أندر وأقدم أشجار رأس السنة في العالم
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
منذ 2.5 مليون سنة كانت أشجار رأس السنة ( أشجار الشوح) تنمو حتى في القارة القطبية الجنوبية.
شجرة عيد الميلاد في جزيرة كامبل
تعد شجرة عيد الميلاد في جزيرة كامبل الأكثر عزلة في العالم، وهي مدرجة في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية لأن أقرب شجرة شوح منها تقع على بعد 222 كيلومترا!
وهي جزيرة غير مأهولة تعصف بها الرياح في المحيط الجنوبي، تقع بين نيوزيلندا والقارة القطبية الجنوبية، وهي موطن لطيور البطريق وأسود البحر.
وهي التي ساعدت في تحديد التاريخ الدقيق لبداية الأنثروبوسين، وهو عصر جيولوجي جديد بدأ فيه الإنسان في التأثير بشكل كامل على العمليات العالمية، وفي عام 1965- ذروة الحرب الباردة- قام الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة بتجربة الأسلحة النووية، وتم تفجير أقوى القنابل في أوائل الستينيات في أرخبيل (نوفايا زيمليا) الروسي وجزيرة بيكيني المرجانية في المحيط الهادئ. وخلف الإشعاع بصماته على حلقات الأشجار.
ويأمل العلماء في نيوزيلندا أن تكشف الشجرة الفريدة أيضا أسرار ظاهرة الاحتباس الحراري، ومستويات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي فوق المحيط الجنوبي. ويعتقد أن المحيط يمتص معظم ثاني أكسيد الكربون (وهو السبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري) وينقذ الأرض من الاحترار السريع.
إقرأ المزيد نصب "حسناء الكرملين" تمهيدا لاستقبال الأعيادأقدم شجرة شوح في العالم
ويدرس العلماء السويديون شجرة شوح فريدة أخرى، عمرها 9500 سنة. أي ضعف عمر الأهرامات المصرية.
وتعد شجرة الشوح المسماة Old Tikko الموجودة في حديقة Fulufjellet الوطنية السويدية واحدة من أقدم الأشجار في العالم. وكما أثبتت مؤخرا جامعة "أوميا" السويدية، فإن عمر جذر الشجرة يبلغ بالفعل حوالي 10 آلاف عام. أما جذع شجرة عيد الميلاد وفروعها فإنه أصغر سنا بكثير.
فهل يمكن اعتبار الشجرة قديمة؟ - نعم، ويقول العلماء إن هذه هي نفس نوع شجرة الشوح التي نمت في سلسلة الجبال بين السويد والنرويج مباشرة بعد انتهاء العصر الجليدي. وانكسرت جذوعها من تأثير الريح والشيخوخة، واحترقت، وربما تم قطع شجرة عيد الميلاد حتى الجذر. لكنها نمت مرة أخرى.
وفي عام 2023 لاحظ المرشد المحلي (تومي لينباك) أن الشجرة لم تعد كما كانت، فقد سقط الجزء العلوي من شجرة الشوح القديمة. واختفى متر واحد من أصل خمسة أمتار. لكن الجميع على يقين من أن الشجرة "الأبدية" ستبقى على قيد الحياة. وبالمناسبة، تم العثور على عشرين شجرة عيد الميلاد أخرى بجانبها، يصل عمرها إلى ما لا يقل عن 8 آلاف سنة.
وبالمناسبة، من أين أتت أشجار عيد الميلاد إلى الدول الاسكندنافية بعد العصر الجليدي؟ - على الأرجح أنها أتت من روسيا! وطرح تلك الفرضية علماء الوراثة من جامعة "أوبسالا" السويدية، ونشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature حيث قاموا بمقارنة الحمض النووي للأشجار القديمة والحديثة من السويد والنرويج وفنلندا وروسيا، وكذلك حبوب الطلع من قاع البحيرات ومن المستنقعات.
وجدير بالذكر أن العصر الجليدي الأخير انتهى منذ 11.7 ألف سنة. وقبل ذلك، كان النهر الجليدي يغطي مساحات شاسعة حيث وصل إلى مناطق سمولينسك وتفير وياروسلافل الحالية في روسيا، وحتى بولندا وألمانيا في أوروبا. وكانت الدول الاسكندنافية كلها تحت الدرع الأبيض. وعلى الأرجح، نجت النباتات في الأماكن ذات المناخ المعتدل على طول حدود النهر الجليدي. وعندما تراجع الجليد، أعادت غزو المناطق وحوّلت الصحاري الباردة التي لا حياة فيها إلى مروج وغابات. وأظهرت البيانات الجديدة أن أشجار عيد الميلاد الاسكندنافية قريبة وراثيا من الأشجار الروسية. وعلى الأرجح، مع ارتفاع درجة الحرارة، بدأت حركة انتقال أشجار عيد الميلاد من الحواف الشرقية للغطاء الجليدي، أي من وسط روسيا، وربما حتى من منطقة موسكو.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: عيد رأس السنة شجرة عید المیلاد
إقرأ أيضاً:
مؤتمر صون أشجار القرم يضيء على أولويات المستقبل
أبوظبي «الخليج»
اختتمت هيئة البيئة – أبوظبي، فعاليات الدورة الأولى من «المؤتمر الدولي لصون أشجار القرم وتنميتها»، بتوجيه رسالة مهمة تؤكد ضرورة حمايتها وتنميتها في العالم، لكونها واحدة من أهم الطرائق لمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية العالمية.
أضاء المؤتمر على الدور الحاسم لنظم البيئية للقرم في ضمان مرونة السواحل وحماية التنوع البيولوجي والأمن الغذائي والتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، لاسيما في ظل تعرض نحو 50% من هذه النظم في العالم لخطر الانهيار بحلول عام 2050 بسبب الضغوط الناجمة عن الأنشطة البشرية.
وفي كلمة ألقاها في ختام فعاليات المؤتمر، قال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في الهيئة: «أظهر المؤتمر قوة التعاون والابتكار في معالجة التحديات الحرجة التي تواجهها أنظمة أشجار القرم في العالم. كما وفر منصة لسد الفجوة بين البحث العلمي المتطور وجهود إعادة تأهيل أشجار القرم العملية في الواقع، ودوره في إبراز الحاجة إلى تطوير الأساليب التقليدية في إعادة التأهيل، وتعزيز الاستراتيجيات القائمة على العلم، والمشاركة المجتمعية، والفهم الشامل لترابط النظم البيئية».
واستطــاع المــؤتمــر المـمـيــز الإضــاءة علــى نــهــج شامــل للحــفــاظ علــى أشجــار القــرم وتنميتهــا، مــع تأكيد الحاجة إلى الربط بين هذه الأشجار والنظم البيئية المجاورة مثل الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية ومنابع الأنهار.
ودعا المؤتمر إلى ضرورة التعاون وحشد الجهود من أجل الحصول على التمويل اللازم على نطاق واسع لتحقيق أهداف الحفاظ على أشجار القرم وتنميتها.