد، ومقرها جيبوتي.
كما أشار تورشين، إلى أن الزيارة إلى إثيوبيا تحديدا "ربما تشمل لقاء بالقوى السياسية السودانية الموجودة هناك، ليشرح وجهات نظر قوات الدعم السريع، وتصوره للأزمة".
علاقات تسوء؟وكانت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، أعلنت عقد اجتماع بين وفد بقيادة رئيسها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وقائد قوات الدعم السريع، الاثنين، في أديس أبابا.
ويأتي اللقاء بعد طلب سابق من "تقدم" لكل من البرهان وحميدتي بعقد لقاءات لبحث سبل وقف الحرب في السودان.
ولكن لم يتم الكشف إلى الآن عن إجراء لقاء أو عن تفاصيل بشأنه من التنسيقية أو من جانب الدعم السريع.
وقال البرهان خلال خطابه، الأحد، إن "استقبال أي جهة معادية للدولة لا تعترف بالحكومة القائمة يعتبر عداء صريحاً للدولة، ويحق لها أن تتخذ من الإجراءات ما يحفظ سيادتها وأمنها".
وصلت صباح اليوم إلى اديس ابابا عاصمة جمهورية أثيوبيا الشقيقة وسط كرم وحفاوة شعب أثيوبيا حيث كان في استقبالنا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية⁰أجريت مباحثات مع نائب رئيس الوزراء السيد ديميكي ميكونن .⁰أتشرف بزيارة أثيوبيا التي ظلت على الدوام إلى جانب شعبنا مساندة وداعمة لأمنه… pic.twitter.com/SgZ9EAYXEb
— Mohamed Hamdan Daglo (@GeneralDagllo) December 28, 2023وقال الباحث محمد تورشين، للحرة، إن الدول التي استقبلت قائد الدعم السريع ربما تدخل في "أزمة حقيقية" مع الدولة السودانية، وأوضح: "تقديري بلا شك أنه لو لم تسوء العلاقة بين السودان وتلك الدول حاليا، فالأيام المقبلة ستسوء بشكل كبير".
لا نهاية في الأفقلا يبدو أن طرفي النزاع يريدان التوصل لحل سياسي، ويعتقد كل منهما أنه قادر على تحقيق الانتصار ويدعو الآخر للاستسلام، وفق المحللان.
وتباهى حميدتي في خطابه الأخير بالتقدم الذي حققه والسيطرة على ولاية الجزيرة، ودعا الجيش بقيادة البرهان إلى التوقف عن القتال.
ومن جانبه قال البرهان خلال خطابه: "كثرت دعوات لا للحرب والتفاوض والبحث عن السبل والمسالك التي توقف الحرب. نقول إن الطريق لإيقاف الحرب واحد، وهو خروج المليشيا المتمردة من ولاية الجزيرة ومن بقية مدن السودان".
ورأى ميرغني أن الحل يجب أن "يكون من المدخل السياسي لأن الحرب بالأساس نشأت بسبب قضايا وخلافات بين الكتل السياسية وكل منها استقطب فيما بعد القوتين العسكريتين"، وأضاف أنه "يجب إيجاد أرضية سياسية ينشأ عليها حل، قد تنطلق بتشكيل حكومة تنفيذية تتوافق على الأطراف في المشهد السياسي".
كما أوضح أن حديثه يعني "استبدال الوساطات الدولية والإقليمية بحكومة تنفيذية في السودان متوافق عليها بين الجميع تتولى إدارة ملف الأزمة السياسية ومحاولة الوصول لحل لها".
أما تورشين فأبدى عدم تفاؤله بنهاية وشيكة للحرب، وقال: "كل طرف لديه رغبة في إنهاء الحرب بتحقيق انتصار عسكري".
وأشار إلى أن النموذج الأمثل للحل "هو إبعاد كل القيادات والأطراف في المشهد السياسي والعسكري ودعم الدعم السريع والمجموعات المسلحة الأخرى في الجيش، وإجراء انتخابات".
وحذر من إجراء تسوية دون علاج الأزمة الحالية بشكل جذري، لأن ذلك "يؤجل المواجهات العسكرية فقط لوقت لاحق".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع ولایة الجزیرة فی السودان
إقرأ أيضاً:
منظمة العفو الدولية تتهم الإمارات وفرنسا بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة في السودان
أعلنت منظمة العفو الدولية، يوم الخميس، أن المركبات المدرعة المصنعة في الإمارات والمزودة بتكنولوجيا عسكرية فرنسية، تُستخدم من قبل القوات شبه العسكرية السودانية في النزاع القائم مع الجيش السوداني، وهو ما يشكل انتهاكًا محتملاً لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
اعلانوأوضحت المنظمة الحقوقية في تقرير لها أنها رصدت ناقلات جنود مدرعة من طراز "نمر عجبان" - المصنعة من قبل مجموعة "إيدج" الإماراتية - في مناطق متعددة من السودان، بما في ذلك دارفور، حيث يستخدمها أفراد قوات الدعم السريع في عملياتهم العسكرية. كما أشارت المنظمة إلى أن هذه المركبات مزودة بنظام الدفاع الفرنسي "جاليكس"، الذي تصنعه شركات "لاكروا ديفنس" و"كي إن دي إس" الفرنسية.
