◄ الاحتلال يستعين بتوني بلير لإقناع بعض الدول باستقبال الفلسطينيين

◄ دماء 600 ألف عراقي مازالت تجري بين يدي بلير

◄ بلير "تاجر سياسي متجول" يتقاضى نصف مليون إسترليني في الساعة

 

الرؤية- عبدالله الشافعي

تلوثت يدا رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، بدماء الشعب العراقي بعد أن اتخذ قرارا بالمشاركة مع الجيش الأمريكي في غزو العراق عام 2003، لتثبت التحقيقات البريطانية بعد ذلك أن قرار المشاركة في هذه الحرب لم يكن صائباً وأن بلير بالغ في الحجج التي ساقها للتحرك العسكري.

وبعد قرابة 11 عامًا من الجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكية البريطانية في العراق، يعود رئيس الوزراء البريطاني الأسبق من جديد ليشارك في جريمة جديدة تتعلق بتهجير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك ضمن المخططات الإسرائيلية لاحتلال القطاع وإبادة الفلسطينيين.

وذكرت مصادر إعلامية عبرية أن إسرائيل تعتزم الاستعانة برئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير للوساطة مع دول غربية لإقناعها باستقبال لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة بعد انتهاء العدوان على غزة.

وكان من الأولى أن يسعى بلير إلى وقف الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، بدلا في التورط في جرائم حرب تتعلق بتهجير الفلسطينيين عن أرضهم.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن بلير قام بزيارة سرية إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي، حيث عقد اجتماعات غير معلنة مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس لمناقشة هذا الملف.

وخلال الاجتماعات التي عقدها بلير، طرحت فكرة أن يكون بلير وسيطا بين إسرائيل ودول غربية، بشأن مخطط إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، أنها تتابع باهتمام الأنباء عن تولي رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير مهمة الإخلاء الطوعي للشعب الفلسطيني من قطاع غزة.

وقالت: "نأمل ألا يتورط في ارتكاب هذه الجريمة التي تندرج في إطار مخططات الحكومة الإسرائيلية لتعميق الإبادة الجماعية والتهجير القسري في صفوف الفلسطينيين".

دمية أمريكا المدلل

وبحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية عام 2003، فإن الكثير من المناهضين لتوني بلير بسبب تأييده للسياسات الأمريكية، يصفونه بأنه "دمية أمريكا المدلل".

ويشير التقرير إلى أن بريطانيا تمثل جسرا محوريا بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية، كما إن توني بلير شريك فاعل في الدبلوماسية الأمريكية المتعلقة بالقضايا الكبيرة، إذ تمكن من القيام بدور أساسي في إقناع عدد من الزعماء الأوروبيين بتوجيه خطاب تأييد للرئيس الأمريكي- آنذاك- جورج بوش الابن، لغزو العراق.

وعقب تنحي توني بلير عن منصبه عام 2007، أشاد الرئيس الأميركى جورج بوش بحليفه، وهاجم الانتقادات التى وصفته بـ"كلب بوش المدلل" قائلا: "سمعت انه سمى كلب بوش المدلل، لكنه أكثر أهمية من ذلك، إنها فقط أقاويل تريد إلهاءنا عن الأمور الأساسية".

حجج واهية.. وندم

وفقد توني بلير شعبيته بسبب التورط في غزو العراق، وأجريت تحقيقات حول التدخل العسكري البريطاني والتحالف مع الجيش الأمريكي في هذه الحرب، لتخرج نتائجها في يوليو 2016 مؤكدة أن الأسس القانونية لقرار بريطانيا المشاركة في غزو العراق عام 2003 "ليست مرضية" وأن رئيس الوزراء الأسبق توني بلير بالغ في الحجج التي ساقها للتحرك العسكري.

وقال رئيس لجنة التحقيق جون تشيلكوت إن المعلومات بشأن أسلحة دمار شامل مزعومة في العراق والتي استخدمها بلير ليبرر الانضمام إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة والذي أدى إلى الإطاحة بصدام حسين ومقتل 179 جنديا بريطانيا كانت مغلوطة لكنها قُبلت دون تفنيد.

