الكويت.. "بلدة طيبة ورب غفور"
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
يوسف عوض العازمي
@alzmi1969
"انطلاقًا من مسؤولية وأمانة الحكم فإنه يتوجب علينا كقيادة سياسية أن نكون قريبين من الجميع نسمع ونرى ونتابع كل مايحدث من مجريات الأمور والأحداث مؤكدين على أهمية المتابعة والمراقبة المسؤولة والمساءلة الموضوعية والمحاسبة الجادة في إطار الدستور والقانون عن الإهمال والتقصير والعبث بمصالح الوطن والمواطنين".
مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت.
الأيام دول، ولكل زمان دولة ورجال، وفي تاريخ الأمم محطات وأحداث مفصلية غيرت في سطور الصفحات، وبدلت أحبار الأقلام، ونسجت فرشا من التفاصيل المؤثرة في حياة الدول، هذا ديدن التاريخ وهذه متعلقاته المتعلقة بسطور الكتابة، ومواسم التأريخ للمتغيرات عبر الزمان، مستمرة مابقي الزمن، وراسية مارست على عقول الناس ذكرياتها، هناك من يعتبر التاريخ ذكريات، و تذكرات لما مضى، وهو في الحقيقة رصد دقيق لكل ماحدث وحصل وصار من أقوال وأفعال بني البشر، ولكل أمة خطها التاريخي المستقل، المتيسرة ذكراه على ممن درج عليه الناس من نقل وتناقل الأخبار، فهنالك الذاكرة الشفهية، وكذلك الذاكرة المكتوبة، ولا شك المصداقية تنبع ممن أعترف في الذاكرة الشفهية، وممن كتب ودوَّن على الذاكرة المكتوبة.
ودولة الكويت لها تاريخ عريق ضارب في الزمن، دولة رغم مساحتها الصغيرة نسبيًا البالغة 17818 كيلومترًا مربعًا، إلّا أن لها تاريخًا حافلًا مؤثرًا؛ سواءً على الصعيد الأقليمي أو الدولي، ولها تأثيرها السياسي والاقتصادي والثقافي الملموس.
نشأت الكويت في عام 1613م استنادا لرسالة الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت السابع للمقيم السياسي البريطاني آنذاك، وبعد أن استقر بها العتوب، وبعد قدوم العديد من القبائل والأسر المهاجرة للكويت، كان ضروريا وجود سلطة لإدارة البلد، وقد تم اختيار الشيخ صباح الأول الذي تعاقب بعده الحكام حتى عهد الحاكم السابع عشر الأمير الحالي حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وينص دستور دولة الكويت "دستور 1962" في المادة الرابعة على أن الكويت إمارة وراثية لذرية مبارك الكبير، والمادة الأولى أن الكويت دولة عربية ذات سيادة تامة، وشعب الكويت جزء من الأمة العربية ولغتها الرسمية هي اللغة العربية، والمادة الثانية أن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام وأن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع، وعلى ذكر الدستور الذي كان به بند بأن تتم مراجعته كل خمس سنوات ليتم تنقيحه لمزيد من الحريات، إنما في الواقع لم يتم هذا الأمر ربما للخشية من أمور يخشاها المشرع، مع العلم بأن الدستور هو وثيقة تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ولاتوجد أدنى مشكلة في مراجعة هذه الوثيقة و تنقيح مايلزم وفق مايراه القائمين أو المخولين بذلك.
وفي 30 أكتوبر 1962، عين الشيخ صباح السالم كأول ولي للعهد في تاريخ الكويت، وبعده كان الشيخ جابر الأحمد وليا للعهد في فترة حكم الشيخ صباح السالم، وبعده الشيخ سعد العبدالله وليا للعهد في فترة حكم الشيخ جابر الأحمد، وتقلد الشيخ نواف الأحمد ولاية العهد في في فترة حكم الشيخ صباح الأحمد، وكان الأمير الحالي وليا للعهد في فترة الشيخ نواف الأحمد، ومن الملاحظ أن كل أولياء العهود السابقين كانوا أبناء حكام سابقين.
