هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم ؟ ترى المؤسسات الدينية المصرية أنه لا مانع شرعًا من مجاملة و تهنئة المسيحيين بأعيادهم أو مواساتهم في أي مناسبة تحل بهم، وأن هذا هو التطبيق الأمثل للإسلام، وليس في ذلك خروج عن الدين، أو فيه نوع من الحرمة كما يرى بعض المتشددين، فالدين يُسرٌ لا عُسرٌ، ولما ورد في "صحيح البخاري": «وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ»

 

 

حكم تهنئة غير المسلمين 

هنأ الدكتور أسامة قابيل، وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية، الشعب المصرى مسلمين ومسيحيين، بالعام الميلادى الجديد، متمنيا أن يكون عام خير ورخاء وبناء وعمل واجتهاد.

 

وقال العالم الأزهرى، في بيان له، إنه لا مانع شرعي من التهنئة لغير المسلمين بأعيادهم، لافتا إلى أن المتشددين يحرمون التهنئة لغير المسلمين بأعيادهم وهذا مخالف لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي تحث على الإنسانية وحسن الجوار والإحسان، وهو ما جاء في قوله تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً" وقوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ".

 

وأوضح أن الكتاب والسنة أقرا مبدأ التعايش وحسن المعاملة مع جميع الناس، دون النظر لعقائدهم الدينية، لافتا إلى أن تبادل التهاني نوع من أنواع الإحسان والرحمة والود التي جاء بها سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث خاطبه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بقوله: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

 

دعاء السنة الجديدة للأبناء.. 16 كلمة تحفظهم من الحسد والمرض وتملأ أيامهم بالأفراح دعاء العام الجديد 2024.. يحفظ أحبابك ويبشرك بالخيرات ويحقق أمنياتك بـ 12 كلمة دعاء أول ليلة في السنة الجديدة.. 14 كلمة تعوضك بفرحة تدمع لها عينك دعاء العام الجديد ورأس السنة.. ردد أفضل 210 أدعية مستجابة تحقق الأمنيات دعاء للميت في نهاية العام ورأس السنة.. يضيء قبره ويفرح به ويدخله الجنة دعاء دخول السنة الجديدة 2024.. اللهم إني أسألك خيرها ورزقها

وأضاف: "علينا أن نبعد عن فتاوى المتشددين التي تعكر صفو المجتمعات وتحقق أعراض خبيثة، وعلينا اتباع نهج سيدنا النبي- محمد صلى الله وسلم-، وتعاليم الدين الحنيف"، موضحا أنه ورد عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال: "أهدى كسرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل منه وأهدى له قيصر فقبل، وأهدت له الملوك فقبل منها"، وزادت الفتوى أن علماء الإسلام قد فهموا من هذه الأحاديث أن قبول هدية غير المسلم ليست فقط مشروعة أو مستحبة لأنها من باب الإحسان؛ وإنما لأنها سنة حسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم 

 

يعد من أكثر الأسئلة المتكررة بسبب تحريم المتشددين للتهنئة، ولكن علماء الأزهر والإفتاء والأوقاف أباحوا تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، مؤكدين أنه لا مانع شرعاً في ذلك.

 

وتأكيد على إباحة التهنئة في أعياد غير المسلمين، هنأ الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر البابا فرنسيس، والبابا تواضروس، ورئيس أساقفة كانتربري د. جاستن ويلبي، وبطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول، وقادة الكنائس، والأخوة المسيحيين في الشرق والغرب، بأعياد الميلاد.

 

وكتب شيخ الأزهر عبر «فيسبوك»: أهنئ أخوتي وأصدقائي الأعزاء، البابا فرنسيس، والبابا تواضروس، ورئيس أساقفة كانتربري د. جاستن ويلبي، وبطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول، وقادة الكنائس، والأخوة المسيحيين في الشرق والغرب بأعياد الميلاد، وأدعو الله أن يعلو صوت الأخوَّة والسلام، ويسود الأمان والاستقرار في كل مكان.

 

قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا مانع شرعًا من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم ومناسباتهم، وليس في ذلك خروج عن الدين كما يدَّعي بعض المتشددين.

