«يوسف كمال فى رواية أخرى» إبداع جديد لمنى الشيمى
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
صدر حديثًا السيرة الروائية «يوسف كمال فى رواية أخرى» للكاتبة منى الشيمى عن دار الشروق.
وتقدم الرواية مروية مختلفة، لا تمت بصلة إلى المروية التاريخية المتناقلة عن الأمير يوسف كمال أحد أهم أمراء أسرة محمد على التى حكمت مصر منذ عام 1805 إلى عام 1952. والذى اشتهر بكونه رحالة وصيادًا يجوب العالم، وراعيًا للعلوم والفنون، قدم خدمات جليلة للمصريين، من أهمها: افتتاح أول مدرسة للفنون بدرب الجماميز عام 1908، أسهمت فى خلق رعيل الفنانين الأوائل، وفى مقدمتهم المثال محمود مختار، والفنان راغب عياد.
من اللافت فى العمل أن اعتماد الكاتبة على قانون السببية فى تفسير مواقف الشخصيات لم يجعل أبواب تلك الحقبة تُفتح على مصراعيها وحسب، فالتاريخ ليس حوادث ومواقف مستقلة ومفككة عن سياقها وظروف حدوثها. بل خلق علاقة تتابع غير منتهية، لا تسير إلى الوراء فقط، لكن تقودنا فى الاتجاهات كافة، خلاف هذا، لقد كسا عظام الشخصيات التاريخية الجامدة لحمًا، وأجرى فيها الدماء، وحول الأحداث التاريخية إلى رواية صراع إنسانى فى أعلى تجلياته.
منى الشيمي؛ روائية وقاصّة مصرية، صدرت لها ثلاث مجموعات قصصية، وخمس روايات، بالإضافة إلى سلسلة كتب وثائقية للأطفال عن مصر القديمة.
حازت جائزة دبى عن مجموعة من «خرم إبرة»، وجائزة الشارقة عن مجموعة «وإذا انهمر الضوء»، وجائزة ساويرس للرواية–فرع كبار الكتاب عن رواية «بحجم حبة عنب» وجائزة كتارا عن رواية «وطن الجيب الخلفي».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يوسف كمال دار الشروق جائزة دبى الشارقة ساويرس
إقرأ أيضاً:
سجال ودي مع نقاد رواية “إعدام جوزيف”3-4
الدكتور ضيو مطوك ديينق وول
يقول المفكر والكاتب والأديب الفلسطيني عزمي بشارة، "القومية العربية ليست رابطة دم ولا عرق، بل هي جماعة متحلية بأدوات اللغة ووسائل الاتصال الحديثة....". فاذا أخذنا هذا التعريف نجد ان الكاتب الذي يتلقن اللغة العربية ويكتبها يمكن أن يصنف بأديب عربي طالما لغة روايته هي عربية مثله ومثل عمالقة الادب العربي الذين ذكرناهم.
أشك في إن المهندس بدرالدين قرأ رواية "إعدام جوزيف" حتي يحكم عليها، ربما أخذه انطباع بان كاتبها لا يمكن ان يكتب الرواية باللغة العربية وهو نفس المنطق الذي استخدمه الدكتور ابو قاسم قور في مراسلاته للأستاذ الصادق علي حسن.
قلت هذا الكلام وقد طالعت أحد المقابلات الصحفية للمهندس بدر الدين حيث قال؛ في تقديري الشخصي تقوم الرواية أو يقوم اي عمل فني ادبي علي بعض النقاط منها: الوحدة الموضوعية، شخوص الرواية المحورييين، الشخوص غير المحورية، عنصر المفاجاة، هيكل النص، جوهر القضية النصية، اللغة المكتوب بها النص، ويمكنك مراجعة التفاصيل السابقة، بهذه النقاط اطمئن لتسميتها رواية، بغض الطرف عن جودتها او رداءتها....." هذا هو رأي بدر الدين في كتابة رواية. و اتفق معه وأضف أهمية عنصري الزمان والمكان في السرد الروائي.
