خبراء يتوقعون 3 سيناريوهات لمستقبل حرب أوكرانيا في 2024
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
سرايا - مع اقتراب الصراع في أوكرانيا دخول عامه الثالث، فإن الخطوط الأمامية تحركت بالكاد خلال الأشهر القليلة الماضية. لكن هل يمكن أن يتغير مسار الحرب في عام 2024؟
وحيث اعترف الرئيس فولودومير زيلينسكي بأن هجوم الربيع الذي شنته بلاده لم يحقق النجاح الذي كان يأمل فيه. ولا تزال روسيا تسيطر على نحو 18 في المئة من مساحة أوكرانيا.
قام موقع "بي بي سي" بسؤال 3 محللين عسكريين حول توقعاتهم عن كيفية تطوّر الأحداث خلال الأشهر الـ 12 المقبلة وكانت الإجابات كالتالي :
سوف تستمر الحرب ولكن ليس إلى أجل غير مسمى
أجاب باربرا زانتشيتا، من قسم دراسات الحرب، في "كينغز كوليدج" بلندن أنه لا يزال الوضع في ساحة المعركة غير مؤكد. يبدو أن الهجوم الشتوي الذي تشنه أوكرانيا قد توقف. ولكن لا يوجد اختراق روسي أيضاً. وباتت نتيجة المعركة تعتمد، أكثر من أي وقت مضى، على القرارات السياسية التي يتم اتخاذها على بعد أميال من مركز الصراع، في واشنطن وبروكسل.
فقد بدأ الموقف الموحد المثير للإعجاب الذي أظهره الغرب في عام 2022، واستمر طوال عام 2023، في التأرجح.
فقد باتت حزمة المساعدات الدفاعية الأمريكية رهينة لما وصفه الرئيس بايدن بـ "السياسات الشحيحة" في واشنطن. ويبدو أن مستقبل المساعدات الاقتصادية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي يعتمد على الموقف المتنافر الذي تتخذه المجر.
وكان التردد في عواصم الغرب كان سبباً في تشجيع بوتين. ويكشف ظهوره العلني الأخير وتصريحاته المتحدية أن روسيا، بالنسبة له، ستظل في هذا الموقف على المدى الطويل.
فهل يتمتع الغرب بالقوة والقدرة على التحمل للاستمرار في معارضة بوتين وكل ما يمثله؟
إن القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي بفتح محادثات العضوية مع أوكرانيا ومولدوفا ليس مجرد قرار رمزي. وهو يعني ضمناً استمرار الدعم لكييف، لأن مستقبل أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي سيكون مستحيلاً في حالة تحقيق انتصار كامل لروسيا.
وفي واشنطن، من غير المرجح حدوث انقلاب كامل في السياسة.
ففي حين أنه من المغري تصوير سيناريوهات كارثية لوقف للمساعدة الأمريكية مع ارتفاع حظوظ ترامب في استطلاعات الرأي، فإن الرئيس السابق لم ينسحب من الناتو في عام 2016. ولن يتمكن بمفرده من إحداث ثورة في نظام أمريكا المستمر منذ 75 عاماً وهو النظام القائم على شراكة طويلة الأمد عبر الأطلسي.
هذا لا يعني أن التصدعات الأخيرة في المعسكر الغربي لا معنى لها. بالنسبة للغرب، وبالتالي بالنسبة لأوكرانيا، سيكون عام 2024 أكثر صعوبة.
وبالنسبة للديمقراطيات، كان الإجماع طويل المدى على دعم الحرب دائماً أكثر تعقيداً منه بالنسبة للحكام المستبدين الذين لا يخضعون للمساءلة.
وفي حين أنه من المرجح أن تستمر الحرب طوال عام 2024، إلا أنها لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية.
ومع التردد الغربي الذي يدعم روسيا، وفي غياب انقلاب أو قضية مرتبطة بالصحة تؤدي إلى وفاة بوتين، فإن النتيجة الوحيدة المتوقعة سيكون التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض، وهو ما يرفضه الجانبان حتى الآن.
عام من تعزيز القدرات لكل من موسكو وكييف
من جهته أجاب مايكل كلارك، المدير العام السابق لمعهد رويال يونايتد سيرفيسيز بالقول :
شهد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022 عودة حرب كبرى إلى القارة الأوروبية. كان مسار الصراع في عام 2023 بمثابة إشارة إلى عودة حروب العصر الصناعي أيضاً.
