دمشق-سانا

لأن الفن وسيلة للتعبير عن قضايا الشباب وآمالهم أطلقت مبادرة “إكسبو فن” بدعم من مؤسسة سند الشباب التنموية معرض “حكاية الأرض”، تحت شعار “من الماضي إلى الحاضر وحتى المستقبل”.

الفعالية التي أُقيمت مؤخراً في مركز مؤسسة سند بالعفيف بدمشق، عكست تضامن الفنانين المشاركين مع القضايا العربية وإيمانهم بصنع مستقبل مشرق من خلال الفن، ووثقت عبر الرسومات والأعمال الفنية تاريخ الأرض العربية والتحديات التي مرت وتمر بها، وذلك من خلال أعمال وأنشطة فنية متميزة لـ 24 فناناً وفنانة من فئة الشباب.

وفي رحلة فنية عبر العصور وثقت الرسومات جمال التاريخ بألوان وأفكار متعددة أبرزها لوحات (فلسطين في العين والقلب ، ذكريات الأرض ، أرض الحق ، عصفور الشمس ، الزي الفلسطيني).

وصورت لوحات أخرى من المعرض الذي موله صندوق الأمم المتحدة للسكان “سورية” الواقع الراهن بعين تأمل بتحسينه وتطويره، وذلك عبر لوحات منها (التمسك بالأرض ، أصوات لن تموت ، أمل قادم ، آلام غزة ، العصافير تموت في الجليل).

ولإيمانهم بأن الشمس ستشرق مجدداً في المستقبل نسجت لوحات عدة الأحلام والآمال عن (فلسطين مرآة كل عربي ، على هذه الأرض ما يستحق الحياة ، لوحة النصر).

معرض “حكاية الأرض” أتاح كذلك فرصة مشاهدة ذراع روبوتية ترسم مستقبلاً مشرقاً للشابة سارة كسراوي ، كما استمتع الزائرون بمشاهدة الفنانة التشكيلية البصرية لينا الكاتب أثناء إنشاء عملها الفني مباشرة بهدف نقل التجربة الحسيّة والخبرة والتفاعل معها.

وبيّن ناصر القاضي مسؤول مشاريع في مؤسسة سند لـ سانا الشبابية أن الأعمال الفنية المشاركة على مدى أربعة أيام استطاعت أن تشكل ممراً زمنياً ينقل الزوار في رحلة عبر العصور في أرض الزيتون والليمون، رحلة تناغمت وتنوعت ما بين حضارة الماضي وعراقتها،  وتكنولوجيا المستقبل والتطور المتسارع، لتعكس بذلك رؤية يتّنقل فيها الزائر ليكون هو بذاته مشاركاً في الأعمال المعروضة، وينسجم معها كأنه هو من صنعها، يبحر فيها محاولاً استكشاف الرسائل الخفية منها.

يشار إلى أن مؤسسة سند تسعى في مختلف القطاعات التي تعمل عليها لاستثمار التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في إيصال رسالتها ودعمها للشباب وتمكينه، ومساندتها للقضايا العربية كجزء لا يتجزأ من هوية الشباب العربي عموماً والسوري خصوصاً.

دارين عرفة

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

حكاية الجذع الملهم!

