رصدت الموازنة العامة الإسرائيلية للعام 2024 ما قيمته 9 مليارات شيكل كلفة إجراءات استنفار وقيمة رواتب وبدلات مدفوعة لقوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي بما في ذلك تقديم المنح المالية البديلة لأسرهم عن أجورهم في الوظائف المدنية قبل استدعاءهم للخدمة في الجيش.

و بحسب بيان مشترك صادر عن وزارتي المالية و الدفاع الإسرائيليتين تتضمن موازنة العام 2024 دفع منحة شهرية لجندي الاحتياط الملحق على تشكيلات مقاتلة في الجيش الإسرائيلي بواقع 1400 شيكل و دفع 800 شيكل لجندي الاحتياط المستدعي في التشكيلات غير المقاتلة، و دفع 133 شيكلا يومياً لمنتسبي الاحتياط لمن يتم استدعاؤهم لأكثر من 60 يوماً فضلا عن 2500 شيكل تدفع «مرة واحدة» كإعانة سكن و ضرائب محلية لكل فرد احتياط مستدعى لمدة 45 يوما فأكثر.

كذلك تضمنت الموازنة الإسرائيلية العامة الجديدة للعام 2024 مخصصا بقيمة مليار شيكل كمنحة ضمان اجتماعي من الحكومة لمجندي الاحتياط الإسرائيليين من أصحاب المهن الحرة حال استدعائهم للخدمة العسكرية، و تقديم منحة للعائلة لكل جندي مقاتل بقيمة 2500 شيكل و بقيمة 1500 شيكل لأسرة الجندي غير الملتحق بالوحدات المقاتلة تشمل المنحة الأب و الأم و الزوجة و الأبناء حتى 14 عام.

و يقول المراقبون، أنه بسبب سياسات الإغلاق نتيجة الهجمات المضادة التي طالت العمق الإسرائيلي المأهول و برامج التخفيف الضريبي لأصحاب المتاجر و ارتباك حركة السياحة و الزراعة و الإنتاج نتيجة استدعاءات القوات الاحتياطية، تتوقع وزارة المالية الإسرائيلية عجزا قيمته 12 مليار شيكل فى إيرادات الدولة السيادية من الضرائب بنهاية العام 2023 بعد أن كان التقدير الأولي لهذا العجز يقف عن حدود 10 مليارات شيكل.

و تشير البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء المركزي في تل أبيب إلى ترك ما لا يقل عن 750 ألف إسرائيلي لوظائفهم نتيجة الانضمام لقوات الجيش كان خسارة من نوع آخر للاقتصاد الإسرائيلي باعتبارهم أيد عاملة و دافعي ضرائب في ذات الوقت و يشكلون نسبة 18% من قوة العمل في إسرائيل.

واستنادا إلى ذلك يتوقع بنك إسرائيل المركزي أنه في حالة استمرار الحرب على غزة حتى نهاية العام القادم 2024 فسوف يتراجع معدل نمو الاقتصاد الإسرائيلي إلى نسبة 2% فقط بنهاية العام الجاري و إلى نسبة 1.6% بنهاية العام القادم.

وكان الكنيست الإسرائيلي قد حسم في السادس عشر من الشهر الماضي الجدل الدائر حول قانون الموازنة العامة المعدلة لإسرائيل للعام 2024 وذلك بعد موافقة 59 عضوا عليه و رفض 44 عضوا وذلك منهيا بذلك شدا و جذبا بين الحكومة الإسرائيلية و أعضاء الكنيست حول الاعتمادات الإضافية اللازمة لتمويل الحرب على غزة وهو ما استغرق ثلاث قراءات معدلة جرت خلال الأسبوعين الماضيين على قانون الموازنة العامة لإسرائيل للعام 2024 في عملية فاز فيها أنصار دعم تمويل فاتورة الحرب من تيار اليمين المتشدد وفى مقدمتهم وزير مالية إسرائيل بيزيل سموتريتش.

و تضمنت الموازنة الجديدة للعام 2024 مخصصات إضافية بقيمة 28.9 مليار شيكل لتمويل الحرب على غزة منها 17 مليار شيكل تخصص في صورة انفاق دفاعي مباشر و 12 مليار شيكل في صورة انفاق على تقديم الدعم و المساعدات لسكان مستوطنات خلاف غزة التي طالتها الحرب.

