جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-10@22:32:57 GMT

العام الجديد.. والنصر القريب

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

العام الجديد.. والنصر القريب

 

منى بنت حمد البلوشية

ما أسرع الأعوام والسنين التي تمر، وكأنها تأخذ أعمارنا معها تُمسكها بيديها، وكأنها تتجول بين الأروقة والممرات يمنة ويسرى، لكن أين تذهب بها وهي هكذا مسرعة؟! إنها حكمة إلهية وربانية لتكون هكذا، فكل ما علينا هو أن نتداركها قبل أن تُدركنا.

ربما العام الذي رحل ليس كسابقه، وأيضا أحرفي تغيرت في كتابتي للعام الجديد، هنا لا أود أن أقول كل عام وأنتم بخير فهذا عيد من أعيادنا نحن المسلمين وإنما عام من أعمارنا يتحرك ومن أعمالنا.

رغم كل الإنجازات التي حققناها وما زلنا نحققها، والإخفاقات التي حدثت ونحن نخطط لها منذ مدة طويلة لأن تكون واقعًا، وها نحن الآن نعيد ترتيبها وأفكارها، وتارة نتركها هكذا معلقة بعدما بذلنا لها كل ما بوسعنا وما يمكن بذله وكأنها ليست لنا، وكل الرضا بما يحدث هو الأهم ودائمًا نردد لعله خيرًا لنا، فالحمدلله على كل ما حدث تحقق أم لم يتحقق فقط على كل منَّا النهوض من جديد والنظر للحياة بتفكير واقعي والرضا؛ بما يكتبه الله لنا.

العام الذي رحل لم يكن عامًا عاديًا بالنسبة لنا جميعا وغزة جريحة وتحت القصف، كيف لنا أن نُظهر إنجازاتنا ونتحدث عنها أمام الملأ وغزة تنزف بالجرحى والشهداء يتساقطون بالآلآف ونحن نشاهدهم ولا نستطيع فعل شيء، ما أقسى الفقد الذي حدث ويحدث إنه عام ثقيل بمعنى الكلمة التي ننطقها وتحمل بين طياتها الكثير من العِبر والمواعظ الواجب علينا أن نتعلمها، العام الذي مضى كان عامًا مليئا بالصمود والصبر وبشتى أنواع الفقد، مليء بالبكاء الذي جعل قلوبنا تبكي قبل أعيينا. فماذا علمتنا غزة العزة طوال ما حدث لها ابتداء من طوفان الأقصى وبأحداث 7 أكتوبر المبارك لدحض الاستعمار وحرب تحرير يخوضها أحرار المقاومة الشرفاء تطهيرًا لأرضهم الشريفة.

اليوم أصبحنا غير الأمس؛ لأنَّ غزة علمتنا الكثير، رغم كل ما فقدوه من أبناء وآباء وأمهات وبتر لأجزاء من أجسادهم من تلك الغارات التي شنها عليهم العدو المحتل، وقتل لأحلامهم وطموحاتهم إلا أنهم باقون مرابطون متمسكون بأرضهم؛ لأنها الأغلى على وجه هذا العالم، رغم نزوحهم إلى المناطق الجنوبية، إلّا أنهم ممسكون بتراب وطنهم الحبيب غير آبهين بما يحدث لهم، محتفظين بمفاتيح بيوتهم حتى وإن هُجمت فستبقى مكانها يعودون لها، نعم لأجله يهون كل الصعاب والتحديات، والوقوف في وجه العدو المحتل الجاثم على أرضهم.

