سودانايل:
2024-07-06@01:24:53 GMT

لا بد من مدني وإن طال السفر

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

سقوط مدني بيد ميليشيا الدعم السريع أو بالأحرى تسليمها لهم، اصبح مفترق طرق للحرب الدائرة منذ ابريل 2023، ولكن شأن كل مصيبة فهناك فوائد يمكن جنيها منها.
اولها: اتضح وجود خونة برتب عالية في صفوف القوات المسلحة، وقد كان هذا الامر مجرد تكهنات بدون أدلة. ولا يجب النظر لتصرف هذا اللواء الخائن الذي قام بتسليم المدينة باعتباره تصرفاً فردياً، بل يجب ان يكون السؤال: ومن هناك غيره يا ترى؟
ثانيها: أن تمدد هذه المليشيا داخل منطقة الجزيرة من وما صحبه اعمال همجية كما هي عادتها، وضعت المدافعين عن الجنجويد في موقف حرج، فقد صرح بعض هؤلاء المتعاطفين معها والذين يتمنون انتصارها ان المليشيا كانت تحتل منازل المواطنين في الخرطوم خوفا من قصف الطيران، فهل ينطبق هذا القول أيضا على قرى الجزيرة وقبلها نيالا والقرى الآمنة في غرب السودان؟
الذين يدعمون الجنجويد يمتازون بقصر نظر لا مثيل له، وعليهم ادارك انهم يدعمون قضية خاسرة، فمهما طال الزمن وطال امد الحرب، لن تتمكن هذه المليشيا من الاستيلاء على السودان كله ودخول الخرطوم واعلان حكومتها من هناك، لسبب بسيط هو ان الحاضنة الشعبية لن تقبل بهم ابداً، ليس من منظور عنصري ولا سياسي بل بسبب فقدانهم البوصلة الاخلاقية التي تجعل المواطن يحس بانه في ايدي امينة.


هذه البوصلة الاخلاقية هي تجعل القبول بالطرف الاخر بعد أي حرب ممكناً أو غير ممكن، فقد قبل الشعب السوداني بوجود جون قرنق رغم كل القتل والخراب الذي حدث، لأن القتال كان بين المتحاربين وحافظ كل طرف على اخلاقيات الحرب، وفي سابقة ثانية قبل الشعب بوجود جبريل ابراهيم واصبح وزيرا للمالية لأن قواته في عملية الذراع الطويل لم تنتهك حرمة منزل ولم يغتصب جنود خليل امرأة.
إذن هذه المليشيا فئة تحمل هزيمتها في داخلها بفضل سلوكها غير القويم وتصادمها مع القيم والموروثات المتأصلة في روح الشعب، وبالتالي ستجد مقاومة شرسة اينما حلت او قررت ان تحل.
ولعل انعدام البوصلة الاخلاقية هذه هي من تسبب في انطلاق المقاومة الشعبية والتي ستجعل قيامهم بمهاجمة القري والمدن صعبة للغاية ان لم تكن مستحيلة، لأنهم سيواجهون مواطنون مسلحون لا تنقصهم الشجاعة للدفاع عن عرضهم وارضهم.
انطلاق المقاومة المسلحة رغم انها برعاية القوات المسلحة إلا انها قد تحمل في طياتها ظلال رأي سلبي في الجيش، يجب عليه تداركه، ويتمثل ذلك في بدء شعور بالتململ من قدرة الجيش على حماية الارض والعرض. رغم ان المساندة للجيش من قبل القوى المحلية ليست امرأ جديدا في هذا العالم.
وحتى لا يتنامى هذا الشعور ويستغله البعض للتشكيك في الجيش وما حملات السخرية ضده من جانب قوى الحرية والتغيير (قحت) ببعيدة، وشعارهم معليش معليش ما عندنا جيش. يجب علينا أن نذكر أهم انجازاته الماثلة للعيان وهي تصديه للمؤامرة الكبرى على السودان وقيامه بإفشالها. ودفع من اجل ذلك ثمنا باهظا من ارواح جنوده وضباطه وقيادته.
استبسال القوات المسلحة في 15 ابريل وفقدانها عدد ليس بالقليل من ابنائها وتضحيات ودماء هؤلاء الشهداء هي التي فضحت كل هذا المخططات والتآمر وادت الى افشاله، يجب الا تذهب سدى.
على الجيش ان يقوم بتحركين سريعين.
الاول سرعة تنظيف قياداته من اولئك المتعاطفين مع الجنجويد، ولا شك ان التقارير الاستخباراتية عنهم متوفرة وموجودة.
الثاني: سرعة استرداد مدينة ود مدني
والسبب هو إن تقدمت المقاومة الشعبية على الجيش فهذا سيلحق ضررا بعيد المدى في ثقة الشعب بجيشه، وسيحدث شرخا يصعب علاجه، وهو المخطط المرسوم من جانب اعداء البلاد واعوانهم منذ البداية . استرداد مدني واجب مهم وملح للقوات المسلحة السودانية حتى لا تفقد زمام المبادرة، ويتعمق احساس المواطن ان جيشه غير قادر على حمايته.
يجب التخلص من هؤلاء الذين يكبلون ايدي الجيش لاستئصال شأفة الجنجويد ويمنعون انطلاقها، وعلى هؤلاء ان يدركوا الان ان بقاءهم في كراسيهم لن يطول لأنهم إن لم يخرجهم الجيش من تلقاء نفسه، فالانتفاضة الشعبية القادمة في الطريق ستقضي عليهم.
هؤلاء المخذلون يدعمون معركة خاسرة؛ وفي نهاية المطاف سينكشف امرهم ولن تنفعهم الاموال التي تلقوها بل سيتركون وراءهم عارا يلطخ نسلهم وذريتهم؛ لأن المال يذهب لكن التاريخ لن ينسى الخيانة.
تنظيف الجيش من المخذلين واسترداد مدني سيوجه ضربة قوية للمليشيا ولكل آمالها وآمال قحت التي انتعشت بعد تسليم مدني. وسيضع بداية النهاية للحرب.

nakhla@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الذكرى الـ 11 لانتصار الشعب.. النص الكامل لبيان 3 يوليو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحل اليوم الأربعاء، الذكرى الـ 11 لبيان 3 يوليو الذي انتصر لإرادة الشعب المصري الذي خرج في الميادين للمطالبة بإسقاط جماعة الإخوان الإرهابية. 

