مستشار مفتي الجمهورية: ذاكرة التطرف رصدت أضخم مكتبة إلكترونية رقْمية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
أكَّد الدكتور إبراهيم نجم – مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الذاكرة الرصدية للتطرف جزء لا يتجزأ من أدوات نجاح دار الإفتاء المصرية، والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، ومركز سلام لدراسات التطرف؛ كونها تمهِّد لفهم جذور الفكر المتشدد والمتطرف لمعرفة أسبابه ومبرراته، حتى يتم العمل على تحليل وتفكيك خطاباته ومقولاته المتطرفة والأسس التي قام عليها هذا الفكر المتطرف"، فضلًا عن أن الذاكرة توفِّر مجموعةً كبيرة من الدراسات والأبحاث الفكرية لاستجلاء ظاهرة التطرف التي يعاني منها العالم أجمع ومواجهتها.
وأشار د. نجم، إلى أن الأداة الرصدية لمركز سلام لدراسات التطرف، أثْرَت جهود علماء دار الإفتاء وباحثي مركز سلام في تفكيك المحتوى المتطرف، وإعداد الخطط الرصينة والمحكمة لتحصين المجتمعات بشكل متواصل لتفويت الفرصة على مجرمي التنظيمات الإرهابية الذين يَسعون لضرب استقرار المجتمعات، وتجنيد الشباب وإسقاطهم في براثن الإرهاب عن طريق نشر الفكر المتطرف والعنيف بشكل دَوري ومتجدد على شبكة الإنترنت.
وأكَّد مستشار مفتي الجمهورية أنَّ آليـة الرصد للذاكرة الرصدية للتطرف شهدت تطورًا سريعًا وملحوظًا في الآونة الأخيرة، حيث أشار إلى أنَّ الذاكرة الرصدية للتطرف، رصدت أضخم مكتبة إلكترونية رقمية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، بحجم 3 تيرا بايت، البوابة الأخطر للتطرف العنيف على شبكة الإنترنت، لكونها تشتمل على أرشيف ضخم من إصدارات التنظيم المرئية والمسموعة والمكتوبة، والنتاج الفكري المتطرف لمجرمي الفكر التكفيري القديم والحديث والفتاوى الشاذة والمتطرفة لهم.
وعن آلية رصد المحتوى المتطرف على السوشيال ميديا، أكَّد الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أنَّ الذاكرة الرصدية للتطرف التابعة لمركز سلام لدراسات التطرف بدار الإفتاء المصرية، رصدت المحتوى المتطرف على منصات التواصل الاجتماعي (فيس بوك، إكس، إنستجرام، تليجرام، يوتيوب، تيك توك، تيك هيفن... إلخ)، وكان من أهم المنصات الواسعة الانتشار لدى المتطرفين، منصة التليجرام، حيث رصدت الذاكرة الرصدية المحتوى المتطرف بها من كتب وكتيبات ومطويات وإصدارات مرئية ومسموعة لعدد من التنظيمات الإرهابية، وبلغ عدد المحتوى المتطرف المرصود على قنواتهم (846265) محتوى متطرفًا بعدَّة لغات، والعمل جارٍ على حذف المحتوى المتطرف والحسابات المشاركة في قنوات التطرف على التليجرام بشكل نهائي. وتسعى دار الإفتاء المصرية إلى التعاون مع مسئولي إدارات وسائل التواصل الاجتماعي بما يساهم في مواجهة واستئصال المحتوى المتطرف وانتشاره في المجتمعات، لبناء مجتمع آمن ومستدام، يعكس قِيَم الاعتدال والتعايش.
وأوضح الدكتور إبراهيم نجم أن إدارة الرصد والتحليل التابعة لمركز سلام، رصدت العديد من الفتاوى الشاذة والمنحرفة والعديد من النماذج للسلوك المنحرف وحددت مصادر التأثير التي قد تُسهم في تعزيز التطرف. وعلى ضوء هذه الجهود، تم اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي للظاهرة والعمل على توعية المجتمع حول مخاطرها. ووضعت مجموعةً من الخُطط والأهداف؛ بهدف إحداث نُقلة كبيرة في مجابهة الفكر المتطرف والتكفيري، وتحصين المجتمعات من الأفكار الهدَّامة.
