جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-21@08:53:56 GMT

الكويت.. "بلدة طيبة ورب غفور"

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

الكويت.. 'بلدة طيبة ورب غفور'

 

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

"انطلاقًا من مسؤولية وأمانة الحكم فإنه يتوجب علينا كقيادة سياسية أن نكون قريبين من الجميع نسمع ونرى ونتابع كل مايحدث من مجريات الأمور والأحداث مؤكدين على أهمية المتابعة والمراقبة المسؤولة والمساءلة الموضوعية والمحاسبة الجادة في إطار الدستور والقانون عن الإهمال والتقصير والعبث بمصالح الوطن والمواطنين".

مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت.

 

 

الأيام دول، ولكل زمان دولة ورجال، وفي تاريخ الأمم محطات وأحداث مفصلية غيرت في سطور الصفحات، وبدلت أحبار الأقلام، ونسجت فرشا من التفاصيل المؤثرة في حياة الدول، هذا ديدن التاريخ وهذه متعلقاته المتعلقة بسطور الكتابة، ومواسم التأريخ للمتغيرات عبر الزمان، مستمرة مابقي الزمن، وراسية مارست على عقول الناس ذكرياتها، هناك من يعتبر التاريخ ذكريات، و تذكرات لما مضى، وهو في الحقيقة رصد دقيق لكل ماحدث وحصل وصار من أقوال وأفعال بني البشر، ولكل أمة خطها التاريخي المستقل، المتيسرة ذكراه على ممن درج عليه الناس من نقل وتناقل الأخبار، فهنالك الذاكرة الشفهية، وكذلك الذاكرة المكتوبة، ولا شك المصداقية تنبع ممن أعترف في الذاكرة الشفهية، وممن كتب ودوَّن على الذاكرة المكتوبة.

ودولة الكويت لها تاريخ عريق ضارب في الزمن، دولة رغم مساحتها الصغيرة نسبيًا البالغة 17818 كيلومترًا مربعًا، إلّا أن لها تاريخًا حافلًا مؤثرًا؛ سواءً على الصعيد الأقليمي أو الدولي، ولها تأثيرها السياسي والاقتصادي والثقافي الملموس.

نشأت الكويت في عام 1613م استنادا لرسالة الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت السابع للمقيم السياسي البريطاني آنذاك، وبعد أن استقر بها العتوب، وبعد قدوم العديد من القبائل والأسر المهاجرة للكويت، كان ضروريا وجود سلطة لإدارة البلد، وقد تم اختيار الشيخ صباح الأول الذي تعاقب بعده الحكام حتى عهد الحاكم السابع عشر الأمير الحالي حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

وينص دستور دولة الكويت "دستور 1962" في المادة الرابعة على أن الكويت إمارة وراثية لذرية مبارك الكبير، والمادة الأولى أن الكويت دولة عربية ذات سيادة تامة، وشعب الكويت جزء من الأمة العربية ولغتها الرسمية هي اللغة العربية، والمادة الثانية أن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام وأن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع، وعلى ذكر الدستور الذي كان به بند بأن تتم مراجعته كل خمس سنوات ليتم تنقيحه لمزيد من الحريات، إنما في الواقع لم يتم هذا الأمر ربما للخشية من أمور يخشاها المشرع، مع العلم بأن الدستور هو وثيقة تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ولاتوجد أدنى مشكلة في مراجعة هذه الوثيقة و تنقيح مايلزم وفق مايراه القائمين أو المخولين بذلك.

وفي 30 أكتوبر 1962، عين الشيخ صباح السالم كأول ولي للعهد في تاريخ الكويت، وبعده كان الشيخ جابر الأحمد وليا للعهد في فترة حكم الشيخ صباح السالم، وبعده الشيخ سعد العبدالله وليا للعهد في فترة حكم الشيخ جابر الأحمد، وتقلد الشيخ نواف الأحمد ولاية العهد في في فترة حكم الشيخ صباح الأحمد، وكان الأمير الحالي وليا للعهد في فترة الشيخ نواف الأحمد، ومن الملاحظ أن كل أولياء العهود السابقين كانوا أبناء حكام سابقين.