 

وأضافت الإفتاء، في فتوى لها، أن تهنئة شركاء الوطن من غير المسلمين بمناسباتهم وأعيادهم من حسن الجوار ورد التحية بالحسنى وحسن التعايش، وهي مبادئ إنسانية راقية يدعو إليها الشرع الشريف كتابًا وسنةً ومارستها السيرة النبوية العطرة.

حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم

وقالت دار الإفتاء، إن دار الإفتاء المصرية ترى أنه لا مانع شرعًا من مجاملة وتهنئة المسيحيين بأعيادهم أو مواساتهم في أي مناسبة تحل بهم، وأن هذا هو التطبيق الأمثل للإسلام، وليس في ذلك خروج عن الدين، أو فيه نوع من الحرمة كما يرى بعض المتشددين، فالدين يُسرٌ لا عُسرٌ، ولما ورد في "صحيح البخاري": «وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ»

 

ونوهت بأن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قَبِلَ الهدية من غير المسلمين، وزار مرضاهم، وعاملهم، واستعان بهم في سلمه وحربه حيث لم يرَ منهم كيدًا، كل ذلك في ضوء تسامح المسلمين مع مخالفيهم في الاعتقاد، ولم يفرق المولى عز وجل بين من المسلم وغير المسلم في المجاملة وإلقاء التحية وردها؛ قال تعالى: «وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا» [النساء: 86]، والتهنئة في الأعياد والمناسبات ما هي إلا نوع من التحية.

 

 

وأوضحت: أما ما استشهد به هؤلاء من قوله تعالى: «وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا» [الفرقان: 72] على عدم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من نصارى ويهود: فإنما هي نظرة قاصرة للنص القرآني؛ حيث لم يرد ذلك صريحًا في الآية، بل هو اجتهاد في تفسيرها، وقد نقل فيه عدة آراء، فما بالهم يأخذون منها ما يوافق أهواءهم ويكفرون بغيرها.

 

حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم

 

وتابعت: وأما دعوى التشبه والموافقة على شعائر غير المسلمين: فالمنهي عنه شرعًا التشبه والموافقة في الأفعال والاعتقادات التي نهى الإسلام عنها أو خالفت شيئًا من ثوابته. 

 

 

وواصلت: كما أن الرسالات السماوية كلها تدعو إلى هدف واحد، وهو توحيد الله وعبادته، وترجو نتيجة واحدة هي الفوز بالجنة في الدار الآخرة، وإن اختلفوا في الأسلوب والطريقة الموصلة إلى ذلك، ومن المقرر شرعًا أن الإسلام لم يمنعنا من مجالسة أهل الكتاب ومجادلتهم بالتي هي أحسن؛ فقال تعالى: «وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» [العنكبوت: 46]، وأن نأكل من طعامهم وشرابهم، بل أكثر من ذلك أباح لنا الزواج منهم؛ فقال تعالى: «وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ» [المائدة: 5]، والزواج كما هو مقرر شرعًا ما هو إلا مودة ورحمة؛ قال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً» [الروم: 21]، ومن غير المعقول أن يتزوج المسلم بامرأة من أهل الكتاب، ويطلب عندها المودة والرحمة، وتهنئه في عيده ولا يرد التهنئة في عيدها، ألم يكن ذلك مخالفة صريحة لنص القرآن الكريم في قوله تعالى: «وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا» [النساء: 86]، حيث إنه لم يفرق بين من يلقي التحية مسلم أو غير مسلم، والتهنئة في الأعياد ما هي إلا نوع من التحية.

 

تهنئة المسيحيين بأعيادهم

 

وأكملت: ولقد أوصانا الإسلام بالجار خيرًا سواء أكان مسلمًا أم غير مسلم؛ فلقد ورد عن مجاهد أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ذُبِحَتْ له شاة في أهله، فلما جاء قال: أَهْدَيْتُم لجارنا اليهودي؟ أَهْدَيْتُم لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» رواه أبو داود والترمذي واللفظ له، ولقد أكدت السنة النبوية الإحسان بالجار وعدم التطاول عليه وإيذائه؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من آذَى ذِمِّيًّا فَأَنَا خَصْمُهُ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه الخطيب البغدادي، وفي حديث آخر: «أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه أبو داود في "سننه".

