اليوم نودّع عام 2023، ونستقبل العام الجديد 2024، ومازال شعبنا يبحث عن السلام المُستدام !.
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
تُري، متى تتوقف "أُمّ" الحروب السودانية، هذه الحرب "المليجيشية" الكارثية ؟!.
فيصل الباقر
مدار أوّل:
"من يعرف الحرب ،، لا يدنو لمرقدها ،، الر يح تعصف،، والكبريتُ يتّقِدُ... الحربُ نارٌ ،، إذا اشتعلت مواقدها،، من يُطفيء النار،، لا ينظُر لها أحدُ... نحنُ الشعوب ضحاياها،، فيا أسفي،، ضِعنا،، وضاعت دوننا البلدُ" ((نجيب محمد على))
-1-
أكتب اليوم عند مُنتصف نهار يوم الأحد 31 ديسمبر 2023، وهو اليوم الأخيرفى هذا العام الذي شهدت – وتشهد - فيه بلادنا اندلاع "أُم الحُروب السودانية" هذه، الحرب الكارثية "المليجيشية"، بين (الجيش والدعم السريع)، وهى حرب مجنونة "عبثية" وخاسرة، بدأت وانطلقت شرارتها الأولي، فى الخرطوم، صباح يوم السبت 15 أبريل 2023، ثمّ انتشر فيروسها الخبيث، واتسعت دائرتها و"دورتها" الشريرة، لتصل إلى ولايات دارفور، ثمّ كردفان، وأخيراً، لاية والجزيرة، وعاصمتها مدني، وسط توقّعات وتخوُّفات مشروعة، بأن تتّسع أكثر، فأكثر، لتشمل كُل ولاية سنار، التي شهدت – بين عشيةٍ وضحاها - معارك ضارية بين طرفي الحرب، فى تخةم ومداخل مدينة سنار، نتجت عنها حركة نزوح جديد، صوب عاصمة الولاية سنجة، ومنها إلى مدينتي الدندر والدمازين، ومُدن وقُري أُخري فى ولاية سنار، أصبحت مُهددة - تماماً - بشبح الحرب المدمرة !.
-2-
وفقاً للاحصائيات الأخيرة الموثوقة من ((المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)) و((منظمة الهجرة الدولية))، وغيرها من المنظمات الدولية ذات المصداقية العالية، فإنّ آخر مستجدات الإحصائيات الواردة، تُشير إلى أنّ جملة "المجبرين" على النزوح "داخل السودان" قد بلغوا (7,117,888) فيما بلغ تعداد اللاجئين واللاجئات، وطالبي وطالبات اللجوء "خارج حدود السودان" (1,382,748) "حتي 25 ديسمبر 2023"، ومازالت أعداد النزوح واللجوء تتزايد كلّما تصاعدت وتائر الحرب، وقد عاد القصف المتبادل بين طرفي الحرب (الجيش والدعم السريع) مؤخراً – وبصورة مكثفة - فى الخرطوم، ومدينة نيالا بجنوب دارفور !.
-3-
ومازالت تلوح هناك فى الأُفق البعيد – لا قدّر الله - مخاوف موضوعية، من أن تتمدّد الحرب، لتصل ولايتي القضارف، وكسلا، اللتين أصبحتا على مرمي حجر من "دانات" راصدة، أو "قذائف" مجنونة، أو "مُسيّرات" قاصدة، أو "طلعات جوية" طائشة، بعد أن كانت تُعتبر ملاذات آمنة للفارين والفارّات من ويلات الحرب المدمرة، ونستطيع أن نضيف من قرائن الأحوال: ربّما، لا تنجو ولايات نهر النيل والشمالية والبحر الأحمر، إذا استمرت الحرب "المليجيشية" الكارثية، تعبث بأرواح الناس ومقدرات الشعب والوطن !.. إذ مازالت – هناك - بعض المؤشرات والدلائل، التى تُنبيء بتمدُّد ساحات ومساحات هذه الحرب اللعينة، فى العام المقبل (2024)، ما لم يُلجم فرس الحرب الجامح !.