كيف سأخاطبك أيها العام الميلادي الجديد سوى أنك ستكون غير السنوات السابقة، وعسى أن تكون عاماً يُغاث فيه الناس بفرح التحرير والنصر الآتي لغزة وسائر فلسطين، ولن تكون كل سنواتنا عجافاً بل هناك نصر وفتح قريب بإذنه تعالى، وإنني لأجدني باستحياء إن تحدثت عن نفسي وإنجازاتي وما زال الفقد كل يوم في غزة، ما أروع ذلك الصمود الذي شاهدته في وائل الدحدوح صاحب الكلمة والجبل الشامخ وهو يفقد أغلى ما لديه في دنياه من أسرته وبعدها فقده لزميله وموثق الصورة سامر أبودقة واستشهاده وهو ينقل الصورة لنا ويفضح أعمال الصهاينة اليهود ليشاهدها العالم، إلّا أن الصحفي وائل الدحدوح ورغم إصابته الشديدة وعدم تمكنه من الوقوف أمام شاشة التلفاز ويده اليمنى مُثقلة ومُتعبة لا تستطيع الإمساك بالمايكرفون، فاستبدلها باليسار لتكون كلمته تصدح بالحق حتى آخر رمق له دفاعًا عن وطنه العزيز ولا يعيقه شيء، المشاهد كثيرة والكلمات أكثر وصبر تلك الأم ومُر فقدها وهي ثكلى وفاقدة حتى زوجها، ما أروعه من صبر وكفاح، لن أستطيع أن أحكي مشاهد الفقد والألم وكل تلك الطفولة التي سُلبت منها الحياة والعيش ما أقساه من فقد.

واستفتحت المقاومة في أول ليلة من ليالي العام الميلادي الجديد من غزة على تل أبيب والمقاومة بوابل من الصواريخ ردًا على الصهاينة اليهود، وكأنَّ لسان حالهم يقول: إننا نستطيع ولن نترك الوطن ودماء الشهداء تذهب هباء، بينما كانوا يحتفلون بالرقص وعلى أصوات الموسيقى هنا تسجيل قوي لدخول العام الميلادي الجديد بدرجة امتيازللمقاومة، وهذا ليس بغريب عليهم فلا مستحيل، وسيُغاث القلب بما يتمنى وسيعتصرون الفرح والتحرير بأيدهم بإذن الله تعالى وسيتحقق بعونه عزوجل قوله "فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ".

وكل أحداثنا وإنجازتنا سنوثقها قريبًا بالنصر والفتح القريب لغزة وسائر فلسطين "ألا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ" إنه النصر والعزة لغزة العزة ولأحلام أبنائهم التي رسوموها ولأحلامنا ولأحلامكم ولكل طموحاتهم ونحن معهم، ولكلمة الحق التي ستنتصر لا محالة، وعام ميلادي بلا أحزان وآلآم وبلا فقد، وإن الله على كل شيء قدير.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نشأت أبو الخير يكتب: المولود الذي شرف الوجود.. وأنار الحياة والخلود

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ولد يسوع له كل المجد، هذا الاسم الذى ترنمت به الأجيال ورتلت له الدهور، " أنت أبرع جمالا من بني البشر" فاللسيد المسيح ميلادان، أحدهما أزلي والآخر زمني، أحدهما يختص باللاهوت والآخر يختص بالناسوت، أحدهما من الأب قبل كل الدهور والأخرى من العذراء مريم فى تاريخ محدد "وفى هذا الصدد يقول الأنبا موسى: ليس هو مجرد إنسان يقول عن نفسه أو نقول نحن عنه إنه إله بل الله الظاهر فى شكل إنسان !!"