ولو تمعنا في تاريخ الكويت الحديث لوجدناه عريقا فريدا بالمشاركة الشعبية في إدارة البلاد ومن قبل الإستقلال حيث نالت الكويت إستقلالها في 19 يونيو 1961، على أثر تبادل الرسائل بين المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي وبين الشيخ عبدالله السالم الصباح، والتي ألغت اتفاقية الحماية المعقودة عام 1899، واستبدلت باتفاقية جديدة سميت باتفاقية الصداقة والتشاور (1)، ففي عام 1921 تشكل مجلس الشورى وإن لم يستمر طويلا حيث حل من تلقاء نفسه، وفي عام 1930م المجلس البلدي، وفي عام 1938م، كان المجلس التشريعي، وصولا للمجلس التأسيسي الذي أقر دستوراً دائماً لدولة الكويت، حيث تمت الموافقة عليه من قبل أمير الكويت آنذاك الشيخ عبدالله السالم بدون أن يطلب أية تغييرات عليه، وعلى أثره لقب الشيخ عبدالله السالم بلقب "أبو الدستور"، وتعرضت المسيرة السياسية لمجلس الأمة لتذبذبات توقفت فيها أكثر من مرة حتى وصل الأمر لحل مجلس الأمة حلا غير دستوري أكثر من مرة، وفي عام 2012 أُبطل مجلسان للأمة، وآخر مجلس تم إبطاله مجلس 2022؛ أي المجلس قبل الحالي.

مرت على الكويت في تاريخها المعاصر توقفات زمنية أثرت كثيرا عليها بدءا من أزمة المناخ سنة 1982، وهي أزمة عصفت بالاقتصاد الكويتي جراء ممارسات في تداول الأوراق المالية تأثرت منها الأحوال الاقتصادية بشكل مؤثر، وبعدها بسنوات بالتحديد في أغسطس 1990، كانت التحول الأهم في تاريخ الكويت؛ إذ تعرضت البلاد لغزو غاشم على كامل البلاد من العدو العراقي إبان نظام البعث؛ حيث دمر مقدرات البلاد وأتى على الأخضر واليابس، وبعد سبعة أشهر وفي 26 فبراير 1991 تم الإعلان عن التحرير الكامل لتراب دولة الكويت المحررة، وقد تأثرت البلاد بسبب هذا الغزو الهمجي، وبفضل الله عادت كما كانت بسواعد شعبها الأبي بقيادة سياسية متمكنة بقيادة الأمير الأسبق الشيخ جابر الأحمد وعضيد بطل التحرير ولي العهد الشيخ سعد العبدالله .

تاريخ الكويت تاريخ عريق له تأثيره العميق وله محطاته الفاصلة، ويستحق كتب متعمقة بتفاصيلة وليس فقط مقالا عابرا، وهذه الأيام يترقب الجميع في أرض المحبة والسلام تعيين ولي عهد جديد، ورئيس مجلس وزراء جديد، أسأل الله جل في علاه أن يوفق سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد ويهديه للاختيار الأفضل للبلاد والعباد، ولاشك أن ثقة الشعب الكويتي كبيرة في أي اختيار يختاره سموه، والله يطول عمره ويرزقه البطانة الصالحة.

قال تعالى: "بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ" (سبأ: 15).

تنويه: معلومات المقال منقولة من عدة مصادر، إلى جانب معلومات منقولة حرفيًا لضرورة تحري الدقة. رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حسن رستم: نسعى لكتابة تاريخ جديد للشباب

أشار مدرب الفريق الكروي الأول بنادي الشباب، حسن بن رستم البلوشي، إلى أن جميع محبي نادي الشباب سعداء بوصول الفريق إلى المباراة النهائية والمشاركة في هذا الحدث التاريخي المهم، حيث يسعى الجميع إلى كتابة تاريخ جديد للنادي، لذلك سنعمل على تقديم أفضل أداء لنا في هذه المباراة التي ستمنحنا الفوز باللقب الغالي.

