كسور، وجروح بليغة، وصدمات نفسية، وجرائم اغتصاب، وملاريا، وإسهال، وسوء تغذية، وأمراض قلب؛ ذاك بعض مما قذفت به الحرب في السودان وتداعياتها في هذا الركن القصي من تشاد، ذي التنمية العديمة.

وتكافح الحكومة التشادية وبعض المنظمات الخيرية للاستجابة لتلك العلل.

"لا مال عندي لأخذ والدتي إلى أي مستشفى، وليس عندي حتى ما آخذ به سيارة أجرة لإخراجها من المستشفى"، قالها أبكر إسحاق إسماعيل (69 عاما)، وهو يقلب كفيه خارج مستشفى "أدري"، بعد إخباره بضرورة أخذ والدته للبيت بعد قضائها 15 يوما فيه بدون جدوى.

ويضيف "قالوا إن علاجها غير متأت، وليس عندي ثمن علاجها في مستشفيات أبشة أو نجامينا، وليس عندي حتى ما آخذ به سيارة أجرة لنقلها".

أما عيشة عبد الله إبراهيم (30 عاما) فترابط هنا هي الأخرى بعدما طلب منها المستشفى نقودا لا تملكها لشراء أدوية توقف عنها آلاما مبرحة لورم في البطن.

أبكر إسحاق إسماعيل: ليس عندي حتى ما آخذ به سيارة أجرة لنقل والدتي (الجزيرة)

وبعزيمة وإصرار، ورغم العرج البيّن، يبحث حمادة محمد هارون (35 عاما) في مخيم أدري عن أي منظمات أو خيّرين لإسعاف حاله، فقد تعرض لطعنة بسكين في ظهره وضربة برصاصة في فخذه في هجوم للدعم السريع قتل فيه 120 شخصا كما قال، وقرر مستشفى أدري بتر رجله ولكنه رفض وما زال يعاني.

أما إبراهيم إسحاق جمعة (65 عاما) فقد لزم عريشه بعد أن يئس من شفاء علله من جروح مركبة، وفورات ضغط دم، ومرض سكري.

ورغم ما تقدمه منظمة أطباء بلا حدود للمرضى هنا، فإنها تقر بصعوبة الموقف إزاء الأعداد اللامتناهية للمرضى والمصابين المتدفقين من السودان، وتطالب بالدعم.

وتقدم فرق المنظمة الرعاية الطبية الحيوية في مخيمات أدري وأورانغ وميتشي في مقاطعة وداي، وفي مخيمات قوز أتشيي وداغيسا وأندريسا الواقعة في المنطقة الحدودية لمقاطعة سيلا.

وتقول سيتارا جبين، مستشار الاتصالات الإستراتيجية بمنظمة أطباء بلا حدود، إن فرق مؤسستها تقوم بتطعيم الأطفال ضد الحصبة، ومعالجة سوء التغذية، وتحيل الأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية صحية متخصصة عاجلة إلى مستشفى أدري، حيث يتم علاجهم من قبل منظمة أطباء بلا حدود وموظفين من وزارة الصحة التشادية.

سيتارا جبين: نعطي الأولوية لدعم الصحة العقلية للاجئين المتأثرين بالحرب في السودان (الجزيرة)

وبحسب جبين فإن "الملاريا تظل المرض الرئيس، يليها الإسهال"، وتشير إلى أن عيادتين تابعتين لمنظمتها تقدم أكثر من 3 آلاف استشارة في الأسبوع، وتقول إن نحو 30% من نتائج اختبار الملاريا إيجابية.

كما ينتشر البرد والسعال على نطاق واسع مع بدء فصل الشتاء ولا يملك معظم الناس المواد اللازمة للتدفئة.

وتعطي فرق أطباء بلا حدود -وفق جبين- الأولوية لدعم الصحة العقلية للاجئين المتأثرين بالحرب في السودان، وتمتد الرعاية الطبية "لتشمل النساء اللاتي تعرضن للاعتداءات الجنسية والعنف المروع أثناء فرارهن إلى تشاد.. وفي عيادتنا، طلبت 139 امرأة دعما في مجال الصحة العقلية للتعامل مع صدمات الاعتداءات الجنسية".

وتضرب جبين مثالا لخطورة الموقف هنا، بتدفق 900 جريح في 3 أيام فقط في يونيو/حزيران الأخير على مستشفى أطباء بلا حدود في أدري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أطباء بلا حدود

إقرأ أيضاً:

محافظ أسوان يشارك في الاحتفال بمرور 125 عاما على تأسيس مستشفى الجرمانية

شارك اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان فى فعاليات الإحتفال بمرور 125 عاماً على إنشاء مستشفى الجرمانية، وذلك بحضور الدكتور القس أندريا زكى رئيس الطائفة الإنجيلية بجمهورية مصر العربية، والمهندس عمرو لاشين نائب المحافظ، واللواء أيمن الشريف السكرتير العام، فضلاً عن القيادات الأمنية والعسكرية والبرلمانية والتنفيذية والمجتمعية.

