من جائحة مرضية «كورونا» هزت العالم، وعرضته لخسائر فادحة، لـ حروب عالمية في الآونة الأخيرة سواء «حرب روسيا وأوكرنيا» أو «العدوان الإسرائيلي على أشقائنا الفلسطينيين»، وعلى إثرها كشفت اتجاهات دولية جديدة، والتي بدورها أسفرت عن أزمات اقتصادية، أطاحت بالعديد من الدول، لعل أبرزها كانت أزمة الطاقة، إذ ارتفعت أسعار النفط، وسط ترقبات بزيادات جديدة في مطلع 2024، والذي هو على أعتاب ساعات قليلة من بدايته، ومن المرجح أن تشمل أسعار الغاز.

وفي هذا الصدد، تواصلت «الأسبوع» مع الدكتورة وفاء علي، أستاذ الاقتصاد والطاقة، للوقوف على أسباب ارتفاع أسعار النفط، فضلًا عن أسعار الغاز ومستقبل الطاقة المتجددة، وما هي التوقعات بشأن تلك الأسعار مستقبلًا مع اقتراب حلول العام الجديد 2024.

ما السبب وراء ارتفاع أسعار النفط والغاز؟

وقالت وفاء علي: إن «الترقب والانتظار والخوف من الأزمات هو عنوان العام ليأخذنا إلى عام 2024، ليحمل معه ما يسمى بالتقاطع المميت الذي يلقي بظلاله على أسواق الطاقة، فالعالم لا يتحمل مزيدا من الارتباك في أسواق النفط والغاز».

وأوضحت أستاذ الاقتصاد والطاقة، أن الأسعار ليست مثالية، ولكن كل الخيارات مفتوحة ما بين «الأوبك بلس»، والبيانات الصينية، وتوقعات الوكالة الدولية للطاقة والسياسة النقدية، وحتى يكتمل مربع حالة عدم اليقين والضبابية جاءت فوضى البحار والمحيطات والمضايق المائية.

وأردفت بأن الأرقام لابد أن تترك علامة على الباب والعرض الافتتاحي لنهاية هذا العام، وبداية عام جديد تلقي فيها التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسواق النفط بعد انسحاب أنجولا من الأوبك بلس.

وتابعت: الأوبك بلس مارست خلال العام الماضي سياسة توافقية للمحافظة على توازن العرض والطلب طبقا للمعطيات العالمية، مشيرة إلى أن البيانات الصينية لا زالت ضعيفة والركود السلس يزحف إلى الاقتصاد العالمي.

تأثيرات الصراعات الدولية على أسعار النفط عالميًا

واستطردت: ومع استمرار حالة الفوضى العالمية والصراعات الجيوسياسية التي انتقلت إلى البحر الأحمر وخليج عدن بعد هجمات الحوثيين، ترتب عليها وجود تكتلات وتحركات عسكرية ألقت بظلالها على أسواق النفط مما أدى إلى زيادة علاوة الشحن 20%، إلى جانب تأجيل مواعيد وصول الشحنات حتى مارس المقبل، وتقرير البعض تغيير المسار.

وبالرغم من خروج أنجولا من الأوبك، أكدت وفاء علي، أن الأوبك بلس استطاعت السيطرة على الموقف، فقد كانت فى بداية التخفيضات قد وزعت الحلوى على الأعضاء من نصيب التخفيض وتحملت السعودية وروسيا القدر الأكبر، مضيفة أن صراع المنتجين من خارج الأوبك بلس جعل هناك وفرة في المعروض العالمي، مما جعل الأسواق لا تتأثر بالأحداث الجيوسياسية، وتحرك السعر بشكل عرضي.

وأكدت أستاذ الاقتصاد والطاقة: أن هناك لعبة تلعبها الولايات المتحدة الأمريكية من بعيد، فالمتنافسين كثر ولكل منهم أدواته، ولا أحد «يعزف» منفرداً، وأصبحت أمريكا تشترى نفط فنزويلا وتخلطه بنفطها لزيادة مخزونها الإستراتيجي بعد انخفاضه خلال العام الحالي.

