قصر ثقافة بورسعيد يناقش مشروعية حرب أكتوبر
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
نظم قصر ثقافة بورسعيد التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة حفل توقيع كتاب "مشروعية حرب أكتوبر في القانون الدولي" للمستشار الدكتور خالد القاضي، قدمه الفنان د. هاني كمال رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة.
قدم الشاعرمسعود شومان نبذة مختصرة عن حياة المؤلف ومسيرته العلمية والعملية موضحا خلالها أن "القاضي" باحث في القانون الدولي، ويشغل منصب رئيس محكمة الاستئناف، حصل على ليسانس الحقوق بتقدير جيد جدا، ونال درجة الماجستير عام 1996، ثم الدكتوراه بمرتبة الشرف عام 2002.
وأضاف أن المؤلف يتمتع بسيرة ذاتية حافلة بجوائز ووظائف وخبرات في التحكيم، فهو عضو اتحاد كتاب مصر، وله من الإصدارات ما يزيد عن 50 كتابا في مجال القانون، الاقتصاد، العلاقات الدولية، والدستور، وغيرها.
أوضح "شومان" أن الكتاب يتكون من فصلين: الأول بعنوان "قواعد القانون الدولي لمشروعية الحرب" ويضم مبحثين هما: مراحل مدى مشروعية الحرب قبل ميثاق الأمم المتحدة، والثاني: مدى مشروعية الحرب في ميثاق الأمم المتحدة عام 1945، بينما يضم الفصل الثاني ثلاثة مباحث وهي التطورات التاريخية قبل حرب أكتوبر، يوميات الحرب، وأسس المشروعية الدولية لحرب أكتوبر، وتتناول خاتمة الكتاب عرضا لأهم ما ورد فيه ومنها مرحلة إنهاء النزاع المسلح بين مصر وإسرائيل، وكيف كانت الحرب دفاعية تستهدف تضميد جراح نكسة 1967، عودة سيناء في 25 أبريل 1982، ثم عودة طابا بالتحكيم الدولي 1989، هذا بالإضافة إلى مناقشة تشكيك البعض في هذه المشروعية، لأن مصر هي التي بدأت بالهجوم، ولماذا نبحث عن مشروعيتها الآن خاصة بعد أن مر 50 عاما على الحرب.
في حين قال خالد القاضي هذا الكتاب يتناول مشروعية حرب أكتوبر التي أكدت أن الحق ظاهر جلي لا لبس فيه ولا غموض، داعيا الدارسين والباحثين في القانون الدولي إلى البناء على تلك المشروعية في التأصيل القانوني للحروب الدائرة رحاها في مختلف مناطق الصراع.
وأضاف أنه حرص على تأليف هذا الكتاب ليقدمه إهداءً لأبطال حرب أكتوبر والشهداء والأجيال الشابة من المجندين المصريين، وقادة الجمهورية الجديدة، لدراسة هذا النصر المظفر الذي تكمن مشروعيته في القرار "242" الصادر عن الأمم المتحدة بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي المحتلة عام 1967.
كما أوضح القاضي أن الحرب كانت دفاعية ولم تكن هجومية، فمصر كانت تسترد أرضها، وليس هناك من يمكنه أن ينكر على شعب حقه في تحرير أراضيه المحتلة بالغصب والقوة، فاحتلال أرض الغير هو عمل غير مشروع لا سند له في القانون وقواعد السلوك الدولي، مضيفا أنه تم طرح موضوع المشروعية للمناقشة بعد مرور 50 عاما على الحرب نظرا لندرة الكتابات والدراسات المعنية التي تناولت تلك القضية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة مشروعية حرب اكتوبر قصر ثقافة بورسعيد مسعود شومان القانون الدولی حرب أکتوبر فی القانون
إقرأ أيضاً:
الصالون الثقافي بمعرض الكتاب يناقش تأثير الإسكندرية في إبداع أونجاريتي
شهدت قاعة الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 ندوة تحت عنوان "الشاعر الإيطالي أونجاريتي عاش في الإسكندرية فعاشت فيه"، وذلك ضمن محور "تأثيرات مصرية".
أدار الجلسة الإعلامي محمد عبده بدوي، الذي استهل حديثه بالإشادة بمدينة الإسكندرية، التي احتضنت العديد من الشعراء والأدباء الأجانب وأثرت فيهم.
وأوضح أن أونجاريتي عاش في الإسكندرية لمدة عشرين عامًا قبل أن ينتقل إلى فرنسا وعدة أماكن أخرى، مشيرًا إلى أن أعماله ترجمت إلى العديد من اللغات، وأن شعره اتسم بالغموض والتكثيف اللغوي.