وبعد نشر نتائج التحقيق، عبر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق عن ندمه لاتخاذ قرار المشاركة في حرب العراق، مقدما اعتذاره عن هذا الخطأ. وقال في مؤتمر صحفي عقد في يوليو 2016: "أنا أتحمل كامل المسؤولية وأعبر عن ألمي وأسفي وأقدم اعتذاراتي".

وشغل بلير منصب رئاسة الوزراء لمدة 10 سنوات بين عامي 1997 و2007. وتنحى بلير- الحليف الوثيق للرئيس الأمريكي جورج بوش- عن منصبه بعد أن خسر شعبيته بسبب إرسال قوات بريطانية لغزو العراق مع الجيش الأمريكي.

وثائق فاضحة

ولقد كشفت وثائق بريطانية أن لندن كانت واثقة من عدم صحة مزاعم امتلاك العراق أي قدرة على الحصول على أسلحة دمار شامل أو صواريخ بعيدة المدى، قبل غزوه بعامين على الأقل.

وتعد وثائق مجلس الوزراء البريطاني، التي أفرج عنها، الأولى من نوعها التي تثبت علم رئيس الوزراء البريطاني، آنذاك، توني بلير بخلو العراق من أي قدرات لامتلاك أسلحة محظورة وفقا لقرارات الأمم المتحدة الصادرة قبل وبعد إخراج الجيش العراقي من الكويت في شهر فبراير عام 1991 في أعقاب عملية سميت باسم عاصفة الصحراء.

مجرم حرب

تسببت الحرب الأمريكية البريطانية على العراق في سقوط مئات الآلاف من العراقيين، فبحسب الأرقام الصادرة عن هيئة ضحايا حرب العراق، بلغ عدد القتلى 209982 عراقيا بين عامي 2003 و2022، في حين أنه في عام 2006 وحده قُتل 29526 مدنيا، ليكون ذلك العام الأكثر دموية لعدد القتلى المدنيين العراقيين.

من جهتها، تشير تقديرات المجلة الطبية "لانسيت" إلى أن حجم الوفيات من المدنيين العراقيين بلغ 600 ألف عراقي.

وفي السياق، وقع أكثر من 550 ألف شخص على عريضة تطالب بسحب وسام فارس من رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لأن دوره في حرب العراق يجعله "مسؤولا شخصياً" عن العديد من القتلى وتتهمه بارتكاب "جرائم حرب".

وبحسب العريضة التي نشرها أنغوس سكوت على موقع change.org، فإن توني بلير متهم بالتسبب في مقتل عدد لا يحصى من الأبرياء والمدنيين والجنود في نزاعات مختلفة، ويجب محاسبته على "جرائم الحرب".

أموال طائلة وتهم بالفساد

واستغل توني بلير تعيينه مبعوثا للجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط في عقد ندوات مقابل أموال طائلة، حيث يعتبر أغنى رئيس وزراء سابق في بريطانيا، وذلك نتيجة إبرام الكثير من العقود مع مؤسسات عملاقة، مثل المؤسسة المالية "زيوريخ" وبنك "جي بي موغا" وغيرها من المؤسسات الاقتصادية والفكرية العالمية.

وعلى امتداد هذه السنوات أصبح توني بلير من أغلى المتحدثين في العالم، حيث يحصل على أكثر من نصف مليون جنيه إسترليني مقابل المحاضرة الواحدة، وحسب صحيفة ذي صن (The Sun) البريطانية فإن ثروة توني بلير تبلغ حاليا 100 مليون جنيه إسترليني، بعد تأسيسه لمؤسسة "توني بلير للتغيرات العالمية".

ولاحقت رئيس وزراء بريطانيا الأسبق شبهات فساد، ففي عام 2021 أجرت السلطات تحقيقات موسعة مع منظمة خيرية للأطفال تديرها أسرة بلير، بتهم تزوير وإهدار مال عام وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة التايمز.

