رأي اليوم:
2025-03-10@07:32:29 GMT

أحمد العكيدي: صناعة الثقافة إلى أين؟

تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT

أحمد العكيدي: صناعة الثقافة إلى أين؟

أحمد العكيدي يعود أصل مفهوم صناعة الثقافة إلى كل من الفيلسوف النقدي الألماني تيودور أدورنو والفيلسوف ماكس هوركهايمر خلال القرن الماضي في كتاب معنون ب” جدل التنوير”. وكان يقصد به حينها الثقافات الشعبية التي تذر أرباحا على أصحابها من خلال تسويقها مثل: الأغاني والأفلام و الفلكلور وغيرها. هذه الثقافة المصنوعة يتم عادة إنتاجها وتسويقها بهدف التلاعب بالمجتمع وإغراقه في السلبية، وقد لا تبدع بالضرورة من طرف الجماهير.

كما أنها لا تسمو بالذوق العام وبالفكر وبالأخلاق أو تعزز استقلالية الفرد، بل على عكس ذلك تجعله يسعى وراء متعة لحظية غايتها تحقيق الربح على حساب الثقافة الحقيقية والإبداع. في حين تعتبر اليونسكو الصناعات الثقافية كل إنتاج أو سلع أو خدمات أو غيرها يصطبغ بألوان الثقافة، وتشمل عموما النصوص الأدبية والموسيقى والتلفزيون والأفلام والنشر والحرف اليدوية والتصاميم، وأحيانا يندرج في لائحتها الطويلة كل ما يتعلق بالعمارة والرياضة والسياحة الثقافية وما إلى ذلك. عموما هذا المفهوم حظي باهتمام الكثير من الباحثين والدارسين، لكل منهم أدلته ومصوغاته ومذاهبه وإيديولوجياته المتخندق بها، مما جعله يبدوا مطاطيا وملتبسا. لكنه في المجمل يتخذ من الثقافة غطاء له، يتسع باتساعها وقد لا يضيق بضيقها. المشترك بين كل عناصره الثقافة والاقتصاد أو بتعبير أدق كل منتج يدخل في خانة الثقافة يدر ثروة مادية. بيد أن السؤال الملح: ألا يؤثر التسليع سلبا في الثقافة؟ من المؤكد أن المنجز الثقافي، كتابا كان أو نصا أدبيا أو فلما سينمائيا أو غيره، لا بد له من موارد مالية تدعم انتشاره وبقائه وبدونها لن يكتب له وجود، وهذا من مسلمات الحياة. غير أن ربط الثقافة تعسفا بالربح قد يضر بأهدافها النبيلة في شقيها المادي و اللامادي. ويجعلها مجرد بضاعة، وفق التصور الرأسمالي، خاضعة لقوانين الاقتصاد التي تهتم بالكم، وتقايس قيمة المنتج بالنقود أساسا، وما نراه مثلا من أغاني سريعة تنبعث فجأة كموجة متدفقة على الشاطئ، تبهر الناظرين وتشغل الناس لحظة ثم تعود لتخبو كأنها لم تكن، قد تحقق عائدا ماديا هائلا لكن قيمتها الفنية تنحدر غالبا نحو الصفر. في حين تبقى الأغاني الخالدة ذات الرسالة الهادفة والذوق الرفيع، حبيسة الخزانات أو مجرد أفكار قد لا ترى النور أبدا. في المقابل ورغم ما أتينا على ذكره من سلبيات، لا يمكننا أن نجحد  لهذا النمط ايجابياته، فهو يساهم في دمقرطة المنتجات الثقافية ويسهل وصولها إلى عامة الشعب حسب إمكاناتهم المالية وأذواقهم الفنية، ويقلص الهوة بينهم وبين ثقافة النخبة والطبقات المقتدرة. لنضرب مثلا باللوحات المستنسخة الزهيدة الثمن التي أصبحت بديلا من اللوحات الأصلية، والأمر نفسه بالنسبة للمنحوتات، وأضحت تؤثث معظم المنازل والمكاتب، مستندة في ذلك  إلى الوسائل التكنولوجية الحديثة التي ساعدت في تسريع هذا التحول. كما أن الصناعات الثقافية تساهم بنسب مهمة في الناتج الوطني الخام للعديد من الدول وتعتبر من القطاعات الأسرع نموا اقتصاديا، إضافة إلى مساهمتها في فرص الشغل وخفض معدل الفقر… في المحصلة وبعيدا عن مناصري تيارات التسليع والتيارات المضادة، للثقافة خصوصية تقتضي صياغة نموذج خاص يطوع مفاهيم الاقتصاد ليحافظ لها على قيمها الأصيلة، ويصون للمبدع  حقه في حرية الإبداع والخيال دون ضغوط، يضع بينه وبين السوق حاجز أمان يجعل من الإبداع والجمال الفني والجودة  والذوق الرفيع، وغيرها من المعاير الفنية أساسا لإنتاج أي عمل ثقافي. ليصبح بذلك الثقافي في خدمة التنمية من غير أن ينساق وراء قواعد التسليع بسلبياته، ولا يكون هاجس الربح المادي أكبر، وكأن الثقافة مجرد سلعة استهلاكية خاضعة لخطوط إنتاج نمطية. المغرب

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

عالم أزهري: السيدة سكينة زهرة من بيت النبوة ورائدة النهضة الثقافية في مصر

أكد الدكتور محمد أبو هاشم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن السيدة سكينة بنت الإمام الحسين رضي الله عنها تُعدُّ منارةً مضيئة في التاريخ الإسلامي، حيث جمعت بين الشجاعة والأدب، وأسست أول ندوة ثقافية وفقهية في المدينة المنورة، والتي امتدت بعد قدومها إلى مصر.  

