ساعدي طفلك على التكيف مع التغيرات الكبيرة.. ولكن كيف؟
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
تعتبر التغييرات الكبيرة في الحياة أمر لا مفر منه، وهذا قد يجعل من الصعب على الأطفال أو المراهقين إدارتها، إذ إن التجارب الجديدة مثل الطلاق أو الانتقال أو الالتحاق بمدرسة جديدة أو حتى الترحيب بطفل آخر في البيت؛ قد تكون مخيفة بالنسبة له.
ويحتاج الأطفال في التغييرات الحياتية الكبرى إلى دعم إضافي لمعالجة مشاعرهم وفهم التغيير والتكيف معه.
من جانبها تقول المتخصصة النفسية الدكتورة سلام عاشور: التكيف مع التغيرات الكبيرة في الحياة يمكن أن يكون صعبا على الأطفال، حيث من الممكن أن يشعروا بالخوف أو الغضب أو الحزن، وقد تؤثر التغييرات التي يواجهها الأطفال على عواطفهم وسلوكهم وصحتهم العقلية.
وقد يتغير سلوكهم أيضا فيصبحون أكثر عدوانية أو انطوائية، وربما أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات؛ مثل اضطراب القلق أو الاكتئاب.
ولكن من المهم اتباع مجموعة من النصائح لمساعدة طفلك خلال هذه الأوقات الصعبة، حسب قول الأخصائية عاشور للجزيرة نت، ومنها:
تحدثي إلى طفلك عن التغيير: اشرحي ما يحدث لطفلك بلغة مناسبة لعمره، واسمحي له بطرح الأسئلة وقومي بالإجابة عليها بصدق. ساعدي طفلك على فهم التغيير: اشرحي سبب حدوث التغيير لطفلك وما سيحدث بعد التغيير. كوني حاضرة من أجل طفلك: فأخبريه أنك موجودة من أجله، وأنك ستساعديه على التكيف مع التغيير. واحرصي على منحه الحب الذي يحتاجه. ساعدي طفلك على التعبير عن مشاعره: فدعيه يعبر عن مشاعره بطريقة صحية، ويمكنك مساعدته بالاستماع إليه وتقديم الدعم العاطفي له. قدمي لطفلك فرصا للاستعداد للتغيير: فعلى سبيل المثال، إذا كان طفلك ينتقل إلى منزل جديد، فيمكنك مساعدته في تنظيف غرفته وترتيبها. كوني صبورة: فقد يستغرق الأمر بعض الوقت ليتكيف طفلك مع التغيير، فكوني صبورة ومحبة وداعمة لطفلك في الأوقات الصعبة. فرصة التعرف: فإذا كان طفلك ينتقل إلى مدرسة جديدة، فيمكنك مساعدته في التعرف على المدرسة الجديدة والطلاب والمعلمين. بناء مهارات التأقلم: تذكري دائما أنه من خلال تقديم الدعم والتوجيه لطفلك يمكنك مساعدته على التغلب على خوفه من التغيير من خلال بناء مهارات التأقلم الصحية.وبدوره يقول المستشار التربوي الدكتور عايش نوايسة: لا شك في أن التغييرات السلبية في حياة الأطفال -أيا كان نوعها- تترك أثراً في حياتهم ونشأتهم، ولكن الاختلاف يكون في درجة التأثير والشدة، فعادة ما يكون للتغيرات الاجتماعية مثل طلاق الوالدين أو اليتم أثر كبير في حياة الطفل، وعادة ما تفقده التوزان النفسي والاجتماعي والعاطفي خاصة في ظل غياب التوجيه والرعاية لغياب دور الأسرة المركزي في تحقيق هذا التوازن، وغالبا ما يكون الأثر بوجود الطفل في محيط غير مناسب لعمره ومرحلته النمائية.
