التحذير الأخير.. التلغراف: لندن وواشنطن قد تصدران بيانا تحذيريا غير مسبوق للحوثيين بسبب الهجمات على السفن
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
(عدن الغد)متابعات.
بعدما كثر الحديث عن استعداد بريطاني لشن ضربات جوية ضد الحوثيين في اليمن وسط التوترات المتصاعدة بشكل كبير في البحر الأحمر جراء هجماتهم ضد السفن التجارية، اتضح جديد على الأمر.
فعلى ما يبدو، تعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بيانا مشتركا غير مسبوق يعطي الحوثيين "تحذيرا أخيرا" لوقف هجماتهم، وفقا لصحيفة "التلغراف".
ولفت التقرير إلى أن أي هجوم من المرجح أن تقوده الولايات المتحدة، وأن مناقشات جارية بشأن انضمام دول أخرى للبلدين.
كما كشف عن أن أحد الخيارات قيد الدراسة في وزارة الدفاع البريطانية، ويتضمن نقل الفرقاطة لانكستر، التي تعمل في منطقة الخليج، إلى البحر الأحمر لتكون مع دياموند.
وأشار أيضا إلى أنه من غير المرجح أن يحدد البيان أي عمل عسكري، لكن الصحيفة نوهت بتصريح وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، الذي زعم أنه بحال استمر الحوثيون فيما أسماه "تهديد الأرواح والتجارة، فستضطر بلاده إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة"، وفق كلامه.
إلى ذلك، أشار كبار مسؤولي الدفاع الأميركيين إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن لن تعلن عن خططها العسكرية مقدما، لكنهما لم يستبعدا "احتمال شن ضربات جوية في المستقبل القريب".
يشار إلى أن وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، كان أكد أن الحكومة لن تتردد في اتخاذ "إجراءات مباشرة" لمنع تلك الهجمات الحوثية وردعها.
وقال "لا ينبغي أن يكون هناك أي سوء فهم لدى الحوثيين، فنحن ملتزمون بمحاسبة الجهات المسؤولة عن تلك الهجمات غير الشرعية".
جاء هذا التلميح البريطاني بعد إسقاط القوات الأميركية أمس صاروخين باليستيين مضادين للسفن أطلقهما الحوثيون على سفينة حاويات بالبحر الأحمر، بعد ساعات من محاولة أربعة زوارق مهاجمة نفس السفينة.
ما دفع القوات الأميركية إلى إطلاق النار، وإغراق ثلاثة من القوارب، ما أدى إلى مقتل 10 من عناصر الميليشيات.
فيما أعلن الجيش الأميركي أن هذا الحادث الأخير يمثل الهجوم الحوثي الثالث والعشرين على الشحن الدولي منذ 19 نوفمبر الماضي (2023).
ومنذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر 2023، بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، شن الحوثيون عشرات الهجمات ضد سفن تجارية متجهة نحو إسرائيل أو تعود ملكيتها لإسرائيل، بحسب زعمهم. فيما كانت 8 من أصل 20 سفينة تعرضت لهجمات في الثلاثين يومًا التي سبقت 25 ديسمبر الماضي، إما مسجلة في المملكة المتحدة، أو كان طاقمها يحمل مواطنين بريطانيين أو بضائع متجهة إلى بريطانيا.
في المقابل، أرسلت واشنطن مدمرات وأعلنت إطلاق عملية "حماية الازدهار" لتأمين سلامة الملاحة الدولية في هذا الممر المائي المهم عالمياً، وسط ارتفاع منسوب القلق الدولي من توسع الصراع مع استمرار الأعمال العدائية.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
الحوثيون.. سلاح طهران الأخير
قبل أن تقرأ ليس فى هذه الكلمات أى تربص أو تصيد أو محاولة إلقاء اللوم أو التبعة على أحد أيًّا كان.. ذك تنويه لا بد منه فى ضوء أن قراءتنا لما يقدم من مشاهد وتطورات نعيشها حاليا على صعيد الأحداث الساخنة فى المنطقة تنطلق من موقف مسبق.