 

واستطردت: فالإسلام لم يفرق بين أتباعه وأصحاب الديانات الأخرى، ومن ذلك: ما رواه البخاري في "صحيحه" أنه مَرَّتْ بِالنبي صلى الله عليه وآله وسلم جَنَازَةٌ فَقَامَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا جَنَازَةُ يَهُودِىٍّ! فَقَالَ: «أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟».

 

تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

وأردفت: وقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الهدية من غير المسلمين، وزار مرضاهم، وعاملهم، واستعان بهم في سلمه وحربه، حيث لم يحس منهم كيدًا، كل ذلك في ضوء تسامح المسلمين مع مخالفيهم في الاعتقاد، ولم يكن هذا التسامح نابعًا من اجتهادات فردية أو مآرب شخصية أو أمزجة نفسية، وإنما هي تعاليم ملزمة من الله سبحانه وتعالى ينال منفذها الثواب ويلحق مخالفها العقاب، فمكارم الأخلاق أصل من أصول الدين، والتزام الحق ركن من أركانه، والمسلم في أخذه بهذه المبادئ ليس له الخيرة في أن يطبقها متى شاء ويتركها متى شاء، بل هي ركيزة ثابتة وميزان منصوب يعامل به الكل على حسب ما عنده، لا حسب ما عندهم، كما أنه جاء في الأثر أن الجيران ثلاثة: جار له حق واحد وهو الجار غير المسلم له حق الجوار، وجار له حقان وهو الجار المسلم له حق الجوار وحق الإسلام، وجار له ثلاثة حقوق وهو الجار القريب المسلم له حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام.

 

وأفادت: بأنه على ذلك: فيجب أن يسود الود والوئام بين المسلمين وغير المسلمين وإن كانوا مختلفين معنا في الدين؛ لقوله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ [البقرة: 256]، وقوله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: 99]، وقوله تعالى: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ [الكافرون: 6].

 

 

حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم الأزهر يجيب

 

أفتى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بأنه يجوز شرعًا تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وهذا من باب البر والإحسان إليهم.

 

ونبه الأزهر، على أن الإسلام دعا إلى قيم التعايش والتسامح والاحترام، وربى أتباعه على ذلك، وهي قِيَمٌ لا تتنافى مطلقًا مع اعتزاز كل صاحب دين بدينه، وتمسكه به، فكلما ازداد المسلم فهمًا للإسلام كلما ازداد احترامًا لغيره، وتهنئة المسيحيين بأعيادهم تندرج تحت باب الإحسان إليهم والبر بهم.

 

ولفت إلى أن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم تدخل في باب لين الكلام وحسن الخطاب، وجميع هذه الأمور أمرنا الله عز وجل بها مع الناس جميعًا دون تفرقة، خاصةً مع أهل الكتاب الذين قال الله تعالى في حقهم في سورة الممتحنة: «لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ في الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ»، وقال أيضًا في سورة البقرة: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا».

 

وواصل: كما أن جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم يتوافق مع مقاصد الدين الإسلامي ويُبرِز سماحته ووسطيته، وأن هذا الأمر من شأنه تزكية روح الأخوة في الوطن، والحفاظ على اللحمة الوطنية، ووصل الجار لجاره، ومشاركة الصديق صديقه فيما يسعده من مناسبات.
 

وكانت هيئة كبار العلماء بالأزهر، أصدرت بياناً استنكرت فيه الأقوال التي تردد بداية كل عام ميلادي تحرم تهنئة شركاء الوطن بأعيادهم، والتي لا تستند إلى دليل منقول أو معقول وتضر بوحدة النسيج الواحد للوطن.


تهنئة الأقباط بر

وأكدت الهيئة أن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من البر الذي نص عليه كتاب ربنا: «لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» وهي إنفاذ لوصايا رسولنا الكريم بأقباطنا: «الله الله في أقباط مصر فإن لهم رحما ونسبا "الله الله في أقباط مصر فإنكم ستظهرون عليهم فيكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله».