-4-
ها نحن نتهيّأ لندخل العام الجديد (2024)، فى هذا المناخ الحربي البغيض، الذى أضرّ بالبلاد والعباد، منذ 15 أبريل 2023، ونعيش فى ظل مناخاته وأجوائه القاتمة، حيث شنّت الإستخبارات العسكرية - ومازالت تشن - حملات اعتقالات واسعة، شملت – وتشمل - ناشطى وناشطات من المجتمع المدني العريض، وفى مقدمة المستهدفين والمستهدفات مُدافعي ومدافعات حقوق الإنسان، وعضوات وأعضاء لجان المقاومة، ورموز الأحزاب السياسية، وكل الأصوات التي ارتفعت – عالية - لتبدي مواقف "علنية" رافضة للحرب، ومُطالبة بوقفها، ومعارضة للتجنديد والإستنفار للحرب، وفى المقابل، لم تسلم كل المناطق التي دخلتها قوات الدعم السريع، من النهب والقتل، والسرقات، وكافة انتهاكات حقوق الإنسان، والمطلوب – اليوم ، وقبل الغد – وقف كافة انتهاكات حقوق الإنسان، واطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات، والكشف عن أمكنة احتجاز المختفين والمختفيات قسرياً، لأنّ جميع هذه الإنتهاكات ضد المدنيين والمدنيات، تشكّل جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، يجب تسريع التحقيق الدولي فيها، ومساءلة معاقبة مرتكبيها، طال الزمن ام قصُر، لكونها لا تسقط – أبداً – بالتقادم أو النسيان !.
-5-
غداً الإثنين (1 يناير 2024)، يبدأ العام الجديد (2024)، وهو عام "استثنائي"، وفقاً لقراءات وحسابات علماء وعالمات البحوث "الفلكية" و"الجيوفيزيقية"، لكونه "سنة كبيسة"، تمُرّ مرّة كل أربعة أعوام، والسنة "الكبيسة"، هى السنة الشمسية الميلادية التي تحتوي على ( 366) يوماً، بدلاً من السنوات "البسيطة" المعتادة ذات الـ(365) يوماً، وكانت أخر سنة "كبيسة"، فى السنوات القريبة الماضية، هى سنة (2020)، فيما سيشهد عام (2028) السنة "الكبيسة" المقبلة، وتعود التسمية إلى الأمبراطور الروماني (غايوس يوليوس قيصر)، الذي قاد الجيوش الرومانية فى حروب "الغال" الأهلية، وأصبح بعدها حاكماً لروما، من سنة 49، حتّى إغتياله فى 15 مارس سنة 44 ميلادية !. ولعلّ فى حادثة اغتيال يوليوس قيصر، عِظة، ودرس تاريخيٌّ بليغ للقادة (المجانين) الذين يقودون شعوبهم – بوعيٍ أو بدون وعي - للحروب المدمرة، ويظنون – عبثاً - أنّهم باقون مدى الدهر، وسيعيشون بمنجاةٍ من نوائب الدهر، أو "الإغتيال"، إن قهروا شعوبهم وقهروا الناس بقوّة الحديد والنار، وهذا ما أثبت خطله تاريخ الحروب القديمة والمعاصرة، فهل يتّعظ الجبابرة المُنتهكون ؟!.
-6-
فى هذا المناخ الحربي المشتعل، فاجأ قائد الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو "حميدتي" أنصاره وأعداءه، وحتى كثير من المراقبين، بظهوره فى يوغندا، بصحبة الرئيس يوري موسفيني، ثمّ كرّر فى اليوم التالي ذات المفاجأة، بوصوله إثيوبيا، وإجتماعه مع قيادتها، مع اعتذاره لـ"أسباب فنية"، كما قال مستشاروهوا، عن الإجتماع المُعلن رسمياً مع "غريمه"، مع قائد الجيش الجنرال البرهان، هذا اللقاء الذى عوّلت – وما زالت تعوّل - عليه كثيراً (منظمة الإيقاد) فى أن يحدث اِختراقاً – مطلوباً- فى حالة الحرب المشتعلة والمتمددة رأسياً وأُفقياً، بين "الجنرالين"، ومازالت الإيقاد تسعي جاهدة، لتحقيق نجاح مجهوداتها بلقاء الرجلين فى يناير 2024، دون تأكيدات إن كان اللقاء المنتظر سيتحقق فى القريب العاجل أم لا !!.
-7-
وقبل أن نرسل هذا المقال لمنصات النشر، ها هو الجنرال حميدتي، يلقي بالمفاجأة الثالثة، بوصوله جيبوتي، عصر يوم 31 ديسمبر 2023، ولقائه مع رئيسها إسماعيل قيلي، فى خِضم هذا المشهد الحربي المربك والمترتبك، فيما ينتظر الناس قائد الجيش، ليقول كلمته الأخيرة، حول إمكانية لقاء الرجلين، فيما تتواصل الحرب الدعائية و"البروباقاندا" الحربية الساخنة، بين الطرفين، على منصات الإعلام القديم والجديد، بما فى ذلك، الميديا الإجتماعية.. وبغض النظر عن جدية الضغوط المبذولة لتحقيق لقاء الرجلين، فإنّ هذا الصراع المُسلّح المفتوح، أفرز – وسيفرز – المزيد من المآسي الإنسانية، التي أصبح ضحاياها آلاف، بل الملايين من المدنيين.
