عقد الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اليوم الإثنين، لقاءً موسعًا مع مديري مديريتي الشئون الصحية والأوقاف بجميع محافظات الجمهورية، وذلك بمقر أكاديمية الأوقاف الدولية لتأهيل وتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين.

وزير الصحة يترأس اجتماع اللجنة التنسيقية لمنظومة التأمين الصحي الشامل وزير الصحة يبحث مع سفير اليابان ووفد "الجايكا" الدعم الطبي للأشقاء الفلسطينيين

يأتي ذلك بهدف تنسيق العمل المشترك بين الوزارتين للتوعية بالقضية السكانية والصحة الإنجابية، في إطار تنفيذ الاستراتيجية القومية للسكان والصحة والتنمية والتي تم إطلاقها في شهر سبتمبر الماضي.

وقال الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، إن العام الجديد الجديد 2024 نبدأ العمل به اليوم  بوضع قضية هامة على رأس قضايا الوطن وهي القضية السكانية..

وألقى وزير الصحة والسكان، محاضرة علمية أكد فيها أن دور الدعاة والأئمة بالتعاون مع السادة الأطباء مهم في زيادة الوعي بالجانب الصحي في التنمية السكانية، مؤكدًا أن الجانب الصحي للأسر هو ما يعنينا وليس الحديث عن العدد فقط ، لأن العدد يمكن أن يتحول لقوة وقدرة ونجاح للدولة ولكن بخصائص سكانية صحيحة.

وقال وزير الصحة والسكان، إنه بحسب تقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء فإن هناك أكثر من ٥ آلاف طفل جديد كل يوم، موضحًا تبعيات هذا العدد من حيث التكلفة التي تتحملها الدولة للعمل على توفير خدمات صحية وتعليمية واجتماعية، مشيرًا إلى انخفاض معدل للإنجاب لدى السيدات في مصر لأول مرة ليصل إلى ٢.٨ طفل لكل سيدة.

وأكد الوزير العلاقة الوثيقة بين العلم والدين في أهمية الصحة الإنجابية، مشيرًا إلى أن التوافق بين مقدرات وموارد الدولة ومعدلات النمو السكاني لابد أن يكون معدل النمو الاقتصادي ٣ أضعاف النمو السكاني، حيث أن اختلال ذلك التوازن يؤدي إلى حالة عدم شعور المواطن بالعائد الاقتصادي حيث تعتمد رفاهية وجودة الحياة على نسبة دخل الفرد من الناتج القومي المحلي، موضحًا أن لا يوجد أي دولة تستطيع العمل على رفاهية المواطنين ما لم يكن هناك تنظيم في معدلات النمو السكاني.

وقال الوزير إن دور الأئمة والدعاة مع الأطباء في هذا الصدد هو التوعية بالمشكلات الصحية التي تضر بالأسرة من تكرار الحمل غير المنظم، والزواج المبكر الذي يجعل الفتاة غير قادرة على تحمل طفل نفسيًا وجسديًا، مما يسبب خطرًا لحياتها، وكذلك مصير الأطفال الذين يولدون ضعفاء وغير مكتملين وينتج عنها العديد من التشوهات والإعاقات، فضلاً عن حق الأبوين في الحياة الصحية السلمية، مشيرًا إلى أهمية الألف يوم الذهبية أي الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل كفترة مباعدة بين الحمل والآخر.

وأكد الوزير أن استقرار الأسرة المصرية يبدأ بالتمتع بحياة صحية جيدة تتضمن صحة الجسد والعقل والحياة الاجتماعية، مشيرًا إلى العلاقة التي تربط  بين زيادة معدلات الإنجاب ، ومشكلات الفقر والبطالة والأمية ، مؤكدًا على دور الوعي وتوفير فرص تعليم وتمكين المرأة في حل هذه المشكلات.

واستعرض الوزير أسس الخصائص السكانية من أطفال وأمهات يتمتعون بصحة جيدة، كما أوضح الوزير التركيبة السكانية من الإناث والذكور ومعدلات الإعالة في مصر ومقارنتها بالمعدلات العالمية، وتأثير تركيبة الهرم السكاني في مصر على الحياة الصحية والاجتماعية للشباب.

كما أكد الوزير أهمية حث المجتمع على ترسيخ مبدأ المشاركة بين الزوجين في قرار الإنجاب والمباعدة بين الأطفال ليعبر فيها طرف عن حقوقه وواجباته وتأثير ذلك القرار عليه نفسيًا وجسديًا.

واتفق الوزيران على تشكيل فريق عمل مشترك من الدعاة والواعظين والأطباء لإلقاء الخطب والمحاضرات للمواطنين بدور العبادة وأماكن التجمعات والمدارس والجامعات، لزيادة الوعي بأساليب الصحة الإنجابية ودحض الأفكار والشائعات وكيفية التعامل مع المخاوف التي يتم تداولها بين المواطنين بدون أساس علمي أو ديني.