وأعلن مستشار مفتي الجمهورية عن مجموعة من الخطط المستقبلية للذاكرة الرصدية للتطرف لتكون بمنزلة منصَّة رقْمية عالمية، منها: تعزيز التعاون بين مركز سلام لدراسات التطرف والمراكز البحثية العربية والأجنبية، وإصدار موسوعة للفتاوى الشاذة والمتطرفة لأبرز التنظيمات التكفيرية ومجرمي الفكر التكفيري الحديث، وإعداد كتاب إلكتروني بعنوان "منصات التطرف"، وإصدار موسوعة تحليلية تحت عنوان "قراءات في التطرف".
جدير بالذكر أن الذاكرة الرصدية والمكتبة الإلكترونية لدراسات التطرف أُطلقت ضمن فعاليات المؤتمر العالمي الأول الذي نظَّمه مركز "سلام" لدراسات التطرف، بعنوان: "التطرُّف الديني المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة"؛ وذلك تحقيقًا لرؤية الدولة المصرية وقيادتها في مكافحة التطرف والإرهاب في العصر الرقْمي، وتحتوي الذاكرة الرصدية للتطرف على الكتب المؤسِّسة للتطرف، والأدبيات والمراجع والموسوعات الرئيسية المهمَّة التي ترتكز عليها أغلب أنشطة الجماعات التكفيرية والتنظيمات الإرهابية في بناء أفكارها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مستشار مفتي الجمهورية ذاكرة التطرف رصدت أضخم مكتبة إلكترونية لتنظيم داعش الإرهابي مستشار مفتی الجمهوریة سلام لدراسات التطرف
إقرأ أيضاً:
هجوم مُضاد في بلجيكا ضدّ تسلل تنظيم الإخوان الإرهابي إلى المدارس
على إثر حملة من التهديدات التي شنّها تنظيم الإخوان الإرهابي وغيرها من منظمات الإسلام السياسي لاستهداف مؤلفي كتاب عن الإسلاموية في المدارس لترهيبهم، مما أدّى لإحداث صدمة في المُجتمع البلجيكي، بدأت أخيراً حملة سياسية وإعلامية مُضادة تهدف لإعلاء الصوت ضدّ التطرّف والإرهاب.
وهزّ تحقيق تمّ نشره عن كتاب للصحفيين البلجيكيين الناطقين بالفرنسية جان بيير مارتن، ولورانس دونت، حول خطورة عدم منع تسلل التطرّف الإسلاموي والإسلام الراديكالي إلى المدارس، أوساط التنظيم الإرهابي ومنظمات الإسلام السياسي التي شنّت حملة لمنع عقد مؤتمر قبل يومين حول الكتاب، مواصلة تهديداتها ضدّ أي نقاش مُستقبلي مُحتمل.
Islam radical à l’école, enfin la contre-offensive en Belgique ?
Les intimidations visant les auteurs d’un livre sur l’islamisme en milieu scolaire choquent le pays. Entretien avec les auteurs, Laurence D’Hondt et Jean-Pierre Martin.
➡️ https://t.co/XF59hIr8vf
Par @ErwanSeznec pic.twitter.com/uXkXXu6ut9
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي إروان سيزنيك، أنّه تم إلغاء عقد مؤتمر حول الكتاب في إحدى أشهر مكتبات بلدية تتبع للعاصمة البلجيكية بروكسل، وذلك لأسباب أمنية. وأثار القرار ضجة غير متوقعة في بلد اعتاد على المماطلة في مواجهة تصاعد التطرّف الإسلاموي.
واستهدفت مجموعة شبابية من الإخوان شركة (فناك) المعروفة في عالم المكتبات بالتهديد بأعمال عنف وتخريب ممتلكات، وذلك سعياً لتخويف الموظفين وإجبارهم على إزالة الملصقات الإعلانية التي كانت تدعو لحضور المؤتمر وسحب الكتاب من التوزيع، وهو ما حصل بالفعل. وأعلن الناشر والمكتبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن إلغاء الحدث دون تقديم تفاصيل من جهتهم عن أسباب هذا الإلغاء.