ووجهت رسالة للمتشددين: «لا يتصور لشريعة تجيز زواج أتباعها من الكتابيات والإنجاب منهن وتحرم تهنئة أمهات أولادهم بأعيادهن»، وأهابت بالمتصدين للإفتاء الابتعاد عن إصدار ما يضر باللحمة الوطنية ويصادم تعاليم شريعتنا الإسلامية ومقاصدها العامة، مناشدة عامة المسلمين عدم الالتفات إلى تلك الأقوال غير المنضبطة وغير المتسقة مع قواعد شريعتنا السمحة.
 

 

 

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر دار الإفتاء شيخ الأزهر هيئة كبار العلماء صلى الله علیه وآله وسلم التهنئة فی قال تعالى من غیر فی ذلک نوع من

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: يجوز تمييز الابن والابنة في العطايا والهدايا

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على أهمية فهم الفتاوى الدينية المتعلقة بتصرفات المورثين في أموالهم أثناء حياتهم، لافتا إلى أن من الفتاوى المهمة التي يجب أن نتنبه إليها هي حكم تصرف الأب أو الأم في أموالهما أثناء حياتهما، سواء كان ذلك بإعطاء أموال لبناتهم أو أبنائهم أو غيرهم.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على قناة «dmc»، اليوم الثلاثاء، أن دار الإفتاء المصرية قد انحازت إلى الرأي الذي يؤكد جواز هذا التصرف، مشيراً إلى أن هذا التصرف ليس وصية بل هو هبة أو عطية، وهو عمل مشروع في الشريعة الإسلامية، الوصية تكون لغير الورثة فقط، والرسول صلى الله عليه وسلم قال لا وصية لوارث، أما التصرف في المال أثناء الحياة فيعد هبة أو عطية وليست وصية، وهي مشروعة تماما.

هدية أبو بكر الصديق لابنته

وتحدث الجندي عن بعض ما فعله الصحابة رضي الله عنهم في هذا الأمر، مشيراً إلى أن الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه أعطى هدية لابنته عائشة رضي الله عنها أثناء حياته وليس بعد وفاته.

وذكر الجندي أن هذه العطايا كانت أمراً شائعاً بين الصحابة، مثلما فعل عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن عوف، حيث فضلوا بعض أبنائهم في حياتهم دون أن ينكر عليهم أحد من الصحابة.

تخصيص العطايا أيام الصحابة

وأضاف: «فكرة تخصيص الأب أو الأم لأحد الأبناء في العطية ليست جديدة، بل هي موجودة في السنة النبوية الشريفة وسيرة الصحابة الكرام، وقد كان الصحابة يفضلون بعض أبنائهم في الهدايا أو العطايا دون أن يتعرضوا لانتقاد أو اعتراض من أحد المهم هنا هو أن هذه العطايا لا علاقة لها بالميراث، بل هي تصرفات حرة من الأب أو الأم، ولم يكن هناك أي تدخل ديني أو قانوني في مثل هذه القرارات طالما كانت تُمثل مصلحة الأبناء وتُسعدهم في حياتهم».

مقالات مشابهة

  • بناء الإنسان.. محور القافلة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء بشمال سيناء
  • انطلاق القافلة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء بمحافظة شمال سيناء
  • من هو الصحابي الذي جبر الله خاطره من فوق سبع سماوات؟.. تعرف عليه
  • علي جمعة: يجوز قراءة القرآن الكريم في المساجد يوم الجمعة قبل الأذان
  • هل يجوز للزوجة أخذ وسائل منع الحمل بغير موافقة الزوج؟.. دار الإفتاء تجيب
  • تأملات قرآنية
  • في ملتقاه الأسبوعي.. الجامع الأزهر يشدد على ضرورة عصمة دماء الأبرياء بالعالم
  • "الإسلام وعصمة الدماء".. الجامع الأزهر يحذر الطغاة من مواصلة استباحة دماء المسلمين
  • هل يجوز تمييز الابنة في العطية؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب
  • خالد الجندي: يجوز تمييز الابن والابنة في العطايا والهدايا