كيف حافظ الأوبك بلس على أدائها في ظل خروج أنجولا؟

أما عن أداء الأوبك بلس، فأعربت «علي» عن تماسكها حتى الآن، حيث أظهرت قوتها خلال الفترة السابقة، مشيرة إلى أن تفاوت الطلب والتخفيض أمر واقع والأسواق تتلقى التصريحات سواء بالبقاء أو الإنسحاب بدون ردة فعل فهي منشغلة حاليا بالتوترات في البحر الأحمر.

وأضافت أن الكونغو أعلنت في وقت سابق ولائها وكذلك العراق ونيجيريا، كما ستنضم البرازيل «ممثلة أمريكا اللاتينية» إلى الأوبك بلس بإنتاج قدره 1.7 مليون برميل يوميا، مؤكدة أن ذلك سيعطي «الأوبك بلس» فاعلية أكبر بعد خروج أنجولا.

ولفتت إلى أنه من ناحية الكميات فـ«الأوبك بلس» ما زالت تحافظ على استقرار الأوضاع في أسواق الطاقة والحكم على السلوك السعري مازال مبكرا في أسواق النفط طالما الأمواج العاتية تسيطر على البحر الأحمر وفوضى الأحداث المتصاعدة.

وذكرت أستاذ الاقتصاد والطاقة، أن هناك فجوة عمقتها الصراعات الجيوسياسية لتلقي بأكبر تأثير في أسعار النفط، لتتحرك بشكل عرضي حول الـ 80 دولار، إلا إذا انخفض المعروض فى العام القادم، فستتحرك الأسعار إلى الأمام، لافتة إلى أن الصورة الجلية لسوق النفط الحالية معادلة شديدة التعقيد عالميا، فعامل التوترات والتخفيض الطوعى يمثل تأثير أقل أمام وفرة المعروض خصوصا مع ارتفاع المخزونات الأمريكية طبقا لتقرير وكالة إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

أسباب ارتفاع أسعار الغاز.. وما التوقعات المستقبلية بشأنه؟

وبالنسبة إلى سوق الغاز وزيادة الأسعار، فنوهت أن السبب يعود إلى الأحداث العالمية التي يمر بها العالم في الآونة الأخيرة، وأبرزها «طوفان الأقصى»، وأيضًا توترات البحر الأحمر بالتزامن مع هجمات الحوثيين على سفن الشحن، لتصعد معه عقود الغاز الآجلة تسليم يناير، مؤكدة أن المخزون الأوروبي من الغاز والذي يبلغ حوالي 80% لن يكفي للتدفئة، أما الصناعة فتحتاج إلى تدفق أكبر من الغاز بعد تسليمات يناير، مما سينتج عنه ارتفاع أسعار الغاز.

وأشارت أستاذ الاقتصاد، إلى أنه على الرغم من أن الوقت ما زال مبكرا، ولكن دخول العام الجديد بالحروب والتغيرات المناخية وجفاف قناة «بنما»، كلها اتجاهات تشير إلى أن البداية ليست مشرقة.

قضية الطاقة المتجددة في أوروبا والوطن العربي

وتطرق الحديث إلى الطاقة المتجددة، فأجابت «علي»، بأن العالم قد أقر بأهمية ضخ الاستثمارات المباشرة فيها، ولكن أوروبا ليست مستعدة في الوقت الحالي، حيث من الممكن أن تستغنى الدول الكبرى عن قضية التغيرات المناخية في سبيل مصالحهم الشخصية.

