شرب المياه الغازية يزيد هرمون الذكورة لدى الرجال.. ما حقيقة الأمر؟
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
تداول العديد من المتابعين والصفحات، بوستات تفيد بوجود دراسة جديدة قامت بها الصين تؤكد أن شرب الكولا والبيبسي يؤدي لزيادة هرمون الذكورة (التستوستيرون) لدى الرجال.. فما القصة؟
لاقت البوستات المتداولة، انتشارا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك، وسط تساؤلات عدة عن حقيقة هذه الدراسة.
. تعرف عليه
الدراسة المُشار إليها في البوستات المنتشرة أُجريت على فئران تجارب فقط وليس على البشر، ونتائجها لا يمكن تعميمها.
أجرى الدراسة، باحثون من جامعة نورث ويست مينزو الصينية، ونُشرت نتائجها في عدد يوليو - سبتمبر 2022 من دورية "Acta Endocrinol"، وتهدف إلى تحديد تأثير المشروبات الغازية مثل الكوكا كولا والبيبسي على الخصوبة لدى الرجال وعلى حجم الخصية.
ولاختبار فرضيتهم، قام الباحثون بدراسة مجموعات من ذكور الفئران، حيث شربت المجموعة الأولى الماء فقط، في حين شربت المجموعات المتبقية مستويات متفاوتة من الكوكاكولا والبيبسي.
ما تأثير البيبسي والكوكاكولا؟وجدت الدراسة أن حجم خصيتي الفئران التي شربت بيبسي أو كوكا كولا زادت بشكل ملحوظ بعد 15 يوم من بداية التجربة.
كما وجد الباحثون أيضًا أن "تركيزات هرمون التستوستيرون في الدم لدى جميع الفئران تعززت بتناول البيبسي كولا والكوكا كولا، مما يشير إلى أن الجرعات العالية من البيبسي والكوكا كولا يمكن أن تحسن إفراز هرمون التستوستيرون على ذكور الفئران".
وبحسب جامعة هارفارد، فإنه على الرغم من أن البشر والفئران يتشاركون نفس الجينات، إلا أنهم يعملون بشكل مختلف في خلاياهم، وكثير من التجارب التي أجريت على الفئران فشلت فشلًا ذريعًا عند اجرائها على البشر، وإلا لكانت أمراض كثيرة مثل مرض الزهايمر، والسرطان، والسكري، ومعظم الاضطرابات الموروثة شيئًا من الماضي.
فضلًا عن ذلك، العديد من الدراسات الأخرى التي أجريت على البشر أثبتت عكس نتائج هذه الدراسة.
على سبيل المثال، وجدت دراسة أجراها باحثون من جامعة بوسطن الأمريكية، على 4873 رجل وامرأة، ونشرت نتائجها عام 2018، أن شرب المياه الغازية أدى إلى تقليل الخصوبة لدى كلا الجنسين بنسبة كبيرة.
وتُشير نتائج دراسة دنماركية أن الرجال الذين يتناولون لترًا من الكولا يوميًا، قد ينخفض عدد الحيوانات المنوية لديهم بنسبة 30% تقريبًا مقارنة بالرجال الذين لم يشربوا الكولا.
ويعترف الباحثون في الدراسة الصينية بأن استهلاك المشروبات الغازية "قد يؤدي إلى السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بيبسي كوكاكولا هرمون الذكورة التستوستيرون
إقرأ أيضاً:
دراسة: ضعف الحوكمة يُعيق إصلاح التعليم في المغرب رغم ارتفاع الميزانية
كشف تقرير بحثي حديث، صادر عن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أن إصلاح منظومة التربية والتعليم في المغرب يواجه تحديات حوكمة تعيق تحقيق أهدافه، رغم الميزانيات الكبيرة المرصودة لهذا القطاع.
وأظهرت الدراسة، التي أعدها الخبير الاقتصادي العربي الجعايدي، عضو اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، أن هناك “عجزاً حقيقياً في فعالية الإنفاق الوطني على التعليم”، وهو ما ينعكس على ارتفاع معدلات الفشل الدراسي، والهدر المدرسي، وبطالة الخريجين.
وأكد التقرير، الصادر تحت عنوان “إصلاح التعليم في المغرب يواجه معضلة ضعف الحوكمة”، أن النظام التعليمي، الذي يستقبل أكثر من تسعة ملايين تلميذ وطالب سنوياً، بحاجة إلى إصلاح شامل لا يقتصر فقط على زيادة الإنفاق، بل يشمل تحسين الحوكمة وتعزيز المشاركة المجتمعية.
وأبرزت الدراسة مفارقة لافتة، حيث أوضحت أن ميزانية التعليم في المغرب تنمو بوتيرة أسرع من الميزانية العامة للدولة، كما أن الإنفاق على القطاع كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي يفوق العديد من الدول، لكن الأداء التعليمي يظل أقل.
ورصد التقرير تقلبات السياسة التعليمية في المغرب، مشيراً إلى أنها “تتأرجح تبعاً للظروف والتغيرات السياسية”، مما يؤدي إلى فترات تُثار فيها جميع الإشكاليات التعليمية، وأخرى تُتخذ فيها قرارات متسرعة كرد فعل على أزمات مالية أو اجتماعية، وهو ما يعرقل تنفيذ الإصلاحات بشكل مستدام وفعال.
كما استعرضت الدراسة أبرز محطات إصلاح التعليم في المغرب خلال الـ25 سنة الأخيرة، بدءاً من الميثاق الوطني للتربية والتكوين، الذي حظي بإجماع وطني، لكنه لم يحقق النتائج المرجوة رغم بعض التقدم، مروراً بـ المخطط الاستعجالي (2009-2011)، الذي وُصف بـ”الجريء” لكنه اصطدم بضعف الدعم المؤسسي وغياب الفعالية في استثمار الموارد، وصولاً إلى الرؤية الاستراتيجية للإصلاح (2015-2030)، التي تواجه صعوبات في تحقيق مبدأي الإنصاف والمساواة على أرض الواقع، خاصة في إدماج أطفال المناطق القروية وذوي الاحتياجات الخاصة.
وخلص التقرير إلى أن تحسين جودة التعليم في المغرب لا يرتبط فقط بزيادة الموارد المالية، بل يتطلب إصلاحات عميقة على مستوى الحوكمة، وضمان استقرار السياسات التعليمية بعيداً عن التقلبات السياسية، مع تعزيز إشراك المجتمع في عملية الإصلاح لضمان استدامته وفعاليته.