وفى كلمته قدم الدكتور إسماعيل كمال خالص التهانى القلبية بهذه المناسبة العزيزة، مؤكداً على أن مستشفى الجرمانية شهدت ملحمة متميزة من تقديم الخدمات الإنسانية والإجتماعية والطبية لكافة أطياف المجتمع المصرى بشكل عام، ولأبناء المجتمع الأسوانى بشكل خاص لتستكمل رسالتها الجليلة بتقديم المزيد من الجهود والرعاية والدعم تواكباً مع ما تشهده الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى من خدمات متنوعة بكافة المجالات لتوفير حياة كريمة للمواطنين.

وأشاد إسماعيل كمال بالدور المجتمعى البناء الذى تقوم به الهيئة الإنجيلية من خلال الخدمات الطبية التى تقدمها مستشفى الجرمانية بأسوان وغيرها من الخدمات الأخرى بإعتبارها شريك أساسى لنا فى المنظومة الطبية.

موضحاً بأن أبناء محافظة أسوان العريقة يتميزون بالروابط الإنسانية والتكاتف والمحبة الإيمانية التى تظهر بوضوح فى الأعياد والمناسبات المختلفة حيث يتشاركون سوياً فى الأفراح والأحزان كنسيج واحد وكتلة واحدة من التلاحم ليعطوا المثل والقدوة فى مبادئ المواطنة الحقيقية، وهذا التماسك يعطى رسالة للعالم بأن مصر هى رمز المحبة والسلام عبر العصور، وشهدت أرضها الطيبة رحلة المسيح عليه السلام، وتوافد آل بيت الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن جانبه قدم القس أندريا زكى شكره لحضور ومشاركة محافظ أسوان، وكافة المشاركين من أبناء المحافظة، مؤكداً على أن هذا الصرح الطبي العريق الذى كان ولا يزال رسالة حياة، ومنارة أمل، وجسراً ممتداً بين المحبة والخدمة الإنسانية حيث شهد المستشفى على مدار الـ 125 عام تطوراً كبيراً من توسيع أقسامه وتحديث معداته، فضلاً عن تطوير خدماته الطبية وتوفير الرعاية الصحية لجميع أبناء الوطن دون أى تمييز، وخاصة لغير القادرين، وتأسيس المستشفى بجهود مخلصة من رجال ونساء آمنوا بأن الصحة حق أساسي لكل إنسان.

كما يقدم المستشفى خدمات لرعاية الأطفال ذوى الإعاقة ويسعى ليس فقط إلى معالجة الإحتياجات الجسدية للأطفال، بل وأيضاً إلى تلبية الإحتياجات الإجتماعية للطفل وأسرته، ونحن فخورون بهذا التاريخ الكبير من العمل المجتمعي المتميز، الذي لم يقتصر فقط على الخدمات الطبية.

بل أمتد أيضاً لتقديم خدمات التدريب المهنى، ودورات تدريبية للغات من أجل مساعدة الناس على تحسين حياتهم ومستوى دخلهم، وكذلك فصول محو الأمية، هذا وقد شهدت فعاليات الإحتفال إقامة صلاة مفتوحة، وفقرات فنية وترنيمة وعروض تقديميه متنوعة.

مقالات مشابهة

  • أطباء بلا حدود: 24 وفاة و800 إصابة في ولاية النيل الأبيض في السودان جراء مرض ينتقل عبر المياه
  • السودان: 24 وفاة و800 إصابة بمرض غامض ينتقل عبر المياه
  • مرض غامض ينتقل عبر المياه في السودان ينهي حياة 24 شخصًا
  • أطباء بلا حدود: تفشٍّ خطير لعدوى منقولة بالمياه في النيل الأبيض يودي بحياة العشرات 
  • بدء انتخابات نقابة «أطباء الصحة العامة» والعاملين بـ«الخطوط الجوية»
  • اللاجئون السودانيون في إثيوبيا.. إنتهاكات متواصلة ومضايقات من حكومة أديس أبابا
  • محافظ أسوان يشارك في الاحتفال بمرور 125 عاما على تأسيس مستشفى الجرمانية
  • محافظ أسوان يشارك فى الاحتفال بمرور 125 عاماً على إنشاء مستشفى الجرمانية
  • «9 من كل 10 أشخاص يعانون الفقر».. الأمم المتّحدة: تعافي اقتصاد سوريا قد يستغرق 50 عاماً!
  • النقابة العامة تدعم أطباء مستشفى قنا قانونيا.. ماذا فعلوا؟