ولو تمعنا في تاريخ الكويت الحديث لوجدناه عريقا فريدا بالمشاركة الشعبية في إدارة البلاد ومن قبل الإستقلال حيث نالت الكويت إستقلالها في 19 يونيو 1961، على أثر تبادل الرسائل بين المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي وبين الشيخ عبدالله السالم الصباح، والتي ألغت اتفاقية الحماية المعقودة عام 1899، واستبدلت باتفاقية جديدة سميت باتفاقية الصداقة والتشاور (1)، ففي عام 1921 تشكل مجلس الشورى وإن لم يستمر طويلا حيث حل من تلقاء نفسه، وفي عام 1930م المجلس البلدي، وفي عام 1938م، كان المجلس التشريعي، وصولا للمجلس التأسيسي الذي أقر دستوراً دائماً لدولة الكويت، حيث تمت الموافقة عليه من قبل أمير الكويت آنذاك الشيخ عبدالله السالم بدون أن يطلب أية تغييرات عليه، وعلى أثره لقب الشيخ عبدالله السالم بلقب "أبو الدستور"، وتعرضت المسيرة السياسية لمجلس الأمة لتذبذبات توقفت فيها أكثر من مرة حتى وصل الأمر لحل مجلس الأمة حلا غير دستوري أكثر من مرة، وفي عام 2012 أُبطل مجلسان للأمة، وآخر مجلس تم إبطاله مجلس 2022؛ أي المجلس قبل الحالي.
مرت على الكويت في تاريخها المعاصر توقفات زمنية أثرت كثيرا عليها بدءا من أزمة المناخ سنة 1982، وهي أزمة عصفت بالاقتصاد الكويتي جراء ممارسات في تداول الأوراق المالية تأثرت منها الأحوال الاقتصادية بشكل مؤثر، وبعدها بسنوات بالتحديد في أغسطس 1990، كانت التحول الأهم في تاريخ الكويت؛ إذ تعرضت البلاد لغزو غاشم على كامل البلاد من العدو العراقي إبان نظام البعث؛ حيث دمر مقدرات البلاد وأتى على الأخضر واليابس، وبعد سبعة أشهر وفي 26 فبراير 1991 تم الإعلان عن التحرير الكامل لتراب دولة الكويت المحررة، وقد تأثرت البلاد بسبب هذا الغزو الهمجي، وبفضل الله عادت كما كانت بسواعد شعبها الأبي بقيادة سياسية متمكنة بقيادة الأمير الأسبق الشيخ جابر الأحمد وعضيد بطل التحرير ولي العهد الشيخ سعد العبدالله .
تاريخ الكويت تاريخ عريق له تأثيره العميق وله محطاته الفاصلة، ويستحق كتب متعمقة بتفاصيلة وليس فقط مقالا عابرا، وهذه الأيام يترقب الجميع في أرض المحبة والسلام تعيين ولي عهد جديد، ورئيس مجلس وزراء جديد، أسأل الله جل في علاه أن يوفق سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد ويهديه للاختيار الأفضل للبلاد والعباد، ولاشك أن ثقة الشعب الكويتي كبيرة في أي اختيار يختاره سموه، والله يطول عمره ويرزقه البطانة الصالحة.
قال تعالى: "بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ" (سبأ: 15).
تنويه: معلومات المقال منقولة من عدة مصادر، إلى جانب معلومات منقولة حرفيًا لضرورة تحري الدقة. رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز حمود الجراح الصباح
بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية عزاء ومواساة، لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت ، في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز حمود الجراح الصباح ــ رحمه الله ـ.
وقال الملك المفدى: ” علمنا بنبأ وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز حمود الجراح الصباح ـ رحمه الله ـ وإننا إذ نبعث لسموكم ولأسرة الفقيد بالغ التعازي، وصادق المواساة، لنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يحفظكم من كل سوء، إنا لله وإنا إليه راجعون”.
كما بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقية عزاء ومواساة، لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت ، في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز حمود الجراح الصباح ــ رحمه الله ـ.
وقال سمو ولي العهد: ” تلقيت نبأ وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز حمود الجراح الصباح ـ رحمه الله ـ ، وأبعث لسموكم ولأسرة الفقيد أحر التعازي، وأصدق المواساة، سائلاً المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يحفظكم من كل سوء، إنه سميع مجيب”.