تُري، متى تتوقف "أُمّ" الحروب السودانية، هذه الحرب "المليجيشية" الكارثية ؟!.

فيصل الباقر
مدار أوّل:
"من يعرف الحرب ،، لا يدنو لمرقدها ،، الر يح تعصف،، والكبريتُ يتّقِدُ... الحربُ نارٌ ،، إذا اشتعلت مواقدها،، من يُطفيء النار،، لا ينظُر لها أحدُ... نحنُ الشعوب ضحاياها،، فيا أسفي،، ضِعنا،، وضاعت دوننا البلدُ" ((نجيب محمد على))
-1-
أكتب اليوم عند مُنتصف نهار يوم الأحد 31 ديسمبر 2023، وهو اليوم الأخيرفى هذا العام الذي شهدت – وتشهد - فيه بلادنا اندلاع "أُم الحُروب السودانية" هذه، الحرب الكارثية "المليجيشية"، بين (الجيش والدعم السريع)، وهى حرب مجنونة "عبثية" وخاسرة، بدأت وانطلقت شرارتها الأولي، فى الخرطوم، صباح يوم السبت 15 أبريل 2023، ثمّ انتشر فيروسها الخبيث، واتسعت دائرتها و"دورتها" الشريرة، لتصل إلى ولايات دارفور، ثمّ كردفان، وأخيراً، لاية والجزيرة، وعاصمتها مدني، وسط توقّعات وتخوُّفات مشروعة، بأن تتّسع أكثر، فأكثر، لتشمل كُل ولاية سنار، التي شهدت – بين عشيةٍ وضحاها - معارك ضارية بين طرفي الحرب، فى تخةم ومداخل مدينة سنار، نتجت عنها حركة نزوح جديد، صوب عاصمة الولاية سنجة، ومنها إلى مدينتي الدندر والدمازين، ومُدن وقُري أُخري فى ولاية سنار، أصبحت مُهددة - تماماً - بشبح الحرب المدمرة !.