كانت حروب العصر الصناعي قد دفعت أجزاء كبيرة، أو في بعض الحالات اقتصادات بأكملها، نحو إنتاج المواد الحربية باعتبارها مسائل ذات أولوية. وقد تضاعفت ميزانية الدفاع الروسية ثلاث مرات منذ عام 2021 وستستهلك 30 في المئة من الإنفاق الحكومي العام المقبل.
وهذا من شأنه أن يجعل الحرب في أوكرانيا أطول وأكثر إيلاماً من أي شيء عرفته أوروبا منذ منتصف القرن الماضي. وسوف يثبت العام المقبل ما إذا كانت روسيا ــ وموردوها في كوريا الشمالية وإيران، أم أوكرانيا ــ وداعموها الغربيون ــ الأكثر قدرة واستعداداً لتلبية المطالب الشرهة لحرب العصر الصناعي.
سيكون من الخطأ أن نقول إن الوضع في الخطوط الأمامية في أوكرانيا وصل إلى طريق مسدود، لكن الجانبين قادران على قتال بعضهما البعض بينما يحاول كل منهما القيام بمبادرات استراتيجية.
فقد تحاول القوات الروسية الدفع مرة أخرى على طول الجبهة، على الأقل لتأمين منطقة دونباس بأكملها. وربما تحاول أوكرانيا استغلال النجاح الذي حققته في إعادة فرض سيطرتها على غرب البحر الأسود وممرها التجاري الحيوي المؤدي إلى مضيق البوسفور.
ومن المرجح أن تحاول كييف أيضاً إحداث المزيد من المفاجآت العسكرية للإخلال بتوازن الغزاة الروس في بعض المناطق.
ولكن في جوهر الأمر، يبدو عام 2024 كأنه عام تعزيز القدرات لكل من كييف وموسكو.
وتفتقر روسيا إلى المعدات والقوى العاملة المدربة اللازمة لشن هجوم استراتيجي حتى ربيع عام 2025، على أقرب تقدير.
ومن ناحية أخرى، تحتاج أوكرانيا إلى التمويل والدعم العسكري الغربيين لإبقائها في الحرب خلال العام المقبل، في حين تعمل هي أيضاً على بناء قوتها الجوهرية لتهيئة الظروف الملائمة لسلسلة من الهجمات لتحرير أجزاء من أراضيها في المستقبل.
إن حرب العصر الصناعي هي صراع بين المجتمعات. وما يحدث في ساحة المعركة يصبح في نهاية المطاف مجرد أعراض لهذا الصراع.
سيتم تحديد المسار العسكري لهذه الحرب في عام 2024 في موسكو وكييف وواشنطن وبروكسل وبكين وطهران وبيونغ يانغ أكثر من تحديده في أفدييفكا وتوكماك وكراماتورسك أو أي من ساحات القتال على طول الخطوط الأمامية.
أوكرانيا سوف تضغط على روسيا حول شبه جزيرة القرم
من جهته كان جواب بن هودغز، القائد العام السابق للجيش الأمريكي في أوروبا بأن روسيا تفتقر إلى القدرة الحاسمة التي تمكنها من اجتياح أوكرانيا، وسوف تبذل كل ما في وسعها للاحتفاظ بما تحتله حالياً، مستغلة الوقت لتعزيز دفاعاتها في حين تأمل أن يفقد الغرب الإرادة لمواصلة دعم أوكرانيا.
لكن أوكرانيا لن تتوقف. إنها تخوض معركة من أجل بقائها وتدرك ما ستفعله روسيا إذا توقفت عن ذلك. ويتحدث المزيد من الدول الأوروبية الآن عن الحاجة إلى زيادة المساعدات في ضوء المخاوف من ضعف عزم الولايات المتحدة.
إلا أنني أتوقع أن تمرر الولايات المتحدة في وقت مبكر من العام الجديد حزمة المساعدات التي تأخرت في الكونغرس في ديسمبر/كانون الأول.
ولذلك، أتوقع أن تقوم أوكرانيا بما يلي في الأشهر المقبلة وهي تستعد لاستعادة زمام المبادرة:
- إعادة تشكيل الوحدات التي أنهكتها أشهر من القتال، والتي ستكون ضرورية لهجوم متجدد.
-تحسين نظام التوظيف داخل أوكرانيا لتعظيم القوى العاملة المتاحة.
-زيادة إنتاج الذخيرة والأسلحة.
-تحسين قدرتها على العمل ضد قدرات الحرب الإلكترونية الروسية القوية، مثل التشويش والاعتراض وتحديد المواقع.
