حقوقيون إسرائيليون: تل أبيب تخشى إدانتها بإبادة جماعية في غزة
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
كشفت صحيفة هآرتس العبرية -اليوم الاثنين- عن أن حقوقيين إسرائيليين لفتوا إلى وجود مخاوف في تل أبيب من إدانتها بارتكاب إبادة جماعية في غزة، بعد تقديم جنوب أفريقيا شكوى ضدها بهذا الخصوص الأسبوع الماضي.
وكانت جنوب أفريقيا قدمت -يوم الجمعة الماضي- طلبا لإقامة دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، على خلفية تورطها في أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين بقطاع غزة، وفق بيان للمحكمة ذاتها.
وقالت هآرتس "تشعر المؤسسة الأمنية ومكتب المدعي العام بالقلق من أن محكمة العدل الدولية في لاهاي ستتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، وذلك بناء على طلب جنوب أفريقيا، التي قدمت التماسا إلى المحكمة نهاية الأسبوع".
إسرائيل: الدعوى بها ازدراء للمحكمةووفقا للصحيفة، فإن الدعوى تتهم إسرائيل باستخدام عشوائي للقوة والإبعاد القسري للسكان، ومن بين الأعمال الإسرائيلية المبلغ عنها جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، كما زعمت جنوب أفريقيا أن بعض هذه الأعمال تستوفي التعريف الأساسي للإبادة الجماعية.
وفي رد إسرائيل على الالتماس، اتهمت جنوب أفريقيا بارتكاب التشهير بالدم، وهو أمر لا أساس له من الناحية القانونية ويشكل استغلالا وضيعا وازدراء للمحكمة.
ونقلت الصحيفة عن خبير القانون الدولي بجامعة تل أبيب البروفيسور إلياف ليبليتش أن جنوب أفريقيا تقدم ادعاءين رئيسيين: أن إسرائيل لا تعمل على منع التصريحات التي تدعو إلى الإبادة الجماعية، وأنها ترتكب أعمالا تشكل إبادة جماعية.
وأضاف أن "هذه أمور قاسية جدا جدا على آذان الإسرائيليين، ولكن يجب عدم تجاهل تأثيرها، وبالتالي يجب الرد على هذه الادعاءات بشكل جدي".
إسرائيل ملزمة بأحكام العدل الدولية
وأشار ليبليتش إلى أن الإبادة الجماعية هي انتهاك، وإثباته في المحكمة يتطلب عنصرين: أولا، إظهار نية الإبادة، وثانيا بعض الإجراءات الميدانية التي تعزز هذه النية.
وقال إنه "وفقا لجنوب أفريقيا، يتم إثبات النية من خلال تصريحات شخصيات إسرائيلية رفيعة المستوى والجو العام لمحو غزة أو تسويتها بالأرض، وإظهار الضرر الواسع النطاق الذي يلحق بالمدنيين والجوع في غزة".
وذكر ليبليتش أن التصريحات المتطرفة الصادرة عن كبار المسؤولين الإسرائيليين يمكن اعتبارها دليلا على نية إيذاء السكان المدنيين في غزة.
وأردف "بشكل عام، من الصعب إثبات نية الإبادة الجماعية، لأنه لم يتم الإدلاء بتصريحات علنية بهذا المعنى في أثناء القتال"، لكن هذه التصريحات غير المسؤولة عن محو غزة ستتطلب من إسرائيل أن تشرح لماذا لا تعكس مثل هذه النية.
وأضاف ليبليتش أنه "سيتعين على جنوب أفريقيا إثبات وجود علاقة سببية بين تصريحات السياسيين وتصرفات الجيش"، مشيرا إلى أنه سيكون من الصعب القيام بذلك.
إدانة إسرائيل واردة
من جهتها، اعتبرت شيلي أفيف يني، خبيرة القانون الدولي بجامعة حيفا، أنه ينبغي عدم الاستخفاف بشكوى جنوب أفريقيا، إذ تتمتع محكمة العدل الدولية بتأثير كبير في تشكيل القانون الدولي، وأحكامها تؤثر على تصورات المجتمع الدولي.
وأوضحت "لذلك، فإن الاعتراف بدعوى جنوب أفريقيا قد يعزز التصور بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة".
ووفقا لأفيف يني، فإنه ليس من المستبعد أن تصدر (المحكمة) مثل هذا الأمر القضائي ضد إسرائيل، وتحكم بأن عملياتها تنتهك حقوق الإنسان التي تحميها اتفاقية الإبادة الجماعية.
واختتمت خبيرة القانون الدولي الإسرائيلية بأنه "إذا لم تقدم إسرائيل ردا مفصلا يدحض الاتهامات الموجهة إليها، فمن المرجح أن تفعل المحكمة ذلك".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة إبادة جماعیة فی القانون الدولی العدل الدولیة جنوب أفریقیا فی غزة
إقرأ أيضاً:
غزة: المجازر والإبادة الجماعية تتم بدعم غربي وتقاعس عربي وإسلامي
صرح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الاثنين، بأن "المجازر وحرب الإبادة الجماعية" ضد الشعب الفلسطيني تأتي بدعم أمريكي غربي كامل ووسط تقاعس عربي وإسلامي رسمي.
وقال المكتب في بيان: "تتم هذه المجازر والإبادة الجماعية ضد شعبنا وأرضه بدعم وشراكة كاملة من الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية، بكل أشكال الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري والأمني، ووسط تقاعس وتخاذل دولي وعربي وإسلامي رسمي في وضع حد لهذه الإبادة الجماعية، التي تتم أمام سمعِ وبصرِ العالم، في بث حي مباشر، وفي انتهاك صارخٍ واستهتار بقرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء العدوان على قطاع غزة فورا، وبأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنعِ أعمالِ الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة".
ولفت المكتب إلى أن "شهرا كاملا يمر على حصار وعدوان الاحتلال على شمال قطاع غزة، الذي يشهد إبادة وتطهيرا عرقيا صهيونيا منذ 30 يوما متواصلة، بهدف تهجير سكانه الثابتين في أرضهم، الرافضين لمخططات العدو، بينما تتعرَّض منازلهم وخيام النازحين ومراكز الإيواء للقصف والحرق الوحشي والمتعمد".
وأضاف: "في ذات المسار من حرب الإبادة، يواصل الاحتلال الصهيوني حربه الوحشية المتواصلة منذ أكثر من عام ضد المنظومة الصحية في قطاع غزة، عبر قصفها وحصارها، واعتقال وقتل الكوادر الطبية، والإحراق المتعمّد لمخازن الأدوية والمستلزمات الطبية، ومنع إمدادها بكل مقومات وإمكانيات استمرار عملها الإنساني، على مدار أكثر من عام، حيث دمر وأخرج كل مستشفيات شمال قطاع غزة عن الخدمة".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الاثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ395 على التوالي للقطاع إلى 43.374 قتيلا و102.261 إصابة.
فيما قال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في قطاع غزة جورجيو بتروبوليس إنه لا يوجد شيء اسمه منطقة إنسانية في القطاع.