-8-
هانحن نودّع العام (2023) بالحزن والألم، ونستقبل العام الجديد (2024)، مُتمسّكين بالتفاؤل والأمل المشروعين، وفيما يستعد سكان العالم للإحتفال بالعام الجديد، عشية اليوم الأوّل من عام 2024، تبقي أُمنية شعبنا العظيم أن تتوقف الحرب الكارثية "المليجيشية، وأن يعم السلام ربوع بلادنا الحبيبة، وأن تتحقق شعارات ثورة ديسمبر 2018 المجيدة (حرية سلام وعدالة)، على كامل التراب السوداني، وحتماً، سيأتي فيه اليوم الذى تعود فيه إلى مقدّمة الأخبار عبارة "مُدن السودان تنتفض"، و"شعب السودان ، ينتصر"، وما هذا بجديد أو غريب على شعبنا العظيم، شعبنا المُحب للسلام، شعبنا البطل، إنّه قاهر الدكتاتوريات، وصانع المعجزات !.. فمرحباً بعام السنة "الكبيسة" ( 2024)، وليكن، عاماً لوقف الحرب، وعاماً لتحقيق السلام المُستدام !.
جرس أخير:
"قالوا .. ستنتهي الحرب.. ويتصافح القادة،، وتبقي تِلك العجوز، تنتظر ولدها الشهيد،، وتلك الفتاة، تنتظر زوجها الحبيب،، وأولئك الأطفال، ينتظرون والدهم البطل،، ونحن لا نعلم من باع الوطن؟!، لكن، شاهدنا من دفع الثمن !!" ((محمود درويش))
فيصل الباقر
faisal.elbagir@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العام الجدید
إقرأ أيضاً:
قطاع المرأة بـ «تقدم» يختتم ورشة عمل حول تعزيز دور النساء في إنهاء الحرب وبناء السلام
ركزت الورشة على تعزيز دور النساء في إنهاء الحرب وبناء السلام المستدام، عبر مناقشة التحديات التي تواجههن وإيجاد حلول عملية لتعزيز مشاركتهن في جهود السلام.
نيروبي: التغيير
اختتمت في العاصمة الكينية نيروبي الأحد، أعمال ورشة قطاع المرأة بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، تقدمً التي انعقدت خلال الفترة من 20 إلى 22 ديسمبر 2024.
وركزت الورشة على تعزيز دور النساء في إنهاء الحرب وبناء السلام المستدام، عبر مناقشة التحديات التي تواجههن وإيجاد حلول عملية لتعزيز مشاركتهن في جهود السلام.
وشهدت الورشة تقديم عدد من أوراق العمل والنقاشات، أبرزها ورقة قدمتها عبلة كرار، التي تناولت رؤية قطاع المرأة لإيقاف الحرب وبناء السلام، مسلطة الضوء على قضايا العنف القائم على النوع وآثار الحرب على النساء.
كما ناقشت الورقة توثيقات الأمم المتحدة المتعلقة بحالات العنف الجنسي وزواج القاصرات، مؤكدة أن معالجة هذه القضايا يجب أن تكون أولوية في أي جهود لإحلال السلام.
واختتمت الورشة بالتأكيد على أهمية توحيد الجهود النسوية من خلال إطار مرجعي شامل يهدف إلى تعزيز مشاركة المرأة في صنع القرار.
كما دعت إلى الاستفادة من قرار مجلس الأمن رقم 1325 كركيزة لدعم العدالة الانتقالية، وضمان شراكة النساء في بناء مستقبل أفضل للسودان.
وأشادت المشاركات بالدور الذي يمكن أن يلعبه المجتمع الدولي في تقديم الدعم الإنساني للنساء المتأثرات بالحرب، مؤكدات أن هذا الدعم يمثل خطوة أساسية في مسار التعافي وإعادة البناء.
وتأتي هذه الورشة كجزء من الجهود المتواصلة لتسليط الضوء على إمكانيات المرأة السودانية في مواجهة التحديات، وتعزيز مشاركتها في تحقيق السلام الشامل والمستدام.
الوسومالمرأة السودانية تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» وقف الحرب