وفي كلمته أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن وزارة الأوقاف اتخذت خطوات جادة في سبيل التوعية بالقضية السكانية، وآخرها تخصيص الجمعة القادمة لتكون بعنوان: "الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل"، موضحًا أهمية العمل المشترك بين العلماء والأطباء من خلال تنسيق واضح على مستوى وكلاء الوزارة في كل محافظة، بحيث ترشح وزارة الصحة عددًا من الأطباء الملمين إلمامًا تامًا بهذه القضية ومخاطبة الرأي العام بها، وسيكون ذلك عقب صلاة الجمعة في المساجد الكبرى منها مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، ومسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها)، ومسجد سيدنا عمرو بن العاص (رضي الله عنه)، والمساجد الرئيسية الكبرى على مستوى المحافظات.

وأكد وزير الأوقاف أن قضية تنظيم النسل والمشكلات السكانية من المتغيرات التي يختلف الحكم فيها من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان، ومن دولة إلى أخرى، بحيث لا يستطيع أي عالم أن يعطي فيها حكمًا قاطعًا أو عامًّا.

وأن الكثرة إما أن تكون كثرة صالحة قوية منتجة متقدمة، يمكن أن نباهي بها الأمم في الدنيا، وأن يباهي نبينا (صلى الله عليه وسلم) بها الأمم يوم القيامة، فتكون كثرة نافعة مطلوبة، وإما أن تكون كثرة كغثاء السيل، عالة على غيرها، جاهلة متخلفة في ذيل الأمم، فهي والعدم سواء، وأن القدرة ليست هي القدرة المادية فقط إنما هي القدرة بمفهومها الشامل بدنيًّا وماديًّا وتربويًّا وقدرة على إدارة شئون الأسرة، وكل ما يشمل جوانب العناية بها والرعاية لها.

وأن تناولنا لقضية تنظيم النسل يجب ألا يقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية، إنما يجب أن يبرز إلى جانب هذه الآثار الاقتصادية كل الآثار الصحية والنفسية والأسرية والمجتمعية، التي يمكن أن تنعكس على حياة الأطفال والأبوين والأسرة كلها، ثم المجتمع والدولة.

مشيرًا إلى حق الطفل في الحياة الكريمة، وحق الأم في الحياة الطبيعية الكريمة، وحق الأب في الحياة الطبيعية الكريمة، فالقضية لها آثار صحية واجتماعية واقتصادية، فالأمر في القضية السكانية لا يقاس فقط بقدرة الأفراد وإنما يقاس بقدرة الدول، حتى وإن كان الفرد قادرًا على إطعام أبنائه، فلن يستطيع أن يبني لهم مستشفيات ولا مدارس، ويظهر ذلك عند ظهور الأزمات التي تضرب الدول كأزمة كورونا وغيرها.

وأكد وزير الأوقاف أن الأنبياء (عليهم السلام) عندما طلبوا الولد إنما طلبوا الولد الصالح لا مطلق الولد، فهذا نبي الله إبراهيم (عليه السلام) يقول: "رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ"، وهذا سيدنا زكريا (عليه السلام) يقول: "رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ"، ويقول أيضًا: "فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا"، وأهل العلم لهم هنا وقفة، يقولون: إن سيدنا زكريا (عليه السلام) لم يطلب الولد لأجل مصلحة دنيوية بل طلبه لأجل الدِّين، فقال كما حكى عنه القرآن الكريم: "يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا"، أي:  يرث العلم والحكمة والنبوة والدعوة إلى الله تعالى، ولم يقل عند طلبه (أولياء) بالجمع، وإنما طلب وليًّا، فليست العبرة بالكثرة وإنما بالصلاح، يقول أحد الحكماء: والصلاح هنا مطلق شامل لكل ما فيه صلاح أمر الدنيا والآخرة، وليس الصلاح المطلوب في الولد صلاحًا قاصرًا على جانب دون جانب، إنما مطلق الصلاح الشامل الذي يعبر عنه حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): "الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى الله مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ" والقوة هنا عامة، تعني المؤمن القوي بدنيًّا وصحيًّا وعلميًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا، فلن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمر دنيانا، فإن تفوقنا في أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا.

مؤكداً أن الهدف من هذا الاجتماع هو مزيد من التعاون القائم بين الوزارتين ولن يكون هذا اللقاء الأخير بل سيتبعه العديد من اللقاءات.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أكاديمية الأوقاف الدولية القضية السكانية وزیر الصحة والسکان الصحة الإنجابیة وزیر الأوقاف مشیر ا إلى فی الحیاة

إقرأ أيضاً:

تسيير قافلة الأزهر والأوقاف إلى الفيوم وأسيوط والوادي الجديد وقنا وسوهاج

أطلقت وزارة الأوقاف خمس قوافل دعوية مشتركة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى محافظات الفيوم - أسيوط - الوادي الجديد - قنا - سوهاج»، اليوم الجمعة الموافق  ٢٧ من ديسمبر ٢٠٢٤م، وذلك في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف، والأزهر الشريف، وبرعاية كريمة من الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر؛ والأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وضمت القافلة «عشرة  علماء»: خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد في موضوع: «المخدرات ضياع للإنسان».