الدكتور الخضر هارون

* قال كنت أزوره غباً لازداد عنده حباً لكنه كان يلح عليّ أن أشرب شاي المغرب عنده كل يوم ولم يكن ذلك طلبا يسيرا فكلانا يستعين بعصا علي السير سيما ونحن في بدايات العقد التاسع من أعمارنا وشوارع المدينة سيئة الرصف كثيرة الحفر ومجاري الصرف الصحي المسروقة أغطيتها الحديدية التي تباع بأبخس الأثمان ،فاغرة الأفواه لسقوط أمثالنا من الضعفاء العجزة ،فتبدو الشوارع في أحياء العاصمة الراقية ، الخرطوم الكبري كالتجاعيد الغائرة في وجه قبيح. كنت أجتهد لتبديد وحشته ووحشتي فقد خرّجنا ( الدراري) بنين وبنات فتفرقوا في بقاع الأرض الفسيحة حفظ الله حلهم وترحالهم وبقينا نحن مع قنان الأدوية والكبسولات واجترار الذكريات ننتظر في وجل الرحيل إلي الحياة السرمدية الحقة نقلب الصفحات علنا بحسابات البشر نجد ما يثقل موازيننا عند الجرد والحساب فنتيأس حيث لا نجد الكثير الذي يستحق تلك الحياة الهانئة الخالية من النصب والتعب هناك واجتراء الجنجويد علي الله وعلينا نحن عياله فقد سرقوا أعز ما نملك مواطن ذكرياتنا وهي ما يقتات بها مثلنا في هذه السن ودع عنك ما سواها من مقتنيات العمر ،فنتذكر عطف الرحمن الرحيم ليتبدد القنوط. وتستقر النفوس وهي تتقلب وجلة بين الخوف والرجاء.
* دخلت عليه وهو يعالج خرطوماً للماء يسقي به مساحة خضراء في فناء داره الفسيحة الخالية إلا منه ومن الحاجة التي ظل يحبها ويسميها السلطانة. تهلل وجهه بالبشر وبدأ الفرح في عينيه من خلال نظارة سميكة العدسات قديمة الإطار. " ما قلنا يا عثمان تجي كل يوم لشاي المغرب. السلطانة تتعب وتسوي اللقيمات والشاي باللبن المقنن كل يوم وانتا بتخلف الميعاد!" وكان يطرب لأغنية تقول كلماتها " أوعك تخلف الميعاد وتزيد لي الألم". اعتذرت بما اتفق وجاءت السلطانة بالشاي والزلابية وسألت عن سلطانتي أنا وعن خشونة ركبها وأوجاع أسفل ظهرها ومضت وتركتنا نستعيد الذكريات.
* لمعت عيناه ، إنه النطاسي ذائع الصيت في جراحة القلب ،عزالدين بركات ،ببريق عجيب ودمعت قال:
* تذكر يا عثمان ونحن في نحو السابعة من العمر عندما قفزنا في النيل مبتهجين بماء بارد في حر الصيف القائظ ونحن نتقاذف في حبور بالماء وبما يحمله الماء عند بداية أشهر الفيضان وفجأة انقطعت أنفاسي وشعرت بأني أغرق وصدر مني صوت كاستغاثة وداع " يا عثمان أنا غرقت!" موقناً أنها البردة اللعينة المهربة ولا زلت أتعجب كيف لم تعتبر صيحتي تلك مزحة وشيطنة صبيان فتتجاهل استغاثتي كما فعلت مرات عديدة قبلها لكنك كنت في الموعد فأتيت بجذع طاف فوق سطح الماء فتسلقت أنا عليه ونجوت!
* قال كالباكي أنا مدين لك بعد الله بهذه الحياة الطويلة يا عثمان وجودك الدائم بجانبي يعطي حياتي معني ربما لا تدركه أنت أما تري إلحاحي عليك بالقدوم عليّ كل يوم وليلة ، أيها الإنسان الجميل النبيل ؟! تظاهرت كما ينبغي بمظهر من لا يري فيما فعل معروفا كفاء ذلك الصنيع يستحق هذه الدفقة من الأحاسيس الملائكية .قلت يا طبيبنا الجراح في سجلك الذاخر منة ودين في أعناق الآلاف جعلك الله سببا في شفائهم أما تلك الحادثة يفعلها بتلقائية كل إنسان سوي بلا من ولا أذي حتي بعض الحيوانات تفعلها بغريزة حفظ النوع . قال لا لا غير صحيح فإني أذكر قصة رمزية في مقرر المطالعة الأولية يصف فيها حيوان البشر بالقول " الناس في أخلاقهم مثل الثعابين!" وقد خبرت في حياتي الطويلة أناساً كانوا بالفعل أخبث من الثعابين ،ثم استدرك بعضهم علي الأصح. ثم قال : ليتني كنت قاصا أو شاعرا مثلك أفضفض ما في دواخلي عبر الكلمات علي القراطيس او ربما مزدانة بالزفرات والعبرات عبر الوسائط المسموعة المرئية التي انتشرت كالفيروسات هذه الأيام أحفز الناس علي فعل الخيرات! ثم قال تعرف أني استلهم فعلتك بذلك الجذع الذي أنقذ حياتي من الهلاك وأنا أجري عمليات القلب المفتوح فأبذل أقصي الجهد ألا يموت المريض علي يدي ولم تمت بفضل الله إلا قلة أواسي النفس بأن انقضت آجالهم المكتوبة في هذه الفانية وأنا موقن بأنني لم أدخر جهداً في إنقاذهم. ثم ابتسم قائلاً : علي كل حال قد أراحني الله من ذلك العناء و الرهق المادي والنفسي إذ لم يعد في مقدوري إجراء العمليات ! قلت مواسيا لو أفرغ كل إنسان غاية الجهد فيما يعمل لأصبحت الحياة حلوة وزيادة في كل خير. لمحت في عينيه الرضا وانصرفت مودعاً.
* ليتنا جميعا نستلهم من حكاية ذاك الجذع الإتقان في ما وكّل إلينا من مهام وأن نحاسب أنفسنا كم قدمنا من خير لذوينا ولبلدنا وللإنسانية .إذن تزدهي الحياة وتزدهر وتستقر دواخلنا برضا الفلاح والإنجاز!

abuasim.khidir@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • لبنان في مركز مُتقدّم.. إليكم ترتيب الدول العربية التي لديها نساء متعلمات أكثر من رجالها
  • وزارة الإعلام: ننوه إلى وسائل الإعلام العربية والغربية التعامل بدقة ومصداقية مع الأحداث الجارية وعدم الوقوع في فخاخ الشائعات التي يتم ضخها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متصاعد وممنهج
  • "مركز الشباب" يطلق حزمة من البرامج الرمضانية لتنمية مهارات جيل المستقبل
  • حكاية الجذع الملهم!
  • وزير الاتصالات للمرأة في يومها العالمي: كل عام وأنتِ القوة التي تبني المستقبل
  • البرلمان العربي ينوه بالإسهامات التي حققتها المرأة العربية على كافة الأصعدة
  • بمشاركة 16 مشروعاً… “هاكاثون سوريا” يختتم فعاليته في دار الأوبرا ‏بدمشق
  • صور| ابحث عن لوحات "اسألني".. ما هي خدمة الفرق الراجلة بالحرم المكي؟
  • كيف تعمل شبكة الإنترنت؟ رحلة إلى قلب الشبكة التي تربط العالم
  • مشاريع شبابية بالذكاء الاصطناعي تعكس روحانيات رمضان