رأي اليوم:
2025-01-01@10:11:01 GMT

أحمد العكيدي: صناعة الثقافة إلى أين؟

تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT

أحمد العكيدي: صناعة الثقافة إلى أين؟

أحمد العكيدي يعود أصل مفهوم صناعة الثقافة إلى كل من الفيلسوف النقدي الألماني تيودور أدورنو والفيلسوف ماكس هوركهايمر خلال القرن الماضي في كتاب معنون ب” جدل التنوير”. وكان يقصد به حينها الثقافات الشعبية التي تذر أرباحا على أصحابها من خلال تسويقها مثل: الأغاني والأفلام و الفلكلور وغيرها. هذه الثقافة المصنوعة يتم عادة إنتاجها وتسويقها بهدف التلاعب بالمجتمع وإغراقه في السلبية، وقد لا تبدع بالضرورة من طرف الجماهير.

كما أنها لا تسمو بالذوق العام وبالفكر وبالأخلاق أو تعزز استقلالية الفرد، بل على عكس ذلك تجعله يسعى وراء متعة لحظية غايتها تحقيق الربح على حساب الثقافة الحقيقية والإبداع. في حين تعتبر اليونسكو الصناعات الثقافية كل إنتاج أو سلع أو خدمات أو غيرها يصطبغ بألوان الثقافة، وتشمل عموما النصوص الأدبية والموسيقى والتلفزيون والأفلام والنشر والحرف اليدوية والتصاميم، وأحيانا يندرج في لائحتها الطويلة كل ما يتعلق بالعمارة والرياضة والسياحة الثقافية وما إلى ذلك. عموما هذا المفهوم حظي باهتمام الكثير من الباحثين والدارسين، لكل منهم أدلته ومصوغاته ومذاهبه وإيديولوجياته المتخندق بها، مما جعله يبدوا مطاطيا وملتبسا. لكنه في المجمل يتخذ من الثقافة غطاء له، يتسع باتساعها وقد لا يضيق بضيقها. المشترك بين كل عناصره الثقافة والاقتصاد أو بتعبير أدق كل منتج يدخل في خانة الثقافة يدر ثروة مادية. بيد أن السؤال الملح: ألا يؤثر التسليع سلبا في الثقافة؟ من المؤكد أن المنجز الثقافي، كتابا كان أو نصا أدبيا أو فلما سينمائيا أو غيره، لا بد له من موارد مالية تدعم انتشاره وبقائه وبدونها لن يكتب له وجود، وهذا من مسلمات الحياة. غير أن ربط الثقافة تعسفا بالربح قد يضر بأهدافها النبيلة في شقيها المادي و اللامادي. ويجعلها مجرد بضاعة، وفق التصور الرأسمالي، خاضعة لقوانين الاقتصاد التي تهتم بالكم، وتقايس قيمة المنتج بالنقود أساسا، وما نراه مثلا من أغاني سريعة تنبعث فجأة كموجة متدفقة على الشاطئ، تبهر الناظرين وتشغل الناس لحظة ثم تعود لتخبو كأنها لم تكن، قد تحقق عائدا ماديا هائلا لكن قيمتها الفنية تنحدر غالبا نحو الصفر. في حين تبقى الأغاني الخالدة ذات الرسالة الهادفة والذوق الرفيع، حبيسة الخزانات أو مجرد أفكار قد لا ترى النور أبدا. في المقابل ورغم ما أتينا على ذكره من سلبيات، لا يمكننا أن نجحد  لهذا النمط ايجابياته، فهو يساهم في دمقرطة المنتجات الثقافية ويسهل وصولها إلى عامة الشعب حسب إمكاناتهم المالية وأذواقهم الفنية، ويقلص الهوة بينهم وبين ثقافة النخبة والطبقات المقتدرة. لنضرب مثلا باللوحات المستنسخة الزهيدة الثمن التي أصبحت بديلا من اللوحات الأصلية، والأمر نفسه بالنسبة للمنحوتات، وأضحت تؤثث معظم المنازل والمكاتب، مستندة في ذلك  إلى الوسائل التكنولوجية الحديثة التي ساعدت في تسريع هذا التحول. كما أن الصناعات الثقافية تساهم بنسب مهمة في الناتج الوطني الخام للعديد من الدول وتعتبر من القطاعات الأسرع نموا اقتصاديا، إضافة إلى مساهمتها في فرص الشغل وخفض معدل الفقر… في المحصلة وبعيدا عن مناصري تيارات التسليع والتيارات المضادة، للثقافة خصوصية تقتضي صياغة نموذج خاص يطوع مفاهيم الاقتصاد ليحافظ لها على قيمها الأصيلة، ويصون للمبدع  حقه في حرية الإبداع والخيال دون ضغوط، يضع بينه وبين السوق حاجز أمان يجعل من الإبداع والجمال الفني والجودة  والذوق الرفيع، وغيرها من المعاير الفنية أساسا لإنتاج أي عمل ثقافي. ليصبح بذلك الثقافي في خدمة التنمية من غير أن ينساق وراء قواعد التسليع بسلبياته، ولا يكون هاجس الربح المادي أكبر، وكأن الثقافة مجرد سلعة استهلاكية خاضعة لخطوط إنتاج نمطية. المغرب

