جريدة زمان التركية:
2025-03-20@08:26:42 GMT

من الداخل

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

من الداخل

بقلم: ماهر المهدي

عندما يخلو جيبك من كل شيء، عليك أن تبحث عما ينبت -من جهدك ومن تعبك ومما قد تحوز من القيمة- شيئًا طيبًا فى جيبك، فلا يهم أبدًا ما قد يحوز الآخرون أو يمتلكون، فهذا شأنهم وحدهم ولك شأنك أنت.

فما ينبت من تعبك ومن فكرك ومن قناعاتك ومن عمل يديك يبقى قطعة منك ويبقى امتدادًا لك اليوم وغدًا وبعد غد، ويمنحك ميلادًا جديدًا بين الأحياء.

عليك أن تبحث في قدراتك كلها من عقل وفهم وتعليم وخبرة وقوة بدنية عما يمكنك استخدامه في عمل مفيد مطلوب ويمكنه أن يدر عليك عائدًا يبث الدفء في قلبك ويثبت قدميك ويكسب يديك قوة وحزمًا ويشعل فكرك لتفهم نفسك وما حولك وتفهم قدراتك أكثر وتعمل أكثر وأفضل وتتقدم في اتجاه ما تصبو إليه من أهداف ومن حياة.

فإن صادف اعتمادك على نفسك هوا في نفسك وعملت به، فأنت في خير في كل الأحوال وأنت ملك لنفسك وقدرك في يديك في كل الأحوال، غنيًّا وفقيرًا، وأنت بعيد عن متناول محاولات التشتيت ومحاولات التخريب ومحاولات السيطرة على قرارك في كل شيء.

أما الحلول الأخرى التي تملئ جيبك فورًا بالدفء الغريب عليك الوارد من جيوب أخرى، فليست  هذه بحلول حقيقية في الواقع وإنما هي عروض شراء وبيع بخصوص إرادتك وحريتك. وما قرارك في الحقيقة -في مواجهة الحلول الجاهزة- سوى قرار يتعلق بتنازلك عن إرادتك أو عن جزء منها بقدر ما تستدين، حتى ولو كانت الاستدانة من قريب عزيز.

فما كان حقًّا للغير لا يغادر زمتهم الى زمتك إلا بالحق وحتى تؤدى ما عليك كاملًا غير منقوص ولو أنفقت حياتك وحياة من حولك للسداد. نعم، ولو أنفقت حياتك وحياة من حولك، فالدنيا تتغير كموج البحر ولا يسلم في البحر جهد ضئيل منثور باهت أبدًا مهما حدث.

وكلما انفلتت عرى جهدك، كلما طال الطريق وزادت المشقة وارتفع الثمن وحقق الغير هدفه ووضع إرادتك في حوزته تو في حوزة آخرين. فالصراع ليس فقط صراع بقاء، ولكنه أيضًا صراع على السيطرة والسؤدد.

ولن ترضى أنت أبدًا ولا من حولك ومن بعدك وإرادتك في حوزة غيرك، لأنك يومًا ما فضلت أن تترك صبرك وجهدك وعرقك إلى تحقيق أحلام سريعة بيد غيرك. الحاجة من الداخل والغنى من الداخل

 

Tags: أهداف الحياةالقدراتعمل اليدوالإرادة والحرية

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: أهداف الحياة القدرات عمل اليد

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: لا تخدع نفسك.. جامعة كولومبيا لن تكون النهاية

أصبحت جامعة كولومبيا ساحة معركة رئيسية في إطار الصراع المتفاقم حول حرية التعبير والرقابة الحكومية والحرية الأكاديمية في الولايات المتحدة، ونشرت نيويورك تايمز مقالين حول هذا الموضوع بقلم كل من ميغان أورورك الأستاذة في جامعة ييل وكاتب العمود في الصحيفة ديفيد فرينش.

واعتبرت الأستاذة في مقالها أن تصرفات الحكومة جزء من نزعة استبدادية تدفع الجامعات والمؤسسات لفرض رقابة على نفسها لتجنب العقوبات السياسية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مؤرخ بريطاني: أقول لبوتين وترامب تحيا أوروبا وتحيا التشرشلية الديغولية!list 2 of 2الصحافة الإسرائيلية: خفايا إقالة رئيس الشاباك وسيناريوهات المستقبلend of list

وفي هذا الصدد، انتقد فرينش تجاوزات الحكومة بحق الجامعات عامة وجامعة كولومبيا خاصة، إذ ألغت إدارة ترامب 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي المخصص للجامعة.

ولفت أيضا إلى أن الحكومة حاولت فرض سيطرتها على جامعة كولومبيا عبر المطالبة بتغييرات في إدارتها وسياسات القبول والبرامج الأكاديمية، وهو ما اعتبره انتهاكا لحقوق الجامعة الدستورية بصفتها مؤسسة خاصة.