-2-
وفقاً للاحصائيات الأخيرة الموثوقة من ((المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)) و((منظمة الهجرة الدولية))، وغيرها من المنظمات الدولية ذات المصداقية العالية، فإنّ آخر مستجدات الإحصائيات الواردة، تُشير إلى أنّ جملة "المجبرين" على النزوح "داخل السودان" قد بلغوا (7,117,888) فيما بلغ تعداد اللاجئين واللاجئات، وطالبي وطالبات اللجوء "خارج حدود السودان" (1,382,748) "حتي 25 ديسمبر 2023"، ومازالت أعداد النزوح واللجوء تتزايد كلّما تصاعدت وتائر الحرب، وقد عاد القصف المتبادل بين طرفي الحرب (الجيش والدعم السريع) مؤخراً – وبصورة مكثفة - فى الخرطوم، ومدينة نيالا بجنوب دارفور !.
-3-
ومازالت تلوح هناك فى الأُفق البعيد – لا قدّر الله - مخاوف موضوعية، من أن تتمدّد الحرب، لتصل ولايتي القضارف، وكسلا، اللتين أصبحتا على مرمي حجر من "دانات" راصدة، أو "قذائف" مجنونة، أو "مُسيّرات" قاصدة، أو "طلعات جوية" طائشة، بعد أن كانت تُعتبر ملاذات آمنة للفارين والفارّات من ويلات الحرب المدمرة، ونستطيع أن نضيف من قرائن الأحوال: ربّما، لا تنجو ولايات نهر النيل والشمالية والبحر الأحمر، إذا استمرت الحرب "المليجيشية" الكارثية، تعبث بأرواح الناس ومقدرات الشعب والوطن !.. إذ مازالت – هناك - بعض المؤشرات والدلائل، التى تُنبيء بتمدُّد ساحات ومساحات هذه الحرب اللعينة، فى العام المقبل (2024)، ما لم يُلجم فرس الحرب الجامح !.
-4-
ها نحن نتهيّأ لندخل العام الجديد (2024)، فى هذا المناخ الحربي البغيض، الذى أضرّ بالبلاد والعباد، منذ 15 أبريل 2023، ونعيش فى ظل مناخاته وأجوائه القاتمة، حيث شنّت الإستخبارات العسكرية - ومازالت تشن - حملات اعتقالات واسعة، شملت – وتشمل - ناشطى وناشطات من المجتمع المدني العريض، وفى مقدمة المستهدفين والمستهدفات مُدافعي ومدافعات حقوق الإنسان، وعضوات وأعضاء لجان المقاومة، ورموز الأحزاب السياسية، وكل الأصوات التي ارتفعت – عالية - لتبدي مواقف "علنية" رافضة للحرب، ومُطالبة بوقفها، ومعارضة للتجنديد والإستنفار للحرب، وفى المقابل، لم تسلم كل المناطق التي دخلتها قوات الدعم السريع، من النهب والقتل، والسرقات، وكافة انتهاكات حقوق الإنسان، والمطلوب – اليوم ، وقبل الغد – وقف كافة انتهاكات حقوق الإنسان، واطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات، والكشف عن أمكنة احتجاز المختفين والمختفيات قسرياً، لأنّ جميع هذه الإنتهاكات ضد المدنيين والمدنيات، تشكّل جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، يجب تسريع التحقيق الدولي فيها، ومساءلة معاقبة مرتكبيها، طال الزمن ام قصُر، لكونها لا تسقط – أبداً – بالتقادم أو النسيان !.
-5-
غداً الإثنين (1 يناير 2024)، يبدأ العام الجديد (2024)، وهو عام "استثنائي"، وفقاً لقراءات وحسابات علماء وعالمات البحوث "الفلكية" و"الجيوفيزيقية"، لكونه "سنة كبيسة"، تمُرّ مرّة كل أربعة أعوام، والسنة "الكبيسة"، هى السنة الشمسية الميلادية التي تحتوي على ( 366) يوماً، بدلاً من السنوات "البسيطة" المعتادة ذات الـ(365) يوماً، وكانت أخر سنة "كبيسة"، فى السنوات القريبة الماضية، هى سنة (2020)، فيما سيشهد عام (2028) السنة "الكبيسة" المقبلة، وتعود التسمية إلى الأمبراطور الروماني (غايوس يوليوس قيصر)، الذي قاد الجيوش الرومانية فى حروب "الغال" الأهلية، وأصبح بعدها حاكماً لروما، من سنة 49، حتّى إغتياله فى 15 مارس سنة 44 ميلادية !. ولعلّ فى حادثة اغتيال يوليوس قيصر، عِظة، ودرس تاريخيٌّ بليغ للقادة (المجانين) الذين يقودون شعوبهم – بوعيٍ أو بدون وعي - للحروب المدمرة، ويظنون – عبثاً - أنّهم باقون مدى الدهر، وسيعيشون بمنجاةٍ من نوائب الدهر، أو "الإغتيال"، إن قهروا شعوبهم وقهروا الناس بقوّة الحديد والنار، وهذا ما أثبت خطله تاريخ الحروب القديمة والمعاصرة، فهل يتّعظ الجبابرة المُنتهكون ؟!.
-6-
فى هذا المناخ الحربي المشتعل، فاجأ قائد الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو "حميدتي" أنصاره وأعداءه، وحتى كثير من المراقبين، بظهوره فى يوغندا، بصحبة الرئيس يوري موسفيني، ثمّ كرّر فى اليوم التالي ذات المفاجأة، بوصوله إثيوبيا، وإجتماعه مع قيادتها، مع اعتذاره لـ"أسباب فنية"، كما قال مستشاروهوا، عن الإجتماع المُعلن رسمياً مع "غريمه"، مع قائد الجيش الجنرال البرهان، هذا اللقاء الذى عوّلت – وما زالت تعوّل - عليه كثيراً (منظمة الإيقاد) فى أن يحدث اِختراقاً – مطلوباً- فى حالة الحرب المشتعلة والمتمددة رأسياً وأُفقياً، بين "الجنرالين"، ومازالت الإيقاد تسعي جاهدة، لتحقيق نجاح مجهوداتها بلقاء الرجلين فى يناير 2024، دون تأكيدات إن كان اللقاء المنتظر سيتحقق فى القريب العاجل أم لا !!.
-7-
وقبل أن نرسل هذا المقال لمنصات النشر، ها هو الجنرال حميدتي، يلقي بالمفاجأة الثالثة، بوصوله جيبوتي، عصر يوم 31 ديسمبر 2023، ولقائه مع رئيسها إسماعيل قيلي، فى خِضم هذا المشهد الحربي المربك والمترتبك، فيما ينتظر الناس قائد الجيش، ليقول كلمته الأخيرة، حول إمكانية لقاء الرجلين، فيما تتواصل الحرب الدعائية و"البروباقاندا" الحربية الساخنة، بين الطرفين، على منصات الإعلام القديم والجديد، بما فى ذلك، الميديا الإجتماعية.. وبغض النظر عن جدية الضغوط المبذولة لتحقيق لقاء الرجلين، فإنّ هذا الصراع المُسلّح المفتوح، أفرز – وسيفرز – المزيد من المآسي الإنسانية، التي أصبح ضحاياها آلاف، بل الملايين من المدنيين.
-8-
هانحن نودّع العام (2023) بالحزن والألم، ونستقبل العام الجديد (2024)، مُتمسّكين بالتفاؤل والأمل المشروعين، وفيما يستعد سكان العالم للإحتفال بالعام الجديد، عشية اليوم الأوّل من عام 2024، تبقي أُمنية شعبنا العظيم أن تتوقف الحرب الكارثية "المليجيشية، وأن يعم السلام ربوع بلادنا الحبيبة، وأن تتحقق شعارات ثورة ديسمبر 2018 المجيدة (حرية سلام وعدالة)، على كامل التراب السوداني، وحتماً، سيأتي فيه اليوم الذى تعود فيه إلى مقدّمة الأخبار عبارة "مُدن السودان تنتفض"، و"شعب السودان ، ينتصر"، وما هذا بجديد أو غريب على شعبنا العظيم، شعبنا المُحب للسلام، شعبنا البطل، إنّه قاهر الدكتاتوريات، وصانع المعجزات !.. فمرحباً بعام السنة "الكبيسة" ( 2024)، وليكن، عاماً لوقف الحرب، وعاماً لتحقيق السلام المُستدام !.
جرس أخير:
"قالوا .. ستنتهي الحرب.. ويتصافح القادة،، وتبقي تِلك العجوز، تنتظر ولدها الشهيد،، وتلك الفتاة، تنتظر زوجها الحبيب،، وأولئك الأطفال، ينتظرون والدهم البطل،، ونحن لا نعلم من باع الوطن؟!، لكن، شاهدنا من دفع الثمن !!" ((محمود درويش))