ويؤكد نوايسة للجزيرة نت، أن هذا الأمر يتطلب دورا أكبر لمؤسسات الرعاية الاجتماعية والمؤسسات التربوية في توفير برامج مناسبة تعيد التوازن للأطفال، وتعيد دمجهم في المنظومة الطبيعية للمجتمع؛ لأنها إذا لم تقم بهذا الدور فسيجد الطفل نفسه في محيط سلبي لا يناسب عمره ولا مرحلته النمائية. والأمثلة كثيرة على ذلك مثل تعاطي المخدرات والتسول والتشرد وعمالة الأطفال وغيرها.
ويقول نوايسة: هناك تغيرات طبيعية يسهل التعامل معها لأنها لا تمس الجانب العاطفي أو الاجتماعي والنفسي، مثل الانتقال إلى مدرسة جديدة أو بيئة جديدة، فهذه تحتاج إلى مستوى من التأقلم فقط. ويسهل على المختصين الاجتماعيين والأسر والمربين تحقيق هذا لأنه تغيير إيجابي غير مرتبط بتغييرات نفسية سلبية تسبب خللا في عمليات النمو الطبيعي للأطفال.
ويتابع أن الأهم للأهل هو التعامل مع التغييرات المرتبطة بنمو الأطفال ودخولهم في مرحلة المراهقة، فهذه تتطلب رعاية خاصة وتواصلا وتنسيقا مع المعنيين في المؤسسات التربوية لأنها تشكل مرحلة حرجة عند الأطفال، وتحتاج إلى نوع من الرعاية الخاصة سواء من الأهل أو من التربويين في المدارس والمؤسسات التربوية ودور الرعاية وغيرها.
ويرى أن الالتفات دوما لطبيعة التغييرات التي تلامس حياة الأطفال من قبل الأهل تعد ركيزة هامة في عملية التربية وأسلوب توجيههم الصحيح نحو السلوكيات المرغوبة والمرتبطة بثقافة المجتمع وقيمه وعاداته وعقديته.
ويقدم موقع "بيغ لايف جورنال" عدة إستراتيجيات تهدئة للطفل من شأنها مساعدته على الشعور بالأمان والتكيف وبناء المرونة مع التغييرات الكبيرة في الحياة، ومنها:
امنحيهم الوقت للاستعداد مع بعض التغييرات، مثل الموت غير المتوقع لأحد أفراد الأسرة، فالاستعداد غير ممكن، ولكن عندما يكون الاستعداد خيارا، فأعطِ طفلك الكثير من التحذيرات بأن هناك تغييرا كبيرا قادما، وهذا يتيح له الوقت لمعالجة التغيير والبدء بتقبله. اقرئي كتبا عن التغييرات الكبيرة في الحياة؛ فهناك الكثير من كتب الأطفال المخصصة لمساعدتهم على التعامل مع التغييرات الحياتية الكبرى، ومنها الطلاق وقدوم طفل جديد. حافظي على الروتين كما هو عندما يحدث تغيير كبير، فمن المهم أن تمنحي طفلك أكبر قدر ممكن من الثبات. ابذلي قصارى جهدك للالتزام بجدولك وروتينك المعتاد ولا تحدثي أي تغييرات إضافية قد تزيد من إزعاج طفل. تحدثي عن التغييرات الأخرى؛ فناقش أو ارسمي مسار حياة طفلك الآن وما هي التغييرات التي حدثت بالفعل، وكيف ستؤثر عليه.. قد يبدو الأمر مخيفا الآن، لكنك أنت وطفلك ستتكيفان مع التغيير معا.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مع التغییر التعامل مع
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة: مشروعات التكيف تشكل فرصا واعدة للتعاون مع الأتحاد الأوروبى
استقبلت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة السفيرة أنجيلينا ايخورست رئيسة وفد الاتحاد الأوروبي بالقاهرة والوفد المرافق لها لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي في تحقيق التحول الأخضر.
وحضر اللقاء السفير رؤوف سعد مستشار الوزيرة للاتفاقيات متعددة الأطراف، وتامر أبو غرارة مستشار الوزيرة للتعاون الدولى والدكتور حازم الطنان مدير البرنامج الوطني لادارة المخلفات الصلبة، وهبة حسنين مدير عام بالإدارة المركزية للتعاون الدولى وأحمد عبد الرحيم ممثل وزارة الخارجية.