أقول ذلك بمناسبة التصعيد الكبير الذى حدث على جبهة المواجهة بين الحوثيين فى اليمن وإسرائيل. طبعا من حق أى مواطن عربى لديه إيمان بعروبته وبعدالة القضية التى ينتصر لها أن يفرح بكل ما ينال من إسرائيل فى ضوء تاريخها الأسود مع العرب وآخرها عمليات الإبادة التى تمارسها وبإمعان وعلى مهل تجاه الفلسطينيين العزل فى غزة.
من بين ما يجرى فإن عمليات الحوثيين تحقق هذه الحالة حيث تقض مضاجع الإسرائيليين وتخرجهم من حالة الأمان الكامل التى ربما طالت بفعل عدم تعرض المدن الإسرائيلية للعمليات العسكرية على مدار عقود، إلى أن تم كسر هذه الحالة على أشكال متفاوتة فيما بعد طوفان الأقصى سواء من قبل حماس أو حزب الله فيما بعد أو جماعة الحوثيين فى اليمن أو تلك التى قامت بها حركة المقاومة الإسلامية فى العراق أو باختصار تلك العمليات التى تمت من قبل ما اصطح على تسميته أو وصفه بمحور المقاومة أو جبهة الإسناد.
لا يمكن إنكار أن تلك الجبهة حققت على مدار العام أو أكثر قليلا ما لم يتم من قبل ونقلت المعركة إلى داخل إسرائيل رغم أن التكلفة كانت باهظة وعالية وهذا جانب يجب استيعابه بشأن المواجهات والمعارك بين الدول أو أشباه الدول ممثلة فى حركات المقاومة.
غير أن مسار الأوضاع فى المنطقة يفرض علينا التساؤل حول سيناريوهات المواجهة بين الحوثيين واسرائيل وهل تسلك نهاية مختلفة عن باقى المواجهات؟ لقد كشفت الفترة الماضية أن الحوثيين كانوا رقما صعبا فى معادلة المواجهة مع إسرائيل، بعيدا طبعا عن بعض التأثير السلبى لعملياتهم على الجانب العربى فيما يتعلق بحركة الملاحة، وما زالوا حتى اللحظة يمثلون تحديا سواء للولايات المتحدة أو بريطانيا فضلا بالطبع عن إسرائيل التى تتوعد الجماعة بتصفية الحساب معها فى ضوء ما ألحقته بالدولة العبرية من خسائر وأضرار على مستوى صورتها كقوة لا يمكن أن يتم النيل منها.
السؤال هل يمثل الحوثيون استثناء من قاعدة مواجهة اسرائيل لمحور المقاومة؟ بعيدا عن العوامل التى أسهمت فى تعزيز موقف تل ابيب سواء كانت إقليمية أم دولية، فإنها نجحت فى مواجهة حماس فى غزة، وغيرت من معادلة الموقف الذى فرضته طوفان الأقصى، كما قضت بشكل جزئى على قدرات حزب الله، وأجهزت أخيرا على ما تعتبره خطرا من الجبهة السورية بإسقاط نظام الأسد وبالتالى قضت على نفوذ إيران هناك، فيما يبدو أنها حيدت ذلك القلق الناجم عن الصواريخ القادمة من العراق ولم يتبقَّ أمامها سوى عمليات الحوثيين. وفى ضوء الحقيقة التى لا يمكن انكارها بشأن ارتباط محور المقاومة بإيران، يبدو أن العمليات الحوثية تمثل الورقة الأخيرة التى تلعب بها طهران من أجل الحفاظ على صورتها على الأقل دون أن يكون فيما نقول تقليل مما يقوم به الحوثيون.
رغم كل الآمال بنجاح أى جهد يحاول تقويض قدرات إسرائيل فى ضوء استفحال خطرها فى المنطقة، حتى لو بمنطق عدو عدوى صديقى، وهو فى حالتنا غير قائم فى حدود رؤيتنا للأمور، إلا أنه للأسف فإن الظروف الإقليمية بل والدولية خاصة مع قرب تولى ترامب الحكم تشير إلى أن الإجهاز على روح المقاومة بكل أشكالها وأنواعها ربما يكون هو الأرجح.. السيناريو الذى ندعو الله ألا يحدث!
[email protected]