محاضرات توعوية متخصصة ضمن برنامج «المعايشة المهنية» لمفتشي وزارة الأوقاف الأوقاف تصدر بيانا بشأن وفاة إمام مسجد بمنطقة الشيخ زايد

وفيها أكد العلماء أن العقل شريف جليل مقدس، تجلى عليه الوهاب -سبحانه- ليكون محلًّا للإبداع والابتكار والاكتشاف وصناعة الحضارة، مضيفين أنه إذا كان صلاح الأجساد بصلاح القلوب، فإن صلاح الأمم والشعوب بصلاح العقول، مبينين أن القرآن الكريم دعانا إلى استثمار أقصى قدرات العقل بما يناسب سموه وجلال قدره، قال الله -تعالى-: "أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ"، "أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ"، "أَفَلَا تَعْقِلُونَ".

وأشار العلماء إلى أن العقل الممجد شرفه الله -تعالى-؛ ليكون مناطًا للتكليف، وأن الله -جل جلاله- قد أحاطه بصنوف من التقديس والحرمة والسياج والحماية والرعاية، مؤكدين أن التعدي على العقل وتغييبه وتغطيته ليس تعديًا على بنيان الإنسان وتدمير صحته وكينونته فحسب، إنما يمتد خطره ليشمل تدمير الأوطان وضياع الأمم.

محاضرات توعوية متخصصة ضمن برنامج «المعايشة المهنية» لمفتشي وزارة الأوقاف

وعلى صعيد اخر، عُقدت مجموعة من المحاضرات التوعوية المتخصصة، التي تناولت موضوعات متنوعة تستهدف تعزيز قدرات السادة مفتشي الوزارة في مجالات مهمة ذات صلة بمهام عملهم.

تناول السيد الدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمي لوزارة الأوقاف، في محاضرته موضوع «التضليل المعلوماتي وأثره المدمر في المجتمعات» إذ أوضح أن التضليل المعلوماتي يشكل أحد أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة، مؤكدًا أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب وعيًا مجتمعيًّا، وإجراءات حازمة لتوفير بيئة معلوماتية صحيحة وشفافة.  


وناقش السيد المستشار حازم عامر، رئيس النيابة بنيابة أمن الدولة العليا، في محاضرته «جريمة الرشوة ومكافحتها وطرق التشجيع على الإبلاغ»، إذ استعرض النصوص القانونية التي تجرّم الرشوة وآليات الإبلاغ عنها، مشددًا على أهمية دعم ثقافة النزاهة والشفافية داخل المؤسسات، وتعزيز ثقة المواطنين في الأجهزة الرقابية.

كما استعرض السيد المستشار طاهر رفيق، رئيس النيابة بنيابة أمن الدولة العليا، في محاضرته «الأثر الاجتماعي لجريمة الرشوة (حالات عملية)»، موضحًا تأثير الرشوة على التماسك المجتمعي، مشيرًا إلى حالات عملية تبرز خطورة هذه الجريمة على النسيج الاجتماعي، وما ينتج عنها من عواقب تؤثر على التنمية والعدالة.

مقالات مشابهة

  • تسيير قافلة الأزهر والأوقاف إلى الفيوم وأسيوط والوادي الجديد وقنا وسوهاج
  • الإفتاء تُحذر من العنف ضد المرأة بجميع أشكاله
  • صنعاء.. لقاء موسع لعلماء وخطباء مديرية بني حشيش بذكرى جمعة رجب
  • لقاء موسع لعلماء وخطباء بني حشيش بصنعاء بذكرى جمعة رجب
  • وزير الشؤون الإسلامية يلتقي وزير الشؤون الدينية والأوقاف في السودان
  • وزير الإسكان: نحتاج سنويًا ل 450 ألف وحدة لاستيعاب الزيادة السكانية والطلب
  • الوزير الأول يسدي توجيهات هامة خلال لقاء الحكومة-الولاة
  • وزير الرياضة ونظيره الإماراتي يعقدان جلسة حوارية حول ريادة الشباب واستكشاف الفضاء
  • وزير الرياضة ونظيره الإماراتي يعقدان جلسة حوارية حول ريادة الشباب واستكشاف الفضاء «صور»
  • وزير الإسكان: نحتاج سنويًا إلى نحو 450 ألف وحدة لاستيعاب الزيادة السكانية والطلب