شهامة الطيبين تُنقذ رشا من مصيدة الطليق الشرس
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
دب الخلاف بين بطلة قصتنا وزوجها حتى وصلت علاقتهما لطريقٍ مسدود، أصبح افتراق المسارات حتمياً بعد ان استحالت العِشرة بينهما، وبالفعل وقع الطلاق الذي أضحى في حالتنا الدواء المُر الذي لا مفر منه.
لم تكتم شهادة الانفصال فوهة الغضب التي نفثت ألسنة مُلتهبة من حمم جهنم، ووصلت القصة للذروة الدرامية حينما أقدم الطليق ويُدعى إيهاب على الاعتداء على حبيبة عُمره بعنفٍ بالغ مُستعينا برفيقه في درب الشر.
اقرأ أيضًا: دوافع إجرامية واهية سطرت مآسٍ إنسانية.. مُعظم النار من مُستصغر الشرر
في يوم 17 مارس 2022، شمر إيهاب عن ساعديه واستعان بصديقه خالد للانتقام من طليقته بعد أن شك في سلوكها.
وفي ساعة الصفر توجه الصديقان ذوي الميول الشريرة للعقار الذي تقطن به الضحية في منطقة البساتين، وتقابلا مع حارس العقار ويُدعى العم حفني.
وقام حارس العقار بإطلاع الجاني ورفيقه في درب الشر على مُحتويات وما وثقته كاميرات العقار، وذلك ليُثبت له بما لا يدع مجالاً للشك حُسن سير وسلوك السيدة رشا.
ولم تخمد شهوة الانتقام داخل فؤاد الجاني، فأسرع الخُطى على سلالم العقار حتى وصل لباب بيت طليقته، فطرق عليه بيدين غاضبتين ففتحت السيدة الشابة الباب لتفتح على نفسها بوابةً من الجحيم.
أقدم الجاني على ضرب المجني عليها بيده فسقطت أرضاً، وقام مُعاونه بتقييد يديها خلف ظهرها ليضمن انعدام أي مُقاومة من جانبها، واستغل الطليق الشرير تلك الفرصة وانهال عليها ضرباً بيديه وبسلاح أبيض كان يخفيه بين طيات ملابسه (كاتر).
وقام الجاني بالاعتداء على طليقته باستخدام السلاح الأبيض فأحدث إصابات في وجهها فوق العين اليمنى واليسرى، وفي وجهها حتى أنفها وعلى رأسها.
وشهد حارس العقار حفني بأنه حاول الدفاع عن المجني عليها ولكن مُحاولاته لم تُفلح بعد أن دفعه المُتهم الأول فسقط أرضاً، وأكد على أنه حينما حاول الدفاع عنها مرة ثانية قام المُتهم الأول بضربه بالكاتر في يده اليمنى.
وأشار الشاهد في أقواله إلى أنه وأمام صراخ المجني عليها بالقرب من باب الشقة بعد أن تمكنت من الفكاك من يد المتهم الثاني تجمع الجيران ذوي المروءة والشهامة فصدوا عدوان المُجرمين وسلموهما للشرطة حتى ينالا عقابهما العادل.
وأثبتت مصلحة الطب الشرعي في تقريرها أن إصابة المجني عليها بالرأس والوجه والأنف قطعية مُعاصرة لتاريخ الواقعة ويجوز حصولها من كاتر وفق التصوير الوارد وقد تخلف لديها من جراء إصابتها التشوه الحاصل بالوجه وإدرار دمعي مستمر مما تعتبر عاهة مستديمة تقدر نسبتها بحوالي 20 %.
حُكم القصاصقُدم المُتهمان للمُحاكمة، وقضت محكمة جنايات القاهرة بمُعاقبتهما بالسجن المُشدد 3 سنوات عما أسند إليهما وألزمتهما بالمصاريف الجنائية ومصادرة السلاح الأبيض المضبوط.
