بين يدي لقاء قائدي الجيش والدعم السريع المرتقب
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
لقد كان موقفنا الجلي منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب هو ضرورة السعي لوقفها بكافة السبل، وفي الوقت الذي كان فيه خطاب دعاة المواجهة العسكرية يُبشِّر المواطن البسيط بحسمها في ساعات معدودة وأنه "جارِ اعتقال الشقيقين الشقيين"، كنا نقول أنه لن يكون هناك منتصر في هذه الحرب وأن الوطن سيدفع ثمناً باهظاً جراء استمرارها.
قد كشفت الإنتهاكات الواسعة التي قامت بها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، ومن قبلها الخرطوم ودارفور، عدم قدرة القيادة على السيطرة الكاملة على المقاتلين، ومع استمرار الحرب وما تنطوي عليه من إمكانية بروز قيادات ميدانية منشقة "أمراء حرب" تُغري أتباعها بالغنائم والأسلاب، وهو ما حدث في تجارب شبيهة مثل الصومال، فإنًّ ذلك يعني الخروج على قرارت المنظومة في الميدان.
ومن ناحية أخرى، فإنَّ حملات التعبئة التي يقودها دعاة استمرار الحرب من الفلول وغيرهم والتي ترتكز على توزيع السلاح على المواطنين بصورة كبيرة، ستؤدي لذات النتيجة المتمثلة في كسر منظومة "القيادة والسيطرة" لدى القوات المسلحة عبر عصيان الحشود المسلحة، التي تُحرِّك القائمين على أمرها أهدافاً سياسية تتجاوز قضية الدفاع عن النفس، لقرارات قيادة الجيش وهو ما يعني في التحليل الأخير دخول البلد في نفق الفوضى المسلحة.
إنَّ الحرب الأهلية الشاملة باتت أقرب من أية وقت مضى، وكما حذرنا من الحرب قبل اندلاعها واعتبر البعض تحذيرنا حيلة للعودة للسلطة، فإننا نكرر التحذير وندعو لتوحيد وتقوية الصف المدني الداعي لوقف الحرب بإتخاذ خطوات جادة وسريعة من أجل الضغط على الطرفين المتحاربين.
كذلك فإننا نخاطب قائدي الجيش والدعم السريع على أعتاب لقائهما المزمع عقده هذا الأسبوع، ونقول لهما إنَّ قلوب وأفئدة وأنظار ملايين السودانيين والسودانيات ترنو إلى هذا اللقاء ولن تقبل بشيء سوى صدور قرار ملزم بوقف إطلاق النار الفوري وتنفيذه عبر آليات محددة.
إنَّ تأخيرالوصول لإتفاق وقف إطلاق نار فوري وقابل للتنفيذ، مع الأخذ في الحسبان معطيات التطورات الميدانية خصوصاً ما يتعلق منها بقضية "التحكم والسيطرة"، سيفتح الباب على مصراعيه لوقوع سيناريو الحرب الشاملة والتقسيم والتدخل الخارجي السافر.
بابكر فيصل بابكر
31 ديسمبر 2023
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الجيش يشن هجومًا على الدعم السريع في محيط أم روابة غربي البلاد
وفقًا لمصدر عسكري بالجيش فإن مقدمة القوات دخلت المدينة بالفعل، مشيرا إلى أن تعزيزات تابعة للدعم السريع تتحرك نحو المنطقة غير أن الطيران الحربي سيتولى التعامل معها
التغيير: الأبيض
أفادت مصادر، اليوم الخميس، “التغيير” بأن الجيش السوداني شن هجوما على مواقع قوات الدعم السريع في تخوم مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان في محاولة لاستعادة السيطرة على المنطقة.
ووفقا لمصدر عسكري بالجيش فإن مقدمة القوات دخلت المدينة بالفعل، مشيرا إلى أن تعزيزات تابعة للدعم السريع تتحرك نحو المنطقة غير أن الطيران الحربي سيتولى التعامل معها.
وأضاف المصدر أن الجيش يسعى إلى فرض سيطرته الكاملة على المدينة خلال الساعات القادمة.
وكانت قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء تفيد بسيطرة الجيش السوداني على أم روابة وسط تضارب حول مدى التقدم العسكري للقوات الحكومية داخل المدينة.
وحتى لحظة نشر هذا الخبر لم تصدر القيادة العامة للجيش السوداني بيانا رسميا يؤكد إحكام السيطرة الكاملة على المدينة.
ومنذ اندلاع الحرب تحولت معظم القرى والمناطق الواقعة بشمال كردفان إلى ساحات مواجهات عسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وجماعات مسلحة مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين.
وتبلغ مساحة مدينة أم روابة حوالي 24 ألف و610 كيلومترات مربعا وتحدها من الجنوب مدينتا رشاد والدلنج ومن الشمال الغربي مدينتا الأبيض وبارا ومن الغرب مدينة الرهد.
وبعد شهور من القتال الدائر في البلاد كانت المدينة قد شهدت وما حولها معارك طاحنة دارت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي فرضت سيطرتها عليها مؤخرا.
الوسومالجيش الدعم السريع ام روابة كردفان