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

نرمين الفقي تتصدر تريند جوجل بإطلالتها الأخيرة ونجاحاتها الفنية المتتالية

 

تصدرت الفنانة نرمين الفقي تريند محرك البحث جوجل بعد أن شاركت جمهورها عبر حسابها الرسمي على موقع إنستجرام صورًا جديدة من أحدث جلسة تصوير لها. جاءت الصور بإطلالة مميزة أبرزت أناقتها ورقيها، وحازت على إعجاب كبير من متابعيها الذين أشادوا بجمالها الطبيعي واختيارها الموفق للإطلالة.

لم تقتصر تفاعلات نرمين على الصور فقط، بل وجهت رسالة محبة لجمهورها بمناسبة العام الجديد، حيث كتبت: "كل عام وكلنا بخير وصحه وسعاده ربنا يفرح قلوبنا ويجعل سنه 2025 سنه فيها حب وراحه بال ونجاح لينا كلنا".

 هذه الكلمات لاقت صدى واسعًا بين محبيها الذين عبروا عن أمنياتهم لها بمزيد من النجاح والتألق.

نجاحات فنية متتالية

من جهة أخرى، تواصل نرمين الفقي تحقيق النجاحات على الساحة الفنية. عرض لها مؤخرًا مسلسل "بعد النهاية"، الذي يتألف من 15 حلقة تدور أحداثها في إطار اجتماعي مشوق. المسلسل من تأليف فداء الشندويلي، وإخراج وائل فهمي عبد الحميد، ويشاركها البطولة كل من ريهام سعيد، هالة فاخر، أحمد سعيد عبد الغني، وصبري عبد المنعم، مع ظهور مميز للنجم تامر عبد المنعم.

حضور قوي في المسرح

كما تألقت نرمين الفقي على خشبة المسرح ضمن فعاليات موسم الرياض بمسرحية "ميوزيكال سكول". العمل المسرحي جمعها بنجوم الكوميديا محمد هنيدي ومحمد ثروت ومجموعة من الفنانين الشباب، وهو من تأليف أحمد محارب وخليفة سمير وإخراج خالد جلال.

نجاح في الموسم الرمضاني

وفي موسم رمضان الماضي، شاركت نرمين في مسلسل "محارب"، الذي جمعها بعدد من الأسماء اللامعة في الوسط الفني، مثل حسن الرداد، أحمد زاهر، وماجد المصري. 

المسلسل من تأليف محمد سيد بشير وإخراج شيرين عادل، وحقق نجاحًا ملحوظًا بفضل حبكته الدرامية وأداء أبطاله المميز.

نرمين الفقي نجمة دائمًا في القمة

تثبت نرمين الفقي، بإطلالتها المميزة ونجاحاتها الفنية المتواصلة، أنها من النجمات اللاتي يمتلكن حضورًا قويًا وجاذبية خاصة. تصدرها للتريند يعكس محبتها الكبيرة في قلوب جمهورها، الذين ينتظرون دائمًا جديدها بفارغ الصبر.

 

مقالات مشابهة

  • «الشارقة الثقافية» تضيء على مهرجان الشعر العربي
  • وزير الثقافة ينعى بشير الديك: أحد أعمدة الإبداع الذي أثرى الساحة الفنية بأعمال خالدة
  • هنو: تكريم أكثر من 70 شخصية أثروا الحياة الثقافية بمصر ‏في 2024‏
  • وزير الثقافة ناعيًا بشير الديك: كان من أبرز القامات الفنية في مصر والوطن العربي
  • “الشارقة الثقافية” تحاور محمد جبريل وأسماء بسام وزينب عامر
  • نرمين الفقي تتصدر تريند جوجل بإطلالتها الأخيرة ونجاحاتها الفنية المتتالية
  • وزير الثقافة والإعلام يمتدح الدول والمنظمات التي وقفت مع السودان أثناء الحرب
  • عاجل - وفاة أحمد عدوية: تفاصيل اللحظات الأخيرة ومسيرته الفنية الخالدة
  • بعد الإعلان عن وفاته.. أبرز المحطات الفنية في حياة أحمد عدوية
  • محمد عدوية يكشف عن تأثير والده على مسيرته الفنية