Belgique : la présentation d’un livre sur l’islamisme à l’école annulée après des menaces contre ses deux auteurs https://t.co/PiftCeh4JS
— François Beaudonnet ???? (@beaudonnet) November 17, 2024بالمُقابل قال مسؤول في الشرطة البلجيكية: "لقد اتخذت الشركة وحدها قرار إلغاء الحدث ولم يتم اتخاذه بناءً على أوامر من الشرطة". وكان عمدة المدينة قد طلب من الشرطة إرسال عدد من العناصر بملابس مدنية إلى موقع المؤتمر الملغي، حيث لاحظوا استمرار وجود التهديدات واتخذوا إجراءات بشأنها.
تزايد نفوذ الحركة الإسلامويةيأخذ الكتاب، الذي كتبه صحفيان حول فكرة أنّ (الدين ليس في المدرسة)، شكل تحقيق يُسلط الضوء على النفوذ المتزايد للإسلامويين في المدارس البلجيكية والطريقة التي يعُارض بها نشطاؤها قيم المدارس الغربية. وجاء في الكتاب "يتخوّف المعلمون ويترددون في تدريس المواضيع والقيم، مثل المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة، واحترام الحرية الفردية، وحرية الضمير والعبادة...".
Na intimidaties in Gent & na politiek vandalisme in Brussel is het bedreigen van auteurs een nieuws dieptepunt voor onze vrijheden en vrije meningsuiting.
We mogen dit nooit tolereren. We zullen dit nooit tolereren.
Ik verwacht dat alle politici dit samen met mij streng… pic.twitter.com/5D4aSpvE5A
وتمّ تقديم الكتاب على أنه "صرخة إنذار" حقيقية، فهو يجمع شهادات من المعلمين يتحدثون عن وحدتهم وخوفهم في مواجهة الأيديولوجية الإسلاموية الموجودة في فصولهم الدراسية، وعدم تمكّنهم من طرح ومُناقشة الكثير من المواضيع المُهمّة، وهو موضوع أصبح أكثر حساسية من أي وقت مضى، كما يتضح من إلغاء هذا الحدث.
هجوم مُضادواستنكر جان بيير مارتن، أحد مؤلفي الكتاب، ما حدث بقوله "أولئك الذين يريدون فرض الرقابة على هذا الكتاب، وللأسف لن يقرأوه أبداً، يكرهوننا ويسعون إلى تخويفنا". كما رفضت المؤلفة المُشاركة لورانس دونت فكرة إلغاء المؤتمر "هناك تهديدات خطيرة ضدّ أي شخص يريد الدفاع عن حرية التعبير"، مُطالبة بمناقشة الكتاب بحضور الشرطة.
Belgique : la présentation d’un livre sur l’islamisme à l’école annulée après des menaces contre ses deux auteurshttps://t.co/jqF5LaTLcb
— ???????????????????????????? ???????????????? ???????? (@JacquesFush) November 18, 2024من جهتها علّقت وزيرة الدولة وعضو حكومة يمين الوسط أليكسيا برتراند، التي تتولى السلطة في بلجيكا، أن "تهديد الجناة يُشكّل ضربة جديدة لحرياتنا وحرية التعبير"، وعبّرت عن استيائها بالتأكيد على أنه "يجب ألا نتسامح أبداً مع ما حصل".
وأثار إلغاء المؤتمر أيضاً ردود فعل قوية في صفوف كثير من السياسيين البلجيكيين، الذين أدانوا بقوة ما اعتبروه أعمال الترهيب والعنف السياسي في بروكسل، مؤكدين أن تهديد الجناة يُمثل ضربة جديدة للديموقراطية وحرية التعبير.
جان بابتيست جيرو، الكاتب والخبير في شؤون الإسلام السياسي، قال في تحليل له تعليقاً على إلغاء المؤتمر بسبب تهديدات الإخوان والإسلام السياسي "لقد كانت المدرسة دائماً هدفاً، منذ إنشاء تنظيم الإخوان الإرهابي عام 1928 على يد أحد المعلمين، والذين حرّم نقاش الكثير من المواضيع، ولهذا السبب لا يريد هؤلاء المُتطرّفون المدارس الغربية.
وأدان جيرو الضغوط التي تُمارسها بعض الحركات الإسلاموية في المدارس البلجيكية حيث لم يعد من الممكن مناقشة حتى موضوعات علمية أو تاريخية بحرية. مُذكّراً باغتيال المدرسين الفرنسيين صامويل باتي ودومينيك برنارد في الأعوام الأخيرة لأسباب أصولية ومُتطرّفة.