وأضاف: السيب فريق كبير وصاحب تاريخ في هذه المسابقة، ويمتلك لاعبين أصحاب خبرة، وبالتأكيد ستكون المباراة صعبة، لكن ركزنا في التمارين الأخيرة على كيفية تأهيل وتجهيز لاعبينا فنيًا وذهنيًا، وحتى على المستوى النفسي، وكيفية التعامل مع هذه المباراة.

وأكد أن التاريخ يشهد للسيب أنه فريق كبير وصاحب بطولات محلية وإقليمية، ومن يواجه السيب لابد أن يكون جاهزًا، لكن لا ننسى أن هناك فرقًا صعدت لأول مرة للنهائي وحققت اللقب.

وعن وصول الفريق لهذا المستوى، علق مدرب الشباب أن مجلس إدارة النادي كان موفقًا في التعاقدات منذ البداية، من خلال اختيار بعض لاعبي الخبرة وكذلك الشباب، وكنا متيقنين بأننا سنصل إلى مراكز متقدمة في الدوري وتصفيات الكأس، لذلك أرى أن الضغوطات عادية، ولدينا 90 دقيقة سنلعب فيها بأسلوبنا وإمكانياتنا، مع التركيز على بعض التفاصيل الصغيرة، كما نأمل تحقيق اللقب، على الرغم من غياب اللاعب البرازيلي المحترف، ونسعى إلى تجهيز عاهد الهديفي الذي تماثل للشفاء، مع وجود فرصة لمشاركته في المباراة.

أما خالد البريكي، لاعب الشباب، فقال: إن جميع اللاعبين في أتم الاستعداد لهذا النهائي المرتقب، وهو بمثابة حلم لكل لاعب عماني أن يشارك في المباراة النهائية للكأس، ووصول الشباب لأول مرة في تاريخه يمنح جميع اللاعبين الحافز الكبير لتقديم أفضل مستوى فني، كما اعتدنا سابقًا في جميع المباريات، وخاصة الأخيرة، سواء في الدوري أو الكأس.

وأشار البريكي إلى أن الجانب الفني والتكتيكي هو حسب ما يراه المدرب، ونحن علينا تطبيق الخطط التي يضعها وبذل كل ما لدينا من جهد كبير في أرضية الملعب، كما نركز في المباراة، وأعتقد أن اللاعبين لديهم خبرة كبيرة، وهذا يساعدنا على التغلب على الظروف التي غالبًا ما تصاحب مثل هذه المباريات النهائية، وهي مسؤولية كبيرة، وتعاهدنا معًا على تحقيق اللقب.

واختتم خالد البريكي حديثه أن الجمهور يمثل الرقم واحد في المباراة النهائية، وتشجيعهم وتحفيزهم للاعبين أمر أساسي، لذلك لا تحتاج الجماهير إلى دعوة للوقوف خلف الفريق في هذه المهمة.

مقالات مشابهة

  • سفير الكويت ونائب رئيس المجموعة العلمية بالكويت يتفقدان التوسعات الجديدة بمستشفى أهل مصر
  • الإعلامي “سليمان السالم”: المنتدى السعودي للإعلام فرصة لاكتشاف أحدث الابتكارات والتقنيات التي تشكل مستقبل الإعلام (خاص)
  • الحارثي رئيساً لتحرير “البلاد”
  • بيت مرجان.. معلم تراثي وشاهد على حقب سياسية من تاريخ العراق (صور)
  • حسن رستم: نسعى لكتابة تاريخ جديد للشباب
  • نائب رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت يلتقي رئيس المكتب الوطني للإعلام
  • هذه هويّة الشخص المُستهدف في بلدة عيتا الشعب
  • الحارثي رئيسًا لتحرير” البلاد”
  • بعد انتهاء مهلة الانسحاب واستمرار الخروقات.. لبنان يلجأ لمجلس الأمن لإنهاء احتلال أراضيه
  • العثور على جثث 3 شهداء