موقع النيلين:
2025-02-23@19:02:46 GMT

أسئلة صعبة في زمن حويصلة الوزة

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT


ارتفعت خلال الأيام القليلة الماضية الدعوات لتسليح المواطنين السودانيين. إن الحجة الداعمة للمقاومة الشعبية المسلحة واضحة وبسيطة: لقد ارتكب الجنجويد أعمال عنف مدمرة ضد المواطنين المدنيين المسالمين العزل في كل مكان، بما في ذلك الاغتصاب والنهب والقتل على نطاق واسع. وبما أن الجيش فشل في حماية المواطن من عنف الجنجويد، فإن الشيء الوحيد المتبقي للمواطنين هو تسليح أنفسهم لحماية حياتهم وسلامتهم وممتلكاتهم ومدنهم.

إن الدعوة إلى حمل السلاح يتبناها الإسلاميون، ولكن أيضا يتم تبنيها من قبل أشخاص ليسوا إسلاميين، وبعضهم ظل من أعداء الإخوان مدى الحياة.

وكما هو متوقع، أعرب العديد من الصادقين والصالحين عن تحفظاتهم، وزعموا أن تسليح المواطنين ينطوي على مخاطر كبيرة قد تنتهي بحدوث فوضى كاملة.

لكن بالطبع كانت آلة الدعاية الجبارة الموالية للجنجويد مفرطة النشاط في معارضة تسليح المواطنين رأفة بالجنجويد من يتم إيقافهم بعمل شعبي مضاد.

وياتي هذا المنحي من جهات روجت للعمل المسلح لعقود ضد البشير وخدمت كعضوية أو تحالفت مع ميليشيات تمت إدانتها بجرائم حرب من قبل أكبر منظمات حقوق الأنسان ومن الأمم المتحدة. حلال عليهم العمل المسلح المعرقن والمستند علي القبيلة حين يناسبهم، حرام علي غيرهم. نفاق.

لقد كنت طوال حياتي وما زلت ضد العمل السياسي المسلح، منذ أن كان المتحولون الجدد إلى السلام يشنون الحرب ضد نظام الأخوان ويضفون الشرعية على الميليشيات العرقية ضد نظام البشير.

ولم أغير موقفي أبدا إلي يومنا هذا وأشير إلى أن التحفظات على تسليح المواطنين مشروعة، أتفقنا أم أختلفنا، سواء أن عبر عنها مواطنون شرفاء أو أبواق تحالف الجنجويد.

لكن الوقوف ضد تسليح المواطنين للدفاع عن أنفسهم ضد إرهاب الجنجويد يفرض سؤالاً على معارضي التسلح “كيف تنصح العزل بالدفاع عن أنفسهم”؟ – أم تريدهم أن يجلسوا على مؤخراتهم ويتلقوا ويقبلوا الاغتصاب والنهب الجنجويدي ثم يديروا لهم الجمبة الايسر؟
ويجب أن تعلم أن شعار لا للحرب طوال تسعة أشهر دامية لم يحقق شيئا، ولم يحم امرأة مغتصبة واحدة أو مسلاتي مباد عرقيا.

وبغض النظر عمن يطيل أمد هذه الحرب، فهل على المواطنين أن يجلسوا ويقبلواعنف الجنجويد الذين أخرجوهم من دورهم حتى يتفق أعداء السلام على وقف الحرب، سواء كانوا الجنجويد أو الإخوان أو البرهان؟

ومن السخافة والكذب الشديد القول بأن هذه الحرب بين الجنجويد وجيش الإخوان حصراً وأن الشعب لا ناقة له فيها ولا جمل لأن هذا الادعاء تكذبه حقيقة أن الجنجويد يرهبون وينهبون ويغتصبون المدنيين العاديين العزل ويدفعونهم للفرار والهرب من مدينة إلى أخرى لأنهم يعرفون ما يحدث عندما يحتل الجنجويد مدنهم.

كما أن هذا الادعاء تدحضه حقيقة أن الجنجويد يهاجمون المدن وحتى القرى التي لا يوجد بها إخوان ولا جيش ولا أهمية استراتيجية لها أو وعسكرية بما في ذلك قري لم يسمع بها أحد من فرط هامشيتها وبساطتها . ومهما كانت هذه الحرب فهي أيضا حرب ضد المواطن السوداني في بيته وماله المنهوب وفي أجساد نسائه وضد مؤسسات الدولة كما تشهد بذلك البنوك المحروقة وغيرها من الأصول العامة والبني التحتية المدمرة عمدا.