وأفادت التايمز أن الاتهامات تضم إهدار أموال المتبرعين والتهرب من منح المساعدات المالية لأسر خسرت أطفالها بسبب انتشار العنف بين مراهقى بريطانيا خلال العقدين الماضيين.

وأضاف تقرير التايمز، أن المنظمة الخيرية التي دعمها بلير وأسرته من قبل توليه منصب رئيس الوزراء البريطاني أهدرت أموال المتبرعين على الحفلات صاخبة خاصة، وأحيانا أخرى على أزياء مؤسسة المنظمة ومقدمة البرامج البريطانية شارون داوتي، كما أن المنظمة مدينة بمبالغ تقدر بآلاف الجنيهات الإسترليني لعدد من الأسر المستحقة للدعم المادى، وأخرين عملوا للمؤسسة الخيرية دون تلقي أجور مقابل هذا العمل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إدانة رئيس صندوق النقد الدولي الأسبق رودريجو راتو بالسجن 5 سنوات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصدرت محكمة إسبانية حكمًا بالسجن لمدة خمس سنوات تقريبًا بحق رودريجو راتو، الرئيس الأسبق لصندوق النقد الدولي، وذلك بعد إدانته في سلسلة من قضايا الفساد.

وقضت المحكمة اليوم الجمعة، بسجن راتو لمدة أربع سنوات وتسعة أشهر ويوم واحد، بعد إثبات تورطه في ثلاث تهم رئيسية، هي: ارتكاب جرائم ضد السلطات الضريبية الإسبانية، وغسل الأموال، والانخراط في أعمال فساد خاصة.

وخلال فترة التحقيق التي استمرت تسع سنوات، نفى راتو بشكل قاطع جميع التهم الموجهة إليه، وفقًا لما ذكرته وكالة رويترز.

و أكد متحدث رسمي باسم المحكمة أن راتو لا يزال لديه الحق في استئناف الحكم أمام المحكمة العليا الإسبانية، مما يعني أنه لن يتم التحفظ عليه لتنفيذ العقوبة إلا بعد صدور حكم نهائي.

يذكر أن رودريجو راتو شغل منصب رئيس صندوق النقد الدولي في الفترة ما بين عامي 2004 و2007، كما تولى رئاسة مصرف "بنكيا" الإسباني من عام 2010 وحتى 2012.

وقد سبق له أن قضى عقوبة بالسجن لمدة عامين في عام 2018، بعد إدانته بتهمة إساءة استخدام بطاقات الائتمان الخاصة بالمصرف في شراء مجوهرات وملابس باهظة الثمن، بالإضافة إلى قضاء عطلات.

مقالات مشابهة

  • مصادر أمنية:أمر قبض بحق (أحمد الشرع) بأمر من القضاء العراقي بجريمة الإرهاب
  • ألفا ضابط وجندي من قوات الأسد تحت خيام التهجير بصحراء العراق
  • إدانة رئيس صندوق النقد الدولي الأسبق رودريجو راتو بالسجن 5 سنوات
  • رئيس وزراء العراق: بعثتنا الدبلوماسية باشرت مهامها في دمشق.. وهدفنا وحدة وسلامة سوريا
  • رئيس الوزراء: بعثتنا الدبلوماسية باشرت مهامها في دمشق
  • رئيس الوزراء البريطاني: حل الدولتين السبيل لوقف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
  • رئيس الوزراء البريطاني: الوضع في الضفة الغربية يجب التعامل معه بالقانون الدولي
  • رئيس وزراء باكستان: الدول التي التزمت الصمت أمام الانتهاكات الإسرائيلية تجاه غزة مشاركة في العدوان
  • رئيس الوزراء العراقي يُعين"حميد الشطري" رئيسًا للمخابرات
  • منظمات دولية: مؤشرات واضحة على تطهير عرقي في غزة عبر التهجير القسري والحصار والقصف الإسرائيلي