جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-23@11:34:18 GMT

صناعة الأثر الإيجابي

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

صناعة الأثر الإيجابي

 

د. خالد بن علي الخوالدي

العاقل عليه أن يتدبر انقضاء الأيام يومًا بعد يوم وعامًا بعد عام، ويتفكر بعمق فيما قدَّمه من أعمال خلال هذه الأيام والأعوام.. البعض يشتغل على نفسه بفكر مستنير وبخطة واضحة لصناعة أثر له في هذه الحياة، والبعض يقضي يومه وينتظر غده بدون رؤية ولا هدف ولا غاية، ويمضي من هذه الحياة دون تسجيل أثر يخلده بعد انقضاء عمره، وينسحب ذلك على مستوى المؤسسات والمجتمعات والأوطان.

والأثر الجميل والإيجابي قد يكون فرديًا وقد يكون جماعيًا ومجتمعيًا ومؤسسيًا ووطنيًا، وأيًا كان لا بُد من صناعة ذلك الإنجاز البشري الرائع، الذي يحفر بأصل ثابت في هذه الأرض، ونحن في عمان نفتخر ونعتز ونرفع رؤوسنا عالياً لتصل مداها أعلى من الجبال الشامخة وتناطح قاماتنا السحاب لما صنعه لنا أهلنا وأجدادنا من مجد وتاريخ وإمبراطورية عالمية دانت لها العوالم في ذلك الوقت، هذا الأثر الأصيل سجل لنا انفرادا وتميزا بين الأمم والشعوب الحاضرة، وهو مدعاة لنا ليكون لنا أثر فاعل نعمله للأجيال القادمة، أثر إيجابي يذكروننا به بعد انتقالنا من هذه الحياة.

هناك في وطننا العزيز من يعمل على صناعة الأثر الجميل؛ حيث نشاهد كل يوم من يصنع بقلبه ويده وجوارحه الأثر الطيب لنفسه ولمجتمعه ووطنه، ويبذل في سبيل ذلك علمه وفكره ووقته وماله وجهده، وهؤلاء بحق من يستحقون أن ترفع لهم العمامة احتراما وتقديرا، هؤلاء هم صناع المستقبل والأمل، هم من يرسمون خارطة الطريق الصحيحة لصناعة الأثر الإيجابي، بهم نرتقي وبعملهم نسمو ونرتقي، وفي الحقيقة هم بشر لا يختلفون عنَّا كثيرا، لكنهم حددوا اتجاه بوصلتهم، وحملوا مسؤولية الحياة، وعرفوا قيمة عقولهم، وكيف يديرونها ويستخدمونها لتكون ذات أثر.

هذا يقودنا إلى أمر في غاية الأهمية، وهو ضرورة التخطيط ورسم ملامح واضحة وتحقيق تطلعات وآمال تخلق لنا بصمة إيجابية وأثرًا طيبًا، مع عدم الركون إلى الأمنيات وحسب، وتمضية الأيام بلا جدوى ولا فائدة؛ بل علينا التفكير مليا لصناعة أثر إيجابي لأنفسنا ولوطننا ومجتمعنا. وإذا كنا ودعنا عام 2023 بخيره وشره، فإننا نستقبل 2024 ونحن على يقين بضرورة تحقيق الأثر الإيجابي.

إن الكلمة الطيبة التي تشفي القلوب لها أثرها الإيجابي وتصنع الفارق، كما إن الإخلاص في العمل له أثر جميل ويخلق الفارق، والتطوع لخدمة أهلك ومجتمعك ووطنك له أثر عظيم، وتفوقك في دراستك وعلمك له أثر إيجابي، والأعمال الإيجابية التي تخلق أثرا لها أبواب كثيرة، إن عمل الخير وصنع الأثر ليس شرطاً أن يكونا من الناحية المادية دائمًا.

لذلك.. أبذل الخير علمًا ونصحًا وخدمة ونفعًا، وسوف تشعر أنك بدأت بإحداث التغيير، وصنع الفارق الذي يميزك عن غيرك، ويحقق لك الرضا الذاتي، ولا تستهن بالأمور الصغيرة فربما هي التي تجعل لك أثرا في حياتك وبعد رحيلك، وأبواب الخير كثيرة.

وأخيرًا.. ابحث عمّا يحقق لنفسك الأثر الإيجابي، وحقق مُبتغاك، واترك بصمتك الجميلة.. وكل عام والجميع بخير.

ودُمتم ودامت عُمان بخير.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الحياة تدب من جديد في ود مدني والنازحون يعودون

ود مدني (السودان)"أ ف ب": ينفض بائع الخضار أحمد العبيد الغبار عن كشكه الخشبي ويرتب بعناية الخيار والطماطم الطازجة مع عودة الزبائن تدريجيا الى سوق الاسماعيلي المزدحمة في ود مدني وسط السودان.

قبل أسابيع، كانت هذه السوق مقفرة مع إغلاق التجار محلاتهم عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة التي بقيت لأشهر في منأى عن الحرب الدائرة بينها وبين الجيش منذ العام 2023.