وكانت فاتورة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قد تجاوزت سقف التقديرات الأولية لها لتصل إلى 191 مليار شيكل إسرائيلي وذلك بعد أن كانت التقديرات الأولية لها لا تتعدى 163 مليار شيكل في مطلع ديسمبر الماضي، و نبه أعضاء في الكنيست في جلسة مع مسؤولي وزارة المالية و لجنة الاعتمادات أن انفلات كلفة الحرب في غزة على هذا النحو يؤشر على حالة عدم التيقن من مستقبل مسار الحرب على غزة، وفقا لحسابات القيادة الإسرائيلية السياسية و العسكرية.

و على أثر ذلك طلبت وزارة المالية الإسرائيلية الأسبوع الماضي من الكنيست تعزيز موازنة الحرب على غزة بنحو 26 مليار شيكل بصورة عاجلة متوقعة بلوغ حجم عجز الموازنة العامة الإسرائيلية على هذا النحو نسبة 3.7% من الناتج المحلى الكلي لإسرائيل بنهاية العام 2023 بعد أن كانت التقديرات الأولية قبل انطلاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة لتلك النسبة لا تتعدى 1.1% بنهاية العام 2023 في أسوأ الأحوال.

وقال متخصصون في الشأن الاقتصادي الإسرائيلي أن 90% من الاعتمادات الإضافية في الموازنة الجديدة للعام 2024 ستتم من خلال الاقتراض عبر السندات، و أن 10% من الاعتمادات الإضافية أى ما يعادل 3 مليارات شيكل سيتم متدبيرها من خلال خفض بنود انفاقية أخرى للحكومة وفق الصلاحيات المعطاه لوزير المالية الإسرائيلي.

و يتوقع بيان صادر عن مكتب مراقب عام حسابات الحكومة بوزارة المالية الإسرائيلية تفاقم العجز الى نسبة 4% من الناتج المحلى الكلى الإسرائيلي بنهاية العام 2023 و الذى لم تصدر بياناته رسميا بعد، في مقابل تقديرات أولية لم تتعدى 9% لقيمة العجز كانت حكومة إسرائيل تتوقعها قبل اندلاع الحرب على غزة و الذى أربك كافة الحسابات العامة للموازنة الإسرائيلية و أرهق الوضع الاقتصادي للبلاد ودفع به إلى حالة من عدم التيقن.

و وفقا للبيانات الرسمية صعد مستوى عجز الموازنة العامة لإسرائيل بنهاية نوفمبر 2023 على هذا النحو بعد أن كانت قيمته لا تتعدى نسبة 1.5% من ناتج إسرائيل المحلي في سبتمبر الماضي و كذلك سجل العجز نسبة قدرها 2.6% بنهاية أكتوبر الماضي.

و بلغت قيمة حجم عجز الموازنة العامة خلال شهر نوفمبر 2023 فقط 16.7 مليار دولار أمريكي مقابل عجز قيمته 1.7 مليار دولار أمريكي سجلها العجز الموازني لإسرائيل في نوفمبر 2022.

كما بلغ حجم الإنفاق الحكومي العام في إسرائيل خلال نوفمبر الماضي 47 مليار شيكل ليصل بذلك حجم الإنفاق العام للحكومة الإسرائيلية منذ بداية العام 2023 و حتى نهاية نوفمبر الماضي الى 445 مليار شيكل، و بلغت فاتورة الإنفاق العام على الحرب في غزة خلال نوفمبر الماضي فقط 5.8 مليار شيكل.

وأشار بيان مكتب مراقب حسابات الحكومة الإسرائيلية إلى أن إجمالي إيرادات الدولة خلال الأشهر الأحد عشر المنتهية في نوفمبر الماضي ومنذ بداية العام الجاري بلغت 401.5 مليار شيكل بتراجع نسبته 6.2% عن إيرادات عامة قدرها 427.9 مليار شيكل خلال ذات الفترة من العام 2022.

اقرأ أيضاًالرئاسة الفلسطينية: لا سلام دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة والضفة الغربية والقدس

صحة غزة: الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 12 مجزرة راح ضحيتها 150 شهيدًا في 24 ساعة

الاحتلال الإسرائيلي يقتحم عدة مُخيمات بالضفة الغربية ويستعين بطائرات مُسيرة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين قوات الاحتلال قطاع غزة لبنان اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي اخبار فلسطين عاصمة فلسطين تل ابيب فلسطين اليوم غلاف غزة الحدود اللبنانية قصف اسرائيل طوفان الاقصى احداث فلسطين اسرائيل ولبنان مستشفيات غزة الحدود مع لبنان لبنان واسرائيل صراع اسرائيل ولبنان المالیة الإسرائیلی الموازنة العامة بنهایة العام 2023 نوفمبر الماضی الحرب على غزة ملیارات شیکل ملیار شیکل للعام 2024 بعد أن

إقرأ أيضاً:

«المالية»: سددنا 25 مليار دولار من الدين العام منذ مارس الماضي

أكدت وزارة المالية، أن التقرير الجديد لمعهد التمويل الدولي بشأن الاقتصاد المصري يتناول بشكل إيجابي قيام مصر بسداد 25 مليار دولار من الدين العام المحلي والخارجي منذ مارس الماضي، ويُسلط الضوء على استراتيجية الدولة المصرية في تحسين إدارة الدين وتقليل مخاطر إعادة التمويل لخفض مديونية الحكومة وأعباء خدمتها، مع تقديرات بتراجع أسعار الفائدة بما يتراوح بين 4% إلى 8% بحلول يونيو 2025.

تباطوء معدلات التضخم لأقل من 15%

وتباطؤ معدلات التضخم وتراجعها إلى أقل من 15% في فبراير 2025، موضحةً أنه لأول مرة يتم وضع سقف لدين أجهزة الموازنة العامة للدولة في السنة الجديدة بمبلغ 15.1 تريليون جنيه وبنسبة 88.2% من الناتج المحلى مقارنة بنسبة 96% في العام المالي 2022/ 2023، واستهداف النزول بمعدلات مدفوعات الفوائد وتنويع مصادر التمويل بين الأدوات والأسواق الداخلية والخارجية، وخفض الاحتياجات التمويلية، وإطالة عمر الدين مع تحسن أسعار الفائدة.

ذكرت وزارة المالية، تعقيبًا على تقرير معهد التمويل الدولي بشأن الاقتصاد المصري، أن تقرير معهد التمويل الدولي يتناول بشكل إيجابي أيضًا قدرة المالية العامة للدولة على تحقيق فوائض أولية مع الإشارة لاستهداف 3.5%؜ من الناتج المحلي فائضًا أوليًا في العام المالي المقبل، بما يساعد في تقليل معدلات العجز والدين، رغم ما تواجهه من ضغوطات بالغة القسوة نتيجة للأزمات الاقتصادية العالمية والإقليمية، لافتةً إلى أننا نتوقع تحقيق فائض أولى 5.8% من الناتج المحلى بنهاية العام المالي الحالي مقابل 1.6% العام المالي الماضي، ونتوقع أن يبلغ العجز الكلى 3.9% مقابل 6% بنهاية يونيو 2023، وينخفض معدل الدين إلى 90%، وذلك رغم حدة التضخم وزيادة أسعار الفائدة وتغير سعر الصرف وارتفاع فاتورة الدعم وخدمة الدين.

إشادة المؤسسات الدولية والمستثمرين

أوضحت وزارة المالية، أن الإجراءات الاقتصادية التصحيحية الجديدة تحظي بإشادة المؤسسات الدولية والمستثمرين، حيث ترتكز على تحفيز الاستثمار وتمكين القطاع الخاص من الإنتاج والتصدير لقيادة التنمية والنمو الاقتصادي ودفع جهود تحسين مستوى المعيشة، والاستمرار في الانضباط المالي برفع كفاءة الإنفاق العام، وخفض معدلات الدين والعجز، وتحقيق فوائض أولية طموحة لتعزيز صلابة المالية العامة للدولة في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية والإقليمية والمحلية، وقد جدد المستثمرون الدوليون، في التقرير الأخير لمعهد التمويل الدولي، تفاؤلهم بمستقبل الاقتصاد المصري خاصة مع تعاظم قدرته على جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية، واستكمال تنفيذ الإصلاحات الهيكلية.

 

مقالات مشابهة

  • مصر تسدد ديونا داخلية وخارجية بقيمة 25 مليار دولار
  • بعد ساعات.. تطبيق موازنة أكبر زيادة في الأجور والمرتبات
  • وزارة التخطيط: انخفاض الدين الخارجي لـ مصر بنسبة 4.4% في نهاية شهر مارس الماضي
  • تقرير يكشف عن "رقم قياسي" لمرتكبي جرائم المخدرات في كوريا الجنوبية
  • تقرير حقوقي: مليشيا الحوثي قتلت 475 مدنياً خلال العام الماضي
  • «المالية»: سددنا 25 مليار دولار من الدين العام منذ مارس الماضي
  • تومير بار : حماس ستهزم قريبا في غزة
  • الأعلى خلال العام الجاري.. فائض الميزان التجاري يسجل أكثر من 41,411 مليار ريال في أبريل 2024
  • أمريكا تدعم الاحتلال بأكثر من 6.5 مليار دولار منذ السابع من أكتوبر
  • مع تصاعد العجز المالي.. إسرائيل تلجأ لرواتب موظفيها