وثمنت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة التعاون التاريخيّ والممتد بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال العمل البيئي، حيث ساهم في بناء القدرات الوطنية في مصر لفهم افضل الطرق للتعامل مع البيئة وآليات تطبيق قانون البيئة، وايضًا كان شريكا في دعم مصر في صون محمياتها الطبيعية ووضع الاطار الاستراتيجي لها، و إعلان محمية رأس محمد اول محمية طبيعية في مصر، من خلال مساهماته المميزة في مجال التنوع البيولوجي وإدارة المناطق المحمية، في الوقت الذي أعطت دول قليلة اهتماما لملف التنوع البيولوجي.
واشارت د. ياسمين فؤاد إلى ان إعلان الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين في مجال التحول الاخضر يأتي في قلب التعاون المشترك، والذي بدأ بالفعل منذ سنوات من خلال التعاون في مجالات هامة ومنها الحد من الانبعاثات الصناعية، من خلال الشراكة في مشروع التحكم في التلوث الصناعي ، لمساعدة المنشآت الصناعية على التوافق مع قانون البيئة، وصولا الى تعزيز دعمها لتتخذ خطوات اكبر نحو التوافق البيئي بميزانيات منخفضة، من خلال مشروع الصناعة الخضراء GSI الذى سيبدأ تنفيذه قريبا، وقد قدم هذا الدعم قصص نجاح ملهمة، ومنها تعزيز قدرة المصانع على التوسع والتوافق البيئي بما ساعدها على تصدير قدر كبير من منتجاتها للخارج.
ولفتت وزيرة البيئة ايضا إلى التعاون المثمر من خلال البرنامج الوطني لادارة المخلفات الصلبة بمراحله المختلفة بالتعاون مع الجانب الألماني، الذي أثمر عن الخروج بأول قانون للمخلفات في مصر يقوم على فلسفة الاقتصاد الدائرى في ٢٠٢٠ ، ويتم التطبيق الفعلي يوما بعد يوما، حيث هيأ المناخ الداعم لإشراك القطاع الخاص، لتظهر قصصا ملهمة في توسيع قاعدة اصحاب المصلحة في الاستثمار في تدوير المخلفات، فمثلا دخلت مصانع الاسمنت هذا المجال من خلال انتاج الوقود البديل.
وشددت وزيرة البيئة على استكمال التعاون لتحقيق التحول الاخضر العادل في مصر، الذي مهد له حرص القيادة السياسية على وضع البيئة والاستدامة في قلب عملية التنمية، من خلال خلق المناخ الداعم الشامل ومشاركة مختلف اصحاب المصلحة كالقطاع الخاص و الشباب و المرأة كجزء من الاستراتيجية الوطنية للتحول الاخضر ، والخروج بمجموعة من السياسات الداعمة خلال السنوات الماضية والتركيز على التداخل بين المجالات المختلفة.
واوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد ان مصر حرصت على عدم التعامل مع التحديات البيئية بطريقة منعزلة، فخلال استضافتها مؤتمر التنوع البيولوجي COP14 في ٢٠١٨ نيابة عن القارة الأفريقية قادت على مدار ٣ سنوات وضع مسودة الاطار العالمي للتنوع البيولوجي، وأطلق فخامة الرئيس مبادرة التآزر بين مسارات اتفاقيات ريو الثلاث ( المناخ، التصحر، التنوع البيولوجي) والتي تحتل اولوية لدى العالم حاليا ، كنظام متكامل لاستعادة النظام البيئي لحماية الكوكب، ومهدت مصر لربط حقيقي بين ملفات المناخ والتنوع البيولوجي فخرج الاطار العالمي للتنوع البيولوجي في قلبه المناخ واستضافت مصر مؤتمر المناخ COP27 وفي قلبه التنوع البيولوجي وخرج بقرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار .
واكدت ان المضي نحو الانتقال العادل في مصر ينبع من دورها الإقليمي والعربي في توحيد الجهود، كما قادت خلال رئاستها لاتفاقية حماية البحر الأحمر وخليج عدن (برسيجا) في السنتين الأخيرتين إعادة هيكلة الشق المؤسسي للاقتصاد الأزرق والفرص الواعدة له وكيفية دعم صغار الصيادين ، والعمل على الخروج بافكار مبتكرة لجذب مزيد من استثمارات القطاع الخاص في مجال صون الموارد الطبيعية، مشددة على التطلع للتعاون مع الاتحاد الأوروبي انطلاقا من دورها الإقليمي لإثبات مصداقية العمل متعدد الأطراف.
كما أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، حرص مصر على تعزيز موقف الدول النامية في اجتماعات اتفاقية البلاستيك INC5، وان مصر بدأت بنفسها في إطلاق جلسات تشاورية مع مختلف اصحاب المصلحة لتعريفهم بالمشكلة الحقيقية للتلوث البلاستيكي وتأثيره وكيفية مواجهته، من خلال خلق بدائل مناسبة، كما اتخذت عددا من الاجراءات ومنها قرار مواصفات الأكياس البلاستيكية احادية الاستخدام، وتبني نظام المسؤولية الممتدة للمنتج كخطوات مهمة نحو التحول الاخضر برغم الأوضاع الاقتصادية والحراك المجتمعي.
من جانبها، أعربت سفيرة الاتحاد الأوروبي عن التطلع للتعاون مع مصر في تحقيق التحول الاخضر والذي يعد من المجالات ذات الأولوية للاتحاد الأوروبي، في ظل الشراكة الاستراتيجية المشتركة، خاصة مع تبني الصناعة بالفعل لاجراءات التحول الاخضر ، وايضا التعاون في وضع المؤشرات الخاصة بالانتقال الاخضر العادل، لتقديم رسالة مهمة للعالم في كيفية إثبات مصداقية النظام متعدد الأطراف، والبناء على التعاون الممتد مع مصر في عدد من المجالات التي تمهد للتحول الاخضر ومنها توافق الانبعاثات الصناعية وإدارة المخلفات، والاقتصاد الأزرق.
وتناول اللقاء ايضا مناقشة التعاون المشترك في مجال الاقتصاد الأزرق والتنوع البيولوجي، خاصة مع عمل وزارة البيئة على الانتهاء من الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الأزرق واستضافة اتفاقية برشلونة للحد من التلوث في البحر المتوسط نهاية هذا العام، وإمكانية التعاون من خلال مشروع جديد يختص بصون التنوع البيولوجي والسياحة البيئية ودعم المجتمعات المحلية ومكافحة التلوث البلاستيكي.
واشارت الوزيرة إلى إمكانية الاستفادة من مخرجات المشروعات المنفذة مع شركاء التنمية ومنها مشروع السياحة البيئية ومشروع حماية الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر ووحدة البلاستيك بالوزارة ومشروعاتها.
كما ناقشت وزيرة البيئة اولويات التعاون المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي كفرص واعدة، وعلى رأسها مجال التكيف، باعتباره يمس الأمن الغذائي والحياة اليومية للمواطن، مشيرة إلى إمكانية مساهمة الآتحاد الأوروبى فى صندوق الطبيعة الذى تعمل الوزارة على تأسيسه ليخدم مجال السياحة المستدامة لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في صون الطبيعة والسياحة البيئية ، خاصة مع العمل على الانتهاء من الخطة الوطنية للتكيف، وخريطة تفاعلية لقطاعات مختلفة متضمنة الزراعة والمياه، وترجمة خطة المساهمات الوطنية لفرص استثمارية، بالإضافة إلى تحويل مشروعات التكيف لفرص استثمارية أسوة بقصة نجاح الطاقة المتجددة من خلال تدخل شركاء التنمية لتقليل مخاطر الاستثمار ونشر التكنولوجيا قليلة التكلفة ودخول القطاع الخاص.