الأزهر ينعى إمام المسجد الأقصى المبارك بعد استشهاده في غارةٍ إرهابية على منزله بقطاع غزة
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
ينعى الأزهر الشريف، فضيلة الشيخ يوسف سلامة، خطيب المسجد الأقصى المبارك، وزير الأوقاف الفلسطيني الأسبق، الذي قضى عُمُره في خدمة رسالة الإسلام والدعوة إليه، وتدريس علومه بجامعة الأزهر في غزة، وذلك بعد استشهاده في غارةٍ إرهابيَّةٍ جبانةٍ على منزله في مخيم المغازي بقطاع غزَّة.
ويُدينُ الأزهر بشدَّة هذا الهجوم الإرهابي الغادر لطائرات العدوِ الصهيونيِّ المحتلِّ على منزل الشيخ، كما يُدِينُ كل عمليات الإبادة التي تستهدِفُ أهلنا الصامدين في قطاع غزة، مؤكدًا أن جرائم الكيان الصهيوني ومذابحَه الجبانة وإرهابه الأعمى، كلها محاولاتٌ بائسةٌ لن تنال من عزيمة الشعبِ الفلسطينيِّ وصبره وقوَّته وتشبثه بأرضه ودفاعه عنها وعن مقدساتها ومقدساتِ الأمَّة.
ويتقدَّم الأزهر بخالص العزاء لأسرة الشيخ يوسف سلامة ولكل أبناء شعبِنا الفلسطيني وشعوب الأمة العربية والإسلامية، سائلًا المولى -عز وجل- أن يتقبَّل الفقيد الراحل وسائر شهداء فلسطين في الشهداء والصالحين، وأن يسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يعجِّلَ بوقفِ هذا العدوان الدموي، وأن يكفَّ بطش الصهاينة عن الفلسطينيين الأبرياء، وأن ينزل سكينته ورحمته على أرض فلسطين وشعبها.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس جامعة الأزهر: المسجد محور مهم للتربية والثقافة وترسيخ الهوية
أكد الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، خلال كلمته في المؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، اليوم السبت، تحت عنوان: «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة»، أن الإسلام قدم نموذجًا حضاريًّا متكاملًا لبناء الإنسان منذ بعثة النبي.
وأشار نائب رئيس جامعة الأزهر، إلى أن القرآن الكريم وسنة النبي ركزوا على بناء النفس والعقل والجسد والروح بتوازن يحقق الرفعة في الدنيا والآخرة.
وقد جاء هذا المؤتمر لتسليط الضوء على كيفية مواجهة التحديات المعاصرة من خلال استلهام القيم الإنسانية التي جاء بها الإسلام.
وأشار الدكتور صديق إلى أن القرآن الكريم تناول بناء الإنسان بشمولية، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص:77].
وأكد أن النبي ﷺ جاء لتربية الأنفس وتزكيتها، متغلبًا على عادات الجاهلية من قطع الأرحام وتقديم الشهوات وحب المال على القيم الإنسانية.
واستذكر موقف جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- أمام النجاشي، حين دافع عن القيم الإنسانية التي جاء بها الإسلام، التي أسهمت في بناء أمة قدمت حضارة عظيمة استمرت لقرون، مقدمة نماذج مشرفة في العلم والأخلاق والعدل.
وأوضح أن حضارة الإسلام لم تقتصر على جانب واحد من حياة الإنسان، بل شملت بناء النفس والعقل والجسد والروح، موجهة الناس نحو كل خير وناهية عن كل فساد. وأشار إلى أن النبي ﷺ كان أنموذجًا في هذا البناء المتكامل، حيث أمر بكل ما يصلح الحياة ونهى عما يفسدها، مستشهدًا بأحاديثه ﷺ التي تدعو إلى التزكية والتربية الشاملة. وأكد أن العالم اليوم في حاجة ماسة للعودة إلى تعاليم هذا الدين الحنيف، بما يحمله من قيم وأخلاق وتربية، لمواجهة التحديات الكبيرة التي تهدد الأمة الإسلامية والعالم العربي.
ودعا الدكتور صديق إلى تضافر الجهود لتحقيق هذا البناء، مشيرًا إلى أن الإسلام جعل كل فرد مسؤولًا عن دوره، كما في الحديث: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». وأكد أن هذه المسؤولية تشمل الرجل في بيته والمرأة في أسرتها، داعيًا إلى وعي جماعي يتجاوز تقديم المادة العلمية إلى تواصل حقيقي بين الأجيال لحماية الشباب من التحديات الفكرية والثقافية التي تستهدفهم.
وأشار إلى أن الأمة الإسلامية تواجه خطرًا عظيمًا يتطلب اتحاد الجهود ودرجة عالية من الوعي.
وأشاد نائب رئيس جامعة الأزهر بدور المساجد في بناء الأمة، مستلهمًا توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأسبوع الماضي حول إحياء دور المساجد. وأوضح أن المسجد كان دائمًا محورًا للتربية والثقافة والحياة الاجتماعية في الإسلام، ليس فقط للعبادة، بل لتعليم القيم الحياتية وترسيخ الهوية. وأكد أن الإسلام لم يقتصر على الاهتمام بالآخرة، بل دعا إلى التوازن بين الدنيا والآخرة، كما في الآية: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص:77].
وفي ختام كلمته، أعرب الدكتور محمود صديق عن خالص دعواته للمؤتمر بالتوفيق في أداء رسالته، داعيًا إلى تنفيذ توصياته لما يخدم رفعة شأن الأمة الإسلامية، وتقديم العلاج الأمثل للتحديات العظيمة التي تواجهها. وأكد أن الأمة بحاجة إلى الاتحاد والوعي لمواجهة هذه التحديات، مشددًا على ضرورة استلهام القيم الإنسانية والحضارية التي قدمها الإسلام لبناء إنسان متوازن يسهم في نهضة الأمة واستقرار العالم.