وجاء نص البيان كالتالي:"بسم الله الرحمن الرحيم... شعب مصر العظيم"، إن القوات المسلحة لم يكن فى مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب التى استدعت دورها الوطنى، وليس دورها السياسى على أن القوات المسلحة كانت هى بنفسها أول من أعلن ولا تزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسى.

ولقد استشعرت القوات المسلحة - انطلاقا من رؤيتها الثاقبة - أن الشعب الذى يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم، وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته.. وتلك هى الرسالة التى تلقتها القوات المسلحة من كل حواضر مصر ومدنها وقراها وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها واقتربت من المشهد السياسي آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسؤولية والأمانة.

لقد بذلت القوات المسلحة خلال الأشهر الماضية جهودا مضنية بصورة مباشرة وغير مباشرة لاحتواء الموقف الداخلى، وإجراء مصالحة وطنية بين كل القوى السياسية بما فيها مؤسسة الرئاسة منذ شهر نوفمبر 2012.. بدأت بالدعوة لحوار وطنى استجابت له كل القوى السياسية الوطنية وقوبل بالرفض من مؤسسة الرئاسة فى اللحظات الأخيرة.. ثم تتابعت وتوالت الدعوات والمبادرات من ذلك الوقت وحتى تاريخه.

وتقدمت القوات المسلحة أكثر من مرة بعرض تقدير موقف استراتيجي على المستوى الداخلي والخارجي تضمن أهم التحديات والمخاطر التي تواجه الوطن على المستوى الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ورؤية القوات المسلحة بوصفها مؤسسة وطنية لاحتواء أسباب الانقسام المجتمعي وإزالة أسباب الاحتقان ومجابهة التحديات والمخاطر للخروج من الأزمة الراهنة.

في إطار متابعة الأزمة الحالية اجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة رئيس الجمهورية في قصر القبة يوم 22 / 6 / 2013، حيث عرضت رأى القيادة العامة ورفضها للإساءة لمؤسسات الدولة الوطنية والدينية، كما أكدت رفضها لترويع وتهديد جموع الشعب المصري.

ولقد كان الأمل معقودا على وفاق وطني يضع خارطة مستقبل، ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والاستقرار لهذا الشعب بما يحقق طموحه ورجاءه، إلا أن خطاب السيد الرئيس ليلة أمس وقبل انتهاء مهلة الـ48 ساعة جاء بما لا يلبى ويتوافق مع مطالب جموع الشعب.. الأمر الذى استوجب من القوات المسلحة استنادا على مسؤوليتها الوطنية والتاريخية التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون استبعاد أو إقصاء لأحد.. حيث اتفق المجتمعون على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصري قوى ومتماسك لا يقصى أحدا من أبنائه وتياراته وينهى حالة الصراع والانقسام وتشتمل هذه الخارطة على الآتى:

- تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت.

- يؤدى رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة.

- إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد.

- لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية.

- تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية.

- تشكيل لجنة تضم كل الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذى تم تعطيله مؤقتا.

- مناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء فى إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية.

- وضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن.

- اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب فى مؤسسات الدولة ليكون شريكا في القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة.

- تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.

تهيب القوات المسلحة بالشعب المصرى العظيم بكل أطيافه الالتزام بالتظاهر السلمى، وتجنب العنف الذى يؤدى إلى مزيد من الاحتقان وإراقة دم الأبرياء.. وتحذر من أنها ستتصدى بالتعاون مع رجال وزارة الداخلية بكل قوة وحسم ضد أى خروج عن السلمية طبقا للقانون، وذلك من منطلق مسؤوليتها الوطنية والتاريخية.

وتوجه القوات المسلحة التحية والتقدير لرجال القوات المسلحة ورجال الشرطة والقضاء الشرفاء المخلصين على دورهم الوطني العظيم وتضحياتهم المستمرة للحفاظ على سلامة وأمن مصر وشعبها العظيم.

حفظ الله مصر وشعبها الأبى العظيم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات مشابهة

  • مسيرات كبرى في حجة تضامناً مع الشعب الفلسطيني ودعماً لمقاومته الباسلة
  • أبناء الحديدة يحتشدون في 26 ساحة دعما واسنادا لغزة
  • بيان بـ صنعاء ورد للتو
  • كشف حساب حكومى
  • وزير النقل: العدوان يستخدم طيران اليمنية للابتزاز السياسي وحصار الشعب
  • حتي لا ننسى.. نص البيان التاريخى فى 3 يوليو
  • حرب الشعب الجمهوري: ذكرى 3 يوليو ستظل علامة فارقة في تاريخ مصر
  • البرهان لا تفاوض مع من قتل ونهب الشعب السوداني
  • الذكرى الـ 11 لانتصار الشعب.. النص الكامل لبيان 3 يوليو
  • تعقيب د. عشاري أحمد محمود على مناشدة أ. مبارك الكودة