لذا هتف بولس الرسول قائلا: "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد  غل 4:4"، ولما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولد من أمراة  مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبنى، فميلاد المسيح كان نقطة تحول فى تاريخ البشرية  يجعلنا نؤرخ كل شىء اخر قائلين قبل الميلاد وبعد الميلاد، لأنه غير مجرى التاريخ الى ما قبل الميلاد والى مابعد الميلاد، ففى ميلاده كان التجسد، وفى التجسد كان الفداء، وبالفداء نلنا التبني وبالتبنى اخذنا روح الله وصرنا وراثين فى الملكوت، فنجد اشعياء النبي تنبأ فى القديم عن هذا المولود والميلاد المعجزى العجيب والفريد " ها العذراء تحبل  وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل اش 7:14،  لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا،  وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا، مشيرا، إلها قديرا، أبا أبديا  ، رئيس السلام.لنمو رياسته، وللسلام  لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته اش9:6 "
فالميلاد والتجسد والفداء هى قصة مصالحة وفرح لكل البشرية
فحين جاء ملء الزمان ووقف التاريخ  عند مولود بيت لحم  ومنذ ميلاد طفل بيت لحم بدأ التاريخ عهدا جديدا
فالقديس متى الرسول فى إنجيله فى الإصحاح الأول والعد 18 يروى لنا قصة الميلاد أما ولادة يسوع المسيح فكانت  هكذا: لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف، قبل أن يجتمعا، وجدت حبلى من الروح القدس... ولكن  فيما هو متفكر فى هذه الأمور وإذ ملاك الرب ظهر له قائلا لا تخف أن تأخذ  مريم امرأتك لأن الذى حبل به فيها هو من الروح القدس فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع  لأنه يخلص شعبه من خطاياهم، وهذا كله كان لكى يتم ما قيل من الرب  بالنبي القائل " هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا،  ويدعون اسمه عمانوئيل  الذى تفسيرة الله معنا... ويستكمل متى الرسول فى الاصحاح الثانى: ولما ولد يسوع  فى بيت لحم اليهودية  فى أيام هيرود الملك اذ مجوس من المشرق قد جاءوا إلى اورشليم قائلين اين هو المولود ملك إسرائيل فأننا رأينا  نجمه فى المشرق واتينا لنسجد له... فلما سمع هيرودس الملك اضطر ب وارسل المجوس وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبى ومتى وجدتموه أخبرونى لكى اتى أنا أيضا واسجد له ( بينما هو يضمر فى حقيقة نفسه ان يقتله ) ذهبوا واذا النجم الذى رأوه  فى المشرق يتقدمهم حتى جاء  ووقف فوق حيث كان الصبى، فلما رأوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا  واتوا الى البت مع مريم امه فخروا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا  ذهبا ولبانا ومر ا  ولم يرجعوا الى هيرودس  وبعدما انصرفوا اذ ملاك الرب قد ظهر ليوسف فى حلم قائلا: قم وخذ الصبي وامه واهرب الى مصر... لان هيرودس  مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه  فقام واخذ الصبى وأمه ليلا وانصرف إلى مصر لكى يتم ما  قيل  بالنبي القائل من مصر دعوت ابنى. وتباركت أرض مصر بقدوم العائلة المقدسة.. 
لذا فحدث الميلاد حدث فريد الذى لم يحدث مثله من قبل ولن يأتى  نظيره فيما بعد، انه التفضل من صاحب الفضل أن يولد لإسعاد من ليس لهم فضل ويخلصهم من خطاياهم، إنه الحدث الوحيد الذى به ودون سواه يخلص الشعب من خطاياهم. 
ففى ميلاد يسوع  ذلك المولود الذى شرف الوجود أنار لنا الحياة والخلود، نور أشرق على الجالسين فى الظلمه وظلال الموت. 
سيدى يا من جئت بالحب والخلاص والسلام لجنس البشر أشرق بسلامك يا ملك السلام ألم تقل سلامى لكم سلامى أعطيكم سلامى اترك لكم ليس كما يعطى العالم أعطيكم فلتشرق بالسلام الإلهى على منطقتنا فى الشرق الأوسط بل والعالم كله وتبدد الحروب والقتل والدمار ليحل محله السلام والأمان  والرجاء فى حياة أفضل.

نشأت أبو الخير 

مقالات مشابهة

  • ما هي أبرز التحديات التي تواجه الرئيس اللبناني الجديد؟
  • المصور الذي فقد عائلته ووثق الإبادة الإسرائيلية
  • تطورات الحادث المأساوي الذي وقع بالمسجد الأموي في سوريا
  • ديالى تكشف عن أبرز المشاريع التي ستنفذ خلال هذا العام
  • نشأت أبو الخير يكتب: المولود الذي شرف الوجود.. وأنار الحياة والخلود
  • إنجاز مجدي يعقوب الجديد.. ماذا نعرف عن صمامات القلب التي تنمو بالجسم؟
  • لا الهلال ولا النصر بعد 7 أعوام!
  • بالتواريخ.. ما أبرز «الظواهر الفلكية» التي سيشهدها العام الجديد 2025؟
  • بماذا ردت صنعاء على العرض الأممي الجديد للسلام الذي حمله “غروندبرغ”؟
  • من الفراغ إلى المنع.. ما الذي تغير على الحدود السورية اللبنانية؟