صحيفة أثير:
2025-03-04@16:19:02 GMT

البساطة أداة اغتيال شعري أم أسلوب حياة؟

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

البساطة أداة اغتيال شعري أم أسلوب حياة؟

أثير – عبدالله العريمي

هل بساطة القصيدة أرض الجريمة الشعرية وأداة اغتيال، وهل الانغلاق التام هو ثبوتية للشعرية العالية، قد تهب البساطة حياة كاملة للقصيدة، وقد يخرج خيط الدم الأول من يد الانغلاق والغموض وعدم القدرة على التفسير، إنها لعبة بين البين تلك المنطقة الفاصلة بين الضوء والعتمة، المساحة الأمثل للقصيدة، لم أرَ دمُ القصيدة يوما يطارد نزار قباني وهو يقول:
تحدثي
عما فعلت اليوم
-أي كتاب- مثلا
قرأت قبل النوم؟
أين قضيت عطلة الأسبوع؟
وما الذي شاهدت من أفلام؟
بأي شط كنت تسبحين؟
هل صرت
بلون التبغ والورد ككل عام؟

القصيدة هذه الحسناء غير القابلة للتعريف والتصنيف تنتقي من خزانة ملابسها ما شاءت من ألوان لحضورها، وما شاءت من موسيقى لمرافقتها، دون أن تعكر صفو حضورها أسئلة ومعادلات كثيرة، تُسقط المعنى في هذا الوعاء اللغوي وفق سياق جمالي متصل يحيل العادي إلى شعري بامتياز، وقد تحتال أحيانا فتصور الأشياء على غير صورتها، المهم لديها هو صناعة الإلذاذ والجمال، وأن تكون قادرة على إقناع البرق وصغار النحل، والسياق الجمالي الواحد هو سيد الإثبات، يقول المتنبي في قصيدته التي يتداولها الناس عن الحمى:

يقول لي الطبيبُ أكلت شيئا وداؤك في شرابك والطعامِ

لولا السياق الذي رفع البيت إلى أعلى مدارج الشعرية، لظل إشارة في ورقة وصف طبية، أو ثرثرة فارغة بين عناصر الكلام، وبقينا نحن نحصي ضحايا القصيدة لدى أبي الطيب، ولولا إخلاصه لشعره واشتغاله الدائم على القصيدة لطال في القصيدة عمر الارتباك وسوء العلاقة بين وعيه وأعضاء جسده نتيجة الارتفاع المؤقت لدرجة حرارة الجسم، كما يقول الشاعر الفرنسي جاك بريفر:

كلنا نموت
الحمار يموت من التعب
والملك يموت من الضجر
وأنا أموت من الحب.

تعددت انشغالات الذهن وتباينت الهموم إلا أن الموت بصفته نتيجة حتمية بقي ثابتا وإن اختلفت هيئته وأسبابه، ضجر وحنين وخوف وحكمة مُتعِبة، واستقراء للعوالم الجوانية كل ذلك طرحه بريفر بهذه البساطة البالغة والوضوح التام، وفي جملة شعرية مفتوحة على التأويل وارتحال المعنى يقول أراغون مجنون الزا:

عيناكِ عميقتان
ولشدة عمقهما أضعت ذاكرتي

إذن لا يمكن أن تكون البساطة الظاهرة فُرْنا معدا للقصيدة، كما أن الانغلاق التام على الذات ليس وقتا زائدا أو ضوءاً مُبشرا بجماليات عالية، بل القدرة على صناعة الدهشة والجمال هو ما يبقي القصيدة على قيد الحياة، أن تكون القصيدة ساحة مكتظة بالورد المطمئن، خير من أن تكون معرضا مكتظا بلوحات الموت ودلالته، وأن تكون معرضا منظما بإتقان لأدوات الجمال خير من أن تكون ساحة للورد الميت، خلاصة الأمر هو أننا في بلاط القصيدة نظل في حالة ترقب دائم لإيقاع خطواتها الملكية لندرك هيئتها وأسلوب رقصتها الأخير على الورق بعد انعتاقها الموسيقي الأول.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: أن تکون

إقرأ أيضاً:

عمدة سبتة يقول إن الشاحنات المغربية التي مرت بالجمارك التجارية تحمل أختاما "تشير إلى أن مدينته "جزء من إسبانيا"!

كثرت الأحاديث، وربما أكثر من اللازم، حول المخاطر المحتملة التي قد تواجهها سبتة ومليلية بسبب العلاقة بين المغرب والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. حتى أن بعض التقارير الصحفية الإسبانية تحدثت عن احتمال إعادة إحياء سيناريو « المسيرة الخضراء » بدعم أمريكي.