صدر الحكم برئاسة المستشار حمدي السيد الشنوفي، وعضوية المستشارين طارق محمد أبو عيدة وأيمن بديع لبيب، وبحضور الأستاذ إسلام طاحون وكيل النيابة، ومحمد طه أمين السر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصلحة الطب الشرعى محكمة جنايات القاهرة التعدى بالضرب العنف الأسري العدوان الاعتداء جريمة المجنى عليها المجنی علیها
إقرأ أيضاً:
الدور المصري الذي لا غنى عنه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كعادتها، لا تحتاج مصر إلى أن ترفع صوتها أو تستعرض قوتها، فهي تمارس نفوذها بصمت، ولكن بفعالية لا تخطئها عين. الدور المصري في تسليم الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس لم يكن مجرد "وساطة"، بل كان بمثابة العمود الفقري لعملية التبادل بين الجانبين. القاهرة لم تكن مجرد ممر آمن للرهائن المفرج عنهم، بل كانت الضامن الأساسي لتنفيذ الاتفاق، بما تمتلكه من ثقل سياسي وعلاقات متشابكة مع كل الأطراف المعنية.
بحسب المعلومات، فإن الاتفاق تضمن تسليم قوائم الرهائن الإسرائيليين عبر الوسطاء، وعلى رأسهم الجانب المصري، الذي تكفل بنقلهم إلى الأراضي المصرية، حيث تسلمهم الصليب الأحمر الدولي قبل عبورهم إلى إسرائيل عبر معبر العوجا. وهذا السيناريو ليس جديدًا، بل هو امتداد لدور مصري تاريخي في هذا الملف، فلطالما كانت القاهرة لاعبًا لا يمكن تجاوزه في أي مفاوضات تتعلق بقطاع غزة.
ما يلفت الانتباه أن العلم المصري كان حاضرًا في مراسم التسليم في خان يونس، وهو ليس مجرد تفصيل بروتوكولي، بل رسالة واضحة بأن مصر هي ركيزة الاستقرار في المنطقة، وصاحبة اليد الطولى في هندسة التوازنات الدقيقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
لكن رغم هذه الجهود، تظل الأوضاع متوترة على الأرض.. إسرائيل، كعادتها، تتعامل بمنطق القوة، مهددةً باستئناف العمليات العسكرية إذا لم تلتزم حماس بشروط التهدئة، فيما تشترط الأخيرة إدخال شاحنات المساعدات إلى شمال القطاع قبل الإفراج عن دفعات جديدة من الرهائن. وفي هذه المعادلة المعقدة، تتواصل جهود مصر وقطر لمنع انهيار الهدنة، وسط مراوغات إسرائيلية وابتزاز سياسي واضح.
القاهرة، التي تقود المشهد بهدوء، قدمت رؤية متكاملة للخروج من الأزمة، تبدأ بوقف إطلاق النار، مرورًا بتبادل الأسرى والرهائن، وانتهاءً بفتح ملف إعادة الإعمار. هذه المفاوضات الشاقة امتدت لأكثر من 15 شهرًا، وأسفرت في النهاية عن هذا الاتفاق.
وفيما تواصل إسرائيل محاولاتها للتمسك بمحور فيلادلفيا (صلاح الدين) حتى نهاية العام، تزداد المخاوف من أن تكون هذه مجرد خطوة ضمن مخطط أوسع للسيطرة على القطاع بالكامل. كل هذا يجري وسط تصعيد خطير في الضفة الغربية، حيث تسير إسرائيل على خطى ممنهجة لتعزيز احتلالها، غير عابئة بأي جهود دولية لإحلال السلام.
وسط هذا المشهد المعقد، يترقب الجميع القمة العربية الطارئة التى تُعقد اليوم بالقاهرة، فى انتظار الإعلان عن موقف عربي موحد وحاسم. أما الولايات المتحدة، فتمارس ازدواجية معتادة، حيث يتحدث ترامب عن أن قرار وقف إطلاق النار "شأن إسرائيلي"، وكأن الفلسطينيين ليسوا جزءًا من المعادلة!
ما هو واضح أن الأمور تتجه نحو مزيد من التعقيد، فالإسرائيليون لا يزالون يتعاملون بعقلية القوة الغاشمة، والفلسطينيون يدفعون الثمن، فيما يعمل العرب، وعلى رأسهم مصر، على أن يحافظوا على الحد الأدنى من الاستقرار وسط بحر هائج من الصراعات والمصالح المتضاربة. لكن إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ هذا هو السؤال الذي لا يملك أحد الإجابة عليه حتى الآن فى ظل الدعم الأمريكى غير المحدود للعنجهية الإسرائيلية!