واختتمت الدكتورة وفاء علي، أستاذ الاقتصاد والطاقة حديثها، قائلة: إن «مصر والدول العربية قطعوا شوطا كبيرا فى ملف الطاقة المتجددة، باعتبارها قاطرة للتنمية المستدامة بتضافر الجهود المبذولة، لتحقيق أهداف التحول الطاقي في ضوء مخرجات الـ COP وتحقيق الاستراتيجية المتكاملة للطاقة المتجددة والتي تحتاج إلى حديث آخر».

اقرأ أيضاًالتموين: تطوير 9 مطاحن في 2023 لزيادة إنتاج القمح لـ 1970 طنا في اليوم

بعد زيادة أسعار تذاكر المترو.. تفاصيل تشغيل 6 محطات جديدة بالخط الثالث

التموين تكشف عن احتياطياتها من 7 سلع استراتيجية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزمات الاقتصادية البترول الحروب العالمية الطاقة المتجددة الطاقة المتجددة ارتفاع أسعار البحر الأحمر أسواق النفط أسعار النفط أسعار الغاز وفاء علی إلى أن

إقرأ أيضاً:

تركيا تستورد الغاز من تركمانستان

أنقرة (زمان التركية) – أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركية ألب أرسلان بايراكتار، أن تركيا اتخذت خطوة جديدة في مجال توريد الغاز الطبيعي من تركمانستان.

وقال الوزير ألب أرسلان بايراكتار في تصريح لصحيفة TGRT Haber، إن الطرق الجديدة ذات أهمية كبيرة لتعزيز أمن إمدادات الطاقة.

وقال الوزير بايراكتار: ”تحتاج بلادنا إلى تنويع طرق مواردها، نحن نشتري الغاز من أذربيجان عبر خطي أنابيب، كما نقوم بالاستيراد من إيران. ونحن الآن بصدد تشغيل الغاز الطبيعي القادم من تركمانستان”.

وذكر بايراكتار أن تركمانستان ستنقل هذا الغاز إلى إيران على الحدود، وستقوم تركيا بجلب الغاز إلى البلاد من خلال شرائه عبر إيران.

وتابع بايراكتار في كلمته: ”تحتاج بلادنا إلى تنويع مصادر الغاز، فنحن نشتري الغاز من أذربيجان عبر خطي أنابيب، ولهذا السبب من المهم تغيير المسارات، كما أننا نشتري الغاز من إيران، سنبدأ بتنويع مصادر الغاز لدينا وتحويلها إلى اتفاقية طويلة الأجل، وابتداءً من 1 مارس/آذار، سنجلب ما يكفي من الغاز الطبيعي لبلدنا لـ 1.5 مليون منزل، ستجلب تركمانستان هذا الغاز إلى إيران عبر الحدود، وسنجلبه إلى بلدنا عن طريق شرائه من إيران”.

Tags: إيرانالغاز الطبيعيتركمانستانتركياوزارة الطاقة التركية

مقالات مشابهة

  • «الخصخصة في سوريا».. هل تكون «طوق النجاة» الذي ينتشل البلاد من أزمتها؟
  • وسط أزمات عديدة.. كيف يستقبل اللبناني شهر رمضان هذا العام؟
  • تركيا تستورد الغاز من تركمانستان
  • النفط في أفريقيا عبء اقتصادي وفرص للتغيير
  • الكثيرون يعانون من أزمات نفسية.. صاحبة مبادرة معلش بإنجلترا تكشف سبب إطلاقها
  • سوريا تفتتح بئر غاز جديدة في حمص
  • سوريا تفتتح بئر غاز جديد في حمص لتعزيز إنتاج الطاقة
  • تثبيت أسعار الفائدة في ظل وفرة الدولار.. هل هو القرار الأمثل؟ خبير اقتصادي يوضح
  • «9 من كل 10 أشخاص يعانون الفقر».. الأمم المتّحدة: تعافي اقتصاد سوريا قد يستغرق 50 عاماً!
  • افتتاح بئر غاز جديد في سوريا بطاقة 130 ألف متر مكعب يوميا