الحقيقة أنه لا توجد إجابة سهلة لمشكل تسليح الشعب في بيئة أصلا مسلحة تعج بعشرات المليشيات الأثنية كما أن هناك اثنيات داخلة باكثر من صرفة مليشية.

سنحترم المعارضين للتسليح المتسرع، ونحن منهم، لو توقفوا عن تشجيع العنف الجنجويدي ببذل الغطاء السياسي والاعلامي الذي يوفر له الحماية في الداخل والخارج بما يساعده علي الأستمرار. وسنحترمهم أكثر لو ساهموا في فضح وإدانة العنف الجنجويدي في الدخل والخارج بدلامن توفير الغطاء السياسي له.

آخر كسرة في عام ٢٠٢٣ الأكثر برازية: في زمن ما ، كنا نختم كل عام بأغنية “لا تحلموا بعالم سعيد فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد ! وخلف كل ثائر يموت أحزان بلا جدوى “. وبتاويل القصيدة يمكن أن ننفي عنها التشاؤم المغلق ثم نفسرها علي أنها أيضًا تحذيرا واضحا لنا بأنه سينتهي بنا أمر التاريخ إلى عالم أسوأ إذا واصلنا في هذا المسار الغبي من العمل الاجتماعي والسياسي. القصيدة نبوءة تهدف لمنع تحققها بتشجيعنا على تغيير سلوكنا لتجنب مستقبل أسوأ.

معتصم اقرع

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: تسلیح المواطنین

إقرأ أيضاً:

كيف يُموّل الإخوان جرائمهم في فرنسا؟

ناقشت محطة إذاعية فرنسية طرائق تمويل الإرهابيين، وخاصة تنظيم الإخوان، لجرائمهم على الأراضي الفرنسية، مُتحدّثة عن غسيل الأموال، والفساد، وأموال المخدرات وصفقات الأسلحة، فضلاً عن التبرّعات المشبوهة لأغراض تبدو إنسانية، كمصادر مُتعددة لتمويل الإرهاب.

واستضافت شبكة "سيد راديو" المعروفة باستقطاب أهم الشخصيات الفرنسية في برامجها، ناتالي جوليت، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي عن الحزب الجمهوري، في حلقة مُطوّلة قدّمت خلالها قراءة لكتابها الأخير (أموال الإرهاب)، الصادر قبل أيّام عن دار "شيرش ميدي" الفرنسية للنشر.
وسبق للسيناتور أن طلبت من السلطات الفرنسية تشكيل لجنة تحقيق في الشبكات الإرهابية، شاركت بنفسها في رئاستها. كما قدّمت تقريراً عن تمويل الإرهاب إلى الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي (الناتو). 

Comment se financent les terroristes en France ? Les détails avec Nathalie Goulet (@senateur61)https://t.co/xAN6rkzzLY pic.twitter.com/HRTKxE5JJF

— Sud Radio (@SudRadio) February 19, 2025 قنوات تمويل بسيطة!

في فرنسا وأوروبا، تُواجه الأعمال الإرهابية، على حدّ تعبير ناتالي جوليت "قدراً كبيراً للغاية من التسامح والسذاجة. ذلك أنّ دوائر تمويل الإرهاب تستخدم نفس الآليات التي تستخدمها دوائر وأجهزة التخلف المالي". لتُحذّر من أنه "ما دام لدينا هذا التسامح في التعامل مع غسيل الأموال ومع المخدرات، وما دام لم نُكافح الملاذات الضريبية والاحتيال الضريبي، فسوف نواجه صعوبة في مكافحة تمويل الإرهاب بفعالية".


وأوردت السيناتور الفرنسية مثالاً بسيطاً لفهم الأمور بشكل أفضل، وهو دعوة للتبرّع عبر المنصّات الإلكترونية "سنجد على شبكات التواصل الاجتماعي طلباً عبر الإنترنت لجمع تبرعات لهدف عادي تماماً، كمستشفى في سوريا أو في لبنان. وسوف يتبرّع الناس إلى حساب بنكي مجهول، ليتم بعدها تحويل الأموال الموجودة في هذا الحساب إلى الخارج وسحبها نقداً واستخدامها لشراء أسلحة أو شيء من هذا القبيل." مؤكدة أنّه أمر بسيط للغاية، ويُمارس على نطاق واسع جداً. 

Comment se financent les terroristes en France ?