في هذا السياق، شدد عمدة مدينة سبتة خوان فيفاس، الاثنين، على أنه لا يشعر « بأي قلق من أن تتعرض سبتة لأي خطر بسبب مسيرة خضراء محتملة »، مضيفًا أن هذه الفرضية « مستبعدة تمامًا ».

وقال: « مجرد نشر هذه الرسائل غير المبررة يؤدي إلى عكس ما نريده، إذ يخلق حالة سلبية تؤثر على استقرار السكان في سبتة وتضر بثقتهم في المستقبل ».

وأضاف: « لا يوجد خطر من حدوث سيناريو كهذا، فسيادة سبتة مضمونة. سبتة جزء من إسبانيا بحكم القانون والتاريخ، والأهم من ذلك، بإرادة جميع سكانها ».

من جهة أخرى، أكد فيفاس على ضرورة وضع سياسة وطنية شاملة تتعلق بالحدود، والتجارة، والقاصرين غير المصحوبين بذويهم، مشيرًا إلى أن التعامل مع القضايا المرتبطة بالمغرب يجب أن يكون على مستوى الدولة وليس مجرد مسألة إقليمية.

وأضاف: « لطالما دافعنا عن ضرورة وجود سياسة وطنية في هذا المجال. افتتاح الجمارك التجارية يمثل إنجازًا تاريخيًا، ولكن لا يمكننا أن ننسى أن عام 2021 شهد لحظة فاصلة: فقد شهدنا دخول 12,000 شخص في غضون 48 ساعة، أي ما يعادل دخول 500,000 شخص إلى مدريد دفعة واحدة! » « لقد كانت لحظة توتر قصوى، كنا فيها على حافة الهاوية. »

وأشار فيفاس إلى أن العلاقة الجيدة مع المغرب ضرورية للتحكم في تدفقات الهجرة وضمان عمل الحدود بشكل جيد، لكنه شدد على أن « هذا لا يجب أن يكون الحل الوحيد »، مضيفًا أن الدفاع عن وحدة سبتة يعني الدفاع عن وحدة إسبانيا وأوروبا أيضًا.

سبتة إسبانية… والختم المغربي يؤكد ذلك!

تحدث فيفاس عن النجاحات الأخيرة في مجال الاستيراد، خاصة بعد دخول شاحنات محملة بالأسماك الطازجة من المغرب، والتي حملت أختامًا تشير إلى أن « سبتة جزء من إسبانيا ».

وتساءل: « هل هذا كافٍ؟ بالطبع لا، لكنه مؤشر واضح على أن هناك تقدمًا يبعدنا عن السيناريوهات الكارثية. »

وأضاف: « هدفنا النهائي هو تحقيق جمارك تجارية دائمة، لكن يجب ألا نسمح للظروف الجيوسياسية بتشتيت انتباهنا. مستقبل سبتة يجب أن يكون مرتبطًا أكثر بإسبانيا وأوروبا، وليس مرهونًا فقط بالجمارك التجارية. »

من جانب آخر، أكد فيفاس على الحاجة الملحة لسياسة وطنية فيما يتعلق بالقاصرين غير المصحوبين بذويهم، مشيرًا إلى أن غياب اتفاق بشأن توزيع هؤلاء الأطفال بين الأقاليم الإسبانية أدى إلى وضع لا يمكن تحمله في سبتة.

وكشف أن الحكومة المحلية « فكرت جديًا في إعادة صلاحياتها إلى الدولة » بسبب التدفقات الكبيرة للقاصرين هذا الصيف وعدم وجود توافق بشأن توزيعهم بين الأقاليم.

كلمات دلالية إسبانيا المغرب حدود سبتة

مقالات مشابهة

  • عمدة سبتة يقول إن الشاحنات المغربية التي مرت بالجمارك التجارية تحمل أختاما "تشير إلى أن مدينته "جزء من إسبانيا"!
  • "دبلوماسية الطهى".. كيف أصبح المطبخ الأوكراني أداة لمواجهة روسيا ورمزا للمقاومة؟
  • دعاء اليوم الرابع من رمضان مستجاب.. ماذا كان يقول النبي؟
  • البنتاغون: هيغسيث أكد لكاتس التزام واشنطن التام بأمن إسرائيل
  • موائد الأئمة الكبار.. «الإمام الأول» عندما يقول المصريون «يا خراشي» يطلبون عون شيخ الأزهر!
  • مُحفظة قرآن بأسوان تبتكر أسلوبًا فريدًا لدمج الدين بالعلوم في ورش تعليمية للأطفال
  • فقدان الوزن يساعد في الشفاء من مرض السكري من النوع الثاني
  • أداة خفية في السيارة تمنع اللصوص من سرقتها
  • أحمد فهمي يعلق على مسابقة رامز إيلون مصر : معرفش لون شعري وعايز أكسب
  • ماذا يقول خبراء لغة الجسد بعد لقاء ترامب وزيلينسكي غير المسبوق؟