وأضاف  أبو هاشم، في تصريح له، أن السيدة سكينة رضي الله عنها ولدت عام 47 هـ، ونشأت في بيت امتلأ بالعلم والشرف، فوالدها الإمام الحسين، ووالدتها السيدة الرباب بنت امرؤ القيس، التي ورثت عنها الذوق الرفيع والشعر، بينما ورثت عن والدها الشجاعة والإقدام.  

وأوضح أن السيدة سكينة رضي الله عنها رفضت الزواج من الأصبغ بن عبد العزيز، والي مصر آنذاك، بسبب شدته في التعامل مع الناس، مما دفعها لمغادرة مصر إلى دمشق، ثم عادت بعد وفاته واستقرت بها.  

وأضاف أن السيدة سكينة رضي الله عنها كانت من المجددين في القرن الثاني الهجري، حيث أسست ندوة للعلماء والشعراء والفقهاء في مصر، مما جعلها نموذجًا يُحتذى به في النهضة الثقافية الإسلامية، مشيرًا إلى أن المؤرخين أطلقوا عليها لقب "رائدة المجالس العلمية".  

وشدد على أن مسجد السيدة سكينة رضي الله عنها، الذي شيده الشريف عبد الرحمن كتخدا، لا يزال مقصدًا للزائرين من مختلف بقاع العالم الإسلامي، لما تمثله من بركة وروحانية، داعيًا الله أن ينفعنا بعلمها وبركتها، ويجعلنا من السائرين على درب أهل البيت الكرام.

حكم المصافحة بعد الصلاة مباشرة وقول حرما .. الإفتاء تجيبحكم استخدام الألعاب النارية والمفرقعات فرحا برمضان .. الأزهر يوضح

أكد الدكتور محمد أبو هاشم، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب،  عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن السيدة زينب رضي الله عنها كان لها دور بارز في نشر البركة والخير في مصر، حيث استقبلها أهلها استقبالًا حافلًا يعكس حبهم لآل البيت. 

وأضاف "أبو هاشم"، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن المصريين لقبوا السيدة زينب بـ"أم العواجز" و"أم المساكين"؛ نظرًا لما كانت تقدمه من عون للفقراء والمحتاجين، مشيرًا إلى أنها كانت صاحبة رأي ومشورة، حتى أن ولاة مصر كانوا يأخذون بنصائحها.

وأشار أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، إلى أن السيدة زينب جاءت إلى مصر بعد استشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه، واستقرت في منزلها بمنطقة "بركة السباع"، التي يُعرف فيها مسجدها اليوم، وظلت فيها حتى وافتها المنية عام 62 هـ. 

وأوضح أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن مصر لا تزال تعيش في بركات دعائها، حيث قالت عند وصولها: "يا أهل مصر، أكرمتمونا أكرمكم الله، وآويتمونا آواكم الله".

وفيما يخص الجدل حول مكان دفن السيدة زينب، أكد أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن السيدة زينب المدفونة في مصر هي بنت الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما، أما السيدة زينب المدفونة في سوريا فهي ابنة الإمام علي من زوجة أخرى، قائلاً: "ضريح السيدة زينب في مصر هو منارة للزوار والعاشقين لآل البيت، حيث يجدون فيه السكينة والقبول من الله".


 

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى يحذر على الهواء: سأقاضي الصفحات التي روجت لأكاذيب ضدي
  • قصور الثقافة تقدم "فاوست" ضمن عروض التجارب النوعية بالشرقية
  • بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي
  • في أجندة قصور الثقافة هذا الأسبوع.. ليالي رمضانية مبهجة بالسامر والحديقة الثقافية
  • شاهد.. ليالي رمضان الثقافية والفنية تتواصل على مسرح 23 يوليو بالمحلة
  • الفرقة الموسيقية للمركز القومى للمسرح تحيي الليلة الثالثة لـ هل هلالك 9 غدا
  • بالإنشاد الديني والورش الفنية.. قصور الثقافة تطلق أولى ليالي رمضان بالدقهلية
  • عالم أزهري: السيدة سكينة زهرة من بيت النبوة ورائدة النهضة الثقافية في مصر
  • ليلى علوي تكشف عن الأرقام التي أثرت في حياتها ومسيرتها الفنية
  • أحمد الفيشاوي: الحب انتهي في حياتي ومش هتجوز تاني ومفيش واحدة تخليني أغير رأي