وأشارت أورورك إلى أن الحكومة ليست بحاجة إلى حظر حرية التعبير بشكل صريح، بل يمكنها ببساطة خلق مناخ من الخوف بحيث تفرض المؤسسات قيودا استباقية على المعارضة السياسية بنفسها.

محاولات تاريخية

وأكدت الكاتبة أن هجوم ترامب الحالي جزء من سلسلة خطوات اتخذها المحافظون طيلة العقود الماضية لمحاولة إعادة تشكيل الجامعات الأميركية وفق رؤيتهم، خصوصا منذ أن قارنت الوضع الحالي بالذعر الأحمر في خمسينيات القرن الماضي، محذرة من أن هجمات المحافظين الممنهجة على الجامعات جعلت المجتمع الأميركي يراها على أنها مراكز نخبوية لتدريس عقائد يسارية.

إعلان

وذكرت الكاتبة أن استطلاعات غالوب عام 2015 وجدت أن لدى 57% من الأميركيين ثقة كبيرة أو كبيرة جدا بالتعليم العالي، وانخفضت هذه النسبة إلى 36% بحلول عام 2023، بينما انخفضت النسبة بين الجمهوريين من 56% إلى 20%، وينبع جزء من انعدام الثقة إلى أن نسبة أعضاء هيئة التدريس الليبراليين في الجامعات ارتفعت مقارنة بالمعتدلين والمحافظين، ولكنه أيضا نتاج الحملة التي يشنها اليمين ضد الجامعات، وفق الكاتبة.

وخلصت إلى أن ما واجهته جامعة كولومبيا بمنزلة تحذير لجميع الجامعات التي أخفقت في مواكبة أولويات الحكومة حتى الآن، إذ من الممكن أن تواجه ضغوطا مماثلة لتغيير حوكمتها وتمويلها ومناهجها الدراسية.

قضية خليل

وركز فرينش بدوره على الآثار القانونية والدستورية المترتبة على تصرفات الحكومة، لا سيما في حالة محمود خليل، طالب الدراسات العليا السابق في جامعة كولومبيا الذي احتجزته السلطات الفدرالية بناء على مشاركته بالاحتجاجات الجامعية على الرغم من امتلاكه البطاقة الخضراء.

وأشار إلى أن مبررات احتجاز خليل كانت مبهمة، إذ أشارت وزارة الأمن الداخلي إلى احتمال تسبب أفعاله في عواقب "سلبية خطيرة على السياسة الخارجية"، دون تقديم دليل على أن خليل قد خرق أي قوانين.

ويرى الكاتب أن هذا كان هجوما مباشرا على حرية التعبير المحمية بموجب الدستور الأميركي، مؤكدا أن الحكومة استهدفت خليل بسبب تأييده لفلسطين، وليس بسبب أي سلوك إجرامي.

ولفت إلى أنه في العاشر من مارس/آذار الجاري، أخطرت وزارة التعليم 60 جامعة بأنها قد تواجه إجراءات تنفيذية لفشلها في حماية الطلاب اليهود من المضايقات المعادية للسامية، وكتب الرئيس نفسه أن اعتقال خليل هو الأول من "اعتقالات كثيرة قادمة".

دور الجامعات

وأكد فرينش أن على الجامعات الموازنة بين مسؤوليتين رئيسيتين هما حماية الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من التمييز والمضايقات، وضمان حرية التعبير في الحرم الجامعي، وهذه مهمة صعبة تتطلب الحكمة والشجاعة في آن واحد.

إعلان

وأضاف أن إدارة ترامب تفتقر إلى كلتا الصفتين، إذ إنها تستخدم مزاعم معاداة السامية في الجامعات ذريعة لانتهاك حقوق حرية التعبير وبسط سيطرتها على المناخ الفكري في البلاد.

وانتقد الكاتبان رد فعل جامعة كولومبيا التي فضلت النجاة بنفسها والانصياع لتهديدات ترامب، إذ إنها فتحت تحقيقا بداية هذا الشهر مع الطالبة مريم علوان بتهمة المضايقة والتحرش، والسبب أنها كتبت مقالا يدعو إلى سحب الاستثمارات من إسرائيل.

ونوه أورورك وفرينش -كل في مقاله- على أن وضع جامعة كولومبيا يعد اختبارا حاسما لمستقبل حرية التعبير والحرية الأكاديمية الأميركية، وإذا لم يتم التصدي لتعديات إدارة ترامب "الاستبدادية"، فسيلحق الضرر بالجامعات في جميع أنحاء البلاد، مما يهدد بتقويض أسس الاستقلالية الفكرية في التعليم العالي الأميركي.

مقالات مشابهة

  • الداخل بينهم مفقود والخارج شهيد.. إسلام فوزي يسخر من مسلسل أخواتي
  • وصية النبي لمن أراد مرافقته في الجنة.. عليك بهذا الفعل
  • نيويورك تايمز: لا تخدع نفسك.. جامعة كولومبيا لن تكون النهاية