وقالت منظمة العفو الدولية إنها تحققت من صور منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر المركبات التي استولى عليها وتلك التي دمرها الجيش السوداني.
Relatedبالفيديو: الجيش السوداني يسيطر على شوارع بحري بعد معارك ضارية مع قوات الدعم السريعحمدوك يُعرب عن خشيته من اندلاع حرب أهلية في السودان ويُحذر: على أوروبا الاستعداد لاستقبال الملايينالسودان بين المطرقة والسندان: هل تُنهي العقوبات دوامة الدمار؟قوات الدعم السريع في السودان متهمة بالاعتداء الجنسي على ضحايا تتراوح أعمارهن بين 8 و75 سنةوقالت الأمينة العامة للمنظمة، أنياس كالامار: "تبين من بحثنا أن الأسلحة المصممة والمصنعة في فرنسا تُستخدم بشكل نشط في ساحة المعركة في السودان". وأضافت: أن "أي استخدام لنظام جاليكس من قبل قوات الدعم السريع في دارفور يعد خرقًا واضحًا لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة".
وكانت الأمم المتحدة قد فرضت حظراً على الأسلحة في دارفور منذ عام 2004 في أعقاب الاتهامات الموجهة إلى الميليشيات الحكومية بالقيام بتطهير عرقي ضد سكان الإقليم من غير العرب.
وفي رد على تحقيقات منظمة العفو الدولية، أفاد متحدث باسم الحكومة الإماراتية في بيان يوم الخميس، بأن "الإمارات العربية المتحدة تعرض لحملة تضليل منسقة تهدف إلى تقويض سياستنا الخارجية ودورنا الإقليمي وجهودنا الإنسانية". وأضاف المتحدث أن "الاتهامات الموجهة ضد دولة الإمارات من قبل ممثلي الجيش السوداني، والتي زعمت تورط الإمارات في النزاع السوداني، هي أمر مشين وغير مقبول".
يُذكر أن الحكومة السودانية كانت قد اتهمت الإمارات في يونيو الماضي بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهو ما وصفه مراقبو الأمم المتحدة بـ"الاتهام ذا مصداقية". لكن الإمارات نفت بشكل مستمر تلك الاتهامات.
واندلعت الحرب الأهلية في السودان في أبريل/نيسان 2023 إثر تصاعد التوتر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى مواجهات عنيفة. ويُتهم كلا الطرفين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب، خلال النزاع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 20,000 شخص وجرح نحو 33,000، وتهجير 11.6 مليون شخص، منهم 8.3 مليون داخل السودان و3.1 مليون فروا إلى البلدان المجاورة.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الجيش السوداني يُسجِّل أول انشقاق لقيادي كبير في قوات "حفتر السودان" الدعم السريع الخارجية الإماراتية تستنكر استهداف مقر سفيرها في الخرطوم وتتهم الجيش السوداني بالتصعيد الكوليرا تنتشر في السودان وجنرالات الحرب يواصلون قتالهم دون هوادة قوات الدعم السريع - السودانمنظمة العفو الدوليةجمهورية السودانحرب أهليةالإمارات العربية المتحدةأفريقيااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. قصف إسرائيلي يستهدف مدرسة تؤوي نازحين شمال غزة واشتباكات من مسافة صفر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي يعرض الآن Next روسيا تحقق تقدماً في دونيتسك: السيطرة على ريفنوبيل والخسائر الأوكرانية تتصاعد يعرض الآن Next غروسي من طهران: المواقع النووية يجب أن تكون محمية والرئيس الإيراني يؤكد "لن نسعى لامتلاك سلاح نووي" يعرض الآن Next "لم يكونوا عائلات كما كان يُعتقد".. تحليل الحمض النووي يعيد رسم صورة ضحايا بومبي يعرض الآن Next وصف عناصر حماس بـ"الحيوانات الشرسة".. ماذا نعرف عن ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي الجديد؟ اعلانالاكثر قراءة روسيا تحذّر من اجتياح إسرائيلي لسوريا وتقول إن قواتها حاضرة مقابل مرتفعات الجولان "كان لا بد من كشف الحقيقة"... أمريكي متهم بتسريب خطط إسرائيلية لضرب إيران لا مجال لكسب مزيد من الوقت.. النيابة العامة الإسرائيلية ترفض تأجيل شهادة نتنياهو بقضايا الفساد مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز بين السماء والأرض: ألمانيان يحطمان الرقم القياسي في التزلج على الحبل المتحرك بارتفاع 2500 متر اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29دونالد ترامبإسرائيلروسياالحرب في أوكرانيا محكمةضحاياأوكرانياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةمحاكمةقطاع غزةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024