Nathalie Goulet (@senateur61) :"En réalité les circuits de financement du terrorisme utilisent les mêmes circuits que la délinquance financière."https://t.co/xAN6rkzzLY pic.twitter.com/0wo7YYpAZS

— Sud Radio (@SudRadio) February 19, 2025 مسؤولية الاتحاد الأوروبي

وفي المجال القانوني، لدينا أيضاً عوامل تُسهّل من تمويل الإرهاب، ومن بينها مؤسسات الاتحاد الأوروبي، فالأمر معه رائع (بالنسبة للمُتشدّدين)، تقول جوليت، فهو يمنح مئات الآلاف من اليورو للجمعيات المُرتبطة بشكل واضح بتنظيم الإخوان الإرهابية والإسلام المُتطرّف.
وخلال بحثها عن تفاصيل ميزانية الاتحاد الأوروبي، خلصت إلى أن المفوضية الأوروبية هي التي تقرر كل ذلك، لكن "وباسم التنوّع والتسامح، سنُموّل أعداءنا. هذه هي الحقيقة. ومُكافحتها مُعقّدة للغاية." لتكشف عضو مجلس الشيوخ الفرنسي عن وجود بعض المُحاولات للتدخل اعتراضاً على ذلك، ومنعه، ولكن دون جدوى. إذ هناك برأيها إفلات من العقاب تحت ذرائع سرّية المُفوّضية الأوروبية، وهو ما حال من فشل جهود فرنسا في السيطرة على هذه التمويلات المشبوهة. 

La lutte contre le #Blanchiment doit être au cœur de la bataille contre la criminalité organisée et le financement du #terrorisme .. vous découvrirez des développements particulièrement détaillés dans mon livre à paraître le 9 janvier @lecherchemidi l’Argent du terrorisme ! pic.twitter.com/8DMbcONHt6

— Nathalie Goulet (@senateur61) January 2, 2025

يُذكر أنّه اندلعت توترات شديدة في البرلمان الأوروبي نهاية العام الماضي، وذلك بعد أن قدّم برلمانيون فرنسيون أمثلة عن الأموال المدفوعة لجامعات ومنظمات وجمعيات محسوبة على الإسلام السياسي، وتتبع بشكل خاص تنظيم الإخوان الإرهابي.

أنشطة قد تبدو غير ضارّة!

من جهته قال المستشار الدولي والخبير في قضايا الإرهاب، جان تشارلز بريسارد، وهو مدير شركة استخبارات متخصصة في مسألة تمويل المنظمات الإرهابية الإسلاموية "هل تعتقدون أن الأنشطة غير القانونية فقط هي التي تُغذّي الشبكات الإرهابية؟ فوراء أنشطة قد تبدو غير ضارة، مثل شراء العقارات، أو جمع التبرّعات عبر الإنترنت، أو الاستثمار المالي، أو حتى اقتناء قطعة فنية، ربّما يكون هناك تمويل لمشاريع مميتة.
ولمواجهة هذا التهديد المُنتشر والانتهازي، يرى بريسارد أن المُقاومة الشرسة ضدّ الاحتيال والتهرّب الضريبي وغسيل الأموال، أمر ضروري. ولكن مع استمرار تطوّر الطرق التي يتم بها تمويل الإرهاب وزيادة تعقيدها، أصبح من الصعب على نحو مُتزايد القضاء على هذه الظاهرة.
وذكر الخبير الفرنسي في مُكافحة الأعمال الإرهابية، أن تحقيقات ناتالي جوليت، المُوسّعة في كتاب "أموال الإرهاب"، تُقدّم نظرة عامة كاملة على الحيل المُستخدمة والتدابير المُضادة التي من الممكن القيام بها، مُشيراً إلى أنّ هذا الكتاب يُعدّ عملاً أساسياً لفهم أسرار تمويل الإرهاب ومُكافحته بشكل أفضل.

مقالات مشابهة

  • سيعود الجنجويد إلى متابعة هزائمهم واحباطاتهم وربما تشائموا بالتحالف الجديد
  • 7 أسئلة لفهم ما جرى مع عائلة بيباس من الأسر حتى التسليم
  • أسئلة خشنة وإجابات مُرّة
  • «تسليح القابضة» تكرّم عيسى المهيري
  • إسحاق البلوشي يزور جناح «تسليح»
  • نائبة: سلاح الشائعات يظل تهديدًا مستمرًا للوطن ووعي المواطنين خط الدفاع الأول ضد هذه الحرب
  • حكومة الجنجويد ( الجزيرة نموذجا )
  • كيف يُموّل الإخوان جرائمهم في فرنسا؟
  • لا تتوقع من المشتركة أن تحارب الحلو أو عبدالواحد نور ما لم يهاجموا الفاشر مع الجنجويد
  • «MILO Live» و«تسليح القابضة» تتعاونان لتعزيز التميز الدفاعي في آيدكس