اذن اين رواية "إعدام جوزيف" من هذه النقاط التي اثارها بدرالدين في الحوار الصحفي مع الاستاذة اماني محمد صالح، منشور في سوداني بوست بتاريخ 09/01/2022؟. هذا السؤال الهام ساحيله للنقاد- الذين قرؤوا رواية "إعدام جوزيف" والذين سيقرؤونها- للاجابة عليه. اتمنيت من أستاذ الأجيال البروفسور ابوالقاسم قور حامد، أستاذ النقد والفلسفة وثقافة السلام بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا الذي زاملته في التدريس بمركز ثقافة السلام بالجامعة قبل انفصال جنوب السودان وكان يحاول جاهدا ادخال المسرح والفن والادب في مناهج ثقافة السلام، بجد أتمنيت منه تقديم رويته النقدية لرواية "إعدام جوزيف" بدلا عن التركيز علي شخصية كاتبها الذي يعرفه و تفارق معه قبل عقدين من الزمان ولم يلتق به حتي هذه اللحظة. ابوقاسم قور يستغرب من اين تأتى لضيو مطوك كتابة الرواية ولم يكن معروفًا في هذا المجال ولماذا يسعي الصادق علي حسن إلى إحالته الي روائي، ويذهب الي الأبعد باتهامه باستلام أجر نظيرا لكتاباته. لكن يتناسي بان الكتابة ليس بالفطرة، يمكن اكتسابها بالتدريس في القاعات او الممارسة من خلال المواظبة علي القراءة. فالعشرون عاماً كافية ليتخصص الشخص في اي علوم يريدها, اخشي ان يذهب زميلي قور في الاتجاه الذي حذرني استاذي المشرف علي دراسة الدكتوراة وكنت في اتم الاستعداد لاستقبال الإجازة، بان اكون دائما مع الحقيقة و جاهزاً لتقديم الغالي والنفيس من اجل إحقاقها وهذا المبدا أساسي لمنح الدكتوراة حسب رايه ووصي بان اكون ايضا منصفا للآخرين، خاصة طلاب العلم في مجال التخصص. وذكر وجود الغيرة غير المبررة في هرم العلم بحيث يتعمد بعض العلماء في عدم اشتهار الاخرين من بعدهم، يحاولون ابقاء طلابهم في مستوي ادني حتي لا ينافسونهم في مجالاتهم، ولذلك يحذرني بعدم الاقبال علي هذا الاتجاه. قال هذه الكلمات وكنت اتاهب لنيل الدكتوراة ومن ذلك الوقت بقيت انظر للاشياء بمنظور مختلف، لم انخذل في قول الحق رغم تداعياته الجسيمة في عالمنا المعاصر واعترف بان رواية "إعدام جوزيف" كتبت بهذا الفهم رغم عملي في حكومة المؤتمر الوطني، وهو موضوع آخر سناتي اليه بسلبياته وإيجاباته خاصة قبوله لمبدا تقرير المصير لشعب جنوب السودان.
لا اعتقد ان البروفسور ابو القاسم قور يندرج ضمن هذه الفئة التي ذكرها استاذي، لكن تعليقه علي مقالات الاستاذ الصادق بهذه الطريقة يدعو للحيرة. كان من الاجدر للبروفسور قور من موقع تخصصه العلمي "النقد الادبي وثقافة السلام" و ايضا مراقب ومشارك في حكومة الانقاذ، بحيث كان مسؤولا في مفوضية حقوق الانسان، كان من الأجدر ان يبدي برايه، لان رواية "إعدام جوزيف" مصممة علي قالب قور العلمي، فهي تثير قضايا الادب و حقوق الانسان والسلام والوحدة، وكل هذه القضايا محل اهتمام علمي لابي القاسم قور حامد فهو يكتب و ينشر بحوث بصورة راتبة في هذه المجالات. فبدل أن يضيع وقته في التشكك من قدرات الكاتب- الذي يعرفه وفارقه لاكثر من عقدين- في كتابة الرواية كان من الافضل تقديم نقد ادبي للرواية. الأستاذ الصادق علي حسن واجهته معاناة كبيرة في سبيل تقديمه نقدًا أدبيًّا للرواية،البعض اساءه بمقاضاة أجر وبعضٌ يرون انه يشغل الناس بقضايا دولة اخري، دون إدراك بان العلم ليس له حدود. افضل مورخ لتاريخ السودان الحديث هو لبناني نعوم شقير و رواية إعدام جوزيف تثير احداثًا حصلت في السودان لكن لها تداعيات سالبة علي الانسانية وتناولها مهم حتي نتفادي تكرارها وهذا هو السبب وراء مقالات الاستاذ الصادق المحامي. هو لا يريد ان يتكرر هذا المشهد في السودان والبلاد تواجه انقسامًا عميقًا، ربما يتكرر ما حدث لجنوب السودان في الاقاليم السودانية الاخري. الاستاذ أشرف ابو شمرة يذهب الي هذا الاتجاه ايضا بحيث كتب نقدًا موضوعيًّا ملئيًّا بالمخاوف بان ما حدث في جنوب السودان يمكن أن يتكرر في غرب او شرق السودان، حيث قال "وهل الرواية هي الاجابة تقول اننا نحن كلنا ضحايا ونلقي مصير إعدام جوزيف الجنوبي الذي عبد طريق الانفصال المبرر بالكراهية والمتوج بنضال الفشل ... وهل جوزيف الشرق وجوزيف الغرب سوف يقع في نفس المصير؟وسوف تخرج الاقاليم الباقية لترفع أعلام دول هشة وضعيفة لصالح مشروع يستغل شروخنا الفكرية والنفسية والاجتماعية؟ تلك اسئلة حرجة عالجتها تلك الرواية بشجاعة وادب شكرا د. ضيو مطوك ديينق وول رسالتك قد وصلت... ونبرقك السلام من قلوبنا" انتهي الاقتباس. . الاستاذ اشرف ابو شمرة فهم مضمون رسالة رواية" إ عدام جوزيف" ولخصها في كلمات مختصرة لكن عميقة مثلما تطرق إليها الاستاذ الصادق علي حسن بالتفصيل. وفعلا إعدام جوزيف لم تكتب للسودان وحده، لكن لكل البلدان التي تنتهك القوانيين، لا تحترم حقوق الانسان، تمارس التمييز ضد مواطنيينها.
aromjok@gmail.com