واليوم، تعلو الأصوات مع محاولة الزبائن المساومة على أسعار المنتجات الطازجة في السوق التي تستعيد إيقاعها تدريجيا، بعد سيطرة الجيش مجددا على ود مدني الشهر الماضي.وقال العبيد "الآن، أصبح الوضع الحمد لله آمنا".

وأضاف البائع الذي وقف بجانب كومة من البصل "عادت حركة البيع والشراء".

واندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، وتسبب بأزمة انسانية من الأسوأ في العالم، فيما الملايين على حافة المجاعة.

ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب واستهداف المدنيين وقصف المنازل والأسواق والمستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.

وبعد أشهر من الهدوء واستقبال دفعات كبيرة من النازحين، تحوّلت ود مدني من ديسمبر 2023، الى ساحة حرب مع مهاجمتها من قبل قوات الدعم السريع. واضطر ذلك مئات الآلاف على الفرار من المدينة، عاصمة ولاية الجزيرة التي كانت مصدر المنتجات الزراعية والغذائية قبل الحرب.

لكن المدينة تتعافى ببطء، بينما لا تزال آثار الحرب ظاهرة في مختلف أنحائها، من الجدران التي اكتست بالسواد، الى المباني التي نخرها الرصاص، وصولا الى الدمار والركام.ويبدو الضرر جليا على واجهات المحلات التجارية والمطاعم وغيرها.

في قسم الولادة في المستشفى الرئيسي بالمدينة، تنتظر الحوامل مع عائلاتهن بينما يتنقل الممرضون بزيّهم الأبيض عبر الممرات لتوفير الرعاية للمرضى.

وتقول رحاب موسى التي تتلقى الرعاية الطبية، لفرانس برس "العلاج متوفر، والحياة عادت طبيعية. ليس مثل السابق، الوضع تغير".وعلى رغم تعافي المستشفى ببطء، يؤكد اختصاصي الأمراض النسائية والتوليد خالد محمد أن المنشأة لا تزال تعاني نقص حادا في الموظفين والأدوية والمعدات.

ويوضح لفرانس برس بين عملية جراحية وأخرى "لقد انتهت صلاحية إمداداتنا الجراحية، بما في ذلك الغرز الجراحية، ونحن بحاجة حاليا إلى المزيد من معدات التخدير".

وعندما كانت قوات الدعم السريع تسيطر على ود مدني، كان محمد الطبيب الوحيد المناوب ويجري عمليات جراحية متعددة. وهو ما زال الى الآن يتنقل بين غرف العمليات للتعامل مع تدفق المرضى.

- "الوضع آمن" - وبعد استعادة الجيش لود مدني في يناير، هتف الكثيرون "سنعود" في مراكز النزوح في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك في بورتسودان الواقعة على البحر الأحمر.

ووفقا لمراسلي وكالة فرانس برس، انطلقت عشرات الحافلات التي تحمل آلاف الأشخاص من بورتسودان والقضارف وكسلا، والتي كانت تستضيف ما مجموعه نحو 1,5 مليون نازح، إلى بيوتهم في ود مدني.

لم يكن لدى الكثيرين منهم أي فكرة عما سيجدونه، بينما أكد آخرون أنهم يعرفون أن منازلهم تعرضت للنهب.

ولا تزال المدينة حاليا من دون تيار كهربائي، بينما لا تتوافر المياه في غالبية الأيام. وأشار عائدون مؤخرا الى أن الاتصالات بدأت تعود.

ويعاني نحو 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع أنحاء السودان، وفقا للأمم المتحدة.

ويعاني معظمهم من وضع إنساني متدهور حتى في المناطق الآمنة الخاضعة لسيطرة الجيش، خاصة لجهة نقص الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية.

وأفاد مراقبون محليون والأمم المتحدة بانتهاكات عقب استعادة الجيش ود مدني، بما يشمل استهداف الأقليات واتهامات بالتعاون مع الدعم السريع.

رغم ذلك، يؤكد سائق التوك توك محمد عبد المنعم أنه يشعر بالتفاؤل.

ويقول وهو يبحث في السوق عن ركاب "الوضع آمن في (ود) مدني"، موضحا "السوق يعمل والمواصلات أيضا. لا ينقص أي شيء سوى عودة المواطنين".

مقالات مشابهة

  • نينوى تتسلم رفاة 53 مغدوراً على يد داعش ووعود حكومية بإعادة الحياة
  • بأقدام مغربية.. التعادل الإيجابي يحسم قمة الأهلي والزمالك في الدوري الممتاز «فيديو»
  • القمة 129| التعادل الإيجابي يحكم ديربي القاهرة بين الأهلي والزمالك
  • القمة 129 بين الأهلي والزمالك تنتهي بالتعادل الإيجابي
  • شاهد| التعاون يفرض التعادل الإيجابي على الشباب
  • الحياة تدب من جديد في ود مدني والنازحون يعودون
  • مدير أوقاف الغربية: العمل التطوعي يسهم في التواصل الإيجابي بين أفراد المجتمع
  • بعد قرن من انقراضه.. تفاصيل عودة أكبر حيوان بري إلى الحياة
  • ظواهر من الحياة
  • قرقاش: العمل الإيجابي وتعزيز القوة الناعمة نهضتان متجددتان في الإمارات