وفي مداخلته، أكد الدكتور حسين محمود، أستاذ الأدب الإيطالي بجامعة حلوان، أنه لا يمكن تقديم أونجاريتي كشاعر إيطالي فقط، حيث كان يردد دائمًا أنه مصري، بل إسكندراني تحديدًا.
وأشار إلى أن الكاتب محمود الشيخ كتب عنه في كتابه "الشعراء الطليان"، واصفًا إياه بأنه "صاحب البيت الحر"، نظرًا لتأثره بالأدب الفرنسي وسعيه الدائم إلى التجديد، إلا أن محمود خالف هذا الرأي، معتبرًا أن أونجاريتي كان يعبر عن حاجاته الشعرية المستوحاة من حياته في الإسكندرية، خاصة أنه عاش حياة فوضوية وبوهيمية، مما جعله يرفض القوالب الشعرية التقليدية التي قد تعيق تعبيره عن ذاته.
وأضاف محمود أن هناك شاعرين إيطاليين بارزين ولدا في الإسكندرية في الحقبة ذاتها، هما جوزيبي أونجاريتي وفيليبو توماسو مارينيتي، مشيرًا إلى أن الأول تبنى الحركة الهرمسية، بينما أسس الثاني المستقبلية الإيطالية.
كما أوضح أن أونجاريتي لم يكن شاعرًا فقط، بل عمل مترجمًا، وصحفيًا، وموظفًا حكوميًا، وكتب في جريدة "كراسات مصرية"، مستخدمًا أحيانًا أسماء مستعارة.
فيما ركز الدكتور فوزي حسين، أستاذ الأدب الإيطالي بجامعة عين شمس، على عنصرين أساسيين في فهم أونجاريتي: نشأته في الإسكندرية وانتماؤه إلى الحركة الهرمسية. وأوضح أن الإسكندرية في أواخر القرن التاسع عشر لم تكن سوى قرية صغيرة، وكان الشاعر جزءًا من مجموعة أدبية تُعرف بـ"الكوخ الأحمر"، حيث اجتمع شعراء وأدباء ذوو توجهات فوضوية.
وأضاف أن البحر، والصحراء، والتعددية الثقافية، كانت كلها عناصر شكلت وجدانه الشعري.
وأكد حسين أن بعض الكلمات العربية ظهرت في شعر أونجاريتي، مما يعكس مدى تأثره بالبيئة البدوية التي عاش فيها. أما عن الحركة الهرمسية، فقد أشار إلى أنها لا تعني الغموض فقط كما يُشاع، بل إنها تيار أدبي قائم على التكثيف الرمزي، وقد أصبح أونجاريتي رمزًا لها، بفضل ما تميزت به أشعاره من إيحاءات وتأويلات متعددة.
من جانبها، تناولت الدكتورة كرستين سمير، أستاذ الأدب الإيطالي بجامعة بدر، رؤية الشاعر لفن الشعر، حيث استشهدت بمقولة له في لقاء تلفزيوني: "الشعر بالنسبة لي هو كلمة، والكلمة تجميع لحروف، وواجبها أن تنير الظلام بداخل الإنسان".
وأضافت أن أونجاريتي كان يحرص على تكرار الحروف في قصائده ليعبر عن رموز معينة، كما كان يستخدم الأصوات الثقيلة في النطق ليعكس معاناة الإنسان.
وأشارت إلى أن الفترة التي قضاها في الإسكندرية، والتي امتدت لأربعة وعشرين عامًا، كانت فترة تكوينه الفكري، حيث نشأ في بيئة تؤمن بمفهوم "الكوزموبوليتانية"، الذي يجعل المواطنة ممتدة للعالم بأسره، وليس مقتصرة على بلد بعينه.
كما تطرقت سمير إلى الجوانب السياسية في شخصية أونجاريتي، موضحة أنه كان مؤيدًا للفاشية، ومتأثرًا بشدة ببينيتو موسوليني، الذي كتب مقدمة أحد كتبه، إلا أن هذا الانتماء أضرّه لاحقًا، حيث تم عزله من منصبه كأستاذ جامعي بعد الحرب العالمية الثانية.
واختتمت "سمير" حديثها بالتأكيد على أن فلسفة الوجودية كانت حاضرة بقوة في شعر أونجاريتي، حيث لم يكتب عن تجربته الشخصية فقط، بل تناول في قصائده أسئلة وجودية كبرى حول العدم، والخوف، والمعاناة الإنسانية، ورغبة الخلاص، مما جعله أحد أهم الأصوات الشعرية في عصره.