وبحلول أوائل الصيف، ستكون أوكرانيا قادرة على استخدام طائرات مقاتلة أمريكية الصنع من طراز إف 16 لأول مرة، وتأمل أن يؤدي ذلك إلى تحسين قدرتها على مواجهة الطائرات الروسية وتعزيز دفاعاتها الجوية.
ويعد الجزء الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية في أوكرانيا والذي لا يزال محتلاً من قبل روسيا هو شبه جزيرة القرم، وهو ما نسميه "المنطقة الحاسمة".
وسوف تبذل أوكرانيا كل ما في وسعها لمواصلة الضغط على الروس هناك لجعل الأمر غير ممكن بالنسبة للبحرية الروسية في سيفاستوبول، وقواعد الروس القوات الجوية هناك وقاعدة موسكو اللوجستية في دزانكوي.
لقد أثبت الأوكرانيون بالفعل هذا المفهوم، فباستخدام 3 صواريخ كروز ستورم شادو التي قدمتها بريطانيا، أجبروا قائد أسطول البحر الأسود على سحب ثلث أسطوله من سيفاستوبول.
وبطبيعة الحال، ليس لدى الأوكرانيين موارد غير محدودة، وخاصة ذخيرة المدفعية والأسلحة الدقيقة بعيدة المدى.
لكن الجنود الروس في وضع أسوأ. الحرب هي اختبار للإرادة، واختبار للوجستيات. النظام اللوجستي الروسي هش ويتعرض لضغوط مستمرة من أوكرانيا.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: فی أوکرانیا فی حین فی عام عام 2024
إقرأ أيضاً:
هل تستطيع أوروبا تعويض كييف المعدات العسكرية التي أوقفتها واشنطن.. خبراء يجيبون
لا شك أن تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا لفترة طويلة سيكون له تأثير كبير في المجالات التي يصعب على الأوروبيين التعويض عنها، لكن بعض المجالات أسهل من غيرها مثل القذائف، وفقا لخبراء.
يرى معهد كيل الألماني أن الولايات المتحدة قدمت بمفردها نحو نصف قيمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا في الفترة من 2022 إلى 2024. ويقول مصدر عسكري أوروبي لوكالة "فرانس برس" إن جزءا من المساعدات سُلم بالفعل، ولكن إذا لم يشهد الوضع على الجبهة تحولا في مواجهة الروس "فسيكون الأمر معقدا في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو، بدون مساعدات جديدة" بالنسبة للأوكرانيين.
ويقول المحلل الأوكراني فولوديمير فيسينكو: "إذا أخذنا في الحسبان ما تم تسليمه وما لدينا وما ننتجه، فإننا قادرون على دعم المجهود الحربي لستة أشهر على الأقل من دون تغيير طبيعة الحرب بشكل كبير".
ويرى يوهان ميشال، الباحث في جامعة ليون 3، أن "في معادلة حرب الاستنزاف أنت تضحي إما بالرجال أو بالأرض أو بالذخيرة. وإذا نفدت ذخيرتك، فإنك إما أن تنسحب أو تضحي بالرجال".
في ما يلي أربعة مجالات عسكرية قد تتأثر بتعليق المساعدات الأمريكية:
الدفاع المضاد للطائرات
تتعرض أوكرانيا باستمرار لوابل من الصواريخ والمُسيَّرات ضد مدنها وبلداتها أو بنيتها التحتية. تؤدي هذه الهجمات الكبيرة إلى إنهاك الدفاعات الأوكرانية وإجبارها على استخدام كميات كبيرة من الذخيرة.
بعيدا عن خط المواجهة، تمتلك أوكرانيا سبعة أنظمة باتريوت أمريكية حصلت عليها من الولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا، ونظامين أوروبيين من طراز "SAMP/T" حصلت عليهما من روما وباريس لتنفيذ عمليات اعتراض على ارتفاعات عالية. ولدى كييف قدراتها الخاصة وحصلت على أنظمة أخرى تعمل على مدى أقل.
يقول الباحث الأوكراني ميخايلو ساموس، مدير شبكة أبحاث الجغرافيا السياسية الجديدة، وهي مؤسسة بحثية في كييف، إن "الصواريخ البالستية مهمة جدا لحماية مدننا، وليس قواتنا. لذا فإن ترامب سيساعد بوتين على قتل المدنيين".
ويشرح ليو بيريا-بينييه من مركز إيفري الفرنسي للأبحاث "مع الباتريوت، كما هي الحال مع جميع الأنظمة الأمريكية، لدينا مشكلتان، مشكلة الذخائر ومشكلة قطع الغيار للصيانة. في ما يخص قطع الغيار، هل سنتمكن من شرائها من الأمريكيين وتسليمها للأوكرانيين أم أن الأمريكيين سيعارضون ذلك؟ لا نعلم".
