يخشى الجيش ومكتب المدعي العام في إسرائيل من احتمال أن تتهم محكمة العدل الدولية إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، بناءً على شكوى تقدمت بها دولة جنوب أفريقيا، بحسب تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (Haaretz) ترجمه "الخليج الجديد".

وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلنت المحكمة، وهي تابعة للأمم المتحدة ومقرها في مدينة لاهاي بهولندا، أن جنوب أفريقيا قدمت لها طلبا لبدء إجراءات ضد إسرائيل على خلفية "أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني" في غزة، حيث يعيش نحو 2.

4 مليون فلسطيني.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء أمس الأحد 21 ألفا و822 شهيدا، و56 ألفا و451 جريحا، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

وحذر أحد كبار القانونيين المتعاملين مع القضية، في الأيام الأخيرة، كبار مسؤولي جيش الاحتلال، وبينهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي، من وجود خطر حقيقي من أن تصدر المحكمة قرارا يأمر إسرائيل بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وفقا للصحيفة.

وذكرت أن الجيش والنيابة العامة بدآ بالفعل الاستعداد للتعامل مع الشكوى التي قدمتها جنوب أفريقيا، وسيتم في وقت لاحق الإثنين إجراء مناقشة حول الأمر في وزارة الخارجية.

وتسود ترجيحات في إسرائيل بأن تحقيقات مرتقبة بشأن الفشل في مواجهة حركة "حماس" ستطيح بقادة سياسيين وعسكريين واستخباراتيين، في مقدمتهم ريس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو أطول رئيس وزراء بقاءً في منصبه منذ أن أُقيمت دولة الاحتلال في عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة.

ويُصر نتنياهو على مواصلة الحرب، على أمل الاستمرار في منصبه بعدها، من خلال إعادة الأسرى، وإنهاء حكم "حماس" المستمر لغزة منذ يونيو/ حزيران 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة، التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال القائم لفلسطين منذ عقود.

اقرأ أيضاً

الإبادة الجماعية في غزة.. دعم النخب الحاكمة يزيل القناع عن الليبرالية الغربية

عزلة ومقاطعة

وبحسب خبراء في القانون الدولي، فإن القرار الذي سيصدر من محكمة العدل "قد يعزز مزاعم الإبادة الجماعية ضد إسرائيل"، وبالتالي يؤدي إلى عزلتها سياسيا ومقاطعتها و/ أو فرض عقوبات عليها أو على الشركات الإسرائيلية، بحسب الصحيفة.

ولفتت إلى أنه على النقيض من المحكمة الجنائية الدولية (في لاهاي أيضا)، التي تتخذ إجراءات بحق أفراد، فإن محكمة العدل تتعامل مع النزاعات بين الدول.

وأضافت أن إسرائيل لا تعترف باختصاص المحكمة الجنائية، التي تجري بالفعل تحقيقات في اتهامات بشأن "جرائم حرب" تم ارتكابها في الحرب الراهنة.

وفي المقابل، فإن إسرائيل من بين الدول الموقعة على معاهدة مناهضة الإبادة الجماعية، التي تستمد منها محكمة العدل سلطتها للنظر في الشكوى التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل. ويجوز لأي دولة موقعة على المعاهدة، تقديم شكوى ضد دولة أخرى، حتى لو لم تتضرر منها بشكل مباشر.

وأشادت حركة "حماس" بخطوة جنوب أفريقيا، معتبرة في بيان أنها "مهمة لمحاسبة قادة الكيان (إسرائيل)، مجرمي العصر الذين ارتكبوا أبشع المجازر التي عرفتها البشرية في تاريخنا المعاصر".

وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.

وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

اقرأ أيضاً

الإبادة الجماعية في غزة.. متى بدأتها إسرائيل؟ وما أبشع جرائمها؟

المصدر | هآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل جرائم إبادة جماعية محكمة العدل الدولية غزة جنوب أفريقيا الإبادة الجماعیة جنوب أفریقیا محکمة العدل فی غزة

إقرأ أيضاً:

معاريف: حكومة نتنياهو تشتبه أن التظاهرات التي خرجت في غزة حيلة من حماس

قالت صحيفة معاريف، إن حكومة الاحتلال، تشتبه في أن تكون التظاهرات التي خرجت في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، قبل أيام ورفعت هتافات ضد حركة حماس، "عملية احتيال من قبل الحركة، وأنها تقف وراءها لبث صورة كاذبة وكأن حكمها ينهار".

وأشارت إلى أنه في المقابل، تم الأخذ في الاعتبار وجود سيناريو احتجاج حقيقي، ضد حماس، بعد تجدد القصف وقطع المساعدات الإنسانية.

ولفتت إلى أنه من المقرر أن يناقش المجلس السياسي والأمني قضية غزة بجوانبها المختلفة، وبالإضافة إلى المقترحات المتعلقة بصفقة الأسرى، من المتوقع أن يتلقى الوزراء مراجعة استخباراتية بشأن المظاهرات.



وقالت الصحيفة، إن الوضع سيتضح قريبا، وتدرس جميعا الاحتمالات، بشأن ما جرى من تظاهرات، وأشارت معاريف إلى تقارير تزعم إعدام حماس، 6 فلسطينيين بسبب تخابرهم مع الاحتلال

وكان العشرات خرجوا قبل أيام، في تظاهرة ببلدة بيت لاهيا شمال غرب قطاع غزة، وطالبوا بوقف العدوان على القطاع، وإدخال المساعدات، وأطلق بعض المشاركين هتافات تهاجم حركة حماس.

وتكررت التظاهرات على مدى يومين في الموقع ذاته، لكنها توقفت، وسط موجة استنكار من العديد من النشطاء لطبيعة الشعارات التي رفعت في التظاهرات، والتي وصف بعضها حركة حماس بـ"الإرهاب"، ودون التطرق إلى تحميل الاحتلال مسؤولية المجازر التي يرتكبها في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • حماس: 209 صحفيين فلسطينيين استشهدوا برصاص الاحتلال ويجب وقف هذا العدوان
  • جرائم مستمرة.. جيش الاحتلال يواصل حرب الإبادة على قطاع غزة / شاهد
  • قصف إسرائيلي على منطقة بني سهيلا في خان يونس جنوب قطاع غزة
  • حركةُ حماس تُحمِّلُ أمريكا والاحتلال الإسرائيلي مسؤولية إبادة الشعب الفلسطيني
  • العفو الدولية: نتنياهو متهم بارتكاب جرائم حرب وعلى المجر اعتقاله
  • حماس: الاحتلال ينفذ أكبر جريمة جماعية وقتل متعمد لطواقم الإسعاف
  • نتنياهو يتوعد بتصعيد إبادة غزة وتنفيذ مخطط ترامب للتهجير
  • معاريف: حكومة نتنياهو تشتبه في أن التظاهرات التي خرجت في غزة حيلة من حماس
  • معاريف: حكومة نتنياهو تشتبه أن التظاهرات التي خرجت في غزة حيلة من حماس
  • عشية عيد الفطر ويوم الأرض.. أكثر من 9500 أسير في سجون الاحتلال يواجهون جرائم منظمة وممنهجة