فيصل الباقر
faisal.elbagir@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: العام الجدید

إقرأ أيضاً:

"الشيوخ" يوافق على الحساب الختامي للمجلس عن السنة المالية 2023/2024

 

 

وافق مجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، خلال الجلسة العامة، اليوم الأربعاء، على تقرير لجنة الشئون المالية والاقتصادية والاستثمار بشأن الحساب الختامي لمجلس الشيوخ عن السنة المالية 2023/2024.

 

واستعرضت النائبة ريهام عفيفي، عضو مجلس الشيوخ، تقرير اللجنة، مؤكدة أن المجلس انتهج خلال السنة المالية 2023/2024 سياسة واضحة لترشيد الإنفاق، انطلاقًا من حرصه الشديد على حُسن إدارة المال العام، حيث كانت الموازنة العامة للمجلس تقدر بـ (680،951،654) مليون جنيها مصريًا، في حين بلغ اجمالي المصروفات 651،911،851 مليون جنيها.

 

وأشارت إلى أنه أسفرت سياسة ترشيد الإنفاق التي اتبعها المجلس عن تحقيق عن تحقيق وفر مالي قدره 65،042،799.62 جنيهًا (خمسة وستون مليونًا واثنان وأربعون ألفًا وسبعمائة تسعة وتسعون جنيهًا واثنان وستون قرشًا)، بنسبة تقريبية 10%.

 

وأكدت عضو مجلس الشيوخ، أنه تم سحب هذا المبلغ من قِبَل وزارة المالية وفقًا للإجراءات المعتمدة.


كما وافق مجلس الشيوخ، على الحساب الختامي لقطاع الأموال والأملاك عن السنة المالية 2023/2024.

 

وأشارت النائبة ريهام عفيفي، إلى أن التقرير أظهر أن عائد استثمارات أموال مجلس الشيوخ عن السنة المالية 2023 / 2024، بلغ تقريبا 915 مليون جنيه.


وشددت النائبة أثناء عرض التقرير، على أهمية مواصلة العمل المؤسسي القائم على الانضباط المالي وحُسن إدارة الموارد المتاحة.

 

 

مقالات مشابهة

  • تكنولوجيا جديدة بنهائيات دوري أبطال آسيا للنخبة
  • ارتفاع قيمة تحويلات المصريين في الكويت إلى رقم قياسي
  •  الدوري الإسباني يحقق أرباحا مليارية قياسية 
  • لبنان.. العفو الدولية تتهم إسرائيل بشن هجمات عشوائية على المدنيين
  • الدوري الإسباني يسجل أعلى أرباح في تاريخه الموسم الماضي
  • "الشيوخ" يوافق على الحساب الختامي للمجلس عن السنة المالية 2023/2024
  • الإحصاء: 122.4 مليون دولار قيمة التبادل التجاري بين مصر وجيبوتي خلال 2024
  • الكرامة معارك مستمرة في عدة جبهات (1)
  • الإحصاء: 122.4 مليون دولار قيمة التبادل التجاري بين مصر وجيبوتى خلال 2024
  • مواعيد القطارات في التوقيت الصيفي الجديد 2025 ( التفاصيل)