لتوفير ذخائر الباتريوت، تقوم ألمانيا ببناء أول مصنع لها خارج الولايات المتحدة، ولكن من غير المتوقع أن يبدأ الإنتاج قبل عام 2027. وسوف تجد أوروبا صعوبة في تعويض أي نقص في هذا المجال.
ويقول ميشال: "إن أوروبا تعاني من بعض القصور في هذا المجال؛ فأنظمة "SAMP/T" جيدة جدا ولكنها ليست متنقلة، ويتم إنتاجها بأعداد صغيرة جدا. لابد من زيادة الإنتاج، حتى ولو كان ذلك يعني تصنيعها في أماكن أخرى غير فرنسا وإيطاليا". لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت. ويؤكد بيريا-بينييه أن "العملية كان ينبغي أن تبدأ قبل عامين".
ويضيف يوهان ميشال: "إن إحدى طرق التعويض تتمثل في توفير مزيد من الطائرات المقاتلة لتنفيذ عمليات اعتراض جوي وصد القاذفات الروسية التي تضرب أوكرانيا"، فالأوروبيون زودوا أوكرانيا بطائرات "إف-16" و"ميراج 2000-5"، ولديهم مجال لزيادة جهودهم في هذا المجال.
ضربات في العمق
يمكن للمعدات الأمريكية توجيه ضربات من مسافة بعيدة خلف خط المواجهة، وهو ما يجعلها بالغة الأهمية بفضل صواريخ "أتاكمس أرض-أرض" التي تطلقها راجمات "هايمارز" التي أعطت واشنطن نحو أربعين منها لأوكرانيا.
ويشير ميشال إلى أنها "إحدى المنصات القليلة في أوروبا".
ويقول بيريا-بينييه: "إن أولئك الذين يملكونها يبدون مترددين في التخلي عنها، مثل اليونانيين". ويقترح ميشال أن "هناك أنظمة تشيكية، ولكنها أقل شأنا. يتعين على الأوروبيين أن يطوروا بسرعة أنظمة خاصة بهم، أو إذا كانوا غير قادرين على ذلك، أن يشتروا أنظمة كورية جنوبية".
ويشير ساموس إلى أن هناك إمكانية لتوجيه ضربات عميقة من الجو، ولدى "الأوروبيين والأوكرانيين الوسائل التي تمكنهم من ذلك"، مثل صواريخ "سكالب" الفرنسية، و"ستورم شادو" البريطانية.
ولكن بيريا-بينييه يشير إلى أن "المشكلة هي أننا لسنا متأكدين على الإطلاق من أن هناك أوامر أخرى صدرت بعد تلك التي أُعلن عنها".
القذائف المدفعية والأنظمة المضادة للدبابات
في هذا المجال، الأوروبيون في وضع أفضل.
يقول ميشال: "ربما يكون مجال الأسلحة المضادة للدبابات هو الذي طور فيه الأوكرانيون أنظمتهم الخاصة. فالصواريخ، مثل صواريخ جافلين الشهيرة التي زودتهم بها الولايات المتحدة، تكمل أنظمة المُسيَّرات "FPV" بشكل جيد".
وفي ما يتعلق بالمدفعية، يشير بيريا-بينييه إلى أن "أوروبا حققت زيادة حقيقية في القدرة الإنتاجية، وأوكرانيا في وضع أقل سوءا".
في أوروبا، تسارعت وتيرة إنتاج القذائف وتسليمها إلى أوكرانيا، ويخطط الاتحاد الأوروبي لإنتاج قذائف عيار 155 ملم بمعدل 1,5 مليون وحدة بحلول عام 2025، وهذا يزيد عن 1,2 مليون وحدة تنتجها الولايات المتحدة.
الاستطلاع/الاستعلام
تشتد الحاجة إلى الولايات المتحدة في هذا المجال الأساسي بفضل أقمارها الاصطناعية وطائراتها ومُسيَّراتها التي تقوم بجمع المعلومات ومعالجتها.
ويقول فيسينكو: "من المهم جدا أن نستمر في تلقي صور الأقمار الاصطناعية".
ويشير ميشال إلى أن "الأوروبيين لديهم بعض الأدوات، ولكنها ليست بالحجم نفسه على الإطلاق، والعديد منهم يعتمدون بشكل كامل على الولايات المتحدة في هذا المجال".